الرئيسة   »   مؤلفات الشيخ   »   دعوة أهل الكتاب واللادينيين   »   أجرأ من ذبابة

(أضيف بتاريخ: 2021/10/26)

بيانات الكتاب

أجرأ من ذبابة

أجرأ من ذبابة

وصف مختصر:

رد على مشرفة قسمي‏ «دين وفلسفة‏» و«عالم المرأة‏» في منتدىٰ الإلحاد‏ «المستقلة‏»

المؤلف:

فضيلة الشيخ محمد بن عبدالحميد حسونة $

الناشر:

لم يُطبع بعد!

حجم الكتاب:

صغير

تاريخ التأليف:

11/1/1431هـ 27/1/1410م

عدد مرات القراءة:
قراءة

كتبٌ في نفس القسم

تحميل

( 695 KB )

قراءة

( صفحة )
أجرأ من ذبابة
  • +  تكبـير الخط
  • -  تصغيـر الخط

أجرأ من ذبابة

﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِـي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾
سورة «الأعراف» الآية (158)


بعد البسملة والحمدلة والحوقلة أقول:

تعليقًا علىٰ ما زعمته السوأة السّواء -سارة، المشرفة علىٰ قسمي‏ «دين وفلسفة‏» و«عالم المرأة‏» في منتدىٰ الإلحاد‏ «المستقلة‏»- إذ قامت ناطحة في مسوح ناصحة -مستدركة علىٰ بحث‏ «عيب يا خالة‏» العامر بالأخبار والآثار، القاضي علىٰ دعوىٰ دعيّة من دعاة السفور والفساد- زاعمة‏: «تريد ان تقنع غير مؤمن بالقرأن والحديث حاول أن لاتستدل بالقرأن والحديث عند الحوار معاه1 لكي يكون الحوار مثمر وفيه نقاط مشتركه2، كمن يقول لملحد أو لا ديني أو مسيحي: القرأن ليس محرف أو من صنع االبشر. ليجيب عليه المسيحي أو اللاديني3: وما دليلك؟ فيقول بكل سهوله‏: «إنا نزلنا عليكم الذكر وانا له لحافظين‏» ‏‏«قل أن هذا من عند الله4‏».

ياسيدي5 ما هو مش بيؤمن باللي تقوله، وطبعا حصلت معايا كثير6 ررررررررررر‏» اهـ .

أقول: هذه الغبيّة الغويّة قد أكثرت، وكم وكم قد أُهملت وأُمهلت، غير أنها تأبىٰ إلا التدني، فما أشبهها بالذبابة7.

والتفاتة لعل فيها التفاتة، نقول لها وأشكالها، ما قاله مؤرخ الإسلام الحافظ شمس الدين الذهبي -رحمه الله تعالىٰ- في كتابه الماتع‏ «سير أعلام النبلاء»‏:

«وإذا رأيت المتكلم المبتدع يقول: دعنا من الكتاب والأحاديث الآحاد، وهات العقل فاعلم أنه أبو جهل…‏» ‏«سير أعلام النبلاء‏» (4/472).

ولرفع الجهل، أقول:

قال الله تعالىٰ‏: ‏﴿ وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ‏ ﴾ [الأنعام:51].

وفي بعث معاذٌ -رضي الله تعالىٰ عنه- وهو العالم المحبوب، لليمن -معلمًا وقاضيًا- كما في‏ «الصحيح‏»، فقام إرشادُ أعلمِ وأصدق وأرحم وأنصح وأعقل مخلوقٍ -صلىٰ الله تعالىٰ عليه وإخوانه وآله وسلم- إذ قال له‏: ‏«إنك تقدم علىٰ قوم أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله، فإذا عرفوا الله فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم فإذا فعلوا فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم زكاة تؤخذ من أموالهم فترد علىٰ فقرائهم فإذا أطاعوا بها فخذ منهم وتوق كرائم أموال الناس‏» ‏«صحيح الجامع‏» برقم(2296).

وعن أبي العباس عبد الله بن العباس -رضي الله تعالىٰ عنهما- أن رسول الله -صلىٰ الله تعالىٰ عليه وإخوانه وآله وسلم- خطب الناس في حجة الوداع فقال‏: «إن الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم، ولكن رضي أن يطاع فيما سوىٰ ذلك مما تحاقرون من أعمالكم. فاحذروا.. إني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدًا كتاب الله وسنة نبيه‏» ‏«صحيح الترغيب والترهيب‏» برقم(40).

