الرئيسة   »   مؤلفات الشيخ   »   نصح الموافق والمخالف   »   لا تفسدوا نساءكم -هداكم الله-

(أضيف بتاريخ: 2021/01/24)

بيانات الكتاب

لا تفسدوا نساءكم -هداكم الله-

لا تفسدوا نساءكم -هداكم الله-

وصف مختصر:

رجل منعكس الفطرة حرض زوجته على دخول الشبكات ومكالمة الرجال حتى آل أمرها إلى الفحش

المؤلف:

فضيلة الشيخ محمد بن عبدالحميد حسونة $

الناشر:

لم يُطبع بعد!

حجم الكتاب:

صغير

تاريخ التأليف:

27/9/1431هـ 6/9/2010م

عدد مرات القراءة:
قراءة

تحميل

( 798 KB )

قراءة

( 7 صفحة )
لا تفسدوا نساءكم -هداكم الله-
  • +  تكبـير الخط
  • -  تصغيـر الخط

لا تفسدوا نساءكم -هداكم الله-

بعد البسملة والحمدلة والحوقلة.. أقول:

قال الله تعالى‏: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ‏ ﴾ سورة‏ «التحريم‏» الآية(6).

وقال رسول الله -صلى الله عليه وإخوانه وآله وسلم-‏: «إن الله تعالى سائل كل راع عما استرعاه: أحفظ ذلك أم ضيعه، حتى يسأل الرجل عن أهل بيته‏» ‏«صحيح الجامع‏» برقم(1774) عن أنس -رضي الله تعالى عنه-.

وقال شيخ الإسلام -رحمه الله تعالى-‏: «ليس للإنسان أن يحضر الأماكن التي يشهد فيها المنكرات ولا يمكنه الإنكار، إلا لموجب شرعي: مثل أن يكون هناك أمر يحتاج إليه لمصلحة دينه أو ديناه لا بد من حضوره، أو يكون مكرهًا.

فأما حضوره لمجرد الفرجة، وإحضار امرأته تشاهد ذلك! فهذا مما يقدح في عدالته ومروءته إذا أصرّ عليه، والله أعلم‏» ‏«مجموع فتاوى شيخ الإسلام‏» (28/239).

إذا علمت هذا، فأعرني عقلك، محاولًا عقل ما يلي:

جاءتنا شكوى شاردة شاكية من شريكها، كيف أنه أفسدها، وألجأها إلى الفاحشة، بعد أن كانت من المخدِرات صواحب ستر وحجاب.

كيف أنه لبهيمية في طبعه حرضها على دخول الغرف العنكبوتية ومكالمة الرجال بفحش القول -لما يجد من إثاره- حتى آل أمرها إلى فحش الفعل.

بل تُحدث باكية مستغفرة كيف أنه ساقها بنفسه إلى أحدهم ليفجر بها!!! حتى أذن الله تعالى لها بالتوبة، فآثرت معها الفراق، وكانه.

هذه صورة غير متصورة تنبئُ عن انطماس قوامة، وانعكاس فطرة، وانتكاس طبع… إلخ، فأستهل البيان بعد الاسترجاع قائلًا:

أأشباه الرجال ما هذه أخلاق رجالنا بل ولا إنسان، كلا.. ولا دين ولا عرف ولا طبع سان، رجل يبيح لحليلته شركة -وهي القريرة- لنشوة دني دان؟!

هي حظه وكان حقها حفظها طاعة يرجو بها القربان، بيد أنــه خــان الأمانــة ورد القوامة وأفسد النسوان!!

ولقد جاءنا خبر صادق:‏ «لا يدخل الجنة ديوث‏» هان، فهل بعد هذا الوعيد العتيد تشرئب نفس لعصيان؟!

وأقول:

كيف؟! كيف طابت نفسه أن يسلم حليلته، والتي تغزّل بها صياحا صباحا، ثم ما فتئ أن أسلمها لعاهر تغذى بكرامتها، وتعشى بعفتها.

كيف؟! والعاهر يأنف أن يشاطر حياته: بغي.

أجل.. إن أنباءً تغزونا نسمع فيها عن أناس -لا بل نسناس- يأزون نساءهم على البغاء1، بدعوى إشباع غرائزهم، غير ملتفتين إلى الأمر والنهي.

تحدثنا عن أناس يعرضون نساءهم -وهن الضعيفات- للفتن، غير مبالين لأثر ذا على الدين والنفس والأهل بل والمجتمع.

تحدثنا أن ناسا يهملون نساءهم -وهن من قد علمت- إهمالًا يعرضهن -وهن العفيفات- لكلابٍ وذئاب، أو آمال وآلام.

ألا.. فلنتقِ الله تعالى في الأمانة، فلتحفظْ وتحط بسياج من الرعاية والعناية.

قال الحافظ ابن كثير -رحمه الله تعالى- تأويلًا لقوله تعالى‏: ﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء ﴾‏: «أي: الرَّجل قيِّم على المرأة، أي: هو رئيسها وكبيرها والحاكم عليها ومؤدبها إذا اعوجت…‏» اهـ‏ «تفسير ابن كثير» (1/492).

عباد الله.. أيها المسلمون: الصبر الصبر؛ إنما هي أيام قلائل، تناصحوا فيما بينكم، وتعاونوا على البر، وتواصوا بالتقوى، واسعوا لإنقاذ أنفسكم من أنفسكم، صونوا حواسكم؛ تسلموا.

هذا.. ما أردت بيانه في بياني، وإن كنت أعتقد أنه يجب علينا الستر؛ لحديث المجاهرين، وأيضًا حتى لا يؤذى عفيف، ويفسد ضعيف، بيد أنها حاجة، بقدرها!!!.

وأؤكد: إن للأهواء دورًا، كما للبدع سبيل، ألم تر كيف تلاعب الرافضة بفروج نسائهم، وركب أرباب التصوف صنوف فساد مهلكة.

لذا نحن ندعو إلى العلم الشرعي لتزيين الباطن كما الظاهر، علم قائم على الكتاب والسنة وفق فهم سلف الأمة، فتلمسوه -رحمكم الله تعالى- تُرضون ربكم، وتَزكوا نفوسكم، والله تعالى الموفق.

هذا.. وصلِّ اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى إخوانه وآله وصحبه أجمعين.

والحمد لله رب العالمين.

كتبه
الفقير إلى ستر مولاه
أبو عبد الله
محمد بن عبد الحميد حسونة
في 27/9/1431هـ 6/9/2010م

  1. وإنا إذ نذكر هذا لا نبرئها فهي خاطئة، وسبق لنا أن عالجنا هذه السوأة في بحث‏ «لا.. ثم.. لا‏» فلينظر.