الرئيسة   »   مؤلفات الشيخ   »   نصح الموافق والمخالف   »   القول المبسّط لإبطال دعوىٰ دعاة التوسط

(أضيف بتاريخ: 2021/10/27)

بيانات الكتاب

القول المبسّط لإبطال دعوىٰ دعاة التوسط

القول المبسّط لإبطال دعوىٰ دعاة التوسط

المؤلف:

فضيلة الشيخ محمد بن عبدالحميد حسونة $

الناشر:

لم يُطبع بعد!

حجم الكتاب:

صغير

تاريخ التأليف:

12/10/1424هـ

عدد مرات القراءة:
قراءة

تحميل

( 673 KB )

قراءة

( 9 صفحة )
القول المبسط
  • +  تكبـير الخط
  • -  تصغيـر الخط

النسف والتحطيـم لحاجز التخذيـل
أو:
القول المبسّط لإبطال دعوىٰ دعاة التوسط

من: أبي عبد الله محمد بن عبد الحميد……….. كان الله تعالىٰ له.

إلىٰ: أخيه…………………………. وفقه الله تعالىٰ للخير، آمين.

سلام عليكم، أما بعد:

إن مما يؤسَف له ويُتعجَّب منه: ترددُ كليمات ظاهرها فيه الرحمة، وباطنها الفساد، تجرح شعور السادة السلفيين الأطهار، وتخدش حياء هؤلاء الأماجد الأبرار، ذلك ما يسمعونه بين الفينة والأخرىٰ من أحد رجلين؛ إما رجل غافل لا يدرك حقيقة الأمر، ولم يطلّع علىٰ مهيّة الخلاف، ولم يقف علىٰ مآله، وأثر علىٰ إخواننا من حولنا.

والثاني: رجل يدعي توسطاً -زعم-؛ تخديلًا منه وتمويهاً، محاولًا تكميم أفواه الصادقين المخلصين، الذين يسعون إلىٰ خير العباد والبلاد، في الوقت نفسه الذي يبارك فيه سير قافلة الشر والفتن وهي تسعىٰ إلىٰ مهالكها، وتلهث وراء مصارعها، تغتصب في طريقها حرمة الأدلة العليّة، وتقطع طريق العلم علىٰ أربابه الأهلة، وتسلب عقول النشئ؛ ليكونوا لهم سبابا خزايا أذلّة، يخدمون مآربهم الدنيّة، ويُنفذون مخططاتهم الرديّة، قابرة للحقائق الجليّة، ومصادمة للمسلّمات المرضيّة، ومشككة في الضروريات الحتميّة، وهي مع هذا كله ترمىٰ مخالفيها بفاحش القول الذي هي أهله، وهم منه براء.

الأمر الذي كان لا بدّ معه من بيان؛ تثبيتًا لكل سلفي حزنان، وتنبيهًا لغافل وسْنان، وإيقاظًا لكل سادر نومان، وتحذيرًا من كل مخادع فتان، فأقول:

قال شيخ الإسلام -رحمه الله تعالىٰ-‏: ‏«والداعي إلىٰ البدعة مستحقٌّ العقوبة باتفاق المسلمين، وعقوبته تكون تارة بالقتل، وتارة بما دونه، كما قتل السلف1: جهم بن صفوان، والجعد بن درهم، وغيلان القدري وغيرهم، ولو قُدِّر أنه لا يستحق العقوبة أو لا يمكن عقوبته: فلا بد من بيان بدعته والتحذير منها، فإن هذا من جملة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي أمر الله به ورسوله‏» ‏‏«مجموع فتاوىٰ شيخ الاسلام‏» (35/414).

