الرئيسة   »   مؤلفات الشيخ   »   التحذير من القطبية   »   قبسات من كتاب «فتاوىٰ العلماء الأكابر فيما أهدر من دماء في الجزائر» للاعتبار

(أضيف بتاريخ: 2021/10/27)

بيانات الكتاب

قبسات من كتاب «فتاوىٰ العلماء الأكابر فيما أهدر من دماء في الجزائر» للاعتبار

قبسات من كتاب «فتاوىٰ العلماء الأكابر فيما أهدر من دماء في الجزائر» للاعتبار

المؤلف:

فضيلة الشيخ محمد بن عبدالحميد حسونة $

الناشر:

لم يُطبع بعد!

حجم الكتاب:

صغير

تاريخ التأليف:

27/5/1424هـ - 27/7/2003

عدد مرات القراءة:
قراءة

تحميل

( 708 KB )

قراءة

( 7 صفحة )
قبسات من كتاب فتاوى العلماء الأكابر
  • +  تكبـير الخط
  • -  تصغيـر الخط

قبسات من كتاب
«فتاوىٰ العلماء الأكابر فيما أهدر من دماء في الجزائر» للاعتبار
وفيه التحذير من كل غادر عيار

من: أبي عبد الله محمد بن عبد الحميد………. كان الله تعالىٰ له.

إلىٰ: أخيه………………………………… وفقه الله ونفع به.

سلام عليكم، وبعد:

أخي: من واجب النصح والبيان الذي انتهجناه طاعةً لله ورسوله، وحرصًا علىٰ عموم الخير بين المسلمين، ونبذًا الشر، وطرحًا للشقاق؛ رأيت أن أبين في هذه الأسطر -وأظنك توافقني في ذلك- مغبة الانحراف في الفهم الناتج عن فصل جماهير الأمة عن منهج سلفها الصالح، وعدم التفافها حول علمائها الأماجد الأماثل الأفاضل، وفي الكتاب المشار إليه آنفاً1 عظة -لمن كان له قلب حي، أو ألقىٰ السمع الصحيح الصريح فانتفع-، والسعيد من وعظ بغيره.

ولقد ضرب الله -سبحانه- الأمثال، وذكر قصص الأجيال؛ لهذا الشان، علم ذلك الأخيار فامتثلوا كلام الجبار، وانتفعوا بها، فصلحت بتعاليمهم القلوب، واستضاءت العقول، وعمرت بها الدور وأمنت.

ولا أطيل؛ فأقول: ابتدأ المؤلف السلفي المبارك -وما أجمل وأكمل ما ابتدأ به- بآي القرآن وسنة النبي النذير العريان، الدالة علىٰ عظيم حرمة المسلم، وخطورة أمر الدماء المعصومة.

فاستدل بقول الله تعالىٰ‏: ﴿ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ‏ ﴾ [الأنعام:151]. وقوله تعالىٰ‏: ﴿ وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيماً‏ ﴾ [النساء‏:93].

وقول رسول الله ‏: ‏«أول ما يقضىٰ بين الناس يوم القيامة في الدماء» متفق عليه.

وقوله أيضاً‏: ‏«لا يزال العبد في فسحة من دينه ما لم يصب دمًا حراماً» رواه الإمام البخاري.

وقوله ‏: «قتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا» رواه الإمام النسائي، قال: وهو صحيح.

ثم نقل لنا قول أحد هؤلاء العلماء الأكبار الذين أشار إليهم في هذا الصدد وهو ما قاله العلامة الألباني -رحمه الله تعالىٰ-‏: «نحن نؤيد كل من يدعو إلىٰ الرد علىٰ هؤلاء الخارجين علىٰ الحكام، والذين يحثون المسلمين علىٰ الخروج علىٰ الحكام‏».

ما أجمله من بيان، وما أروعها من نصيحة من ذاك الإمام الناصح لكل بنان -من باب إطلاق الجزء وإرادة الكل-.

ثم نقل لنا إنكار العلامة الثاني الشيخ ابن باز في رده علىٰ الكذبة عليه بقوله -رحمه الله تعالىٰ-‏: ‏«إن كان أحد من الدعاة في الجزائر قال عني: قلت لهم‏ (يغتالون الشرطة أو يستعملون السلاح في الدعوة إلىٰ الله) هذا غلط، ليس بصحيح، بل هو كذب!».

قلت: وما أكذب القوم علىٰ الكبار، وتضليلهم لأتباعهم الصغار.

ثم ثلّث بقول الإمام الثالث وهو الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالىٰ- حيث قال: «نرىٰ أنه يجب عليهم وضع السلاح وإلقاء السلام، وإلا فكل ما يترتب علىٰ بقائهم من قتل ونهب أموال واغتصاب نساء فإنهم مسئولون عنه أمام الله عزّ وجلّ، والواجب عليهم الرجوع».

