الرئيسة   »   مؤلفات الشيخ   »   نصح الموافق والمخالف   »   تذكير العالمين بأخلاق المسلمين عمومًا وأرباب العلم الربانيين خصوصًا

(أضيف بتاريخ: 2021/10/27)

بيانات الكتاب

تذكير العالمين بأخلاق المسلمين عمومًا وأرباب العلم الربانيين خصوصًا

تذكير العالمين بأخلاق المسلمين عمومًا وأرباب العلم الربانيين خصوصًا

المؤلف:

فضيلة الشيخ محمد بن عبدالحميد حسونة $

الناشر:

لم يُطبع بعد!

حجم الكتاب:

صغير

تاريخ التأليف:

2/11/1428هـ - 12/11/2007م

عدد مرات القراءة:
قراءة

تحميل

( 614 KB )

قراءة

( 8 صفحة )
تذكير العالمين بأخلاق المسلمين
  • +  تكبـير الخط
  • -  تصغيـر الخط

تذكير العالمين
بأخلاق المسلمين عمومًا
وأرباب العلم الربانيين خصوصًا

الحمد لله مقسّم الأخلاق كالأرزاقِ، وصلاةً موصولةً بسلامٍ إلىٰ فواقي (موتي)، علىٰ نبيٍّ دعا لفائق الأخلاق، بل وُصف بعظيمها في ذكرٍ باق.

أقول في أخلاق المسلم:

في إيمانه: يقينٌ ورسوخ، وثباتٌ مع شموخ، وقبولٌ للحق وانقياد، ومبادرة مع اعتماد؛ خشيةَ ندمٍ يوم التناد، حَجب لأجله: فضلَ قولٍ وفعلٍ صادّ.

لربه متألهٌ، متحنثٌ متذلل، حبذا مقام خلّص العباد.

تراه لائذًا بربه، مستغفرًا متوسلا، مستجيرًا مستخيرا، مستعينًا مستعيذا، به مستغيثا، علىٰ شرعه مستقيما، خائفًا خاشيا، خاضعًا خاشعا، خافضًا لطرفه وصوته، وفي ذات الله نفسِه.

حامدًا حليمًا حكيما، حافظًا لإيمانه، وأيمانه، وإيمائه، وحق إمائه.

طَلِقُ وجهٍ صبحٌ، طاهر نفس طَمِحٌ، راض مستريح، سليم الصدر فصيح، سخي النفس سميح.

ذو سكينة وتسبيح في السر والبواح، وصلاة وصدقة وصيام وصلاح.

ذو عزم وعدل، وعزة وعفو، وعفة وعطف.

ذو همة وشهامة، وشغل وشورىٰ، مع كرم وكرامة، وكفاية وقناعة، وقنوت وضراعة.

ذو نجدة مُعين، لمرضىٰ وثكلىٰ وعجزىٰ، كفيل أمين.

ذو نبل ونزاهة، ومروءة ووجاهة، وغور غيرة، ليس إمعة.

لا خنوثة ولا دياثة، ولا خباثة ولا خيانة، ولا ذلّ استدانة موجعة.

لا إعراض عن الشرع ولا اعتراض، ولا اعوجاج فيه ولا لجاج.

لا ابتداع، ولا لهوًىٰ اتباع، ولا خنوع ولا خداع.

لا ولوغ في الأعراض، ولا إصرار علىٰ ذنب كمقراض.

لا اعتداد بباطل عَرَض، ولو كان عليه عَلَمٌ قد اعتضض.

لا إساءة ولا استهزاء ولا إسراف؛ متدبّرًا مدّبرا لا مدْبرا.

كاشفُ -بإذن الله- ضرٍ، كاظمُ غيظٍ، كامنُ شر، كاتم سر، كافل يُتمٍ، كريم فرعٍ وفعلٍ وقولٍ إذا ذُكِر.

ليّنُ الجانب، لجنايةٍ مجانب، مجاهدُ نفسٍ، لذاتهِ محاسب.

مدارٍ مداوٍ، مراقبٌ لربه موافق، مسارع في الخيرات، مواسٍ مرافق.

في حجاب عن الشبهات، ومنأىٰ عن المحرّمات.

محجوجٌ بالبينات الواضحات، محمود.

محسودٌ بحفظه للآي والآن، وكذا الحُرُم، ذو اجتهاد.

ناهيك عن إهلاكه مالَ النفقات كله، هيهات هيهات مثله.

مجاهدٌ لجهلٍ وجحود، وجزعٍ وجُبن، وغباءٍ وجفاء، ومذمومِ جدالٍ ومِراء.

محادٌّ لإلحاد، وسَحَرِ سِحْر، وحسدٍ وحِقد، وحُمَمِ حُمق، وحُزنٍ حاد.

ليس ببذيء ولا بغيض ولا بخيل، ولا أشِرٍ ولا بطِر، ولا ذي بغي، ولا بليد.. كلا، حاشاه.

ليس بضعيف ولا طائش، ولا طَمِع ولا ضال، ولا ذي طغيان ولا عدوان، ولا بهتان ولا عصيان؛ ربه عافاه.

