الرئيسة   »   مؤلفات الشيخ   »   ضوابط التكفير والتحذير من التسرع فيه   »   الثمر الشهي الداني في إبراز جانب من جوانب جهود العلامة الألباني

(أضيف بتاريخ: 2021/10/20)

بيانات الكتاب

الثمر الشهي الداني في إبراز جانب من جوانب جهود العلامة الألباني

الثمر الشهي الداني في إبراز جانب من جوانب جهود العلامة الألباني

وصف مختصر:

إبراز موقف الشيخ الألباني $ من قضيتي‏: «التكفير‏» و‏«التفرق‏»، وثناء كبار أهل العلم عليه.

المؤلف:

فضيلة الشيخ محمد بن عبدالحميد حسونة $

الناشر:

لم يُطبع بعد!

حجم الكتاب:

صغير

تاريخ التأليف:

4/8/1424هـ الموافق 1/10/2003هـ

عدد مرات القراءة:
قراءة

تحميل

( 660 KB )

قراءة

( 7 صفحة )
الثمر الشهي الداني في إبراز جانب من جوانب جهود العلامة الألباني
  • +  تكبـير الخط
  • -  تصغيـر الخط

الثمر الشهي الداني في إبراز جانب من جوانب جهود العلامة الألباني

تنويه

هذه الرسالة كتبها الشيخ $ في الرابع من شعبان عام 1424هـ الموافق 1/10/2003هـ، وقد تضمنت نقولات عن بعض من كانوا معروفين بالعلم وصحة المنهج في هذا الوقت ثم تغيروا بعد وفاة الشيخ $، لأجل ذلك قمنا بالتصرف اليسير في الألقاب، مع كتابة هذا التنويه.

إدارة الموقع

من: أبي عبد الله محمد بن عبد الحميد……………. كان الله تعالىٰ له.

إلىٰ: أخيه…………………………. وفقه الله ونفع به.

سلام عليكم، أما بعد:

أقول: أخي، يقف المرء متعجبًا أمام هذا السيل من المحاولات الفاحشة الفاشلة، والحملات الفاجرة الخاسرة للنيل من هذا الطود الشامخ -أعني: العلامة الألباني-، ومع تناطح التيوس له؛ إلا أنه هو الجبل العالي الشامخ الراسي الراسخ، فباءت نطحاتهم بما هو معروف، وآل أمرهم كذلك إلىٰ ما هو مشاهد معلوم، وتلك سُنة الله في المصلحين، ابتداءً بالنبيين، فورثتهم إلىٰ يوم الدين.

ولا أطيل في هذا الأمر فهو مقرر معلوم مشهور، ولكن ما ينبغي إبرازه هنا، هو موقف الشيخ الألباني من قضيتي‏: «التكفير‏» و‏«التفرق‏» امتدادًا لجسر التناطح الذي ابتدأناه.

وهنا -لزاماً- لابد من إيراد توطئة بين يدي هذه النصيحة، أذكر فيها أقوال العلماء الكبار في هذا الزمان في الثناء عليه، فأقول:

قال عنه الشيخ محمد بن إبراهيم -رحمه الله تعالىٰ- المفتىٰ الأسبق لبلاد الحرمين الشريفين ضمن‏ «فتاويه‏» (4/92) ضمن فتوىٰ مخالفة له في مسألة اجتهادية- بأنه‏ «صاحب سنة، ونصرة للحق، ومصادمة لأهل الباطل‏».

وقال عنه العلامة ابن باز -رحمه الله تعالىٰ-‏: ‏«ما رأيت تحت أديم السماء عالمًا بالحديث في العصر الحديث مثل العلامة محمد ناصر الدين الألباني»1.

‏‏«وسئل عن حديث رسول الله -صلىٰ الله تعالىٰ عليه وآله وسلم‏-: ‏«إن الله يبعث لهذه الأمة علىٰ رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها‏» فسئل من هو مجدد هذا القرن؟ فقال -رحمه الله تعالىٰ‏: ‏«الشيخ محمد ناصر الدين الألباني هو مجدد هذا العصر في ظني، والله أعلم‏».

قلت (أبو عبد الله): بل والله لأنت واحد من مجددي هذا الزمان2 الأئمة الثلاثة الأعلام: الألباني وابن باز وابن عثيمين جزاهم الله عنا أجزل الأجور.

