الرئيسة   »   مؤلفات الشيخ   »   التحذير من القطبية   »   أعلن براءتي

(أضيف بتاريخ: 2021/10/29)

بيانات الكتاب

أعلن براءتي

أعلن براءتي

وصف مختصر:

مجادلة موسومة بـ (أعلن براءتي) على هذا الرابط

المؤلف:

فضيلة الشيخ محمد بن عبدالحميد حسونة $

الناشر:

لم يُطبع بعد!

حجم الكتاب:

صغير

تاريخ التأليف:

26/9/2008م

عدد مرات القراءة:
قراءة

تحميل

( 615 KB )

قراءة

( 6 صفحة )
أعلن براءتي
  • +  تكبـير الخط
  • -  تصغيـر الخط

أعلن براءتي

بعد البسملة والحمدلة والحوقلة، أقول:

في إحدىٰ مجالسنا النصحية1 ووصاينا النصّيّة علىٰ وجوب معرفة فاتباع النصّ وتقديمه، كانت استجابة مردوفة بانتكاسة، إذ أعلن براءته من الباطل تصريحًا2 -بلسان المقال- كما أعلن -بعد ذلك- براءته من الحق تلميحًا3 -بلسان الحال- والله تعالىٰ أعلم بحقيقة الحال.

هذا.. وإن أعلن براءته، فنحن نستعلن ببراءتنا من الشرك وأهله وعبادة العبيد وألوهية الأهواء4.

فقامت هذه الأحرف آسفة كسيفة ناصحة، أستقطع منها شاهدها، أصدّرها بما ذكره الأخ‏ «أبوالحسن حافظ بن غريب، كتب: مررت علىٰ هذا الحوار وقرأته سريعًا فوجدته ماتعًا في تناول موضوعه، مانعًا بأدلته وبراهينه، بارزًا بحجته وأسلوبه، فهنيئا للمتحاورين، وجزىٰ الله الناقل خير الجزاء، وأرىٰ أنه يجب أن أعاود قراءته أكثر من مرة، ووضع هذا الموضوع للدراسة الجيدة…‏» إلخ.

قلت: نعم أخي هذا الموضوع يحتاج إلىٰ دراسة:

دراسة: حول وجوب قبول الحق إبان ظهوره كمقتضىٰ من مقتضيات الإيمان وآية علىٰ سلامة صدر وصفاء حجر -عقل-.

دراسة: حول تلمس أسباب الثبات علىٰ الحق، بل والتضلع منه، والترقي معه بين أروقته ومراقيه.

دراسة: حول ظاهرة توبة تتلوها كبوة؛ إذ ترىٰ ونرىٰ البعض يؤوب عن باطله ثم يهود، وقد يموت -يسكن ويسكت- عن الدعوة إلىٰ الحق ونصرته.

يتوب من التكفير وسجن السنين ثم يعلن توبة، تسأل بعدها عن صدقها وتفتش عن آثارها، المستلزمة إصلاح ما خرّب، وتقويم ما أفسد، وبناء ما هدم، فلا ترىٰ من ذلك شيئًا -إلا من رحم-.

ويصدمك أنك تراه بعد ذلك منسلخًا من بعض شعائر الديانة، منخلعًا عن الحشمة، متسكعًا في الأسواق، منكبًا علىٰ الدرهم والدينار، متجردًا من الحياء أمام حدق الأطهار.

ويروعك أنه والحالة هذه يستعلي كالدخان، كأنه اتخذ عند الله عهدًا بما قدّم، يحدثك عن بلائه منتشيًا، وفي نشوة يذكر أيام سجنه علىٰ كونها نزهة.

هذه أخي تحتاج إلىٰ دراسة!

إننا في حاجة إلىٰ دعوة هؤلاء والأخذ بأيديهم وعلىٰ أيديهم، طاعة وسلامة.

طاعة: لله تعالىٰ وحده لا شريك الله لشمولهم الدعوة.

وسلامة: إذ هؤلاء لا يزالون يتخبطون في غيابات الإعراض والاعتراض، يحملون بين جنباتهم التمرد والأمراض.

إذ لو صدقت توبتهم وصحّت أوبتهم؛ لرأيتهم مشمرين عن ساعد الجدّ مصلحين، مجاهدين في اتباع السبيل، ومحاربين كل دخيل.

لرأيتهم مرابطين في رياض الجنة لتعلم الهَدي، ومجاهدين في الدعوة للحق علىٰ هُدىٰ، متسلحين بالصبر، محذّرين من سابق باطلهم خصوصًا، وعموم الباطل، معتبرين.

لرأيتهم باكين راهبين مما غبر، وسطرته مع السنين الدواوين -التأريخ، وصحف الأعمال-.

بقي تذكير هؤلاء بقوله تعالىٰ ذي الدلالة: ﴿ قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَىٰ اللّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُم بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَن نَّعُودَ فِيهَا إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا عَلَىٰ اللّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ‏﴾ [الأعراف:89].

لقد علم المسلمون أن رسول الله -صلىٰ الله تعالىٰ عليه وإخوانه وآله وسلم-: «كان أكثر دعائه: يا مقلب القلوب ثبت قلبي علىٰ دينك.

فقيل له في ذلك، قال: إنه ليس آدمي إلا وقلبه بين إصبعين من أصابع الله؛ فمن شاء أقام ومن شاء أزاغ» «صحيح الجامع‏» للعلامة الألباني (4801) من حديث أمنا أم المؤمنين أم سلمة -رضي الله تعالىٰ عنها.

أجل -أخي- إن الذي يحتاج إلى دراسة:

قوة الحق الكامنة في الشرع وأثره علىٰ الفرد والجماعة، ومع ذلك تجد إعراض الجماهير عن العلم وأسبابه، فتكثر بل تفحش البدع وتتعاظم الأهواء، فتتولد الشرور.

