الرئيسة   »   مؤلفات الشيخ   »   التحذير من الصوفية الكتب المطبوعة   »   التصوف والطهر

(أضيف بتاريخ: 2021/01/24)

بيانات الكتاب

التصوف والطهر

التصوف والطهر

المؤلف:

فضيلة الشيخ محمد بن عبدالحميد حسونة $

الناشر:

حجم الكتاب:

صغير

عدد مرات القراءة:
قراءة

تحميل

( 869 KB )

قراءة

( 14 صفحة )
التصوف والطهر
  • +  تكبـير الخط
  • -  تصغيـر الخط

التصوف والطهر

من: أبي عبد الله محمد بن عبد الحميد ……………. كان الله تعالى له.

إلى: أخيه …………………………. وفقه الله ونفع به.

سلام عليكم، أما بعد:

بادئ ذي بدء.. يجب لمن ينظر في هذه الأسطر الناصحة المشفقة الحريصة على عقيدة من يبصرها، ألا يستحضر بأنه هو المتلبس بتلك القبائح، أو المراد بهاتيك الفضائح، وإنما ينظر إلى حقيقة معتقد أهله الأوائل، والذي ينتسب إليه فئام من الأنام، ظنًا أنه ماء، وما علموا أنها سراب خادع بل خدَّاع، كاذب بل كذاب، راموا فيه الترقي -كما زعم-.

وما علموا أنه التدني السريع السحيق في أودية الشرك المهلكة.

ما علموا أنه التدنس بالرذائل المخذلة، والتلطخ بالآثام الموبقة، والولوغ في الأوزار المهلكة.

وطلبًا للسلامة، ودفعًا للاتهام بالفرية أو الخيانة، أو الرمي بالجهالة، استدعينا التاريخ -وهو خير شاهد- ليقف أمام حرم النص، بكل أدب وإجلال وإعظام، مستأذنًا بهمس القول؛ لتوجيه خطابه لكل تال أو سامع، ليحدثك وهو كسيف البال حزين، خَجِلٌ مطأطئ الرأس كسير، يسكب العبرات على واقع حثالة من النسانيس -أي: أشباه الناس، كما قال ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما-.

جعلوا كتاب الله وراء ظهورهم، واتخذوا أذواقهم الفاسدة الكاسدة، وتأويلاتهم الجاهلة الباطلة، وإشاراتهم الردية المردية، وشهوات نفوسهم الخبيثة المريضة، ورغبات أبدانهم الرخيصة المسعورة، أربابًا من دون الله تعالى.

يقصها عليك اضطرارًا لا اختيارًا، حينما تستدعيه شاهدًا على جرائم المتصوفة المحيرة، فيُخرج دلائله من ركامٍ في جانبٍ مهمَل مظلم؛ ليشارك في تجلية الحق، حتى يبصره -على حقيقته- الخلق.

وها نحن في هذه الجلسة ونحن نتحاكم إلى الشرع -كما هو ديدننا، ولله الحمد كل الحمد- نكشف برزخًا -للحاجة- ونزيل الغبار -ضرورةً- ونبسط من الأدلة -على حياء-عن صور من الخنا والمجون، والإباحية ذات الجنون -والجنون فنون- في دين التصوف.

يحدثناها التأريخ، إذ يقف بكل أسى وحزن، غاضبًا منكرًا ومبادرًا بلا توطئة، رافعًا عقيرته، قائلًا:

‏«ألم يبح كاهن الصوفية التلمساني في دينه: الأم والأخت، ويرمي من يحرمهما على الابن والأخ، بأنه محروم‏» ‏«مجموعة الرسائل والمسائل‏» لشيخ الإسلام(1/177) انظر‏ «هذه هي الصوفية‏» ص(16).

ولم يكن هذا قول ذاك فحسب، بل قال العلامة الألوسي -رحمه الله تعالى-‏: «هؤلاء الملاحدة -يقصد أتباع ابن عربي- فيزعمون ما كان يزعمه التلمساني منهم -وهو أحذقهم في إلحادهم-‏… قيل له: إذا كان الوجود واحد فلم كانت الزوجة حلالًا والأخت حرامًا؟ قال: الكل عندنا حلال، ولكن هؤلاء المحجوبون قالوا حرام، فقلنا حرام عليكم، وهذا مع كفره العظيم، تناقض ظاهر، فإن الوجود إذا كان واحدًا فمن المحجوب ومن الحاجب؟!‏» ‏«غاية الأماني‏»(1/400-401).