وقال الشيخ ابن باز‏: «لا أعلم تحت قبة الفلك في هذا العصر أعلم من الشيخ ناصر‏».

وقال -أي: الشيخ ابن باز- عنه: «لا يجوز سبه، ولا ذمه، ولا غيبته، بل المشروع الدعاء له بالمزيد من التوفيق، وصلاح النية والعمل3‏» ‏«مسائل علمية في الدعوة والسياسة الشرعية‏» ص (35) نقلًا عن مجلة‏ «الدعوة السعودية‏» عدد (1449) ص (26).

وسئل عنه العلامة محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله تعالىٰ- فأجاب: «من رمىٰ الشيخ الألباني بالإرجاء فقد أخطأ؛ إما أنه لا يعرف الألباني، وإما أنه لا يعرف الإرجاء. الألباني رجل من أهل السنة، مدافع عنها، إمام في الحديث4 لا نعلم أحدًا يباريه في عصرنا…

الرجل -رحمه الله تعالىٰ- نعرفه من كتبه، وأعرفه -بمجالسته أحيانًا- سلفي العقيدة، سليم المنهج، لكن بعض الناس يريد أن يكفر عباد الله بما لم يكفرهم الله به5، ثم يدعي أن من خالفه في هذا التكفير فهو مرجئ، كذبًا وزورًا وبهتانًا6.

لذلك لا تسمعوا لهذا القول من أي إنسان صدر… الرجل طويل الباع، واسع الإطلاع، قوي الإقناع‏» ‏«فتاوىٰ العلماء الأكابر فيما أهدر من دماء في الجزائر‏» لعبد المالك الجزائري ص (6-7) وانظر‏ «حياة الألباني‏» للشيباني (2/543).

ومن أقوال الشيخ العلامة الألباني -رحمه الله تعالىٰ- ناصحًا الأمة: «ليس طريق الخلاص ما يتوهم بعض الناس وهو: الثورة بالسلاح علىٰ الحكام بواسطة الانقلابات العسكرية؛ فإنها -مع كونها من بدع العصر الحاضر- فهي مخالفة لنصوص الشريعة‏» ‏«مسائل علمية في الدعوة والسياسة الشرعية‏» ص (21).

يقول الحلبي في ص(101) من كتابه المشار إليه آنفا عنه -رحمه الله تعالىٰ‏: ‏«ونصح -رحمة الله عليه- في أكثر من مناسبة المسلم‏: ‏أن لا يتحزب، وألا يتكتل مع أي جماعة، أو مع أي فرقة… وهو -في ذلك كله- ضد الخروج علىٰ الحكام، وضد الثورات والانقلابات، وضد التكفير المؤدي إلىٰ التفجير‏».

ويقول في ص (121)‏: «دعوة أستاذنا الألباني: التي تحارب التطرف، وتنقض عرىٰ التكفير والثورات، وهذا أمر متواتر عن‏ «العلامة‏» الألباني، مشتهر عن منهجه… ومن أجله ترىٰ الثوريين والتكفيريين يحاربونه أشد الحرب في مؤلفاته ويصمونه
-من أجل محاربته للتكفير-
بالإرجاء‏».

ويقول في ص (30) بعد تقرير ذلك أيضاً، زاد‏: «بل إن كتاب‏ «ظاهرة الإرجاء‏» لسفر الحوالي قائم -في نواحٍ متكاثرة منه- علىٰ الطعن في الألباني من أجل محاربته للتكفير؛ لأن مؤلفه يرىٰ ذلك منه إرجاء‏‏»7.

وينقل عنه نفسه -أي: العلامة الألباني- أسفه عن تنكب بعض المسلمين الصراط القويم في ص(122) قوله:‏ «سبحان الله! وقع ما كنت أحذر منه وأخشاه، القيام بالثورات والانقلابات بزعم الإصلاح‏».

وعليه.. فقد جاء في كتاب‏ «فتاوىٰ العلماء الأكابر فيما أهدر من دماء في الجزائر‏» ص(5) قوله -رحمه الله تعالىٰ-‏: «نحن نؤيد كل من يدعو إلىٰ الرد علىٰ هؤلاء الخارجين علىٰ الحكام، والذين يحثون المسلمين علىٰ الخروج علىٰ الحكام‏».