فالتحذير أولاً، مع الوصية ثانياً، وعند الموت ثالثاً: صارخ الدلالة علىٰ عظم الموصىٰ به -وهو عظيم عظيم- مع ما تضمّنه الحديث رابعًا من إثبات الهدىٰ بنفي الضلال عن المستمسك المستسلم لهما العاضّ عليهما.

لذا نحن نستصحبهما في سيرنا، ونقدمهما في حديثنا وبحوثنا، ونعظّمهما في أنفسنا، ونرجوا.

وقد كان الإمام أحمد -رحمه الله تعالىٰ- وغيره في ردّه علىٰ الجهمية لا يزيد عن طلب وإيراد الدليل، لا عجزًا بل نهجًا.

هذا وقد ذكر الوحيان -الكتاب والسنة- من الأدلة النقلية وكذا العقلية الشيء الكثير، غير أن التعويل علىٰ النقل؛ إذ هو الأوجب والأسبق والأصوب لقوم يعقلون.

وفي باب التعليل، وذكر العلة اتصالًا وانفصالًا، ذكرًا وإضمارًا، دلالة دالة علىٰ ما سبق، بل وفي الأخير-إضمار العلة- يقوم واجب الاستسلام، ويستدعىٰ الإذعان، ويأتي الاتباع، ويكمل الانقياد، ويكون التسليم، مع اليقين بأن في الأمر الخير كل الخير في العاجل أو الآجل، بل في كليهما عند التحقيق.

ثم هل هم -الملاحدة بالمعنىٰ الأعم- هنا وفي غيرها تكلموا فيما تكلموا إلا بنقل عمن يؤلهون ويعبدون! وهموا هموا؟!!!

هذا.. بغضّ النظر عن محياهم ومماتهم، ناهيك عن بعثهم!

وعليه.. فالواجب خلاف ما دعوتِ إليه، والصواب ما صنعه ابننا الصبي المصقع، وهو دون سنّ البوغ، وفي بلاغه بلاغة وبلاغ، ثبتّه الله تعالىٰ وأعانه ورفع قدره وعمّم به النفع.

وأقول، فاسمعي واعي: إن من رحمة الله تعالىٰ بنا أن تعبدنا بالأمر لا النتيجة، علينا حُسن السعي، ولأرحم الراحمين الأمر، وهذا معنىٰ نوعي الهداية، وإليك مستندها:

قال الله تعالىٰ في هداية التوفيق للإيمان‏: ‏﴿ إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾ [القصص:56].

وقال تعالىٰ في هداية الدلالة والإرشاد‏: ﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾ [الشورىٰ:52]‏.

ثم قال تعالىٰ في وجوب والسعي مع تسكين الفؤاد‏: ﴿ لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ‏ ﴾ [الشعراء:3]. ‏‏﴿ فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً‏ ﴾ [الكهف:6]. ‏‏﴿ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَن كَانَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ‏ ﴾ [الزخرف:40].

وأكرر ليتقرر: نحن قيمتنا وقوتنا وقيامنا، وكذا سلامتنا وسعادتنا ونجاتنا: في الوحيين، فيهما الهداية كل الهداية، فيهما العلم حق العلم كل العلم -علىٰ وجه الإجمال تارة، وعلىٰ وجه التفصيل أخرىٰ- فيهما السمو كله، فيهما الطهر كله.

وفي الجملة: فيهما الخير كل الخير، وبهما النجاة في الدارين. كما أنهما في باب إقامة الحجة فيهما الكفاية كل الكفاية؛ لاشتمالهما علىٰ القوىٰ: الروحية والعقلية والبيانية، وما تضمنا من أخبار غيبية – مطلقة ونسبية- وآيات شرعية وكونية.

وبعد، يا صغيرتي:

إن للاتباع أثر حميد، قد يُدرك في الحال وقد يُعرف بعد زمان، سيما عند تأويله عند مزاحمة مقتضاه، هذه ضرورة نجدها في أنفسنا، نزداد بها يقينا فوق يقين، نصيحة قدمها لنا سلفنا، ونحن عايشناها ونعيشها ومن ثم نهديها خالصة لخلفنا.