ألم ينقل مؤرخهم الشعراني عن أبي خوده: أنه‏ «كان رضي الله عنه إذا رأى امرأة، أو أمرد، راوده عن نفسه، وحسس على مقعدته، سواء كان ابن أمير أو ابن وزير، ولو كان بحضرة والده أو غيره، ولا يلتفت إلى الناس‏» ‏«الطبقات‏» للشعراني (2/122).

وأما عن جريمة قوم لوط: فـ‏ «الصوفية قد اقترفت هذه الجريمة في صورة نكراء منكرة مسفة في الخزي والضعة والحقارة، اقترفتها مع الذكران ومع العجماوات من الدواب… وينازعني الحياء؛ لكيلا لا أسطر لك جرائم الصوفية بأسلوب الشعراني، فخذ بكتابه، وطالع فيه أية ترجمة لصوفي، وثمت تطالعك الجريمة بوجهها الدميم الصفيق الغليظ المنكر‏» ‏«هذه هي الصوفية» للشيخ عبد الرحمن الوكيل ص(107).

ومرة أخرى وسط هذه الظلمات والغيوم، وفي غيابات أجواء الصمت الرهيب، يصول التأريخ في ساحة العدل ويجول، رافعًا صوته صادعًا بالحق الذي سبره عبر السنين من واقع هؤلاء الخرافيين، مخاطبًا الحاضرين الذين منهم من اتسعت حدقة عينه، ومنهم من شخص إليه بصره، ومنهم من تلون وجه خجلًا مما يسمع.

ووسط دهشة البعض، وذهول آخرين، يهبّ قابضًا بوريقاتٍ سودٍ سوء، تالفةٍ بالية، قاطعًا لهمهمات وتمتمات تسربت -في خفاء وسبق- من البعض، ومسكتًا لكثير من الهمسات -المكبوتة الحائرة- بصوته العذب، وفصاحته السالبة لللبّ، وبيانه القاطع لشبهة كل خِبٍّ‏: «ألم يؤكد طاغوت الصوفية الأكبر ‏«ابن عربي‏» ت 638هـ: أن الرب الأعظم غانية هلوك تحترق الشفاه على ثغرها قبلًا دنسة ملتهبة!! وأن هذا الرب لا يبلغ كمال تجليه الأعظم إلا حين يتجسد في صورة أنثى تجتاح أنوثتها خطيئة كل عربيد في غيابة الليل!! قد يتجلى هذا الرب في صورة ملك أو رجل، بيد أن تجليه في صورة ماجنة تُعْوِل بالشهوة، وتصرخ بالرغبة، وتتقتل بالمفاتن، وتغازل بالإثم، تجليه في تلك الصورة أحلى وأجمل وأتم وأكمل!! إذ يتجلى في الرجل بصورة فاعل، أما في المرأة فيتجلى في صورة فاعل، وصورة منفعل، وصورة فاعل منفعل معًا في مَجلىً واحد‏» ‏«هذه هي الصوفية‏» ص(16-17).

وعليه‏: «فليفهم كل عاشق يطويه الليل على خاطئة: أنه حين يقترف الخطيئة مع أنثاه، وتعربد في جسدها الرخص(…) أظفاره، ليفهم كل عاشق أن أنثاه التي يعرق أنوثتها ليست إلا رب الصوفية الأعظم…

أوعيتَ إذن علة إطلاق الصوفية على أربابها (نعوت) نسوة جلّهن عواطل من الفضية، عوار عن الشرف… وأنصت إلى المنشدين اليوم في حلق الرقص الصوفي، أو الذكر كما يزعمون، تجدهم يرقصون الذاكرين على مناجاة‏ «ليلى وسعاد» وغيرهما!‏» ‏«هذه هي الصوفية للوكيل» ص (31 -32) بتصرف.

ويقول ابن عربي‏: «ولما أحب الرجل المرأة طلب الوصلة -يقصد: الزنا- أي غاية الوصلة التي تكون في المحبة1فلم يكن في صورة النشأة العنصرية أعظم وصلة من النكاح، ولهذا تعم الشهوة أجزاءه كلها، ولذلك أمر بالاغتسال منه -فعمت الطهارة كما عم الفناء فيها- عند حصول الشهوة، فإن الحق غيور على عبده، أن يعتقد أنه يتلذذ بغيره، فطهره بالغسل -يزعم أن الله لم يأمر بالغسل إلا ليتطهر العبد مما توهمه من أنه كان مع امرأة على حين كان هو مع الربة الصوفية جسدًا وخطيئة-… فلهذا أحب النساء؛ لكمال شهود الحق فيهن!! إذ لا يشاهد الحق مجردًا عن المواد أبدًا، فشهود الحق في النساء أعظم الشهود وأكمله، وأعظم الوصلة النكاح‏» ‏«الفصوص‏» (1/217).

