الرئيسة   »   مؤلفات الشيخ   »   نصح الموافق والمخالف   »   أيا حبيب – بيان أن ‏الإنكار علىٰ المخالف طاعة لله ونصح له وحماية للأمة

(أضيف بتاريخ: 2021/10/29)

بيانات الكتاب

أيا حبيب – بيان أن ‏الإنكار علىٰ المخالف طاعة لله ونصح له وحماية للأمة

أيا حبيب – بيان أن ‏الإنكار علىٰ المخالف طاعة لله ونصح له وحماية للأمة

وصف مختصر:

بحث معضِد لآخر سابق وُسِمَ بـ «برهان صدقي...»

المؤلف:

فضيلة الشيخ محمد بن عبدالحميد حسونة $

الناشر:

لم يُطبع بعد!

حجم الكتاب:

صغير

تاريخ التأليف:

1428هـ - الموافق:4/3/2007م

عدد مرات القراءة:
قراءة

تحميل

( 636 KB )

قراءة

( 8 صفحة )
أيا حبيب
  • +  تكبـير الخط
  • -  تصغيـر الخط

أيا حبيب

بحث معضِد لآخر سابق وُسِمَ بـ «برهان صدقي…»

بعد البسملة والحمدلة والحوقلة، أقول في بيان أن ‏الإنكار علىٰ المخالف والرد عليه طاعة لله ونصح له وحماية للأمة:

من الأصول المقررة عند أهل السنة: الرد علىٰ المخالف وهو من أعظم أنواع الجهاد، والغرض منه القربىٰ بالذب عن الشريعة، وإظهار الحق؛ للمكلف -تابع كان أو متبوع، موافق كان أو مخالف-.

ولكن ينبغي أن تراعىٰ فيه الضوابط الشرعية والشروط المرعية التي يمكن من خلالها تحقيق مقصده الشرعي، ومن ذلك:

أن يكون بإخلاص ونية صادقة في نصرة الحق والتجرد له.

ومن لوازم الإخلاص فيه: أن يحب هداية المخالف ورجوعه للحق. وقد قيل: رأس العقل التحبب إلىٰ الناس في غير ترك الحق.

ومن آيات صدقه: أن يسلك كل المسالك الممكنة في تقريب قلب المخالف لا تنفيره، إقباله لا إدباره، كان ذلك علىٰ يديه أو يد غيره.

ومن أمارة فقه الداعي: أن يصحب ذلك دعاء الله تعالىٰ لنفسه بالقبول بعد شهود إخلاص، وإخلاص متابعة، وحمد لله تعالىٰ علىٰ العافية، وتوخي السلامة حتىٰ يوم الندامة.

ومن علامة حبه للخير: الدعاء للمدعو، فإذا كان قد ثبت أن النبي -صلىٰ الله تعالىٰ عليه وإخوانه وآله وسلم- دعا الله تعالىٰ لبعض الكفار -زرافات ووحدانًا- علىٰ ما كان منهم؛ بالهداية! فكيف بالمخالفين من المسلمين؟!!

ومما ينبغي أن يعلم‏: ‏«أن الناس يعظمون فيما هم فيه من عمل:

فإن كنت علىٰ السنة: فأنت في كل يوم تعظم فيها، ولن تمر الأيام حتىٰ تكون إمامًا فيها –إن شاء الله تعالىٰ-؛ قال تعالىٰ‏: ﴿ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ‏ ﴾ [السجدة‏:24]…

وإن كنت علىٰ البدعة: فأنت في كل يوم تعظم فيها، ولن تمر الأيام حتىٰ تكون إمامًا فيها -عافاك الله تعالىٰ-؛ قال تعالىٰ‏: ﴿قُلْ مَن كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا﴾ [مريم:75].

وقال عن فرعون وقومه بعد أن وصفهم بالاستكبار بغير الحق‏: ﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَىٰ النَّارِ‏﴾ [القصص:41]» قاله الشيخ إبراهيم الرحيلي.

فاحذر.. ثم احذر.. ثم احذر، فاخلع وانخلع.

