الرئيسة   »   مؤلفات الشيخ   »   نصح الموافق والمخالف   »   فلا تخشوهم واخشوني

(أضيف بتاريخ: 2021/01/24)

بيانات الكتاب

فلا تخشوهم واخشوني

فلا تخشوهم واخشوني

وصف مختصر:

خطأ تخويف المسلمين من المخالفين، وتصويرهم بأنهم قوة ضاربة

المؤلف:

فضيلة الشيخ محمد بن عبدالحميد حسونة $

الناشر:

لم يُطبع بعد!

حجم الكتاب:

صغير

عدد مرات القراءة:
قراءة

تحميل

( 915 KB )

قراءة

( 7 صفحة )
فلا تخشوهم واخشوني
  • +  تكبـير الخط
  • -  تصغيـر الخط

فلا تخشوهم واخشوني

بعد البسملة والحمدلة والحوقلة، أقول:

إن خطأ فادحًا -في نظري- ما يصنعه البعض -بقصد أو بغير قصد- من تخويف لإخوانهم المسلمين: وذلك أنك تجد في حربنا مع صنوف الخوارج يصورونهم كأنهم سباع ضارية، وقوى ضاربة، وما أخبار القاعدة قديمًا والرافضة في أيامنا عنا ببعيد.

ولقد علم من علم كيف أن المؤمن -المتبع لا المبتدع- يستمد قوته من عمق إيمانه بربه، وفي المقابل أن للمخالف حظ -ليس بالقليل- من الخوف والخور؛ للخلل في المعتقد، وفقدان التأييد الإلهي.

نعم.. عندهم نوع جلد لمعتقدهم، غير أنهم لا ينفردون به، وما قامت حرب إلا عن معتقد دان أو عال.

فكيف بمَن معتقدهم موصول برب العالمين، الذابون عن جنابه، المدافعون عن حياضه؟

وهذا معنى قوله -عزّ وجل-: ﴿ وَتَرْجُونَ مِنْ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ‏ ﴾ سورة‏ «النساء‏» الآية (104).

إنما هو تحقيق في الإيمان -الإخلاص- وتطبيق في العمل -المتابعة-‏: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ‏ ﴾ سورة‏ «الأنفال‏» الآية (45).

وقوله -عز وجل-‏: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ‏ ﴾ سورة‏ «النور‏» الآية (55).

أيا هؤلاء.. لقد كتب الله تعالى النصر لأوليائه عاجلًا أو آجلًا، كما قضى سبحانه بالذل على المخالف، في وعد صادق مصدق، إذا ما تحقق شرطه، واستمسكنا بحبله:

فمن قبيل الأول: قول الله تعالى‏: ﴿ كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ‏ ﴾ سورة‏ «المجادلة» الآية(21).‏ وقوله سبحانه‏: ﴿ إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ… ﴾ سورة‏ «محمد‏» الآية(7). وقول رسول الله -صلى الله تعالى عليه وإخوانه وآله وسلم-‏: «… احفظ الله يحفظك…‏» ‏«صحيح الجامع…‏» برقم(7957)

ومن قبيل الثاني: قول الله تعالى‏: ﴿ فَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ‏ ﴾ سورة‏ «النور‏» الآية(63).

وقول النبي -صلى الله تعالى عليه وإخوانه وآله وسلم-‏: «… وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري…‏» ‏«صحيح الجامع…‏» برقم(2831).

ألا.. فانبذوا عنكم هذا الخلق الشيطاني الرجيم، وفيه قال الرحمن الرحيم‏: ﴿ إِنَّمَا ذَلِكُمْ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِي إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ‏ ﴾ سورة‏ «آل عمران‏» الآية(175).

لذا أمر الله تعالى -فيما أمر- كمفردة من مفردات التوحيد -توحيد الإلوهية منه- بقوله‏: ﴿ … فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي… ﴾ سورة‏ «البقرة‏» الآية(150).

قال الحافظ ابن كثير -رحمه الله تعالى- تحتها‏: «وقوله‏: ﴿ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي ﴾ أي: لا تخشوا شبه الظلمة المتعنتين، وأفردوا الخشية لي، فإنه تعالى هو أهل أن يخشى منه‏».

وقال الإمام القرطبي -رحمه الله تعالى‏-: «… ومعنى الآية التحقير لكل من سوى الله تعالى، والأمر باطراح أمرهم، ومراعاة أمر الله تعالى‏».

برهان ذلك: انظر ما حدث لهم في صفين، بل قبلُ: في جهاد الحجة والبرهان والذي كان فارسه الحبر البحر، معلم التأويل، الفقيه في الدين أو العباس عبد الله بن عباس -رضي الله تعالى عنهما-.

ذلك أن الحق أبلج عليه أمارات الهدى، والباطل لجلج سرعان ما يهوى بأربابه، وإليه الإيماءة في معنى‏ «أهل السنة والجماعة‏» ففيه إضافة القوى الحسية -الجماعة- والمعنوية -السنة1– في إفادة القوة ومن ثم النصر والظفر.

لأجل ذلك: نحن مع تأكيدنا وتوكيدنا أن دين الله تعالى مع كونه محفوظ -حفظ صدر كما كتاب- فهو منصور، وآله في سحائب رفعة -حسية كانت أو معنوية، وقد يجتمعان- ينعمون: نهيب بهذه القلوب المنهزمة، والأقلام المهتزة: أن يتقوا الله تعالى ويخشونه خشية فوق كل خشية، خشية تؤول إلى اتباع لا ابتداع فيه، وساعتئذ يملؤ جنبات جوانحهم عزًّا دونه كل عز.

كيف وربنا العزيز الرحيم قضى -وقضاؤه تعالى حق وعدل- بـ‏: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنْ الَّذِينَ آمَنُوا… ﴾ سورة‏ «الحج‏» الآية (38). وفي الصحيح‏: «من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب…‏» رواه الإمام البخاري من حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- فماذا بعد؟!!!

هذا ما أردت في عجالة بيانه، وسعيت إلى إبرازه نصحًا وهداية.

وصلِّ اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى إخوانه وآله وصبه أجمعين

والحمد لله رب العالمين.

كتبه
الفقير إلى رحمة مولاه
أبو عبد الله
محمد بن عبد الحميد بن محمد حسونة
في شوال 1431هـ

  1. هذا مع اعتقادنا أن في الطاعة قوة حقيقية، والشواهد شاهدة.