‏«إنه يعتقد أن رب الصوفية يتجلى أعظم تجل في صورة أنثى يهصر جسدها المستسلم، حيوان ثائر الجسد، يعتقد أن العاشقين ينتهبا خطايا الليل، هما رب الصوفية!!‏» انظر‏ «هذه هي الصوفية» للوكيل ص(40).

وهذا هو ابن الفارض القديس يرقص ويغني، والنسوة يرقصن معه، ويضربن له الدفوف! ومع هذا يحرم على تابعه أن ينتقده، وهكذا كل الشيوخ!‏» ‏« هذه هي الصوفية للوكيل ص(31 ) بتصرف يسير.

ويقص الشعراني في «طبقاته‏» (2/135) كرامات سيده علي وحيش معقبًا على ذكر كل كرامة بقوله (رضي الله عنه): كان الشيخ رضي الله عنه يقيم عندنا في خان بنات الخطا! وكان كل من خرج -أي بعد اقتراف الجريمة الباغية- يقول له: قف، حتى أشفع فيك، قبل أن تخرج، فيشفع فيه!!

وكان إذا رأى شيخ بلد، أو غيره، ينزله من الحمارة، ويقول له: أمسك لي رأسها حتى أفعل فيها، فإن أبى شيخ البلد تسمر في الأرض لا يستطيع يمشي خطوة، وإن سمح له، خجل عظيم، والناس يمرون عليه» اهـ، جريمة فسق منكرة تروى بألفاظ فاسقة، وأسلوب فاسق… ومع هذا يقال: رضي الله عنه» «هذه هي الصوفية» ص(69 ) باختصار.

وعجيب أن ترى الشعراني يعقب على ذكر كل اسم صوفي يتترى جسده فاحشة، بقوله‏ «رضي الله عنه‏».

واسمع إلى هذا الكاهن يبشر بهتك العورة، كرامة! ومنهم الشيخ إبراهيم العريان، كان يطلع المنبر، ويخطبهم عريانًا، فيقول: السلطان، ودمياط، وباب اللوق، بين الصورين، وجامع طولون، الحمد لله رب العالمين، فيحصل للناس بسط عظيم» ‏«الطبقات» للشعراني (2/129).

تصور ذلك المعبود يصعد إلى المرقاة الأخير من المنبر في يوم الجمعة، حتى إذا أنعم الشهود فيه الأبصار وحدقوا إليه بالأفكار، ورنوا إليه بالقلوب… هتك الستر عن عورته، فضلًا منه ونعمة؟!… يجمع الناس حوله؛ ليعظهم عظة تصلهم بأسباب السماء، فيسمعهم ذلك الهراء المخبول، وهو منتهك السوءة: باب اللوق… إلخ… بيد أن الشعراني يؤكد لنا أنها حقيقة صوفية، فيدين بها، ويبشر بها، ويدعو أن يغمر مفتريها برضاه، ولا يأخذنك العجب؛ فإنه صوفي2!»‏ «هذه هي الصوفية» للوكيل ص(103).

ويشاطره -تسويغًا لهذا الباطل- الدباغ؛ فيهذي قائلًا‏: «إن غير الولي إذا انكشفت عورته، نفرت منه الملائكة الكرام… وأما الولي، فإنها لا تنفر منه إذا وقع له ذلك؛ لأنه إنما يفعله لغرض صحيح، فيترك ستر عورته لما هو أولى منه» انظر‏ «الإبريز» للدباغ (2/43).

لقد جعلها الشعراني كرامة خاصة بالعريان، أما الدباغ فيجعل من كشف العورة دستورًا في الولاية الصوفية.

أما الكمشخانلي فقد أبعد النجعة وازداد قبحًا، فيحدثنا عن أنواع الأولياء المتصرفين، فيقول‏: «والرحمانيون، وهم ثلاثة أيضًا: وهم عند الوحي يجلسون عرايا…‏» ‏«جامع الأصول في الولاية» ص(133)‏ و «هذه هي الصوفية» ص(124).