لم يكن ردهم علىٰ المخالف تشهياً، أو تسلقاً، وإنما انتصارًا الحق، نظروا إلىٰ النص لا الشخص، فعظم الشرع في نفوسهم، وهان ما سواه، بل وجد ذلك قبولًا عند أهله وخضوعًا، وهكذا يجب أن نكون، وفي بيان ذلك:

قال الحافظ أبو بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي -رحمه الله تعالىٰ-: ‏‏«ولعل بعضَ من ينظر فيما سطرناه ويقف علىٰ ما لكتابنا هذا ضمناه يلحق سيِّئ الظن بنا، ويرىٰ أنا عمدنا للطعن علىٰ ما تقدمنا وإظهار العيب لكبراء شيوخنا وعلماء سلفنا.

وأنىٰ يكون ذلك!! وبهم ذكرنا، وبشعاع ضيائهم تبصرنا، وباقتفائنا واضح رسومهم تميّزنا، وبسلوك سبيلهم عن الهمج تحيّزنا، وما مثلهم ومثلنا إلا ما ذكر أبو عمرو ابن المعلا:‏ ما نحن فيما مضىٰ إلا كبقل في أصول نخل طوال‏» ‏فاتحة كتاب‏ «موضح أوهام الجمع والتفريق‏» والنقل عن «نماذج من رسائل لأئمة السلف وأدبهم العلمي‏» لأبي غدة -عفا الله عنه- ص(57-58).

وتأويلًا لما ترجمنا: قال الحافظ عبد الغني– رحمه الله تعالىٰ: ‏‏«لمّا رددت علىٰ أبي عبد الله الحاكم الأوهام التي في‏ «المدخل علىٰ الصحيحين‏» بعث إلي يشكرني ويدعو لي، فعلمت أنه رجل عاقل‏» ‏«سير أعلام النبلاء‏» (17/270)

وقال كما في‏ «المنتظم»‏: ‏«لمّا وصل كتابي الذي عملته في أغلاط أبي عبد الله الحاكم أجابني بالشكر عليه وذكر أنه أملاه علىٰ الناس وضمن كتابه إليّ الاعتراف بالفائدة وبأنه لا يذكرها إلا عني‏» ‏«المنتظم‏» لابن الجوزي (7/291) نقلًا عن‏ «نماذج من رسائل لأئمة السلف وأدبهم العلمي‏» ص(57).

لم تكن مناصحاتهم ومناظراتهم وجهادهم للمغالبة، إنما بغية علو الحق والانتصار له، وتأويلًا لواجب المناصحة، وحبًا في إيصاله وتعميمه اتباعًا واحتساباً. ومن ثم أحبوا الحق وأهله، وفي ذلك:

يقول الإمام المطلبي، محمد بن إدريس الشافعي -رحمه الله تعالىٰ-‏: ‏«ما كابرني أحد علىٰ الحق ودافع، إلا سقط من عيني، ولا قبله إلا هبته، واعتقدت مودته‏» ‏«سير أعلام النبلاء‏» (10/33).

وكانت مطيتهم في سيرهم: صفاء سريرتهم، ونقاء طويتهم، وحبهم للخمول وهضم حظ النفس، مع بذل كل الجهد، مصحوبًا بالشعور بالتقصير والنقص.

برهان ذلك ما يروىٰ عن حاتم الأصم، أنه قال: «أفرح إذا أصاب من ناظرني، وأحزن إذا أخطأ‏» ‏«سير أعلام النبلاء‏» (11/487).

وقال يحيىٰ بن معين –رحمه الله تعالىٰ‏-: «ما رأيت علىٰ رجل خطأ إلا سترته وأحببت أن أزين أمره، وما استقبلت رجلا في وجهه بأمر يكرهه، ولكن أبين له خطأه فيما بيني وبينه، فإن قبل ذلك، وإلا تركته‏» ‏«سير أعلام النبلاء‏» للحافظ شمس الدين الذهبي (11/83).

وقد تقدم معنا قريبًا ضابط السر والإعلان في الباب، ومن ثم يفقه ما ذكر آنفًا وما بعده .

وقال الإمام عبد الله بن المبارك -رحمه الله تعالىٰ-: ‏‏«كان الرجل إذا رأىٰ من أخيه ما يكره، أمره في ستر، ونهاه في ستر، فيؤجر في ستره، ويؤجر في نهيه، فأما اليوم فإذا رأىٰ أحد من أحد ما يكره استغضب أخاه، وهتك ستره».

قلت: فكيف لو رأىٰ الإمام حالنا اليوم، ونظر كيف تلصق التهم بالأخيار، وتلفق لهم الأقوال وهم الأبرار، ثم يطار بها في الآفاق كل مطار، ويزاد عليها بالأمتار، من ثلة أغمار، والموعد الوقوف بين يدي الجبار.