صغيرتي اليمنية -سارة، ملأ الله تعالىٰ قلبك بالإسلام سرورًا-: في بلادك خير كثير، وهناك مراكز علمية سنية سلفية عامرة، هناك تعرّفي علىٰ الخير، وتشرّفي بالطهر
-الحسي والمعنوي-.

ودعك من ملتقىٰ الإغواء، ومراقص الأغبياء هذا.

فالبدار البدار، وقد نصحت.

الله تعالىٰ أسأل لي ولك ولهم حسن إسلام، حسن اتباع، حسن دعوة، جميل صبر. والله تعالىٰ الموفق.

وصلِّ اللهم وسلم وبارك علىٰ نبينا محمد وعلىٰ إخوانه وآله وصحبه أجمعين

والحمد لله رب العالمين.

كتبه
راجي عفو مولاه
أبو عبد الله
محمد بن عبد الحميد بن محمد حسونة
في 11/1/1431هـ 27/1/1410م
  1. أقول: وما يضرّك ويضرّه، إن كان فيهما شيء، فليبرزه؛ حتى يجتث ونفثه؟! أيا بيت المكر! وعين الكذب! ليس معنا غير الأدلة، أهلة.
  2. قلت: وهذا من الخبل والخطل: نقاش ديني يخلو من أدلة!!! ويكون فيه نقاط اشتراك؟!!! عجيب. ثم.. السيد المذكور ردّ على الجويهلة النكراء مشاعل أو مشاعر العثمان وترجم‏ «عيب يا خالة‏»، ناصحٌ ينصح مسلمة، بمَ يستدل يا مسلمة؟! يا هنتاه! العرب قديمًا قالوا‏ «بذات فمه يفتضح الكذوب».
  3. أقول: تساءلت المستعلية منكرة‏: «… كمن يقول لملحد أو لا ديني أو مسيحي: القرأن ليس محرف‏» ثم أجابت الوضيعة‏: ‏«ليجيب عليه المسيحي أو اللاديني…‏» يقال لها: أين ذكر الملحد؟! ألكونه أجاب؟!!!

    جهلت –الجهولة- أن الملحد – الأكبر- أعتى من اللاديني، وعقوبته بعد الثبوت من أهلها أنكى؛ قال رسول الله – صلى الله عليه وإخوانه وآله وسلم-‏: «و الذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار‏» ‏«صحيح الجامع» برقم(7063)‌ فاشترط السَّماع خلافًا لمن سمع وأعرض واعترض بعد البيان.

  4. قلت: هذه الناصحة تحتاج إلى نصح، أوله وأعظمه الاهتمام بتصحيح الآيات‏: ‏﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ كما في سورة‏ «الحجر‏» الآية(9) وليس‏ كما رسمت.

    وكذلك قولها‏ «قل أن هذا من عند الله‏» ليس قرآنا!!! بل القرآن: ‏‏﴿ قلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللّهِ فَمَا لِهَـؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً‏ ﴾ [النساء: 78].

    أو قوله تعالى‏: ‏‏﴿ قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِّنْ عِندِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾ [القصص: 49]. أو قوله‏: ‏‏﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُم بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ ﴾ [فصلت:52]. ولعلها أرادته، غير أنها لضعف إيمانها وغفلتها وإعراضها بخلت على نفسها بمراجعتها.

    هذا.. ونربأ بها أن تكون مما قال الله تعالى فيهم‏: ‏﴿ وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ‏ ﴾ [آل عمران:78]. وتوعدهم بقوله‏: ‏﴿ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ ‏﴾ [البقرة:79].

  5. أقول: أجل.. هو سيدك! رجل!! غير أن سيدك المذكور عمره دون سنّ البلوغ، وألقمكم حجورا، وأسكنكم جحورا!!! وله أشباه ونظائر بورك فيهم وذويهم، فتية الإسلام.

    فهلا تفكرت في سبب سيادته، ورفع مكانته؛ المستجلب لتسييدك له؟ وهو حق.

    وآخر: هل هو يقبل أن تكون مسودة له والحاله هذه؟ لا إخاله.

  6. لا.. نحن ننصح مثلك ألا يدعو إلى الإسلام الآن، بل يتعرف إلى الإسلام، يتعلمه، وساعتئذ يدعو، والله تعالى الموفق.
  7. ووجه الشبه ظاهر: إذ أن الذبابة مع حقارتها من سفهها تحطّ على أنف السلطان والأسد، وفيه حتفها.