الرئيسة   »   مؤلفات الشيخ   »   التحذير من الصوفية   »   هل خلق نبيّنا محمد ﷺ من نور؟

(أضيف بتاريخ: 2021/10/26)

بيانات الكتاب

هل خلق نبيّنا محمد ﷺ من نور؟

هل خلق نبيّنا محمد ﷺ من نور؟

وصف مختصر:

وفيه: الرد على من زعم أن المخلوقات خُلقت من نوره ﷺ.

المؤلف:

فضيلة الشيخ محمد بن عبدالحميد حسونة $

الناشر:

لم يُطبع بعد!

حجم الكتاب:

صغير

تاريخ التأليف:

18/11/1424 هـ 11/1/2004م

عدد مرات القراءة:
قراءة

تحميل

( 733 KB )

قراءة

( 9 صفحة )
هل خلق نبينا من نور ؟
  • +  تكبـير الخط
  • -  تصغيـر الخط

هل خلق نبيّنا محمد ﷺ من نور ؟

من: أبي عبد الله محمد بن عبد الحميد….. كان الله تعالىٰ له.

إلىٰ: أخيه………………………………… وفقه الله.

سلام عليكم، أما بعد:

سنتعرض في هذه الوقفة لهدم باطل -من جملة أباطيل- يتعلق بها أهل الأساطير -الأولين منهم والمعاصرين-، لسلامة عقائد المسلمين بل وعقولهم من ترهات كل أفين.

وهي مسألة متعلقة -كما ذكرت آنفًا- بأبواب الاعتقاد، وفيها نرد اعتبار الدليل، ونرفع جبين أهله، ونطرح غلو كل جويهل و‏ «مسكين»، فأقول:

سُئل الشيخ الإمام العالم العلامة الإمام، فريد الدهر جوهر العلم، مفتىٰ الفرق، شيخ الإسلام تقي الدين أبو العباس ابن تيمية –قدس له روحه، آمين–: هل خلق النبي ﷺ من النور؟

فأجاب -رحمه الله تعالىٰ-‏: ‏«النبي ﷺ خُلق مما يُخلق منه البشر، ولم يخلق أحد من البشر من نور1.

بل قد ثبت في الصحيح عن النبي ﷺ أنه قال‏: ‏«إن الله خلق الملائكة من نور، وخلق إبليس من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم‏».

وليس تفضيل بعض المخلوقات علىٰ بعض باعتبار ما خلقت منه فقط؛ بل قد يخلق المؤمن من الكافر، والكافر من المؤمن، كابن نوح منه، وكإبراهيم من آزر، وآدم خلقه الله من طين، فلما سواه، ونفخ فيه من روحه، وأسجد له الملائكة، وفضله عليهم بتعليمه أسماء كل شئ، وبأن خلقه بيده، وبغير ذلك.

فهو وصالحوا ذريته أفضل من الملائكة، وإن كان هؤلاء مخلوقين من طين، وهؤلاء مخلوقين من نور… وإنما يظهر فضلهم إذا دخلوا دار القرار ﴿ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ 23 سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَىٰ الدَّارِ ﴾ [الرعد‏].

والآدمي خلق من نطفة، ثم من مضغة، ثم من علقة، ثم انتقل من صغر علىٰ كبر، ثم من دار علىٰ دار، فلا يظهر فضله وهو في ابتداء أحواله، وإنما يظهر فضله عند كمال أحواله، بخلاف الملَك الذي تشابه أول أمره وآخره …

وسيد ولد آدم هو محمد ﷺ –آدم فمن دونه تحت لوائه- قال ﷺ‏: ‏«إني لمكتوب خاتم النبيين وإن آدم لمجندل في طينته‏»، أي: كُتبت نبوتي وأظهرت لما خلق آدم قبل نفخ الروح فيه، كما يَكتب الله رزق العبد وأجله وعمله وشقي أو سعيد إذا خلق الجنين قبل نفخ الروح فيه…

وأما إذا حصل في ذلك غلو من جنس غلو النصارىٰ بإشراك بعض المخلوقات في شئ من الربوبية، كان ذلك مردودًا غير مقبول.