نافرٌ مِن أثرةٍ إلىٰ إيثار، من أكل حرام إلىٰ كَلِّ الحلال، من اكتناز واحتكار إلىٰ إنفاق وإبرار، من قنوت وإحباط إلىٰ تبشير وانبساط، ومن إفشاء فحش وسرّ، إلىٰ ستر وإخفاء مع نصحٍ كرّ.

في رهبنة عن الإرهاب، ورهبة من الافتراء، لا يأمن مكر الله، ولا طاقة له لحربه، ولا قدرة له أمام انتقامه.

طَرِحٌ ليأسٍ ووساوس، مُوهن لوهم ووهن، مستصحبٌ الأصلَ وبه مستمسك.

لا يقرب فتنةً ولا فجورا، ولا فحشًا ولا فسوقا، ولا فسادًا ولا فضحا، لله دره قد عُوفِي.

لا كفرَ ولا كبر، ولا مكر ولا كيد، ولا كذب ولا كسل، ولا مَنّ ولا ميسر، من ذا قد سُلِّمَ.

لا قنوطَ ولا قتل، ولا قذف ولا قسوة، ولا قلقًا مشتِّتا.

لا عبوس ولا عقوق، ولا عتو ولا زهو، ولا عجل؛ فزلَلًا مؤرِّقا.

لا غرور ولا غلو، ولا غدر ولا غلول، ولا غل ولا غش، كما لا غفلة ولا غي، فيهلك.

لا مداهنة، ولا مجاهرةً بباطل، ولا مجاورة له، مُسلّما.

لا تطيّر عنده ولا تطفيف، ولا إفراط ولا تفريط، ولا تحقير ولا تعسير، ولا تنفير ولا تفرق، ولا تنازع ولا تولي، ولا تخاذل ولا تخلف، ولا تكلف ولا تسول، حاذِرا.

يحرّم ربا، ويجرّم ريا، يحذر رشوة، ويخشىٰ -غداةً وروحة- رِدَّةً مُردِية.

يأنف الذل، ويحذرُ ظلمَ مَطْلٍ، ينفرُ من زنا وزندقة، مستقذرا.

في سلامة من سخط وسخرية، وصيانة عن سحت وسِرْقَة، وتنزه عن سرف وسفاهة، مستعليا.

مشرِّدٌ لشررِ شرك ٍوإن شمل، مُخمِدٌ جحيمَ شكٍّ إذا ما اشتعل، مشاقٌّ لشح شِكال (عقال)، وشربٍ لخمرٍ خَبَّال.

كذا شماتةٍ بحرّ ذهب، وشهادة زور ذاتِ لهب.

مجانبٌ لنجسٍ حُدّ، ومنهيِّ نجوىٰ ذات عدّ.

فارٌّ من نفاقٍ منفر، ونقضِ عهد، وداءِ نميمة، وخُلفِ وعد.

مصارمٌ لغوًا، مفارقٌ لهوًا، مخاصمٌ لؤمًا، لسان حاله: ﴿ … وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ ﴾ [طه:84].

أقول لبهلول:

يقينٌ بالله تعالىٰ حقا، سيرٌ إلىٰ الله رغبًا ورهبا، تقرُّبٌ بالقُرَبِ خوفًا وطمعا، ملازمةٌ لطاعة طوعًا وكرها، عبوديةُ عبد خاشع خاضع مبتهل.

فرارٌ منه إليه، معتمدًا عليه معتصما.

في حسن اتباع، ومذايلة ابتداع، ممتنا.

وإقامة للدين في النفس والآل، والجار والدار، مجتهدا.

مع صيانة الجنان، وحفظ اللسان، وسلامة الأركان ما قَدِرَ.

ذائقٌ طعمَ إيمان تطيب به الحياة، ولذة ذكر له في القلب إحياء.

متحلٍ بحلْو حياء حائل عن دنايا وخطايا، وتقوىٰ بها مُتنزِّهٌ عن مجونٍ وخنًا وخبثِ خفايا.

خُلوص إخلاص، وخَلاص من شوائب شرك -أو نفاق أو مَنّ أو رياء أو سمعة أو شر- عالق عائق.

وصدقٌ -في قصدٍ وقولٍ وفعل- صادقٌ، بل صادع بل صاعق.

وبرٌّ لوالد ومَن ولد، وعطف علىٰ صاحبة، وحنُوٍّ علىٰ ولد.

وصلة قاطع، حبذا كاشح. وعفوٌ عن قدرة، مغالبا. وعطاءُ موقنٍ، لاسيما مانعا.

ولين قول، ورفق فعل، إلا لحاجة ملجئة.

هو: مأمونُ الجانبِ هادر، مجانبٌ لأذىٰ محاذر.

عَفُّ اللسانِ، حافـظ الأركانِ، وللفـرج صائن.

طويل صمت، طريف لحظ، طريق بِرٍ، طاعن غرٍّ، طارق خير، مخبتا.