فهذه فتاوىٰ الكبار، كما قال المؤلف ص(9): «وقد كان ولا يزال شيخنا الفاضل عبد المحسن بن حمد العباد يسميهم بحق: علماء الدنيا الثلاثة».

ثم إنني اقتصرت علىٰ نقل فتاوىٰ هؤلاء الأكابر الفضلاء؛ لأن سفاكي الدماء في الجزائر -باسم الدين- كانوا قد أشاعوا عنهم تأييدهم لهم كذبًا وزوراً! وزعموا أنهم العلماء المرتضون عندهم!…

وهؤلاء العلماء لم يدخروا وسعًا في بيان الحق في هذه الفتنة العارمة التي تلاحقت حلقاتها كتلاحق خرزات العقد إذا قطع.

واعلم أن سفاكي الدماء بالجزائر قسمان:

– قسم يقاتل الشعب، لا يفرق بين حاكم ومحكوم، وهم غلاة التكفير. ولا يحاولنّ خَوان تبرئتهم من انتهاك أعراض النساء، وقتل الشيوح والعجزة، وذبح الصبيان وتقطيع أعضاء آبائهم بالفؤوس وهم ينظرون، وتحريق العائلة بأسرها مأسورة في سيارتها2

– وقسم يزعم أن قتاله نظيف؛ لأنه يقتصر علىٰ رجال الدولة والشرط والعساكر! وهذا القسم نوعان: الجيش الإسلامي للإنقاذ، و الجماعة السلفية -زعموا- للدعوة والقتال.

وهؤلاء جميعًا هم جماعات تكفير؛ لأنهم لم يستبيحوا قتال من ذكرت إلا بعد تكفيرهم، وتكفيرهم لهؤلاء لا برهان عليه من الله ولا اتبعوا فيه أهل العلم المبرزين.

ولا يغرنكم انتساب أولئك إلىٰ‏ «السلفية‏»؛ فليس لهم منها إلا الاسم، وإلا فكيف تستقيم لهم هذه الدعوة وهم في واد والعلماء السلفيون في واد.

وفي ص(12) وعن قصة قتل أسامة للرجل الذي نطق بالشهادة مع كونه قبل إسلامه كان إذا‏ «شاء أن يقصد إلىٰ رجل من المسلمين قصد إليه فقتله».

وفي رواية قال:‏ «يا رسول الله! أوجع في المسلمين، وقتل فلانًا وفلاناً -وسمىٰ نفرًا- وإني حملت عليه فلما رأىٰ السيف قال: لا إله إلا الله».

قال رسول الله ﷺ: «أقتلته؟» قال: نعم! قال: «فكيف تصنع بـ (لا إله إلا الله) إذا جاءت يوم القيامة» قال: «يا رسول الله! استغفر لي…» رواه الإمام مسلم (160).

قال المؤلف‏: «فإن النبيلم يمنعه كون القاتل هو حبه أسامة من تعنيفه، وتعظيم الجناية في عينيه خلافًا للمستخفين بدماء المسلمين‏». وانتفع أسامه بهذا التعنيف فيما كان بين الصحابة.

وقال: «فتأمل غضب النبي في حق نفس مؤمنة واحدة! فكيف بمن سطا علىٰ أنفس مسلمة… فكيف بمن أعمل السيف والفأس في إزهاق أرواح مسلمة في رمضان وهم يؤدون صلاة التراويح؟!…

لقد عاشت الجزائر منذ استقلالها عن العدو الفرنسي الكافر أيام فتنة في دينها ودنياها… فما لبث الأمر أن تديَّن الناس حتىٰ أمنوا علىٰ أموالهم، ونسوا ما كان أقلقهم من قبل، وجاءت أيام رخاء وأمن وتدين قوي، حتىٰ أن الرجل ليجوب البلاد شرقًا وغربًا لا يخاف علىٰ نفسه إلا الذئب، بل لا يفكر أن يأويه المبيت؛ لأن الشعب الجزائري شعب اجتماعي متكافل. ومر به زمن لا تكاد تصادف فيه فقيرًا يتسول.

أما عن الدين فقد انتشر فيها -قبل هذه الفتنة- التوحيد والسنة، وانحسر نشاط طرائق الشرك والبدعة انحسارًا شديداً، ورجعت المرأة إلىٰ خدرها، ووجدت شرفها في سترها، وتُركت الخمور في كثير من الأحياء، وازدحمت المساجد بأهلها، ودخل الدين كل بيت، وعضّ العدو الأنامل من الغيظ.

ثم انتبه هذا، فاستفز من الشعب أصلبه عوداً، وأشده جموداً، وأوقد نار الفتنة بينهم وبين دولتهم، فتقلص ظل الدعوة النبوية، وحلّ محلها خطب نارية تهييجية، حتىٰ ولد منها مولدان لا يدرىٰ أيهما سبق الآخر: أحدهما: الخروج علىٰ الحكام. وثانيهما: التكفير3.