فقد صح عن النبي ﷺ أنه قال‏: ‏«لا تطروني كما أطرت النصارىٰ عيسىٰ بن مريم، فإنما أنا عبد، فقولوا عبد الله ورسوله‏» متفق عليه، «البخاري‏» برقم(3445) و«مسلم‏» برقم(1691) .

وقد قال تعالىٰ: ﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَىٰ اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَىٰ ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَىٰ بِاللّهِ وَكِيلًا﴾ [النساء:171].

والله قد جعل له حقًّا لا يشركه في مخلوق، فلا تصح العبادة إلا له، ولا الدعاء إلا له، ولا التوكل إلا عليه، ولا الرغبة إلا إليه، ولا الرهبة إلا منه، ولا ملجأ ولا منجا منه إلا إليه، ولا يأتي بالحسنات إلا هو، ولا حول ولا قوة إلا به، ﴿وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ﴾ [سبأ:23].

﴿مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ﴾ [البقرة:255].

﴿إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَٰنِ عَبْدًا 93 لَّقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا 94 وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا﴾ [مريم:93-95].

وقال تعالىٰ: ﴿ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ﴾ [النور:52].

فجعل الطاعة لله ورسوله، وجعل الخشية والتقوىٰ لله وحده، وكذلك في قوله‏: ‏﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَىٰ اللَّهِ رَاغِبُونَ﴾ [التوبة:59].

فالإتياء لله والرسول، وأما التوكل فعلىٰ الله وحده، والرغبة إلىٰ الله وحده‏» انتهىٰ من «مجموع فتاوىٰ شيخ الإسلام‏» (11/94-99) بتصرف.

وصل اللهم وسلم وبارك علىٰ نبينا محمد وعلىٰ آله وصحبه وسلم أجمعين.
والحمد لله رب العالمين.

كتبه
الفقير إلىٰ عون مولاه
أبو عبد الله
محمد بن عبد الحميد بن محمد حسونة
في 18/11/1424 هـ 11/1/2004م
  1. يلاحظ أن في هذه الفتوى قيل: (خُلق النبي ﷺ من نور)، وفي أيامنا يقول البعض: «‏أن الأشياء خلقت من نور محمد ﷺ‏»! فالقول بأن الله خلق نور النبي ﷺ أولًا، ومن نوره خُلقت الأشياء، هذا اعتقاد باطل لا دليل عليه.

    والعجيب أن يقول مثل هذا الكلام رجل… مصري مشهور هو الشيخ محمد متولي الشعراوي في كتابه‏: ‏«أنت تسأل والإسلام يجيب؟» حيث ذكر فيه تحت عنوان‏: «النور المحمدي وبداية الخليقة‏».

    «س: ورد في الحديث أن جابر بن عبد الله سأل رسول الله ﷺ: ما أول ما خلق الله؟ فقال: نور نبيك يا جابر، فكيف يتفق هذا الحديث مع أن أول المخلوقين آدم وهو من طين؟

    ج: من الكمال المطلق ومن الطبيعي أن يكون البدء بخلق العلى ثم منه الأدنى، وليس من المعقول أن تخلق المادة الطينية أولا، ثم يخلق منها محمد؛ لأن أعلى شئ في الإنسان: الرسل: محمد بن عبد الله، إذن لا يصح أن تخلق المادة ثم يخلق منها محمد، لابد أن يكون النور المحمدي هو الذي وجد أولا، ومن النور المحمدي نشأت الأشياء، ويكون حديث جابر صادقاً، وهذا هو، العلم يؤكد تلك المعاني، فالنور هو البداية ثم عملت منه الماديات‏» انتهى ص(38).

