الرئيسة   »   مؤلفات الشيخ   »   التحذير من الصوفية   »   ذيوع المودة وشيوع المحبة في بيان صلة التصوف بالمحبة

(أضيف بتاريخ: 2021/10/26)

بيانات الكتاب

ذيوع المودة وشيوع المحبة في بيان صلة التصوف بالمحبة
ذيوع المودة وشيوع المحبة في بيان صلة التصوف بالمحبة

ذيوع المودة وشيوع المحبة في بيان صلة التصوف بالمحبة

المؤلف:

فضيلة الشيخ محمد بن عبدالحميد حسونة $

الناشر:

لم يُطبع بعد!

حجم الكتاب:

صغير

عدد مرات القراءة:
قراءة

تحميل

( 646 KB )

قراءة

( 5 صفحة )
ذيوع المودة وشيوع المحبة في بيان صلة التصوف بالمحبة
  • +  تكبـير الخط
  • -  تصغيـر الخط

ذيوع المودة وشيوع المحبة
في بيان صلة التصوف بالمحبة

الحمد لله تعالىٰ، والصلاة والسلام علىٰ نبينا محمد وآله.

أما بعد:

فإن الصحابة العظام -رضي الله تعالىٰ عنهم- الذين اصطفاهم الله -عز وجل- لصحبة نبيه -صلىٰ الله تعالىٰ عليه وآله وسلم- لعلمه تعالىٰ بأنهم أنقىٰ الناس نفوسًا، وأطهرهم قلوباً، هؤلاء السادة الكبار أحبوا الله تعالىٰ ورسوله حباً، فأحبهم الله تعالىٰ ورسوله، مع هذا لم يعرفوا ما يسمىٰ بالتصوف، وفي هذا دلالة قاطعة قاضية بكذب التصوف في دعواه، ولو كان صادقًا حقًا لدعىٰ لمقتضىٰ قوله تعالىٰ: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ …﴾ الآية [آل عمران:31].

فمحبة النبي -صلىٰ الله تعالىٰ عليه وآله وسلم- تابعة لمحبة الله تعالىٰ، وشرط محبة النبي -صلىٰ الله تعالىٰ عليه وآله وسلم- اتباع سنته.

ومن القواعد المهمة في هذا الباب والتي ينبغي أن يتفطن إليها المسلم عمومًا وطالب العلم خصوصاً، أن: الولي لا يكون وليًا لله إلا ببركة الاتباع فـ «كل من بلغه رسالة محمد لا يكون وليًا إلا باتباع محمد ﷺ، فكل ما حصل له من الهدىٰ ودين الحق بتوسط محمد .

وكذلك كل من بلغته رسالة رسول الله لا يكون وليًا لله إلا إذا اتبع ذلك الرسول الذي أرسله إليه» «غاية الأماني‏» (1/391).

أما المتصوفة وحقيقة ‏«دعوىٰ حبهم للرسول وآل بيته: دعوىٰ الرجس أنه قداسة، والإثم الكبير أنه روحانية فضيلة!! وكتلك الفرية افتراء الشيعة أنهم أحباء آل بيت محمد!! أترىٰ الشيعة والصوفية اتبعوا الرسول وجعلوه وحده الأسوة والقدوة الحسنة؟!

ما ثم ما يحتجون به لدعواهم سوىٰ العكوف علىٰ الأضرحة الزنيمة المفتراه لآل البيت! سوىٰ تلك القباب التي شيدوها معبودة علىٰ عظام نخرة، لا تدري أهي لحيوان أم إنسان، أم هي أمشاج من عظام شتىٰ، لا تدري أهي لصالح أم طالح، لمسلم أم يهودي، فقد شيدتها الفاطمية في مصر؛ لتصرف الناس عن حج بيت الله، ولتجعل قلوب المسلمين نفسها قبورًا خربة، ثم سمتها بأسماء آل البيت، وأقامت علىٰ دنتها وعبادتها، الصوفية.

