الرئيسة   »   مؤلفات الشيخ   »   نصح الموافق والمخالف   »   يا صغيري انتبه – تعليق على مقال‏: ‏هذه هي السلفية فاعرفوها‏

(أضيف بتاريخ: 2021/10/29)

بيانات الكتاب

يا صغيري انتبه – تعليق على مقال‏: ‏هذه هي السلفية فاعرفوها‏

يا صغيري انتبه – تعليق على مقال‏: ‏هذه هي السلفية فاعرفوها‏

المؤلف:

فضيلة الشيخ محمد بن عبدالحميد حسونة $

الناشر:

لم يُطبع بعد!

حجم الكتاب:

صغير

تاريخ التأليف:

27/11/1430هـ - 15/11/2009م

عدد مرات القراءة:
قراءة

تحميل

( 692 KB )

قراءة

( 9 صفحة )
يا صغيري انتبه
  • +  تكبـير الخط
  • -  تصغيـر الخط

يا صغيري.. انتبه

تعليق علىٰ مقال‏: ‏«هذه هي السلفية فاعرفوها‏»

﴿قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾
سورة «الأنعام» الآية(161)


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علىٰ رسول الله وإخوانه وآله ومن ولاه.

أما بعد:

الابن: …………………، سلامٌ عليكم، وبعد:

ابتداءً؛ يسعدنا اعتزازك بالمنهج السلفي -وكيف لا؟!- بيد أني أقول: هل هذا المقال -عاليه- مقالك؟ فإن كان لا؛ فأين العزو؟! وإن كان نعم؛ فعليه.. أقول:

بالنظر إلىٰ سنك المزبور (18 سنة) ومُعرّفك المرقوم، (المشرف العام علىٰ شبكة: الردّ علىٰ أهل الأهواء والبدع)؛ أقول:

جيد، غير أن عليه ملاحظات -إعلانها لا يقدح، إنما هو تواصٍ ينتفع منه كل باصر-:

أولاً: الترجمة:

أقول: فكما أنه لا ينبغي أن يقول المفتي في فتاواه هذا رأي الدين -كما دلّت علىٰ ذلك الآثار-، وإنما يقول هذا رأيي هذا فهمي، فإن كان شيء نسب إليه، كذلك لا ينبغي أن يكتب من هو فوقك سنًّا وعلمًا ويقول:‏ «هذه هي السلفية فاعرفوها‏».

اكتب واعرض ما تكتبه علىٰ من هو أكبر منك علمًا وسنا، حتىٰ حين، وصغير اليوم كبير الغد.

وعن المقال:

أولاً: ذكرت تحت ترجمة‏: ‏«السلفية والبدع:… أما المعاصىٰ والكبائر فقد يقع فيها طوائف من السفليين‏».

أقول: سبحان الله! هل هذا مدح أم قدح؟

فلو صيغت «البعض‏» دون ذكر النسبة، أو حتىٰ التبعيض مع النسبة، كان أوفق. أما الطوائف، فلا!!!

ولو زعمت أن الطائفة تقع علىٰ الواحد كما الجماعة؟؛ يقال: السياق يأباه؟ وأيضاً: العرف -مع إنكار القلوب والآذان- يمجّه.

وإياك إياك وما يسبق علىٰ القلوب إنكاره.

هداك الله! إذا كانت الطوائف -الذين هم الصفوة – كما زعمت! فأين القدوة؟

ثم.. هل سبرت أحوالهم، وتتبعت أخبارهم، فوقفت علىٰ ما زعمت؟! .

هذا.. وما قيل في‏ «الطوائف‏» يقال في التقريب‏ «قد يقع‏».

ملاحظة ثانية:

تحت ترجمة‏: «السلفية والعمل الجماعي: السلفيون من دعاة العمل الجماعي -بمفهومه الشرعي- أما العمل الجماعي الحزبي فهذا مرفوض جملة وتفصيلا، فالمفهوم الشرعي للعمل الجماعي هو التعاون علىٰ البر والتقوىٰ، فلا حرج لو قامت جماعة متخصصة فىٰ التوحيد، وأخرىٰ فىٰ الحديث، وثالثة فىٰ الفقه، ورابعة فىٰ التفسير،…،…، والكل يدعو فى تخصصه لكن بشرط أن تكون هذه الجماعات تحت إمام واحد إن وجد، وأن تكون علىٰ عقيدة صحيحة ومنهج سليم، عقيدة ومنهج السلف الصالح، وهذا ركن من أركان العمل، والسعي نحو التمكين، ولا يمكن بحال من الأحوال التنازل عنه‏» .

