الرئيسة   »   مؤلفات الشيخ   »   دعوة أهل الكتاب واللادينيين   »   إنما شفاء العي السؤال

(أضيف بتاريخ: 2021/10/20)

بيانات الكتاب

إنما شفاء العي السؤال

إنما شفاء العي السؤال

وصف مختصر:

رد على ملحد كتب مقالًا بعنوان: (أحبُّ زوجتي المسيحية... فأفتوني كيف أكرهها؟)

المؤلف:

فضيلة الشيخ محمد بن عبدالحميد حسونة $

الناشر:

لم يُطبع بعد!

حجم الكتاب:

صغير

تاريخ التأليف:

2/3/1431هـ - 16/2/2010م

عدد مرات القراءة:
قراءة

كتبٌ في نفس القسم

تحميل

( 625 KB )

قراءة

( 6 صفحة )
إنما شفاء العي السؤال
  • +  تكبـير الخط
  • -  تصغيـر الخط

إنما شفاء العي السؤال

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علىٰ رسول الله وإخوانه وآله ومن ولاه.

أما بعد:

فصدّا لعدوان الثالوث: جناية الجاهلين، ومكر المبتدعين، وكيد الكافرين، الذين اجتمعوا في مستنقع واحد‏ «منتديات المستقلة‏» بدعوىٰ الحرية الفكرية وحقوق الإنسانية؛ للنيل من الإسلام وأهله الأهلة، وهيهات.

أعرض هنا شبهتهم في المحبة1 متعرضًا لها، ومعترضًا عليهم محتجًّا؛ بإيراد الحجج وبيان المحجّة.

فأقول ممهدًا: إنها كلمات نورانية، تتردد كثيرًا، تتردد معها الكَلْمَات، كليمات ملجمة ملجئة إلىٰ السؤال فالسكون، وأعني قول سلفنا‏: «لو سكت ما لا يعلم لقلّ الخلاف»، كما قالوا‏: «إما أن تتكلم بعلم أو تسكت بحلم».

وأحسن مما سبق: قول نبينا -صلىٰ الله تعالىٰ عليه وإخوانه وآله وسلم-‏: «… إنما شفاء العي السؤال‏» الحديث.

وأحسن القول وأصدقه وأبره، قول الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد: ‏﴿‏ … فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ﴾ [النحل:43].

وعليه: كان الواجب قبل تلويث الصفحات وتشوية نقاء الورقات أن تسألوا2.

أما عن دعوة الإسلام ورسالة سيد الأنام وإمام المتقدمين والمتأخرين نبينا محمد -صلىٰ الله تعالىٰ عليه وإخوانه وآله وسلم- فقوامها‏: ‏﴿‏ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء:107].

رحمة عامة شملت المؤمن والكافر بل غمرت الحيوان، فكانت حياته أقواله وأفعاله رحمةً كلها، عباداته أحكامه معاملاته جهاده، علم حقيقة ذلك من علم، وجهلها من جهل.

والمعترضون عاليه مع كونهم جهلة، هم كذبة علىٰ أنفسهم، وسلوهم هل تكرهون؟ إن قالوا: نعم، خصموا. وإن قالوا: لا، خصموا.

وأقول: إن الكره غريزة، منه المحمود ومنه المذموم، لكن التعويل: لماذا تحب، ولماذا تكره؟ وما أثر هذا الحب وتلكم الكراهية؟

ومحبة المسلم لزوجه النصرانية أو اليهودية لا يلزم منها محبة ما هي عليه من الإشراك والحكم عليها به 3 -ويستقر بالممات-.

فرسول الله كان يحب عمه أبا طالب، وكان كذلك يحب أمه، وقد زار قبرها وبكىٰ عليها وأبكىٰ، وقد قُضي وقَضىٰ بكفرهما وأنهما من أهل النار، اتفاقا -ولا يؤثر فيه خلاف أهل الخرافة من المتصوفة والمتشيعة-.

وعلىٰ كل حال:

فنحن المسلمون نحب المرء بقدر قربه من الله تعالىٰ، ونبغضه بقدر بعده عن الله تعالىٰ، وهذا يشمل المسلم والكافر كل بحسبه، والآية العظيمة المذكورة دليل من أدلة علىٰ ما سلف.

ومع ذا، قال الله تعالىٰ‏: ﴿ لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾ [الممتحنة:8]. في آيات.

وفي‏ «الصحيح‏» عن أسماء بنت أبي بكر ﭭ قالت: «قدمت عليَّ أمي وهي مشركة في عهد رسول الله ﷺ فاستفتيت رسول الله ﷺ قلت: قدمت علي أمي وهي راغبة: أفأصل أمي؟ قال: نعم، صلي أمك‏» ‏«صحيح الترغيب والترهيب» برقم(2500) في آحاديث.

فصل

أما بالنسبة للنصرانية (محبة مصر!) المتطفلة المتطرفة التي ما تركت صفحة إلا وتهجمت علىٰ الإسلام وأهله وتهكمت علىٰ تعاليمه، في همجية بهماء، وبهيمية خرقاء، فأقول: يا عنز السوء: كفكفكي كراهيتك، وعشك فادرجي.