وقال أيضًا -رحمه الله تعالىٰ-‏: ‏«ومثل أئمة البدع من أهل المقالات المخالفة للكتاب والسنة، أو العبادات المخالفة للكتاب والسنة، فإن بيان حالهم وتحذير الأمة منهم واجب باتفاق المسلمين، حتي قيل لأحمد بن حنبل: الرجل يصوم ويصلي ويعتكف أحب إليك، أو يتكلم في أهل البدع؟ فقال: إذا قام وصلىٰ واعتكف فإنما هو لنفسه، وإذا تكلم في أهل البدع، فإنما هو للمسلمين، هذا أفضل.

فبيّن أن نفع هذا عام للمسلمين في دينهم، من جنس الجهاد في سبيل الله، إذ تطهير سبيل الله ودينه ومنهاجه وشرعته ودفع بغي هؤلاء وعدواهم علىٰ ذلك واجب علىٰ الكفاية باتفاق المسلمين.

ولولا من يقيمه الله لدفع ضرر هؤلاء، لفسد الدين، وكان فساده أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب، فإن هؤلاء إذا استوصوا لم يفسدوا القلوب وما فيها من الدين إلا تبعاً، وأما أولئك فهم يفسدون القلوب ابتداء‏» ‏‏«مجموع فتاوىٰ شيخ الإسلام‏» (28/321).

انظر هذا الكلام المتين من هذا العالم النحرير، وأمعن النظر فيه، ومتع مقلتيك بين أروقته، وشنف أسماع مجالسيك بحلاوة أحرفه، واستمتع بعبارات‏ «اتفاق المسلمين‏» و«من جنس الجهاد في سبيل الله‏» و«دفع بغىٰ هؤلاء وعدواهم واجب علىٰ الكفاية باتفاق المسلمين‏» و‏ «لولا ما يقيمه الله لدفع هؤلاء ضرر لسد الدين‏».

وفي أثناء الكلام عن موقف الإمام أحمد -رحمه الله تعالىٰ- في فتنة القول بخلق القرآن واختلاف أصناف الناس فيها:

‏‏«وصنف سكنوا عن الخوض في ذلك مع اعتقادهم بأن القرآن كلام الله غير مخلوق تورعاً، ورأوا أن من كان قبلهم من السلف لم يتكلموا في ذلك، ولمثل هؤلاء يقول الإمام أحمد وقد سئل: هل لهم رخصة أن يقول الرجل: (كلام الله) ثم يسكت؟ فقال: ولم يسكت؟! لولا ما وقع فيه الناس كان يسعه السكوت، لكن حيث تكلموا فيما تكلموا؛ لأىٰ شئ لا يتكلمون‏» انظر‏ «مسائل الإمام أحمد‏» لأبي داود‏‏ (264).

«فكان الأولىٰ أن يبينوا للناس ولا سيما إذا كانوا من أهل العلم والحديث، لأن الناس بهم يقتدون، وإليهم ينظرون‏» حاشية كتاب‏ «الرد علىٰ من أنكر الحرف والصوت‏» للحافظ أبي نصر السجزىٰ ص(206).

قال شيخ الإسلام -رحمه الله تعالىٰ- في معرض ردّه علىٰ أصحاب القول بوحدة الوجود‏: «… ومن يعاونهم وينصرهم علىٰ أهل الإيمان المنكرين للحلول والاتحاد، وهو شر ممن ينصر النصارىٰ علىٰ المسلمين، فإن قول هؤلاء شر من قول النصارىٰ، بل هو أشر ممن ينصر المشركين علىٰ المسلمين‏» انتهىٰ المقصود‏ «درء تعارض العقل والنقل‏» (6/171) والنقل عن‏ «منهج أهل السنة والجماعة في نقد الرجال والكتب والطوائف‏» للعلامة ربيع المدخلي ص(134).

ثم قال الشيخ الربيع -زاده الله توفيقاً- بعده‏: ‏«انتبه أيها السلفي الصادق، واحذر أن تقاد إلىٰ نصرة أهل البدع والضلال والإلحاد التي تضمها التنظيمات الحزبية والسياسية، فإن كثير من أدعياء السلفية لا هم لهم اليوم إلا نصرة أهل البدع المشكلة‏» انتهىٰ.