كانوا يلوذون بالسلامة ويستصحبونها ويحبونها لإخوانهم، وهذا من إخلاصهم.

قال الإمام الآجري –رحمه الله تعالىٰ- في‏ «ذكر الأغلوطات وتعقيد المسائل»: «وليس هذا طريق ما تقدم من السلف الصالح، ما كان يطلب بعضهم غلط بعض، ولا مرادهم أن يخطيء بعضهم بعضاً، بل كانوا علماء عقلاء يتكلمون في العلم مناصحة وقد نفعهم الله بالعلم‏» ‏«أخلاق العلماء‏» للآجري ص (87)

ومن ذلك: ما رواه الحافظ ابن كثير –رحمه الله تعالىٰ: ‏‏«وكان لشيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية من الفقهاء جماعة يحسدونه لتقدمه عند الدولة وانفراده بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وطاعة الناس له ومحبتهم له وكثرة أتباعه وقيامه بالحق وعلمه وعمله‏» ‏«البداية والنهاية‏» للحافظ ابن كثير (14/39).

وقال -رحمه الله تعالىٰ-: ‏‏«ذكر لي –ابن القلانس- أن السلطان لمّا قدم عليه الشيخ تقي الدين ابن تيمية نهض قائمًا للشيخ أول ما رآه، ومشىٰ له إلىٰ طرف الإيوان، واعتنقا هناك هنيهة، ثم أخذه معه ساعة إلىٰ طبقة فيها شباك إلىٰ بستان، فجلسا ساعة يتحدثان، ثم جاء ويد الشيخ في يد السلطان‏» ‏«البداية والنهاية‏» للحافظ ابن كثير (14/55)

ثم قال –رحمه الله تعالىٰ-: ‏‏«وسمعت الشيخ تقي الدين يذكر ما كان بينه وبين السلطان من الكلام لمّا انفرد في ذاك الشباك الذي جلسا فيه، وأن السلطان استفتىٰ الشيخ في قتل بعض القضاة بسبب ما كانوا تكلموا فيه، وأخرج له فتاوىٰ بعضهم بعزله من الملك ومبايعة الجاشنكير، وأنهم قاموا عليك وآذوك أنت أيضًا وأخذ يحثّه بذلك علىٰ أن يفتيه في قتل بعضهم، وإنما كان حنقه عليهم بسبب ما كانوا سعوا فيه من عزله ومبايعة الكاشنكير، ففهم الشيخ مراد السلطان فأخذ في تعظيم القضاة والعلماء وينكر أن ينال أحدًا منهم بسوء، وقال له: إذا قتلت هؤلاء لا تجد بعدهم مثلهم… ومازال به حتىٰ حلم عنهم السلطان وصفح‏» ‏«البداية والنهاية» للحافظ ابن كثير (14/56).

ولما كان الحق قديمًا، وعليه نور، كان ذا داعيًا إلىٰ تلمسه، ومن ثم قبوله إبان ظهوره:

قال مؤرخ الإسلام الحافظ شمس الدين الذهبي -رحمه الله تعالىٰ-: عن يزيد بن عميرة وكان من أصحاب معاذ بن جبل، قال: كان لا يجلس مجلسًا إلا قال: «الله حكم قسط تبارك اسمه، هلك المرتابون». فذكر الحديث.

وفيه: فقلت لمعاذ: ما يدريني أن الحكيم يقول كلمة الضلالة؟ قال: «بلىٰ، اجتنب من كلام الحكيم المشتهرات التي يقال ما هذه، ولا يثنيك ذلك عنه، فإنه لعله يرجع ويتبع الحق إذا سمعه، فإن علىٰ الحق نوراً‏» ‏«سير أعلام النبلاء‏» (1/457).

وآلة استجلاب هذا النور، وأداة استحلاب هذا الخير، هو العلم الشرعي فالتزموه والزموه تفلحوا، وفي ذلك:

قال العلامة ابن القيم – رحمه الله تعالىٰ- في بيان حال الهمج الرعاع الذي يتبعون كل ناعق: ‏«… السبب الذي جعلهم بتلك المثابة؛ وهو أنهم لم يحصل لهم من العلم نور يفرقون به بين الحق والباطل، كما قال تعالىٰ‏: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ‏ ﴾ [الحديد:28].