وهذا لا يخلو من بيانات:

أولاً: إن العلم كتلة واحدة، حلقة متصلة، ولقد جنىٰ التخصص علىٰ البعض جنايات، لذا واجب علىٰ طالب العلم، علىٰ السلفي، أن يأخذ من العلوم، بحسبه وحسبها -أي: يقدم ما حقه التقديم-؛ لاتصالها، ونعني بالعلوم علوم أهل الإسلام -الوحي وما دار في فلكه، وقام لخدمته-، وهذا يحتاج من الطالب جد وكد، وإرشاد أستاذ وطول عمر… إلخ، والكلام فيه طول.

ثانيًا‏: «تحت إمام واحد إن وجد‏»؛ لفظ الإمامة ينسحب عند الإطلاق علىٰ الإمامة الكبرىٰ، انتبه!!

وعلىٰ كل حال: إن كنت تقصد إمامًا علميًّا؛ فإمام السلفيين والمسلمين الوحي -كتاب وسنة-، وهو كائن قائم دائم -إلىٰ قرب قيام الساعة-، وهو حاكم علىٰ كبيرهم وصغيرهم.

وإن قصدتَ الأعلم والأخبر؛ فهو موجود في كل عصر ومصر -علىٰ تفاوت بينهم-، ويبقىٰ قيدك‏ «إن وجد‏» فيه مع ما تقدم إيهام، فليراجع.

ثالثاً: في قولك‏: «ركن من أركان العمل‏» و‏ «السعي نحو التمكين‏» و‏ «ولا يمكن بحال من الأحوال التنازل عنه‏» طرح فيه نفس غريب، انتبه.

وما بعده شبهه:

ملاحظة ثالثة:

تحت ترجمة‏: ‏«السلفية والجهاد: فمن أصول الدعوة السلفية أن الجهاد ماض إلىٰ قيام الساعة مع الأمراء أبرارًا كانوا أم فجاراً، لذلك فنفوسهم تتعشق الجهاد، وقلوبهم تهفو إلىٰ الشهادة فىٰ سبيل الله، لعلمهم بفضل الجهاد، ففىٰ الجهاد يكون الدين كله لله، وبالجهاد يرفع الظلم، ويحق الحق، ويحال دون الفساد، وفيه التمكين فىٰ الأرض، والحفاظ علىٰ عز المسلمين، كما أن فيه إذلال أعداء الله وإرهابهم، وكف أذاهم، كما أن فيه تمحيصًا للمؤمنين ومحقًا للكافرين، ولكن لا بد الأخذ بأسبابه وشروطه وفقهه، وألا تحكمنا العواطف والحماسات الفارغة التىٰ أدت بالمسلمين إلىٰ الهاوية…‏»

قلت: وهذا كسابقه، طرح غير رشيد.

نحن ندعو إلىٰ جهاد هو الأعظم والألح بل والأكمل، وهو الجهاد العلمي، هو المقدم، وما بعده تابع له.

نفوسنا تهفو إلىٰ وجود طوائف من الطلبة والطالبات للقيام بهذا الفرض -الكفائي- ومن ثم يتحقق فيهم الخيرية وبهم الخير، يتأولون قوله تعالىٰ‏: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ‏ ﴾ [الأنبياء:107].

أما الحديث عن الجهاد العسكري والعزة والتمكين وتهييج النفوس إليه، فمخالف. وانظر بحث‏ «القطر المصري بين فقه الجهاد وأهل الجهل والعناد‏» لفضيلة الشيخ عصام الدين أبو السعود -زاده الله تعالىٰ توفيقًا- وبالمناسبة هو أحد المشرفين بمنتدىٰ الربانيين.

