الرئيسة   »   مؤلفات الشيخ   »   التحذير من التبليغ   »   إفرازات الفهوم وجنايات العقول

(أضيف بتاريخ: 2021/01/24)

بيانات الكتاب

إفرازات الفهوم وجنايات العقول

إفرازات الفهوم وجنايات العقول

وصف مختصر:

أزهري يفتي بحل زنا المحارم، وتبليغي يترك زوجه وعياله بدون علاج بدعوى التوكل والزهد!

المؤلف:

فضيلة الشيخ محمد بن عبدالحميد حسونة $

الناشر:

لم يُطبع بعد!

حجم الكتاب:

صغير

عدد مرات القراءة:
قراءة

كتبٌ في نفس القسم

تحميل

( 832 KB )

قراءة

( 8 صفحة )
إفرازات الفهوم وجنايات العقول
  • +  تكبـير الخط
  • -  تصغيـر الخط

إفرازات الفهوم وجنايات العقول

بعد البسملة والحمدلة والحوقلة، أقول:

ها أنا ذا في وسط دهشة الخبر، بين غمرة عجبٍ ما غبر، تتضرَّم أنفاسي مع اضطراب نبضات جناني، تتأجج في ذاكرتي الغرائب مع العجائب، في أمشاج من الآلام والأحزان، فتصرع أشجان بناني، وتقلقل أفكار بياني.

إنه أمرٌ مستجلِبٌ مع الوجل استحلابَ العافية، والسعيَ في سلامة النفس بل الأنفس وفق العافية.

أنقله هنا نقل حزنان، وأحذر منه تحذير النذير العريان، أخبر-آسفا- أن في زوايا عصرنا خبايا بلايا، من مستنكرات كسرت حتى سكنت، فأمست: كريهات الفكر، مستكرهات الذكر، مستبشعات النطق.

كانت قد خربت فخمدت، وأدرجت في أكفان قبر الإهمال بل النسيان، ولا ندمان.

وأصل ذلك: أنه في أيامنا مع نبش قبر بدع التصوف بشركه وشره وتطاير شرره؛ دبّ في بعض النفوس داؤه، ودرجت بعض أفكاره في كفور عقول بعضنا، وسرت في قفار قلوب آخرين، مؤذنة بعواصفِ نهجه، وهبوب ريح فكره.

أجل.. خرجت خاملة غير أنها سرت خائنة، ففسدت نفوسٌ كانت منها في عافية، كانت بحالها راضية، وفي إيمانها آمنة، أبت إلا التدني!.

إنها: إفرازات الفهوم، وجنايات العقول.

فبالأمس حدثتنا ليالينا الليلاء: عن شيخ معمم مغمم، لملم لممه فتمتم وهمهم1 بحلّ زنا المحارم، واستعلن باستعداده لاستضافة الزناة في وكره، وشبّه رؤوس الكفر بالأنبياء، بل زعم الآبق أنهم أنبياء، ووصف الفاجر فاجرة بأنها مرسلة من الله! سبحانه وتعالى2.

وفي يومي الأيوم: تخبرني مخابرة جريحةَ جهلٍ جهيد، كسيرة فهم شريد، سجينة حزن مديد. تتحدّث متوجعة ودمعاتها متعرجة، وكلماتها مع ذكرياتها متألمة، تخبرني عن تراكم همومها وتكتل أوجاعها، عن ربا ركام فعال عضال.

وإبان سيرها مع سردها، وفي تزاحم أحوالها واختلاف حالاتها، لم تفطن الشكوى إلى صفعها غفلة أذني، وجرحها نقاء فؤادي، وتأبى إلا ذكر الحادثة تلو أختها، وإرداف فاجعة بمثلها، فتخنق مني الكلمات، وتستخرج استراجعات.

فقطع الاستفتاءَ طلبُ الاختصار، ليسفر عن السؤال: هل ما يصيبنا بعد تركنا وأولادنا لبعلنا من بلاء بسبب ظلمنا له؟

وتخنقها العبرة فتسبقها مستدركة: والله يشهد أني مع ذا لم أمنع عنه ولدًا، ولم أؤثر عليه أحدًا.

وهكذا.. تخشى الظلم، وهي المظلومة!

تقول هذا: وقد قضت في سجنه ثمانية عشر عامًا، وهو من أرباب الدثور وأهل الوجاهات، بيد أنه يلبس ممزّقا أو مرقّعا، ويسكن شبه فارغ ومفرّغ، نابذًا مظاهر المدنيّة، متمددًا لأفكاره الغويّة، ألزم الفطيمة –طفلته من عمر سنتين- بالنقاب، ويأكل القديم، ويأبى التداوي إلا بمنصوص! في فَهمٍ منقوص، وفعل موكوس، وقد علم أنه –صلى الله عليه وإخوانه وآله وسلم-‏: «كان لا يتكلف مفقودًا، ولا يردّ موجودًا‏» كما قال العلامة ابن القيم -رحمه الله تعالى- في تفاصيل.

قلت: صوفي هو؟ قالت: لا، بيد أنها استدركت: نشأ تبليغيًّا.