وقال تعالىٰ‏: ‏﴿ أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ‏ ﴾ [الأنعام:122]. وقوله تعالىٰ:‏ ﴿ يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ ﴾ [المائدة:16]. وقوله عز وجل: ﴿ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء‏ ﴾ [الشورىٰ:52].

فإذا عدم القلب هذا النور صار بمنزلة الحيران الذي لا يدري أين يذهب‏» ‏«مفتاح دار السعادة‏» للعلامة ابن القيم (1/414-415).

وقال أيضًا -رحمه الله تعالىٰ-: ‏‏«أن العلم حياة ونور، والجهل موت وظلمة، والشر كله سببه عدم الحياة والنور، والخير كله سببه النور والحياة، فإن النور يكشف عن حقائق الأشياء، ويبين مراتبها‏» ‏«مفتاح دار السعادة‏» للعلامة ابن القيم (1/231).

ونقل الحافظ ابن عبد البر -رحمه الله تعالىٰ- عن ابن وهب -رحمه الله تعالىٰ- أنه قال: قال مالك‏: ‏«والفقه نور يهدي به الله من يشاء من خلقه، ويؤتيه من أحب من عباده…‏» ‏«التمهيد‏» للحافظ ابن عبد البر (4/267) وانظره أيضًا في‏ «الجامع‏» له (1/757).

وقال مؤرخ الإسلام الحافظ شمس الدين الذهبي -رحمه الله تعالىٰ- عن العلم بأنه: ‏«… نور يقذفه الله في القلب، وشرطه الاتباع والفرار من الهوىٰ والابتداع‏» ‏«سير أعلام النبلاء‏» للحافظ شمس الدين الذهبي (13/313).

ويقول الحافظ ابن رجب– رحمه الله تعالىٰ-عن العلم بأنه: ‏«… نور يقذف في القلب، يفهم به العبد الحق، ويميز به بينه وبين الباطل‏» ‏«بيان فضل علم السلف علىٰ علم الخلف”للحافظ ابن رجب ص(63).

وقال الإمام أبو الفرج ابن الجوزي -رحمه الله تعالىٰ-: «وما أزال أحرض الناس علىٰ العلم؛ لأنه النور الذي يهتدىٰ به‏» ‏«أحكام النساء‏» لأبي الفرج ابن الجوزي ص(9) إعداد/ نبيل بن محمد محمود.

أخرىٰ: قول الحق له أثر حميد -ولا بد- إن عاجلًا أو آجلًا، في الدنيا قبل الآخرة. جعلنا الله من أربابه قولًا وعملًا ودعوة وصبرًا.

وفي هذا يقول العلامة ابن عثيمين -رحمه الله تعالىٰ-: ‏‏«اعلم أنك إن قلت حقًا تريد به وجه الله فلا بد أن يؤثر، حتىٰ لو ردّ أمامك، فلا بد أن يؤثر، وفي قصة موسىٰ ڠ عبرة للدعاة إلىٰ الله، وذلك أنه جمع له السحرة من كل وجه في مصر، واجتمعوا، وألقوا حبالهم وعصيهم حتىٰ كانت الأرض تمشي ثعابين، حتىٰ أن موسىٰ ڠ خاف‏: ﴿ فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَىٰ ﴾ [طه:67].

فلما اجتمعوا كلهم قال لهم‏: ﴿ قَالَ لَهُم مُّوسَىٰ وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَىٰ اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُم بِعَذَابٍ ۖ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَىٰ ﴾ [طه:61]. كلمات يسيرة، قال الله عز وجل‏: ﴿ فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَىٰ ﴾ [طه:62]. يعني أنهم تنازعوا فوراً، والفاء في قوله‏ «فتنازعوا‏» للسببية والترتيب والتعقيب.

فتأمل كيف أثرت هذه الكلمات من موسىٰ ڠ بهؤلاء السحرة، فلا بدّ لكلمة الحق أن تؤثر، لكن قد تؤثر فورًا وقد تتأخر، والله الموفق‏» ‏«شرح رياض الصالحين» ص(194) اعتناء: محمد بن عبد الله المصري- المكتبة الإسلامية.

وصلِّ اللهم وسلم وبارك علىٰ نبينا محمد وعلىٰ إخوانه وآله وصحبه أجمعين.
والحمد لله رب العالمين.

كتبه
الفقير إلىٰ رحمة ربه
أبو عبد الله
محمد بن عبد الحميد بن محمد حسونة
في: 1428هـ – الموافق:4/3/2007م