وشبهه:

ملاحظة رابعة:

تحت ترجمة‏: «السلفية والمظاهرات والاغتيالات: هذه ليست من الدين فىٰ شئ، بل استوردناها من بلاد الكفر، وزدنا عليها إشعال إطارات السيارات التىٰ تسبب الأمراض، وتخريب المؤسسات التعليمية والاقتصادية والمرافق العامة. والمظاهرات أول نواة الخروج علىٰ الحكام الذىٰ نتج عنه سفك الدماء، وهتك الأعراض، والتسلط علىٰ السنة وأهلها، وتعطيل دور المساجد من العلم والتعليم والإصلاح، حتىٰ أصبحت وكرًا لدعاة المظاهرات والاغتيالات وهذا مصدره التهييج السياسي، وهناك أصابع خفية داخلية أو خارجية تحاول بث مثل هذه الأمور لإفساد المجتمعات الإسلامية، فهم ينكرون المناهج الانقلابية الثورية التىٰ يكون وقودها المسلمين، وتتأخر الدعوة بسببها سنوات كثيرات. ومع ذلك كله، فإن السلفيين لا ينكرون علىٰ العاملين ضرورة التغيير، ولكنهم ينكرون عليهم مناهجهم فى التغيير التى لا تسمن ولا تغنى من جوع، التىٰ منها المظاهرات والاغتيالات».

قلت:

ما هذا الخلط والخبط‏: «… ومع ذلك كله، فإن السلفيين لا ينكرون علىٰ العاملين ضرورة التغيير، و لكنهم ينكرون عليهم مناهجهم في التغيير التي لا تسمن ولا تغني من جوع‏»!

من هم العاملون الذين لا ينكر عليهم السلفيون؟ هل هم إلا من أنكرت عليهم؟!

وأي تغيير تريد؟!

وهل هي مناهج‏ «لا تسمن ولا تغني من جوع‏» فقط؟ أم هي مناهج فاسدة مفسدة، مشوبة غير مشتهاه، لا تلتقم بل لا تلتقط.

ومن فسادها: كاسدة، عما قريب ذاهبة – عينًا وأثرًا-؛ قال الله تعالىٰ‏: ﴿… وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ ﴾ [الرعد:17].

وفي‏ «الصحيح‏» من حديث ثوبان -رضي الله تعالىٰ عنه- أن رسول الله -صلىٰ الله عليه وإخوانه وآله وسلم-‏: ‏«لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين علىٰ الحق لا يضرهم من خذلهم حتىٰ يأتي أمر الله وهم كذلك‏» صحيح الإمام مسلم وغيره.

وفي الصياغة:

لا يقال‏ «استوردناها‏» بل يقال: استوردت.

وكذا لا يقال‏: «وزدنا عليها‏» بل يقال: زيد عليها، وهكذا دوليك.

كما أنها ليست أول نواة: بل الجهل نواة كل شرك وشر.

ثم -في الباب- الخروج القولي أصلها، ثم تذكر مع أشباحها -سلّمنا الله تعالىٰ وسائر ديار المسلمين. آمين.

والله تعالىٰ العاصم، وهو سبحانه الهادي إلىٰ سواء السبيل.

يا أخي:

مجتمعنا -كمجتمعات المسلمين- متألف من أنفسنا وأقاربنا وجيراننا! ندعوهم برفق وعلم وحلم.

يا صغيري! انتبه.

أنصحك -مع ما تقدم- بترك نشر ما تكتبه الآن -اكتب واحتفظ به، وتعهده ما دمت في نمو-، وعليك بالعلم والصبر في تحصيله، يكثر مع كبر سنك، واستصحب علىٰ الدوام دعاء الله تعالىٰ التوفيق والقبول.

وساعتئذ تنعم، وننعم بك.

موفق.

هذا الذي أردت بيانه نصحًا، هو لك ولغيرك، والله تعالىٰ معز دينه وأوليائه، وصلِّ اللهم وسلم وبارك علىٰ نبينا محمد وعلىٰ إخوانه وآله وصحبه أجمعين. والحمد لله رب العالمين.

أبو عبد الله
محمد بن عبد الحميد
في: 27/11/1430هـ – 15/11/2009م