وقال -رحمه لله تعالىٰ- أيضا‏: «نحن بلا شك نحمد الله -عز وجل- أن سخر لهذه الدعوة الصالحة، القائمة علىٰ الكتاب والسنة، وعلىٰ منهج الصالح، دعاة عديدين في مختلف البلاد الإسلامية، يقومون بالفرض الكفائي الذي قلّ من يقوم به في العالم الإسلامي اليوم، ولذلك فالحطّ علىٰ هذين الشيخين -يعني: الدكتور ربيع بن هادي المدخلي والشيخ مقبل بن هادي الوادعي- الداعيين إلىٰ الكتاب والسنة، وما كان عليه السلف الصالح هو – كما لا يخفىٰ علىٰ الجميع – إنما يصدر من أحد رجلين: إما جاهل، أو صاحب هوىٰ‏» ‏«مسائل علمية» ص (57).

‏«والعلامة الألباني $ من كبار علماء السنة في هذا العصر -رغم أنوف كل أهل الأهواء- وله جهود مباركة مسددة ضد أهل البدع ولاسيما التكفيريين والحزبيين والثوريين السياسيين الذين لم يتولد عن فظائعهم إلا السوء، ولم ينتج عن فعائلهم إلا الدمار، وقد استفاد من جهوده8 الميمونة $ علماء المنهج السلفي وطلابه علىٰ مستوىٰ العالم كله‏» اهـ ‏‏«مسائل علمية…‏» ص (62).

هذا ما تيسر إيراده.

وصلَّىٰ الله وسلم وبارك علىٰ نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

والحمد لله رب العالمين.

كتبه
أبو عبد الله
محمد بن عبد الحميد بن محمد حسونة
في: 4/8/1424هـ الموافق 1/10/2003هـ

  1. وفي ص (24) من كتاب‏ «محدث العصر‏» لما استفسر الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز -رحمه الله تعالى- من الشيخ العلامة الألباني -رحمه الله تعالى- عن وجود زيادات للقطيعي في «المسند‏» علق الزهيري بقوله: «انظر -رحمك الله- إلى تبجيل‏ «الشيخ‏» ابن باز للألباني، واعترافه له بالعلم، وانظر إلى مسارعة الألباني في الإجابة لطلب «الشيخ‏» ابن باز، ولكن ليس في هذا غرابة؛ فهذا شأن علماء السنة في كل عصر ومصر، فرحم الله إمامي العصر وأعلى درجتهما، وأسبغ عليهما واسع مغفرته ورضوانه».
  2. قال الحلبي‏: «والذي تواتر عن سماحة الوالد العلامة أستاذنا الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله تعالى- أنه يعده من كبار العلماء المجددين‏» ‏«مسائل علمية…‏» ص (35).
  3. قال الشيخ عبد المالك الجزائري -زاده الله توفيقًا-‏: «سمعت العلامة محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله تعالى- يقول‏: ‏«خلت الأرض من عالم، وأصبحت لا أعرف منهم إلا أفرادا قليلين، أخص بالذكر منهم: العلامة عبد العزيز بن باز، والعلامة محمد بن صالح بن عثيمين‏» ‏«فتاوى العلماء الأكابر‏» ص (6).
  4. وفي ص (7) حاشية‏ «محدث العصر محمد ناصر الدين الألباني» للزهيري قال: قال شيخنا -رحمه الله تعالى-: «يلزم الفقيه أن يكون محدِّثًا، ويلزم المحدث أن يكون فقيهًا؛ لأن المحدث فقيه بطبيعة الحال، هل كان أصحاب النبي -صلى الله تعالى عليه وآله وسلم- يدرسون الفقه أم لا؟ وما هو الفقه الذي كانوا يدرسونه؟ هو ما كانوا يأخذونه من رسول الله -صلى الله تعالى عليه وآله وسلم- إذن هم يدرسون الحديث.

    أما هؤلاء الفقهاء! الذين يدرسون أقوال العلماء وفقههم!! ولا يدرسون حديث نبيهم الذي هو منبع الفقه، فهؤلاء يقال لهم: يجب أن تدرسوا علم الحديث، إذ أننا لا نتصور فقهًا صحيحًا بدون معرفة الحديث حفظًا وتصحيحًا وتضعيفًا وفي الوقت نفسه لا نتصور محدثًا غير فقيه! فالقرآن والسنة هما الفقه مصدر الفقه، كل الفقه.