ما لهم من دليل علىٰ حبهم لآل البيت سوىٰ عبادة تلك الأصنام بتقبيل أستارها وأحجارها، ولثم نحاسها وخشبها، وتعطير أجوائها، والاستشفاع بأعتابها، واقتراف الأعياد الوثنية في كل موسم لها، وسل الآمّين -القاصدين- تلك «الموالد» عن عربدة الشيطان في باحاتها، وعن الإثم المهتوك في حاناتها، وعن حمم الشهوات التي تتفجر تحت سواد ليلاتها.

وهكذا تكد الصوفية في سبيل أن تجعل دنيا المسلمين كلها مقبرة، قفراء إلا من الوحشة، جرداء إلا من الرهبة والفزع، خاوية إلا من الخطايا، تقترف باسم الإسلام!… تحث المسلمين ليجعلوا الحياة كلها قربانًا إلىٰ غيابات العدم، وجيف المقابر! فما ينقضي في مصر أسبوع إلا وتحشد الصوفية أساطير شركها، وعباد أوثانها عند مقبرة، يسبحون بحمد جيفتها، ويسجدون أذلاء لرمتها، ويقترفون خطايا المجوسية في حمأتها، ويحتسون آثام الخمر و«الحشيش» والأجساد التي طرحها الليل علىٰ الإثم فجورًا ومعصية! ويسمونها للناس «موالد» أو «مواسم» عبر وذكريات خوالد… وما يقعد صوفي أو يقوم أو يركب أو يمشي إلا وينعق مستغيثاً بصنم قبر! أو رمة قبر! قبور..قبور! هذه هي دنيا الصوفية» «هذه هي الصوفية‏» للوكيل ص(161).

‏«تالله لقد تاهت العقول؛ تركت كلام ربها وكلام نبيها لوساوس صدرها وما ألقاه الشيطان في نفوسها، ومن العجب أن اللعين كادهم مكيدة أدرك بها مأموله، فأظهر لهم هذا الشرك في صورة محبته ﷺ وتعظيمه، ومحبة الصالحين وتعظيمهم، ولعمر الله أن تبرئتهم من هذا التعظيم والمحبة، هو التعظيم لهم والمحبة، وهو الواجب المتعين، وأظهر لهم التوحيد والإخلاص في صورة بغض النبي ﷺ وبغض الصالحين والتنقص بهم، وما شعروا أنهم تنقصوا الخالق -سبحانه وتعالىٰ- وبخسوه حقه» «تيسير العزيز الحميد» ص(224) طبعة رئاسة إدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد ببلاد الحرمين.

وعجب يدهش منه العجب أن ترىٰ «الصوفية حفيَّة دائمًا بتقديس عدو الله، كفرعون وإبليس، ثم تزعم أن أقطابها أحباء الله وأوداؤه، وأنهم مشارق ألوهية وربوبية، وأن لهم القدرة الخلاقة القهارة التي تسخر الوجود كله لقبضتها الظلوم!‏» ‏«هذه هي الصوفية» ص(97).

قال الكردي: «ولما مات الشيخ النقشبند بنىٰ أتباعه علىٰ قبره قبة عظيمة، وجعلوه مسجدًا فسيحاً» «المواهب السرمدية» ص(142).

وأضاف صاحب «الأنوار القدسية» علىٰ ذلك القبر ما يلي: «ولم يزل كذلك إلىٰ يومنا هذا يستغاث بجنابه، ويكتحل بتراب أعتابه، ويلتجأ إلىٰ أبوابه»‏ «الأنوار القدسية» ص(142) والنقل عن‏ «النقشبندية» ص(53).

وقال أيضاً: «وما يفعله العامة من تقبيل أعتاب الأولياء والتابوت الذي يجعل فوقهم فلا بأس به إن قصدوا بذلك التبرك، ولا ينبغي الاعتراض عليهم؛ لأنهم يعتقدون أن الفاعل والمؤثر هو الله، وإنما يفعلون ذلك محبة فيمن أحبهم الله تعالىٰ» «تنوير القلوب» ص(534).