    التعليق:

    أولا: إن كلام الشعراوي يخالف النقل، وهو قول الله تعالى عن خلق آدم ڠ أول البشر:‏ ‏﴿ إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن طِينٍ [ص:71]، وقوله تعالى:‏ ‏﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ﴾ [غافر:67].

    قال ابن جرير الطبري -رحمه الله تعالى-: «خلق أباكم آدم من تراب، ثم خلقكم من نطفة».

    وكلام الشعراوي يخالف الحديث، وهو قوله ﷺ‏: «كلكم بنو آدم، وآدم خلق من تراب‏» رواه البزار، وصححه الألباني في‏ «صحيح جامع‏» برقم (4444).

    ثانيًا: إن الشعراوي يقول‏: ‏«ومن الطبيعي أن يكون البدء بخلق الأعلى، ثم نأخذ منه الأدنى‏»، وقد ردّ القرآن هذه الفلسفة حين امتنع إبليس عن السجود: ‏﴿قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ ۖ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ﴾ [ص:76].

    قال ابن كثير $ (4/43): «ادعى أنه خير من آدم، فإنه مخلوق من نار، وآدم خلق من طين، والنار خير من الطين».

    وقال الطبري $‏: «قال إبليس لربه:لم أسجد لآدم؛ لأني أشرف منه! لأنك خلقتني من نار، وخلقت آدم من طين، والنار تأكل الطين وتحرقه، فالنار خير منه، وأنا خير منه‏» انتهى.

    والمعقول: أن تخلق المادة الطينية أولاً، ثم يخلق منها محمد ﷺ بعدها، وأن المادة خلقت أولًا وهي الطين، الذي خلق منه آدم، ومحمد ﷺ هو من نسل آدم وولده، كما أخبر ﷺ بذلك حين قال‏: ‏«أنا سيد ولد آدم‏» رواه مسلم.

    ثالثًا: يقول الشعراوي: «لابد أن يكون النور المحمدي هو الذي وجد أولًا»، هذا الكلام لا دليل عليه، بل ثبت في القرآن أن أول البشر آدم كما تقدم، ومن المخلوقات بعد العرش: القلم. حيث قال ﷺ‏: ‏«إن أول ما خلق الله القلم‏» رواه الترمذي وحسنه الألباني.

    والنور المحمدي ليس له وجود في النقل والعقل: فالقرآن يأمر رسوله أن يقول للناس‏: ‏﴿ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ ﴾ [الكهف:110]، وقال ﷺ‏: ‏«إنما أنا بشر مثلكم‏» رواه الإمام أحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (2337). والمعروف أن محمدًا ﷺ خُلق من أبوين هما: عبد الله وآمنة بنت وهب، وولد كما يولد البشر، ورباه جده، ثم عمه أبو طالب.

    فقد ثبت أن أول المخلوقات من البشر: آدم ڠ، ومن الأشياء: القلم. وبهذا يكون ردًا صريحًا على من يقول أن محمد -صلى الله تعالى عليه وآله وسلم- هو أول خلق الله؛ لأنه يعارض القرآن والحديث الصحيح السابق.

    لكن ورد حديث يبيّن أن الرسول ﷺ مكتوب عند الله خاتم النبيين قبل خلق آدم، وهو قوله ﷺ‏: «إني عند الله مكتوب خاتم النبيين، وإن آدم لمنجدل في طينته» صححه الحاكم، ووافقه الذهبي، وصححه الألباني. (لمنجدل: لملقى على الأرض)، فالحديث يقول‏ «مكتوب‏» ولم يقل‏ «مخلوق‏». ومثله قوله ﷺ‏: ‏«كنت نبيًّا وآدم بين الروح والجسد‏»، رواه الإمام أحمد في‏ «السنة‏» وصححه الألباني.