مسالم مسامح مصافح.

شريف شفيع، شجاع شفيق، رفيق رقيق، رفيع مترفع، متغابيًا مُداريا.

غني في فقره، فقير في غناه، في كل حاله شاكرٌ لربه.

إن قعد به عمله، قام به معتقده.

قويم النهج، قاطع اللفظ، قاسط القصد.

صابر للمصاب متجمل، قاهر له بالاحتساب مؤمل.

عن ظلم زائل، وعن غش غافلُ، وعن غدر مائل.

ولكذب كلحٌ، ولمكر كشحٌ، ولكبر كرهٌ.

لا تحريش ولا تعشيش، ولا تجسس ولا تحسس، وللحُرم مُحرِّمًا ومجرما.

لا فظًا ولا غليظا، ولا سخّابًا ولا خبابا، ولا لعّانًا ولا سبّابا، ولا مغتابًا ولا نمَّاما، ولا عجولًا ولا حقودا، ولا بخيلًا ولا حسودا، عن كلٍ متنزه.

تراه: مجاهدًا مجالدا، قويًّا وقورًا، صيّنًا رزينا، وَصولًا صبورا، هيّنًا ليّنا، حليمًا رحيماً، رفيقًا شفيقاً، شهماً شكورا، بشّاشًا هشَّاشا، ألِفًا مألوفا، راضيًا مرضيا.

قاصفَ فراغٍ، قاهرَ وقتٍ، مروّدَ نفسٍ، مُسلسِلَ عادة. أكْرِم بِه سيدا.

وقته: علم وعمل، دعاء ودعوة، إعلام وإعذار، بل واعتذار.

مُزَكٍّ مُزكًّىٰ، ذكي ذهبي، فقيه فطن، ذو حراسة وفِراسة.

داع إلىٰ: اجتماعٍ الناس علىٰ الحق إخوانًا، والإحسان لهم زرافات ووحدانا، وهجر الهوىٰ وأهله بعد نصحٍ هجرانا.

حَسنُ اللفظ، حسن السمت، حسن الظن، حسن الخلق، حسن العشرة، حسن المعاملة، وفي الجملة حسن الديانة.

مهديٌّ هاد، وفيٌّ واف، ورِع راع، واعظ متعظ، يقظ موقظ، ذو ولاء وبراء، ويقين بلا امتراء.

مدخله: ابتسام مع استئذان، وإفشاء سلام، وطيب عشرة، وجميل كلام، كلامٌ تقي من قلب نقي.

مأكله: حلال طيب. ملبسه: شرعي مطيب.

مجلسه: ذكرٌ سما، منطقه: مسك دنا، نثرٌ للفوائد، ونظم للفرائد، وبثّ للآوابد، مع تقديس وتوقير، وإقرار فضل واعتراف بجميل.

معاملته: راضية مرضية؛ منفقٌ مُقيل، مؤثرٌ منصف، ميسّر بصير، متأنٍ منيب، مبشّر متفائل، وسع وسط، مؤمن آمن مأمون، متيمن متيمم ميمون.

إنه شاهق الشمائل، كامل المكارم، فاضل ذو فضائل، عليّ عليم، جواد جليل، برٌّ تقي، نقي خفي، ذو جَدّ مجدّ.

في ليله بالذكر مجلجل، وفي نهاره ساع مهلل، شريف عفيف.

فزع في قضاء حاجات، كلٌ بحسبه وحسبه، مسابق في الخيرات معلنًا فقره.

فرح بتفريج الكربات، وتأويل الشفاعات. مُجلٌّ لذوي الوجاهات، لا يريق ماء وجهه.

خامل الذكر، صائب الفكر، صاحب ذكر، في عبرة بما غبر.

بخ.. بخ..

في ميادين العلم إمام، وبين أهله مقدام، فارس كل ميدان، سلاحه برهان، بيضته بيان، مِغفره نوران (الفطرة والدليل)، مِلَمٌّ مِعَمّ1، يُقدِّمُه الثقلان.

دليلٌ علىٰ الدليل، إذ عُرف به، ومَن أكثر من شيء نُسب إليه، فيا سعده!

رائد في الصلاح، قائد إلىٰ الفلاح، رابح.

قليلُ الكلامِ وفيرُ العمل، كثيرُ الإصابةِ نَزْرُ الزلل.

منقادٌ للأمر، قابلٌ لقَدَر، منشرحُ الصدر، مُقبلٌ علىٰ حذر.

وَجِلٌ من قبر، يرجو الغفر. لله دره، وطوبىٰ له، وحسن مآب.

وصلىٰ الله وسلم وبارك علىٰ نبينا محمد وعلىٰ إخوانه وآله وأصحابه أجمعين.
والحمد لله رب العالمين

كتبه
الفقير إلىٰ مولاه
أبو عبد الله
محمد بن عبد الحميد بن محمد حسونة
في: 2/11/1428هـ – 12/11/2007م
  1. يصلح أمور الناس‏ «لسان العرب‏‏» (12/331).

الوسوم: |