ومن صور الفساد والإفساد في دين الصوفية الزاعمة ما ذكره العلامة الوادعي -رحمه الله تعالى- بقوله‏: «ويستبيحون المحرمات على هذا المعتقد ولا يتورعون».

وقد كان هناك عزاء فحضر ابن خفيف -وهو من كبار الصوفية- فقال للنسوة: هل هناك غيرٌ -أي غير صوفي- موجود؟ قالوا: لا غير، فأطفئت السرج، ثم دخل الرجال إلى النساء، من أجل أن يزيلوا ما بهم من الحزن، ويرتكبوا الفواحش‏» ‏«فضائح ونصائح» للشيخ مقبل ص(226).

وهكذا بهذه الإباحية المتأججة، وتلكم البهيمية الثائرة، يتعبدون، وبركوب الفاحشة بهذه الصورة الجماعية التي هي أشبه بالحيوانية، يتقربون؟! لكن لا ضير: إنه دين الصوفية.

وأمام هذا السيل الجارف من الحقائق، ينفضّ المجلس، ليقوم الناس مستعيذين مستغفرين مما سمعوه، شاكرين للتاريخ، كافرين بالتصوف، حامدين الله على العافية، داعين لأبنائه -التصوف- بالهداية والسلامة، والحفظ بالسنة منه والصيانةٍ.

وبذا تسفر لك الصوفية عن جرائم شنعاء، وفتن دهماء، تؤثر في العقائد، وتقدح في قدسية الشرائع، وتجرح شعور الفضائل، وتخدش حياء المناقب، وتحرج المكارم.

واعلم أنه‏ «لم تعبث فرقة بكتاب الله وتعمل المعاول فيه والتزوير كما فعل الروافض والمتصوفة، وهما فرقة واحدة إذ أن التصوف وليد التشيع فهما وجهان لعملة واحدة، صكها ابن سبأ، وقدح زنادها ابن القداح، وأجّج نارها اليهود‏» ‏«صوفيات شيخ الأزهر‏» ص(80).

وتعجب حينما تعلم أنهم مع ضلالهم، وعظيم انحرافهم، ينفرون وينفّرون من كل صالح ناصح صادق.

شأنهم في ذلك شأن كل صاحب هوى، يمنعه هواه من اعتقاد الحق، ويصده جهله عن قبوله.

فقد‏ «زعم الصوفية أن من ينتقدهم يطرد من رحمة الله، يهولون بهذا قيدا ظلومًا للداراويش‏، حتى لا يحطموا أغلال الصوفية عن أعناقهم.

وبمكرهم المعهود وكذبهم الممدود زيّنوا باطلهم لأنفسهم وذويهم، فقالوا‏: «وهذا الفن من الكشف يجب ستره عن أكثر الخلق؛ لما فيه من العلوم، فغوره بعيد‏» اهـ باطنية منافقة!

وقالوا‏: «إذا رأيت منتقدًا على التصوف، ففرّ منه فرارك من الأسد، واهجره».

وقالوا‏: «طريق الكشف يظهر للناس يعصى، وهو ليس بعاصى، إنما روحه حجبت ذاته، فظهرت في صورتها، فإذا أخذت في المعصية، وليست بمعصية‏» ‏«الابريز‏» (2/43).

ويقول‏: «يتصور في طور الولاية أن يقعد الوالى مع قوم يشربون الخمر وهو يشرب معهم فيظنونه أنه شارب لخمر، وإنما تتصور روحه فى صورة من الصور، وأظهرت ما أظهرت‏» ‏«الابريز‏»(2/41).

وهكذا يقررون أن الرذيلة فضيلة» ‏«هذه هي الصوفية‏» ص(109).

وهكذا يلغون مع العقول دلالة النصوص! والشهود لا تحتمل الرد على قائلة، وحرمانه يعود على المنكر» ‏«رسالة الفناء من مجموعة رسائل بن عربي» ص(3، 8) و«إيقاظ الحكم‏» لابن عجيبة ص(8).

كل هذا ليظل ضحايا الصوفية عمي البصائر والقلوب، مختومًا على سمعهم، فلا يسمعون من أحد كلمة حق تجادل باطلًا صوفيًّا.

ولقد كان يحضر مجلس الدبَّاغ رجلٌ لا يعتقد فيه أنه ولي كبير فكان إذا حضر سكت عن أساطيره الصوفية خشية أن يفضحه الرجل أمام تلاميذه، ثم قال لهم‏: «إذا حضر هذا الرجل فلا تسألوني عن شئ حتى يقوم‏».