    وأما حديث‏: ‏«كنت أول النبيين في الخلق وآخرهم في البعث‏»: فضعفه الحافظ ابن كثير، والعلامة المناوي، والإمام الألباني، وهو يخالف القرآن، والأحاديث الصحيحة السابقة، ويخالف المعقول والمحسوس؛ لأنه لم يولد قبل آدم أحد من البشر.

    رابعًا: يقول الشعراوي: «ومن النور المحمدي خلقت الأشياء‏»، والأشياء: تشمل آدم والشيطان والإنس والجن والحيوانات والحشرات والجراثيم وغيرها. وهذا مخالف لما جاء في القرآن الكريم، فآدم خلق من طين، والشيطان خلق من نار، والإنسان خلق من نطفة.

    وكلام الشعراوي مخالف لقوله ﷺ : «خلقت الملائكة من نور وخلق الجان من نار وخلق آدم مما وصف لكم‏».

    ويخالف المعقول والمحسوس والواقع؛ لأن الإنسان والحيوان خلقا عن طريق التناسل والتوالد، وإذا كانت الجراثيم الضارة والحشرات المؤذية هي أشياء خلقت من نور محمد ﷺ فلماذا نقتلها؟ بل أمرنا بقتلها، كالحية والثعبان والذباب والبعوض والوزغ؛ لضررها.

    خامسًا: يقول الشعراوي: «ويكون حديث جابر صادقًا وهو‏: أول ما خلق نور نبيك يا جابر‏»، هذا الحديث مكذوب على الرسول ﷺ، وليس صادقًا كما يقول الشعراوي؛ لأنه يخالف القرآن الكريم الذي ينص على أن أول البشر آدم، ومن الأشياء القلم، ومحمد ﷺ من ولد آدم لم يخلق من النور، بل هو بشر مثلنا بنص القرآن، خصه الله بالوحي والنبوة، والناس لم يروه نورًا، بل رآوه إنسانًا. والحديث الذي صدقه الشعراوي هو عند أهل الحديث مكذوب وموضوع وباطل.

    ومن الاعتقادات الباطلة: القول بأن الله خلق أشياء من نوره، قال به بعض الصوفية، وصرح به الشعراوي في كتابه‏ «أنت تسأل والإسلام يجيب‏» فقال: «فإذا عرفنا بأن الله خلق الأشياء من نوره فهذا صحيح… فعندما يكون الحق سبحانه وتعالى خلق الأشياء من نوره فمعنى هذا أن شعاع نوره خلقت منه الماديات‏» ص(40).

    أقول: هذا الكلام لا دليل عليه من الكتاب والسنة والعقل، وقد تقدم… وهذا يرد كلام الشعراوي ويبطله، ثم إن كلام الشعراوي متناقض، فقد سبق أن قال: إن النور المحمدي خلقت منه الأشياء، وقال هنا: إن الله خلق الأشياء من نوره! والفرق بين النور المحمدي ونور لله…

    احذر يا أخي المسلم هدانا الله وإياك مثلَ هذه المعتقدات الباطلة التي يذكرها الصوفية‏» نقلا عن‏ «أركان الإسلام والإيمان من الكتاب والسنة الصحيحة‏» للشيخ محمد بن جميل زينو – المدرس في دار الحديث الخيرية بمكة المكرمة ص (97–103) باختصار يسير.

    وتتمة في البيان أقول: دندنت الصوفية حول ما أسموه بالحقيقة المحمدية، وهي التي يُعرفها الصوفية بقولهم: «هي الذات مع التعين الأول، ولها الأسماء الحسنى، وهي اسم الله الأعظم‏» ‏‏«جامع الأصول في الأولياء» للكمشخانلي و«التعريفات» للجرجاني و «هذه هي الصوفية‏» ص(74).

    ويقول الكمشخانلي‏: «صور الحق هو محمد، لتحققه بالحقيقة الأحدية والواحدية» ‏«جامع الأصول» له، ص(107).