قلت: ذا من ذا، وذا من ذا.

(ذا من ذا) الأولى: بمعنى أن فرقة التبليغ البدعية خرجت من عباءة أربع طرق صوفية، بل وكان من فصيلها، سائمة عرفت بـ‏ «جماعة المتوكلين‏» وهم عصابة جاهلة تخرج أفراخها كما ولدت: عارية خالية من درهم ولا دينار ولا طعام ولا شراب، يدعون -والحالة هذه- إلى الله -زعموا-. ويزعمون أنهم‏ «متوكلون‏» كما زعم هنا ذو الفهم السقيم مدعيًا زهدًا.

وأما (ذا من ذا) الثانية: فالمعنى: أن سبب شذوذه ونشوزه نشأته مع أولئك الزاعمين أنهم‏ «أهل الدعوة والتبليغ‏» هداهم الله تعالى. والله تعالى العاصم، وهو سبحانه الموفق إلى سواء السبيل.

وقد يسأل سائل، عن سبب الفراق، فأجابت بأنها ابتليت بـ‏ «السرطان‏»، وأبى التداوي، وتردَّى الحال، فأحوج إلى -الله تعالى ثم- الآل، فالسؤال.

قلت: ما أحوجنا إلى العلم الشرعي من منابعه العاصمة: الكتاب والسُّنَّة وفق فهم سلف الأمة، لا فهم عوير وعمي.

ما أحوجنا إلى الاتصال بالعلماء، ورفع النقاب عن المعتقدات؛ لكشف حسنها من قبحها قبل حُممها وإحراقها وحرقها.

وفي انتهائي أذكّر بدعاء عباد الرحمن: ﴿ … وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا‏ ﴾ سورة‏ «الفرقان‏» الآية (74).

وبحديث‏ «الصحيح‏» عن أنس -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله ﷺ: «إن الله تعالى سائلٌ كل راع عما استرعاه أحفظ ذلك أم ضيعه حتى يسأل الرجل عن أهل بيته‏» ‏«صحيح الجامع‏» برقم(1774).

الله تعالى أسأل أن يمتعنا بإسلامنا ويسلّمنا في ديارنا، ويحفظ لنا إيماننا، ويؤمنا في أوطاننا.

هذا.. وصلي اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى إخوانه وآله وصحبه أجمعين.

والحمد لله رب العالمين.

كتبه
الفقير إلى عفو مولاه
أبو عبد الله
محمد بن عبد الحميد بن محمد حسونة
في 15/3/1431هـ 1/3/2010م

  1. أصل الهمهمة: صوت البقر.‏ «النهاية في غريب الحديث والأثر‏» ص(1013) ط. ابن الجوزي.
  2. «استنكر عدد كبير من أعضاء البرلمان المصري ما نسبته إحدى الصحف المصرية الأسبوعية لشيخ أزهري أعلن خلال حوار معه أنه يحلل الزنا سواء بالمحارم أو غيرهم، وأن منزله مفتوح لأي شاب وفتاة، مؤكدًا أن هذا الأمر متعة شخصية، ووصف الشيخ عبد الصبور كاشف من خلال حديثه لصحيفة‏ «النبأ‏» المستقلة التي تصدر كل يوم الأحد أنه يحلل عدم الصلاة، ووصف الرئيس الأمريكي جورج بوش ورئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون بالأنبياء، وفيفي عبده بأنها مرسلة من الله لأداء مهمة.

    وبحسب صحيفة‏ «الرأي العام‏» الكويتية، فقد أكد رئيس مجلس الشعب أحمد فتحي سرور أن ما تناوله هذا الشيخ أمر خطير،‏ «وأننا نربأ أن يصدر هذا الكلام من شيخ ينتمي إلى الأزهر»، وقال: إنه تصريح مناف لجميع القيم الدينية.

    وأشار الدكتور سرور إلى أنه أرسل خطابًا إلى شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي للتحقق من صدور هذا الكلام من شيخ يتبع الأزهر الشريف، وقال‏: «إننا لا نريد إيقاظ الفتنة، فالفتنة نائمة لعن الله من أيقظها‏».

    وأكد أنه تلقى عددًا من البيانات العاجلة ومنها ما تقدم به النائب محمد خليل قويطة إلى اللجنة الدينية بالبرلمان، وقال‏: «إنني لا أريد مناقشات دامية تحت القبة في هذا الموضوع، والبرلمان سوف يأخذ مسؤوليته كاملة في هذا الموضوع الخطير ومساءلة الشيخ الذي نُسب إليه هذا الكلام‏».

    من جانبه أكد النائب‏ «السيد عسكر‏» أن هذا الشيخ مختل عقليَّا وهو موظف عادي غير مسندة إليه أي أعمال، وقال‏: «إن الأمر يقتضي اللجوء إلى الجهات القضائية لمحاكمة الجريدة التي نشرت هذا الكلام الخطير، خاصة أن صاحب هذا الكلام لن يكون مسؤولًا عن كلامه أمام القضاء لأنه مريض عقليًّا‏» ‏«عبدة الهوى‏».

كتب أخرى في التحذير من التبليغ :