ويروي أحد تلاميذه أنهم كانوا إذا سألوا الدباغ وذلك الرجل حاضر وجدوه -أي الدباغ- كما يقول تلميذه‏: «كأنه رجل آخر لا نعرفه ولا يعرفنا، وكأن العلوم التي تبدر منه لم تكن له على بال‏» ‏«الإبريز‏»(2/42).

أعرفت سر سكوت الصوفية أمامك؟ إنهم يخشون بطش الحق بهم أمام دراويشهم» ‏«هذه هي الصوفية» للوكيل ص(176 -177) بتصرف.

وبعد.. أراني في غنى عن تذكير جماهير المسلمين، بما جاء به الأمين، على الصادق الأمين من النصوص القاضية بحرمة هذا الفجور، والتنفير منه، وبيان كيف جاء النهي لا عن الفواحش فحسب؛ بل حرّم الوسائل إليها، وذلك كما في قوله تعالى: ﴿ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ ﴾ سورة «الأنعام» الآية (151). وكيف جاءت السنة الطاهرة المطهرة الغرّاء بسدّ كل الأبواب حيال هذه الكبيرة المتعدي ضررها، العظيم خطرها، بل تأباها النفوس الذكية، وينفر منها حتى الجاهلي في جاهليته، فكيف بما هو فوقها، والله سبحانه الهادي، وهو العاصم.

وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

والحمد لله رب العالمين

كتبه

راجي عفو مولاه

أبو عبد الله

محمد بن عبد الحميد بن محمد حسونة

في: 20/12/1424هـ الموافق: 11/2/2004م

  1. وتحت عنوان «لماذا عبد ابن عربي المرأة» قال الشيخ عبد الرحمن الوكيل -رحمه الله تعالى: «إن كبريتهم الأحمر هذا –يعني: ابن عربي– أحب امرأة، هي ابنة الشيخ مكين الدين، وأين: في مكة، وهفا العاشق المدلة، يتلمس جسد المرأة، وسبيل أنيابه إليه، راح يتوسل إليها أن تتجرد له، وأن تبيح قدس عرضها لخطيئته، فأبت العذراء، يتلهب حياؤها كرامة أن يلغ في شرفها ذئب!! لقد أرادته للقل الطاهر، وأرادها للجسد الثائر…

    فتمنعت الفتاة عن نابه الطحون، فنظم فيه ديوانه ترجمان الأشواق قرباناً من شهواته إلى جسدها الفواح العطر.. فزادته الفتاة عن حرم مخدعها الوردي، ولجت في إبائها النبيل الكريم، وأبت إلا أن تكون عذراء متألقة العرض…

    فعاد إلى ديوانه يشرحه بدين الوفية، يؤكد لهذه الجميلة النافرة الأبية أنها هي الرب متجسداً في صورة أنثى جميلة، وأنه ما أحبها إلا لأنها أجمل تينات الحقيقة الإلهية، وأنه –إذ يتشهاها– فإنما يتشهى فيها أنوثة به، وجسده الفائر!!

    فأبت المرأة إلا أن تكون أنثى شريفة، لا رباً صوفياً يحتسي الآثام!!

    ومضى ابن عربي وراء هذه الأسطورة موغلاً في التيه الموحش، والدغل الرهيب، مضى وراءها يمجدها، ويهتف بها حق صارت الأسطورة حقيقة صوفية صريحة، منحها ابن عربي وجوداً حياً صريحاً، وأمدها مثله الأحبار الزنادقة معه، ومن بعده، وهكذا تتغزل الصوفية في «ليلى وبثينة وسعاد»!!

    وتسألهم، فيزمزمون الشفاه، تهكماً من حماقة جهلك، ويرمقونك بأنظر الشزر، وكأنما يقولون لك: مسكين!! مازال يجهل أن ربنا أنثى جميلة!! ضليل!! لم يهتد إلى أن الغانية اللعوب الهلوك هي الأفق الأعظم لتجليات الربوبية والإلهية، وإلى أن جسدها المنهوم الجائع إلى الآثام جسد ربنا الأعظم!!» «هذه هي الصوفية» ص (41 – 42) باختصار، ونعوذ بالله من هذا الضلال.

  2. إننا نعرف من كتاب الله تعالى أن الآدمية عوقبت على الأول بكشف السوءة! ﴿ فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴾ سورة «الأعراف» الآية (22) «هذه هي الصوفية» للوكيل ص (103 /104) بتصرف.