«ومن أوجه التشابه بين الرفاعية والشيعة اعتقاد كلا الفريقين براءة محبي آل البيت من النار‏» ‏«ضوء الشمس‏‏» (1/251،255).

قال الإمام أبو محمد ابن حزم -رحمه الله تعالىٰ-‏: «ادعت طائفة من الصوفية أن في أولياء الله تعالىٰ من هو أفضل من جميع الأنبياء والرسل، وقالوا من بلغ الغاية القصوىٰ من الولاية سقطت عنه الشرائع كلها من الصلاة والصيام وغير ذلك، وحلت له المحرمات كلها من الزنا والخمر وغير ذلك، واستباحوا بهذا نساء غيرهم، وقالوا إننا نرىٰ الله ونكلمه، وكلما قذف في نفوسنا فهو حق …».

إلىٰ أن قال-رحمه الله تعالىٰ‏: «واعلموا رحمكم الله أن جميع فرق الضلال لم يجر الله علىٰ أيديهم خيراً، ولا فتح بهم من بلاد الكفر قرية، ولا رفع للإسلام راية، وما زالوا يسعون في قلب نظام المسلمين، ويفرقون كلمة المؤمنين، ويسلون السيف علىٰ أهل الدين، ويسعون في الأرض مفسدين.

وأما الخوارج والشيعة فأمرهم في هذا أشهر من أن يتكلف ذكره، وما توصلت إليه الباطنية إلىٰ كيد الإسلام وإخراج الضعفاء منه إلىٰ الكفر إلا علىٰ ألسنة الشيعة‏» ‏«قراع الأسنة في نفي التطرف والشذوذ عن أهل السنة‏» ص(39).

وهكذا جنحت بهم هذه المحبة المدعاه المختلطة ببدعهم إلىٰ التلوث بشتىٰ الموبقات، وأخرجتم من عز الطاعة ونضرتها، إلىٰ ذل المعصية ومعرتها، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي -ذاتًا وقدرًا وقهراً- العظيم.

وأختم هذا المقام بهذا النقل الهام، نُهديه لإخواننا التكفيريين؛ ليكون لهم إمامًا، ويرحموا الأنام، قال الشيخ عبد الرحمن الوكيل -رحمه الله تعالىٰ‏: «يصف الجبرتي ما كان يحدث في مولد العفيفي -وكأنما يصف موالد اليوم- «ينصبون خيامًا كثيرة وصواوين ومطابخ وقهاوي، ويجتمع العالم الأكبر من أخلاط الناس وخواصهم وعوامهم، وفلاحي الأرياف، وأرباب الملاهي والملاعيب والغوازي والبغايا، والقرادين والحواة، فيملؤون الصحراء والبستان، فيطؤون القبور، ويبولون ويتغوطون، ويزنون ويلوطون، ويلعبون ويرقصون، ويضربون بالطبول والزمور ليلًا ونهاراً، ويجتمع لذلك الفقهاء والعلماء، ويقتدي بهم الأكابر من الأمراء والتجار والعامة من غير إنكار، بل يعتقدون أن ذلك قربة وعبادة! ولو لم يكن ذلك؛ لأنكره العلماء!!! فضلًا عن كونهم يفعلونه!!! فالله يتولىٰ هُدانا أجمعين‏» ‏«هذه هي الصوفية» ص(161)حاشية. قلت: آمين.. آمين.. آمين.

وصلِّ اللهم وسلم وبارك علىٰ نبينا محمد وعلىٰ آله وصحبه أجمعين.
والحمد لله رب العالمين.

كتبه
راجي عفو مولاه
أبو عبد الله
محمد بن عبد الحميد بن محمد حسونة
في 17/2/1426هـ 27/3/2005م