والسبب معلوم: وهو البرزخ الذي أفحشه المخالف للحيلولة دون وصوله للعامة -ربطهم بالعلم وأهله- ولو كان؛ لكان الخير، والله تعالىٰ غالب علىٰ أمره، ولا بدّ.

وعليه: وجب -ضرورة- ربط الناس بالعلم الشرعي، إذ هو النور الذي به تستضيء القلوب والعقول والدور، ونسلم من شر كل ذي شر، وقبل هذا نرضي الرب سبحانه.

والموضوع ذو شجون.

بقي أن أبشر:

بأن الناصح (المصمم الأثري) الذي أجرىٰ الله علىٰ يديه هذا الخير هو فتًى من فتيان الدعوة السلفية العلمية المباركة عمره لا يتجاوز العشر سنين بأكثر من ثلاث سنين -وفقه الله تعالىٰ، ورفع قدره، وأعلىٰ ذكره، وتقبله في الصالحين، آمين-.

في دلالة علىٰ أن القوة الإيمانية والبيانية والعقلية كامنةٌ في العلم الشرعي السلفي غير أنه يحتاج جِدًّا ونشرًا وبثًّا مع تضرع واستعانة.

اللهم.. اللهم.. اللهم.. انصر أولياءك، ارفع راية التوحيد والسنة، اغمرنا بعفوك، اسبل علينا فضلك، اجمع بيننا علىٰ كلمة التقوىٰ، اكفنا شر كل ذي شر. آمين.. آمين.. آمين.

وصلِّ اللهم وسلم وبارك علىٰ نبينا محمد وعلىٰ إخوانه وآله وصحبه أجمعين.
والحمد لله رب العالمين

كتبه
الفقير إلىٰ عفو مولاه
أبو عبد الله
محمد بن عبد الحميد بن محمد حسونة
عامله الله تعالىٰ بلطفه وواسع فضله
في: 26/9/2008 م

  1. في مجادلة موسومة بـ (أعلن براءتي) على [هذا الرابط].
  2. وذلك قوله‏: «بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: لقد كنت سابقا متعاطفا مع الذين كنت أعتقد أنهم على خير، وأنهم مجاهدين في سبيل الله، وأنهم يحترمون العلماء الكبار ابن باز وابن العثيمين والألباني رحمهم الله، وذلك عندما دخلت غرفة بالبالتوك اسمها غرفة (تم الحذف بناءً على رغبات متكاثرة ملحة من كاتبه -سلمه الله تعالى) كانوا يقولون ابن باز وابن العثيمين والألباني أفتوا بالجهاد ويمدحوهم، وبعد عدة فترات وعدة أشهر تغيبت فيها عن البالتوك، دخلت إلى الغرفة نفسها فقال أحدهم: أن سعد السفيه أفضل من العلامة بن باز $، وأن الألباني كان من أهل الإرجاء. وعندما هممت للدفاع عن المشائخ وصفني أحدهم بالخبيث وبعدو الله وكفروني والمشرفين التماثيل لا يفعلون شيئًا.

    وأقدم اعتذاري إلى شبكة سحاب السلفية التي طالما هاجمتها عندما كنت منخدعا بالتكفيرية، وأقول لهم إلى الأمام يا سحاب الخير رغم الاختلاف لكننا مسلمين، وهم أقرب إلي من هؤلاء التكفيرية، ورغم تعاطفي مع شبكة أنا مسلم للحوار الإسلامي، لأنها تدافع عن عقيدة أهل السنة والجماعة، ولا يهمني التكفيريون بها الذين يسبون الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، ويصفونه بآل الشيك في غرفة (… )

    وأتمنى من الإخوة الأفاضل أن نساهم في فضح هذه الغرفة بعمل غرفة سلفية على البالتوك تحذر منها لقد تبرأت من التكفيرية والحمدلله. بحفظ الرحمن. كتبه في عجالة أخوكم/ السائل».

  3. وذلك فعله المتكرر وإلحاحه المستمر بحذف الموضوع كليًا أو جزئياً، ولا زال إلى وقت إبراز هذه الأحرف أي في: 28/11/1431هـ – 4/11/2010م، ولا زلت أحذف منه جزئيًّا، وآخره: اسمه، والله تعالى الهادي وهو سبحانه الموفق إلى سواء السبيل.
  4. والمقصود بالشرك هنا إحدى مفرداته: شرك الطاعة: وهو طاعة غير الله تعالى في التحليل والتحريم بغير دليل، ودليله: قول الله تعالى: ‏﴿ اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَٰهًا وَاحِدًا ۖ لَّا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ [التوبة:31].‏

    وما رواه الأئمة الترمذي والبيهقي والطبراني في الكبير، واللفظ له، عن عدي بن حاتم قال: أتيت النبي ﷺ وفي عنقي صليب من ذهب فقال‏: «يا عدي اطرح هذا الوثن من عنقك‏» فطرحته فانتهيت إليه وهو يقرأ سورة براءة فقرأ هذه الآية: ‏﴿ اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ﴾ حتى فرغ منها فقلت: إنا لسنا نعبدهم، فقال‏ «أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ويحلون ما حرم الله فتستحلونه‏» قلت: بلى. قال‏ «فتلك عبادتهم‏». والحديث حسنه الألباني في صحيح سنن الترمذي(5/278) برقم(3095).

    وأما إلوهية الأهواء، فدليلها ظاهر، أعني قول الله تعالى‏: ‏﴿ أَرَأَيْتَ مَنْ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا 42 أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً‏﴾ [الفرقان:43-44] هذا ومن نافلة القول: القول بأن هذا الإطلاق لا يستلزم تكفيرًا لموحد.