فصل

وأما بساط هذا المنتدىٰ (رومان 224 مشرف دين وفلسفة) والذي يطأه كل ملحد، ويكبه كل كافر ويركبه، المستفرش لكل ساقطة، فلي معه وقفة:

أهتبلها بقولي: ها أنت ذا كعادتك تنصر النصرانية وتحارب الإسلام سنة بل وقرآنا -وهذا منك إجابة لإنكارك الكذوب السابق في غير هذا الموضع-، فلقد تطاولت عربيدة علىٰ قدسية القرآن، فخنعت ثم نهدت للنَّيل -من خسارك- لا منها! بل من السُّنَّة وأهلها، وهيهات هيهات!.

نذكر هذا ونذكر معه قول العلامة ابن عقيل -رحمه الله تعالىٰ- إذ قال مما له تعلق بالمقام‏: «إذا أردت أن تعلم محل الإسلام من أهل الزمان، فلا تنظر إلىٰ زحامهم في أبواب الجوامع، ولا ضجيجهم في الموقف بلبيك، وإنما انظر إلىٰ مواطأتهم أعداء الشريعة‏».

وعلىٰ كل حال فجوابنا الرافع لجهلكم الدافع لجهالاتكم، الكاشف لسوءكم وسوأتكم: هو أن ضابط كره الزوجة النصرانية أو اليهودية هو: كره دينها المخالف للحنيفية، لا تعلق للحب الغريزي، إنما هو الشرعي، هذا جواب.

جواب آخر:

من جملة عقائد أهل الإسلام: أن المرء قد يُمدح من وجه ويُذم من آخر، يُنكر عليه من وجه ويُترحم عليه من آخر، يُحَب من وجه ويبغض من آخر. وهذا تعلقه بموافقة الشريعة من مخالفاتها.

أجل.. لم يمنعن ذاك الكره من مراعاة الحقوق وأداء الواجبات وتهادي المعاملات، وقد تقدم التدليل شفاءً لكل عليل وغليل.

وكذلك دعوتهم إلىٰ محبة الله تعالىٰ خالق كل شيء ورازق كل شيء وإليه يرجع كل شيء ليحاسب علىٰ كل شيء، المستلزمة توحيده تعالىٰ واتباع سنة نبيه -صلىٰ الله عليه وإخوانه وآله وسلم-.

وفيما تقدم يقول نبينا -صلىٰ الله عليه وإخوانه وسلم-‏: ‏«ثلاث منجيات: خشية الله تعالىٰ في السر والعلانية، والعدل في الرضا والغضب والقصد في الفقر والغنىٰ. وثلاث مهلكات: هوىٰ متبع، وشح مطاع، وإعجاب المرء بنفسه‏» ‏«صحيح الجامع‏» برقم(3039)

أيــا جَحَدة !

يتفضل الله الكريم عليكم إيجادًا، ويجود عليكم إمدادًا، وتسبونه بالإشراك، وتؤذونه تعالىٰ بالإعراض والاعتراض، وهو الغني المحمود، وأنتم الفقراء ذَوو الجحود! فسبحان الصبور الودود.

جاء في الصحيح:‏ «قال الله تعالىٰ شتمني ابن آدم وما ينبغي له أن يشتمني، وكذبني وما ينبغي له أن يكذبني.

أما شتمه إياي فقوله: إن لي ولدًا، وأنا الله الأحد الصمد لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفوًا أحد.

وأما تكذيبه إياي فقوله: ليس يعيدني كما بدأني، وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته‏» ‏«صحيح الجامع‏» برقم(4323) .

سبحانك ربنا سبحانك

سبوح قدوس رب الملائكة والروح

سبحانك ربنا وبحمدك نشهد ألا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليه.

كتبه
الفقير إلىٰ عفو ربه
أبو عبد الله
محمد بن عبد الحميد بن محمد حسونة
2/3/1431هـ – 16/2/2010م
  1. (أحبُّ زوجتي المسيحية… فأفتوني كيف أكرهها؟) تلك كانت الترجمة، وهي كما هو ظاهر جرت مجرى التهكم، من حمر الفهم، بهم العقول، في واحدة من شبهات، وشينة من مشاين مهلكات.
  2. وهذا جواب من جملة توجيهات لدعاة الحرية المناكحين للرافضة وعبدة الصليب واللادينيين، هداهم الله تعالى.
  3. هذا وينبغي عليه أن يتفانى في هدايتها، ويسعى في إسلامها وعظيم استسلامها، فها هو قدوتنا -صلى الله تعالى عليه وإخوانه وآله وسلم- قذف في قلبه محبة أمنا جويرية فعرض عليها الإسلام فأسلمت، وكذا أمنا صفية فاصطفيت وصفت، رضي الله تعالى عنهن وسائر أمهاتنا أمهات المؤمنين.

    وكانت نائلة بنت الفرافصة من أحظى نساء عثمان بن عفان -رضي الله تعالى عنه- عنده -بعد النوريين- وهي من أهل الكتاب، وقيل: أنها أسلمت قبل، وقيل: أنها أسلمت عنده.