ولعل ما تقدم هو الذىٰ دفع الشيخ عبدالرزاق بن الشيخ عبدالمحسن البدر ليقول بعدها‏: ‏«ورغم وضوح هذا المنهج وظهوره، وكثرة عوائده وفوائده إلا أنه قد ظهرت في زماننا هذا من بعض الأفراد والجماعات مواقف مخذولة وآراء مرذولة، تدعو بلا حياء إلىٰ السكوت عن أهل البدع والأهواء، وعدم التحذير منهم وزعموا أن هذا هو المنهج الأقوم والطريق الأحكم، وقالوا: هذا رأب للصدع، ولمّ للشمل، وتوحيد للصف، وجمع للكلمة! وما من ريب أن هذا المنهج باطل، أضراره كثيرة، وأخطاره جسيمة علىٰ الإسلام والسنة، و فيه أعظم تمكين لأهل البدع والأهواء في نشر ضلالهم وباطلهم، وهو منهج منحرف عن الكتاب والسنة‏» انتهىٰ المقصود من كتاب‏ «القول السديد‏» (9–11) بتصرف.

ثم نقل كلامًا آخر لشيخ الإسلام، حيث قال -رحمه الله تعالىٰ-‏: ‏«وبإزاء هؤلاء المكفرين بالباطل: أقوام لا يعرفون اعتقاد أهل السنة والجماعة كما يجب، أو يعرفون بعضه ويجهلون بعضه، وما عرفوه منه قد لا يبينونه للناس بل يكتمونه، ولا ينهون عن البدع المخالفة للكتاب والسنة، ولا يذمون أهل البدع ويعاقبوهم بل لعلهم يذمون الكلام في السنة وأصول الدين ذمًا مطلقاً، لا يفرقون فيه بين ما دل عليه الكتاب والسنة والإجماع، وما يقوله أهل البدع والفرقة، أو يقرون الجميع علىٰ مذاهبهم المختلفة، كما يقرّ العلماء في مواضع الاجتهاد التي يسوغ فيها التراع.

وهذه الطريقة قد تغلب علىٰ كثير من المرجئة، وبعض المتفقهة، والمتصوفة، والمتفلسفة، كما تغلب الأولىٰ علىٰ كثير من أهل الأهواء والكلام.

وكلا هاتين الطريقتين منحرفة، خارجة عن الكتاب والسنة، وإنما الواجب بيان ما بعث به رسله وأنزل به كتبه، وتبليغ ما جاءت به الرسل عن الله، والوفاء بميثاق الله الذي أخذه علىٰ العلماء. فيجب أن يعلم ما جاءت به الرسل، ويؤمن به، ويدعو إليه، ويجاهد عليه…».

وما أشبه الليلة بالبارحة، وما أشبه أولئك الذين يتحدث شيخ الإسلام آنفًا عن طريقتهم بهؤلاء المعاصرين الداعين إلىٰ السكوت عن أهل البدع والأهواء…

وعليه فإن مؤلفات أهل السنة الكثيرة في الرد علىٰ أهل البدع والأهواء، المقصود منها: النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم.

وفيها دعوة للمردود عليه إلىٰ محاسبة نفسه، ووزن أقواله لعلّه يعود إلىٰ رشده، ويترك غيّه وباطله.

وفيها حماية للمجتمع المسلم من الباطل المبثوث في كتاب المبتدع المبطل الناشر للضلال.

ولم يبعد أحد شيوخنا المعاصرين إذ قال: «وكما يوضع في زماننا أماكن لحجر الصحي لمن بهم أمراض معدية، فإن أهل البدع والأهواء الداعين إلىٰ باطلهم أولىٰ بالحجر من أولئك؛ لأن هؤلاء يمرضون القلوب ويفسدون الأديان، وأولئك يفسدون الأجسام ويمرضون الأبدان‏» ولكن من لنا بمن يكممم أفواههم ويقطع ويكسر أقلاهم‏» ‏‏«القول السديد‏» ص(11).