والتكفير والخروج رضيعا لبان واحد، وربيبا حجر واحد، ما حلَّا ديار قوم إلا تركوها بلاقع -خالية من كل خير-. ودخلنا فتنة طال منها الأمد، حتىٰ شاب منها الوالد وما ولد، فاستحال أمن البلاد إلىٰ رعب، وعمرانها إلىٰ خرب… وسالت من دماء هذه الأمة المسلمة أنهار غزار.

فعن أبي هريرة -رضي الله تعالىٰ عنه- قال: قال النبي ﷺ‏: «والذي نفسي بيده! ليأتين علىٰ الناس زمان لا يدري القاتل في أي شيء قتل، و لا يدري المقتول علىٰ أي شيء قتل» رواه الإمام مسلم (2908).

– فبدأ بالتهييج السياسي علىٰ المنابر باسم التوعية الإسلامية!

– وتثنية: بالتعبئة الجماهيرية باسم المحافظة علىٰ الهوية الإسلامية!

– وتثليثًا: بالخروج علىٰ الحكام باسم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر!

– وتربيعاً: بتكفير المسلمين باسم الولاء والبراء!

– وتخميساً: بالتفجيرات العشوائية والمجازر الجماعية باسم الجهاد!!

هذا الذي شيب رؤوس المصلحين، وشاب بكدر عظيم صفاء دين المسلمين!‏» انتهىٰ المراد ص(18).

هذا الذي شيب رؤوس المصلحين، وشاب بكدر عظيم صفاء دين المسلمين!

هذا الذي شيب رؤوس المصلحين، وشاب بكدر عظيم صفاء دين المسلمين!

وفي نصيحة أخرىٰ -إن شاء الله-، لنا مع هذا الكتاب الماتع وقفة، فاعتبروا يا أولي الألباب؛ لعلكم ترحمون من هذا الشقاء والعناء، بل والجحيم الذي لا يطاق.

وقبل أن يستعذب الواحد منكم عذاب أمه وأبيه وصاحبته وأخيه وفصيلته التي تؤيه، يظن بجهله وفجوره أنه علىٰ شيء، كفانا الله وإياكم شر كل ذي شر. آمين.

والله تعالىٰ المسؤول أن يحفظ علينا إيماننا وأمنا، ويمتعنا بسنة نبينا، واتباع هدي سلفنا العظام الأطهار. وأن يوفق ولاة أمورنا لما في صلاح العباد والبلاد، والله العاصم.

وصلِّ اللهم وسلم وبارك علىٰ نبينا محمد وعلىٰ آله وصحبه أجمعين.
والحمد لله رب العالمين.

كتبه
الفقير إلىٰ عفو مولاه
أبو عبد الله
محمد بن عبد الحميد بن محمد حسونة
في 27/5/1424هـ – 27/7/2003
  1. هذا الكتاب مؤلفه طالما قدح فيه القطبيون، وقالوا أنه مجهول، قلنا لهم: اقرأوا، ومما كتب ستقفون، وننظر بما به ترجعون، وعلى كل حال فالرجل معروف معلوم، لا أقول لطلبة العلم السلفيين الذين يقرأون ويعرفون فحسب، بل سل الكتب تجيبك: هل قدم الشيخ الألباني $ لكتاب قبل هذا الكتاب؟، وسلها: هل قرأ هذا الكتاب الذي أشرنا إليه الشيخ ابن عثيمين $ أم: لا؟ بل واسأل الشيخ العباد محدث الدنيا الآن: هل يعرفه أم لا؟ وسل المشايخ الكبار: الشيخ ربيع والشيخ النجمي والشيخ الجابري والشيخ السحيمي وغيرهم.

    وأقول لعموم إخواني طلبة العلم والدعاة: اقرأوا لزامًا -غير مأمورين- كتابه الذي هزّ أركان الحزبيين، بل أسقط عليهم سروحهم المكذوبة، ودمر هالتهم المصنوعة، ونسف عروشهم المزعومة، أعني: كتاب‏ «مدارك النظر في السياسة‏»، وسل مجلة‏ «الأصالة‏» الغراء هل أفردت مقالًا عن درره وإبراز جواهره أم لا؟ قاتل الله الهوى، كم أردى بأهله.

  2. لا يحزنك أخي ما تلوته، فنحن يجب أن نستفيد من الأخطاء، والإقرار بالخطأ خير- ولا شك- من التمادي فيه، ولا ينبغي علينا – قط- أن نكون كتلك النعامة التي تدفن رأسها في التراب ظنًا منها أن سوأتها مستورة – وهي مكشوفة مفضوحة- وأن عدوها لا يبصرها!!.
  3. ولو قلنا: التكفير ثم الخروج لكان أدلّ؛ إذ الأول مقدمة الثاني، والثاني مترتب عليه، والله العاصم.