    ويقول الدمرداشي: «حقيقة الحقائق هي المرتبة الإنسانية الكمالية الإلهية الجامعة لسائر المراتب كلها، وهي المسماه بحضرة الجمع، وبأحدية الجمع، وبها تتم الدائرة، وهي أول مرتبة تعينت في غيب الذات، وهي الحقيقة المحمدية‏» ‏«معرفة الحقائق» لمحمد الدمرداشي والنقل عن «هذه هي الصوفية» ص(74).

    كما «تزعم الصوفية أن شأن نبينا محمد ﷺ هو شأن الله!! اسمع إلى صوفي يقول‏: ‏«شأن محمد في جميع تصرفاته شأن الله، فما في الوجود إلا محمد».

    ويقول: «ولما كانت بشريته ﷺ نورًا محضاً… وهذا النور المحمدي، هو المعني بروح الله المنفوخ في آدم فروح الله نور محمد‏» انظر‏ «النفحات الإقدسية» للبيطار ص(9،13) والنقل عن‏ «هذه هي الصوفية‏» ص(77).

    ويقول الدباغ: «اعلم أن أنوار الكائنات كلها من عرش وفرش وسماوات وأرضين، وجنات وحجب، وما فوقها، وما تحتها إذا جمعت كلها، وجدت بعضًا من نور النبي، وأن مجموع نوره لو وضع على العرش، لذاب‏» ‏‏«الإبريز‏‏» (2/84). ومثله كثير، انظر‏ «هذه هي الصوفية» ص(87).

    ويقول تيجاني‏: ‏«لما خلق النور المحمدي، جمع في هذا النور المحمدي جميع أرواح الأنبياء والأولياء جميعًا، جمعًا أحدياً‏» ‏‏«الرماح‏» لعمر بن سعيد ص(14) و‏«وهذه هي الصوفية‏» ص(87).

    ويقول الحلواني في قصيدته «المستجيرة‏» يخاطب رسول الله ﷺ :

    أنشأك نورًا ساطعًا قبل الورى
    فردًا لفرد والبريـة في العـدم
    ثم استمد جمـيع مخلوقاتـه
    من نورك السامي فيا عظم الكرم
    فلذا إليك الخلق تفزع كلهم
    في هذه الدنيا وفي اليوم الأهـم
    وإذا دهتهم كربة فرجتـها
    ……………………….

    والله تعالى يقول‏: ‏‏﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ ﴾ [المؤمنون:12]، ومحمد ﷺ إنسان، وإلا فليأتوا له بصفة أخرى!

    والرسول ﷺ نفسه يقول: «خلقت الملائكة من نور…» الحديث، تحدث الرسول ﷺ عن النور، وعمن خلق منه، فلم يذكر عن نفسه أنه خلق من نور كما ذكر عن الملائكة.

    تحدث عن آدم الأب الأول للبشرية، عن خلقه، وأنه مما ذكر لكم في القرآن -يعني: من طين لازب-، ومحمد ﷺ ابن آدم، فلمن تنتسب الحقيقة المحمدية الصوفية؟!!

    وفي كتاب الله آية واحدة تدك وحدها كل ما يوفض إليه الصوفية من نصب أقاموها لهذه الأسطورة، تلك هي قوله سبحانه لنبيه ﷺ: ‏﴿ لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ …‏ ﴾ [آل عمران:128]، وتدبر قوله سبحانه: ‏﴿ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴾ [الأحقاف:9].

    فهل يدين الصوفية في الرسل جميعًا كما يدينون به في محمد ﷺ إذ ليس هو‏ «بدعًا من الرسل‏»، وتدبر قوله سبحانه لنبيه ﷺ: ‏﴿ قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا 21 قُلْ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا ﴾ [الجن:21-22].

    هذا هو هدي القرآن، فقارن بينه، وبين ما افترته الصوفية من إفك حول النور المحمدي الذي خلق منه كل شيء!!‏» ‏‏«هذه هي الصوفية‏» للشيخ عبد الرحمن الوكيل ص(87-88).