وجاء في كتاب‏ «ملحوظات وتنبيهات…‏» للظفيري –حفظه الله تعالىٰ– قدم له فضيلة الشيخ العلامة عبيد بن عبد الله الجابرىٰ– وفقه الله- ص(31) وذلك عند رفع دعوىٰ تخديل، نقضها العلامة عبد العزيز بن باز -رحمه الله تعالىٰ- قائلاً‏:

«… وليس ذلك تكفيرًا لهم، ولا تمزيقًا لشمل الأمة، ولا تفريقًا لصفهم، وإنما في ذلك النصح لله ولعباده، وبيان الحق وعدم كتمانه، والقيام بالدعوة إلىٰ الله والإرشاد إلىٰ سبيله، ولو سكت أهل الحق عن بيانه، لاستمر المخطئون علىٰ أخطائهم، وقلّدهم غيرهم في ذلك، وباء الساكتون بإثم الكتمان الذي توعدهم الله في قوله سبحانه‏: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ 159 إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَٰئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ [البقرة:159-160].

وقد أخذ الله علىٰ علماء أهل الكتاب الميثاق؛ ﴿ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ ﴾ [آل عمران:187]، وذمهم علىٰ نبذه وراء ظهورهم وحذرنا من اتباعهم، فإذا سكت أهل السنة عن بيان أخطاء من خالف الكتاب والسنة، شابهوا بذلك أهل الكتاب المغضوب عليهم والضالين‏» ‏«مجموع فتاوىٰ ومقالات متنوعة‏» للشيخ العلامة عبد العزيز بن باز – رحمه الله تعالىٰ (3/73).

وجاء في كتاب‏ «السراج الوهاج بصحيح المنهاج‏» ص(34) بعد أن تكلم عن وسطية أهل السنة بين طوائف البدع قال‏: ‏«وهذا توسط محمود؛ لأنه حق بين باطلين، وليس كل من وقف بين طائفتين كان محموداً، كما يدعىٰ بعض أهل زماننا الذين يقولون: لسنا من أهل السنة، ولا من خصومهم، ويقولون نحن وسط!!

وقد ذم الله عز وجل من وقف بين أهل الحق والباطل، فقد قال تعالىٰ في المنافقين‏: ﴿ مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لا إِلَىٰ هَؤُلاءِ وَلا إِلَىٰ هَؤُلاءِ‏ ﴾ [النساء: 143]… وأن من رفع رأسه بالسنة ودافع عنها، كان له نصيب من قول الله عز وجل لرسوله ‏ :
﴿ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ‏ ﴾ [الشرح:4]، وأن من حارب السنة وأهلها، كان له نصيب من قول الله عز جل: ﴿ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبْتَرُ‏ ﴾ [الكوثر:3]، وصدق الله إذ يقول:‏ ﴿ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ‏ ﴾ [الحج:18].

وعلىٰ هذا التثريب علىٰ قول المثبطة، الذين ينشرون قواعد التخذيل بل التضليل‏ «لا تفرقوا الأمة‏» و«الأعداء يتربصون بنا‏» و«شديد علىٰ أخيك ساكت علىٰ الشيوعية والنصارىٰ‏» و «نلتقىٰ فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً…» إلخ2.

فيقال: أن هذا التخذيل المشوب بالإعراض عن مواجهة الباطل، وترك مواقع الحراسة لدين الله، والذبّ عنه، لهو من أعتىٰ ما نواجهه في سيرنا المبارك في سدّ هذا العدوان الجائر علىٰ شريعتنا وألفتنا عليها، وإن أتانا في ثوب النصح المفعم –الممتلئ- بالتقدير والتعظيم.