    أما الفقه المعتاد اليوم هو فقه العلماء، وليس فقه الكتاب والسنة، نعم بعضه موجود في الكتاب والسنة، وبعضه عبارة عن آراء واجتهادات، لكن في الكثير منها مخالفة منهم للحديث؛ لأنهم لم يحيطوا به علمًا‏» انتهى المرام.

  5. جاء في كتاب‏ «مسائل علمية في الدعوة والسياسة الشرعية‏» لعلى الحلبي ص (135) حاشية‏ «الشيخ بكر أبو زيد -وفقه الله للصواب- يذكر في‏ «معجم المناهج اللفظية‏» ص (212) طــ2 مصطلح «جاهلية القرن العشرين‏» ثم قال تحتها‏: «بيّن العلامة الألباني ما في هذا التعبير من تسمح، وغض من ظهور الإسلام على الدين كله‏».

    وفي الحاشية قال نقل الشيخ بكر في الطبعة الأولى منه ص (87) كلامًا عن (محمد قطب) وصفه فيه بـــ (العالم المجاهد الشيخ محمد قطب)! ثم حذف وصفي (العالم المجاهد) من الطبعة الثانية ص (161).

  6. وفي ص (47) من كتاب‏ «محدث العصر‏» للزهيري‏: ‏«وتاريخ الأمة حافل بابتلاء أعلامها وعلمائها بخصومة مخالفيهم ممن خالفوا الهدي النبوي وصاروا في الدرب غير السوي، وهذا واحد من هؤلاء الأئمة، وهو شيخنا العالم الناقد البصير المحدث الفقيه، قد تعرض لهجمة شرسة من خصومه، وقلّ من برز في الإمامة كشيخنا، ورد على المخالف إلا وعودي، ولكن العاقل خصم نفسه، وإمامنا بحمد الله ثبت في الحديث حافظ لما وعى شديد الإتقان متين الديانة سيد الفقهاء جبل العلم، من نال منه بجهل أو هوى فقد ظلم نفسه ومقته العلماء، ولاح لكل منصف تحامله، ومن أثنى عليه واعترف بإمامته وإتقانه فقد أصاب وأجمل وهدى ووفق».

    بل قال العلامة نفسه عن نفسه كما نقل الزهيري عنه في ص (49)‏: «إني مظلوم من كثير ممن يدعون العلم‏» انتهى.

    قلت (أبو عبد الله): فليعدّ كل ظالم جوابًا لمظلمة الشيخ بين يدي الله عند اجتماع الخصوم، يوم تبلى السرائر، وتحصل ما في الصدور.

  7. وقال في نقله لكلام بعض إخوانه في كتاب‏ «ظاهرة الإرجاء‏» لسفر الحوالي‏: «نصفه الأول في مدح سيد قطب وفكره، ونصفه الثاني القدح في الشيخ الألباني ودعوته‏».

    يقول الحلبي: ولقد سمعته –يعني: العلامة الألباني- يصف هذا الكتاب بأنه‏: ‏«غاية في السوء…‏»، ثم أخبر الحلبي بأن للشيخ الألباني رد على هذه الظاهرة، الآن تحت الطبع.

  8. وفي ص (68 – 69) قال وهو يتحدث عن جهود شيخه في هذا المضمار‏: ‏«إن الشيخ الألباني -تغمده الله برحمته- في دعوته المباركة يسعى -أولا- إلى هداية من ضل من المسلمين إلى الكتاب وسنة رسوله -صلى الله تعالى عليه وآله وسلم- وعلى منهج السلف الصالح، لا فرق عنده بين حاكم ومحكوم؛ دون خروج ولا ثورة، ولا تكفير، بل بالحكمة والموعظة الحسنة، والعلم، والتربية الصحيحة.

    ودأب على هذا أكثر من ستين سنة، وألّف في هذا الميدان كتبًا كثيرة، وألقى محاضرات متعددة؛ كل ذلك في خدمة السنة الصحيحة، والعقيدة السلفية، والمنهج السلفي‏» وفي ص(70) قال مثل ذلك أيضا مؤكدًا.