الرئيسة   »   مؤلفات الشيخ   »   نصح الموافق والمخالف   »   زواج الأحرف ونكاح الكلمات

(أضيف بتاريخ: 2021/01/24)

بيانات الكتاب

زواج الأحرف ونكاح الكلمات

زواج الأحرف ونكاح الكلمات

وصف مختصر:

كليمة في نكاح أخي الأصغر -أسعده الله تعالى في الدارين-

المؤلف:

فضيلة الشيخ محمد بن عبدالحميد حسونة $

الناشر:

لم يُطبع بعد!

حجم الكتاب:

صغير

تاريخ التأليف:

4/4/1430هـ -31/3/2009م

عدد مرات القراءة:
قراءة

تحميل

( 799 KB )

قراءة

( 6 صفحة )
زواج الأحرف ونكاح الكلمات
  • +  تكبـير الخط
  • -  تصغيـر الخط

زواج الأحرف ونكاح الكلمات1

بسم الله والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وإخوانه وآله ومن والاه.

أما بعد:

قال الله تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ‏ ﴾. سورة‏ «الروم‏» الآية(21).

هذه الآية المباركة لطالما طرقت آذانَنا في مثل هذه المناسبة؛ ممَّا أورث ظنًّا بأنها خاصة بمُقبل على نكاح، مُقدم على بناء.

والحق الحقيق، الداعي إلى نظر وتحقيق: أن الآية في سباقها وسياقها ولحاقها تجلي آيات: التوحيد.

كيف لا؟! والتوحيد أمره عظيم عظيم، وحاجتنا إليه فوق كل حاجة.

إذ رأسُها: قوله تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ ﴾.

وعجزها: ﴿ خَلَقَ ﴾ و ﴿ جَعَلَ ﴾.

وذيلها: قوله تعالى: ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ ﴾.

تدعو إلى الإحسان: كفرع عن التوحيد والإيمان؛ إذ دعت في تضاعيفها إلى قيام السكن وتهادي المودة والرحمة عمومًا، وحال الزوجية خصوصًا.

ومن خصائص السكن: أنه مصير مريح، يُتجرد فيه ويُنبسط. فيه: وقاية وصيانة وستر.

إنها معالمُ إصلاح، وأعلامُ رباح، وآيات فلاح؛ لصاحب ومَن صحب.

أجل.. نكاحنا شعاره: المودة. ودثاره: الرحمة. فتناكحوا عباد الله وتكاثروا، توادوا أيها المؤمنون وتراحموا2.

وفي تحقيق ما سبق، أقول: إننا نؤمن بأن صلاح الزواج منوط بصلاح الزوج، ومن ثم حسنُ اختياره للصاحبة. لِما نؤمن بأن صلاح الآباء أصل في صلاح الأبناء.

وقد عُلم أن الصلاح والرباح والفلاح على وجه التمام والكمال والجمال كامنٌ في الوحي، كائنٌ في الشرع.

وعليه: يجب أن تكون تعاملاتُنا مع أنفسنا مع أزواجنا مع غيرنا، في بيوتاتنا في مجتمعاتنا وفق الشرع، وساعتئذ يصلحُ الأصلُ والفرع.

أعود فأقول: تناكحوا عباد الله وتكاثروا، تناكحوا نكاح كريم، وتكاثروا تكاثر نبيل.

أيها الأزواج: تناصحوا فيما بينكم، وتصابروا. تكاتَفُوا على البر وتعاضَدوُا. اسعوا -بارك الله فيكم- فيما بينكم لاستنزال السكينة واستجلاب المودة واستحلاب المحبة، وإشاعة الرحمة، وإذاعة الرأفة، وذلك في أركان أبدانكم قبل أوكاركم.

ولا يتحقق هذا إلا بتعظيم للأمر والنهي، إلا بإقامة الشعائر، في اتباع لا ابتداع فيه، ومردّ ذلك إلى العلم، ذلكم السبب الرئيس لتقوى القلوب، وبالتقوى تعمر الصدور وتأمن الدور.

واعلموا أنكم في زمان التكاثر في الأموال والأولاد والآمال، وستبلى، ويأتي يوم تنعمون فيه نعيما لا ينفذ، فيه قرة عين لا تنقطع، فاعملوا –رحمكم الله تعالى- لهذا اليوم، استصلحوا أنفسكم، ارعوا عيالكم، اتلوا ورتلوا وتأولوا قوله تعالى: ﴿ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا‏ ﴾ سورة‏ «الفرقان‏» الآية(74).

ملأ الله تعالى قلوبَكم تقوى، ونفوسَكم رضا، وبيوتَكم بركة.

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى إخوانه وآله وصحبه أجمعين

والحمد لله رب العالمين

كتبه
راجي رحمة مولاه
أبو عبد الله
محمد بن عبد الحميد بن محمد حسونة
كتبت في: 4/4/1430هـ -31/3/2009م

  1. هذه كليمة وُضعت -تذكيرًا- في نكاح أخي الأصغر -أسعده الله تعالى في الدارين- والنكاح: التداخل. والزواج التشابه. والمشاكلة بين الترجمة والمناسبة ظاهرة.
  2. قال الحبر البحر أبو العباس عبد الله بن عباس -رضي الله تعالى عنهم– وتلميذه الإمام مجاهد -رحمه الله تعالى- في الآية: «(المودة) الجماع، و (الرحمة) الولد». انظره في‏ «الجامع لتفسير القرآن‏» للإمام القرطبي.