ونقول لهؤلاء: أربعوا علىٰ أنفسكم، إن الساكت عن كلمة الحق كالناطق بالباطل في الإثم -إلا لعذر شرعي- قال أبو علي الدقاق: «الساكت علىٰ الحق شيطان أخرس، والمتكلم بالباطل شيطان ناطق‏» ‏‏«الرسالة القشيرية»‏ ص(57) وانظر «وقفات منهجية‏» ص(165) فاربأ بنفسك أن تكون أحد الشياطين.

وفي حديث ثوبان :‏ «وإني أخاف علىٰ أمتي الأئمة المضلين» رواه الإمام مسلم في «صحيحه‏» في الفتن وغيره. فلا تكن ضالًا بدفاعك عن الضالين.

واعلم ما قاله ابن الجوزي $ نقلًا عن أبي الوفا علىٰ بن عقيل الفقيه حيث قال: قال شيخنا أبو الفضل الهمداني: «مبتدعة الإسلام والواصفون للحديث أشد من الملحدين‏».

وقال الحميدي شيخ الإمام البخاري -رحمهما الله تعالىٰ-: ‏«والله لأن أغزو هؤلاء الذين يردون حديث3 رسول الله أحبّ إلي من أن أغزو عداهم من الترك‏» انظر‏ «الموضوعات‏‏» (1/51) و‏ «وقفات منهجية‏» (171).

فتدبر هذه الآثار السلفية، وانظر مكانك منها، تكن علىٰ بصيرة بحقيقة أمرك.

بقىٰ أن نقول لهؤلاء ما قاله العلامة العلم الإمام ابن القيم -رحمه الله تعالىٰ-‏: ‏«إن تسلط الأعداء علينا بسبب تركنا السنة، فبقدر الترك يكون التسلط والقهر‏» انظر‏ «الصواعق المرسلة‏» لابن القيم (4/1254).

ونحذر هؤلاء من الاندراج تحت هذا الوعيد النبوي إذ يقول ‏: ‏«ما من امرئ يخذل امرءا مسلمًا في موطن ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته، إلا خذله الله تعالىٰ في مواطن يحب فيه نصرته، وما من أحد ينصر مسلما في مواطن ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته، إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته‏» ‏‏«صحيح الجامع‏» للعلامة الألباني برقم (5690).

وصدق الله العظيم حيث قال: ﴿ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ﴾ [الحج:40]، وفق الله الجميع -الموافق والمخالف– إلىٰ ما فيه رضاه، ورزقنا الله تقواه.

وصلىٰ الله وسلم وبارك علىٰ نبينا محمد وعلىٰ آله وصحبه أجمعين.
والحمد لله رب العالمين

كتبه
راجي عفو مولاه
أبو عبد الله
محمد بن عبد الحميد بن محمد حسونة
في: 12/10/1424هـ
  1. المقصود: أئمة السلف من باب‏ «إطلاق العام وإرادة الخاص‏» أي: ولاة الأمر، خلافًا لإطلاق دعوة الحداديّة الغالية بل الخالية.
  2. ومما تجدر الإشارة إليه في هذا المقام، تحذير طلبة العلم من الغرور؛ فإنه سبب في النفور من الحق، والإعجاب بالقول، مُردٍ لصاحبه، نسأل الله تعالى لصاحب «السراج…‏» رؤية الحق حقًا لاتباعه، والتحذير منه حتى الفيأة مطلب، والله الهادي.
  3. ورحم الله العلامة ابن القيم –رحمه الله تعالى- إذ يقول‏: ‏«أما إن نقعد قاعدة ونقول: هذا هو الأصل، ثم نرد السنة لأجل مخالفة تلك القاعدة فلعمر الله لهدم ألف قاعدة لم يؤصلها الله ورسوله افرض علينا من رد حديث‏» ‏«إعلام الموقعين‏‏» (2/ 252) دار الكتاب العلمية.