الرئيسة   »   مؤلفات الشيخ   »   نصح الموافق والمخالف   »   دعوة للصلاح والإصلاح

(أضيف بتاريخ: 2021/01/24)

بيانات الكتاب

دعوة للصلاح والإصلاح

دعوة للصلاح والإصلاح

وصف مختصر:

كلمة في افتتاح دار سبيل المؤمنين بحلوان

المؤلف:

فضيلة الشيخ محمد بن عبدالحميد حسونة $

الناشر:

لم يُطبع بعد!

حجم الكتاب:

صغير

تاريخ التأليف:

13/5/1428هـ -30/5/2007م

عدد مرات القراءة:
قراءة

تحميل

( 822 KB )

قراءة

( 7 صفحة )
دعوة للصلاح والإصلاح
  • +  تكبـير الخط
  • -  تصغيـر الخط

دعوة للصلاح والإصلاح

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، ومن والاه.

أما بعد:

فإن كان من كلمةٍ: كنصح خالص لكل منتصح، فهاكموها منادية مدويّة، قاضية: بضرورة الاستمساك بل الاستسلام للوحيين علمًا وعملًا وتعليمًا.

لا سيما وقد تكالبت على مائدة السنة وأهلها: كلاب الهوى، وأحاطت بها شباك وأشواك أهل الشبهات، مع شدة شرَه متطفلي أهل الشهوات؛ ترموا وثُوبًا، وترنوا نوالًا، أو تصبوا وصالًا، وتأمل قبولًا، وهيهات.

وقديمًا قالوا‏: «لا يضر السحاب نباح الكلاب‏».

أقول: إن من دواعي الحبور، وأسباب السرور، هو ما نشهده بل ونكاد نلمسه من إقبالٍ على الدعوة العلمية السلفية -بعد نبذ الحزبية- قد يعتريه شيء، غير أنه بالله تعالى ثم العلمِ يندرس؛ ليظل الثوب السلفي التقي: نقيًّا.

إن هذه الدعوة:

دعوة علمية: قوامها العلم، ورائدها الدليل، وهدفها تحقيق العبودية الحقة، وتخليص الدين مما علق به؛ بصدّ عدوان المعتدين عن شريعة رب العالمين.

دعوة توحيدية: داعية إلى الوفاق والاتفاق على الكتاب والسنة، نابذة للفراق والافتراق والشقاق.

دعوة سالمة رشيدة: ناضجة لتمسكهامع ما قد سلفبفهم سلفها الصالح الفالح الرابح.

دعوة مقتصدة قافية: ليست لقيطة أو شريدةكغيرهاتقف خلف علمائها، لا تتقدم بين يديهم، تصدر عن قولهم.

دعوة داعية لحياة طيبة: في العاجلة قبل الآجلة: تأويلًا لقوله تعالى‏: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴾ سورة ‏«النحل» الآية (97).

وقوله تعالى‏: ﴿ وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ سورة ‏«التوبة»الآية (72).

لذا تبصرها مبغضة لتماكر الثعالبة، متنكرة لتلون الحاقدة.

دعوة عالمية عامة: لا تقبل شركة، ولا تساميها ضرّه، لذا هي عاصفة بغيرها لهوانها، متعالية عن سفل وسفاسف، ونقائص ونقائض.

ترفل في العافية، تنعم في حاضرة كانت أو بادية، شامخة راسخة خالدة.

دعوة غنية قوية: بآثار وأقوال الأبرار، وأخبار الحسان الخيار، ونتاج عقول وقلوب الأطهار.

دعوة ودودة كريمة: تدعو إلى شيوع الودّ ودومومة الحب في ربوع مجتمعات المسلمين، سيما علاقة الحاكم والمحكومين.

دعوة رفيقة رفيعة: تحترم عقول المخاطبين، تنضح بالنصح لعموم المسلمين -كل بحسبه- تسمو عن دنايا الأخلاق، وقبائح الأعراف، ورذائل المعتقدات.

تعشق المعالي، وتدور في فلك النصوص العوالي.

دعوة شريفة عفيفة: تصادق الصدق، وتعانق الطهر، سواء المتعلق منه بالمعتقدات أو الأقوال كذا الأفعال.

دعوة حسيبة نسيبة: سليلة شرفٍ، بالعزّ موكولة، بالحمد موصولة: تأريخها مجيد، ماضيها تليد، سيرتها سامية ورتبتها عالية، ما تحل ببقعة إلا غمرتها غنى، وأشرقت في ربوعها هدى، وأورثتها رضى. فكانت قمنة بقول الأول «لا يزال كعبك عاليًا‏» ‏«النهاية‏» لابن الأثير -رحمه الله تعالى- ص(639).

أسفارها مضية بهيّة، رجالاتها كواكب دريّة.. لله درّها من دعوة، وطوبى لأتباعها البررة.

فلما كانت بتلكم المثابة وهاتيك المكانة: ترادفت المحافل وتزينت، وتعاطفت المنابر فتعاضدت وتواطأت على نشر محاسنها، وذكر فضائلها، وبث مكارمها: تحفة للواردين، وبلغة للراغبين، وزاد للسائرين.

فيا منابر الخير: أكثري.. تناكحي تكاثري؛ فإنا نباهي بك عند النزال وفي النزل، تسامقي.

أمنابر الرشد: أرشدي.. بالحق الجليل في جلجرؤوس الناس- جلجلي (حركة مع صوت).

أمراكب السعد، اسعَدي وأسعِدي؛ فعلى متنك مباركٌ بالخير يرصّع ويصدع، مجاهد عن الحرمات يذبّ ويدفع، ينافح عن الدين ويدافع، يصول بقوة الحق ويرتع.

أمنابر الهدى: أبلجي.. أدلجي، رغبي بالدليل ورهبي، أقبلي يا شمس الحق أشرقي، أسرعي.

وصلِّ اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى إخوانه وآله أجمعين
والحمد لله رب العالمين.

كتبه
أبوعبد الله
محمد بن عبد الحميد حسونة
في 13/5/1428هـ -30/5/2007م