الرئيسة   »   مؤلفات الشيخ   »   نصح الموافق والمخالف   »   سمات السبيل وسالكيه

(أضيف بتاريخ: 2021/10/20)

بيانات الكتاب

سمات السبيل وسالكيه

سمات السبيل وسالكيه

المؤلف:

فضيلة الشيخ محمد بن عبدالحميد حسونة $

الناشر:

لم يُطبع بعد!

حجم الكتاب:

صغير

تاريخ التأليف:

1/11/1428هـ - 11/11/2007م

عدد مرات القراءة:
قراءة

تحميل

( 653 KB )

قراءة

( 4 صفحة )
سمات السبيل وسالكيه
  • +  تكبـير الخط
  • -  تصغيـر الخط

سمات السبيل وسالكيه

﴿ وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ … ‏
سورة «الأنعام‏» الآية (153)

الحمد لله والصلاة والسلام علىٰ رسول الله وإخوانه وآله ومن ولاه، وبعد:

دعوةٌ لإبراز معالم السبيل ملحّة، نهدت لها المجامع، ودونت لأجلها الدواوين، واستعلىٰ لسمائها بهاليل؛ ذلكم لأنه: سبيلٌ ناطق بكمال، داع إلىٰ التمام، موجب للرضىٰ، يغني حاجات الأنام، في كرّ العصور ومختلف الدور.

قال تعالىٰ: ‏﴿ … الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً… ﴾ [المائدة:3].

وقال تعالىٰ: ‏﴿ مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ﴾ [الأنعام:38].

سبيلٌ تام عام نام؛ قال تعالىٰ: ﴿ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ [الملك:14].

وما ذا إلا لقيامه كما أسلفت علىٰ الدليل: تلقفًا وقبولًا وتقديمًا وانتصارا له، به، وهو منصور غالب؛ قال تعالىٰ: ‏‏﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴾ [محمد:7].

وفي الصحيح: ‏‏«لا تزال طائفة من أمتي علىٰ الحق منصورين لا يضرهم من خالفهم حتىٰ يأتي أمر الله عز وجل» «صحيح سنن ابن ماجة‏» رقم(10).

سبيل حق حقيق، حُدّت له حدود، وضبطت ضوابط، وأبدعت حقوق، عاصمة من انحراف، حاجبة عن انجراف، جامعة للبرّ، داعية إليه، حاضة علىٰ التعاون عليه.

قال تعالىٰ: ‏﴿ … وَتَعَاوَنُواْ عَلَىٰ الْبرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَىٰ الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [المائدة‏:2].

سبيلٌ قائم قويم، قاض بالهدىٰ قاطع بديع؛ قال تعالىٰ: ﴿ إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ… ﴾ الآية. [الإسراء:9].

وفي الحديث: ‏‏«تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما: كتاب الله وسنتي، ولن يتفرقا حتىٰ يردا علىٰ الحوض‏» ‏«صحيح الجامع…‏» للعلامة الألباني برقم(2937).

وفي الأثر: «اتبعوا ولا تبتدعوا، فقد كُفيتم».

سبيلٌ عَلم عدل، داع إلىٰ العِلم؛ إذ‏ «العلم وسيلة إلىٰ كل فضيلة».

وفي الصحيح: «يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله: ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين» «المشكاة‏» برقم (248).

سبيلٌ مهيع ماتع، مانع من الانحراف رادع، لأجل ذلك رُغِب وتُبع: ‏‏﴿ اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ 6 صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ‏ ﴾ [الفاتحة:6-7].

سبيل ناصع ناصح، داع إلىٰ شيوع النصح، كيف لا و«الدين النصيحة…» رواه الإمام مسلم. و«إنما الدين النصح‏» ‏«صحيح الجامع…‏» برقم (2324).

سبيل ألف مألوف، يدعو إلىٰ ذيوع المحبة بين عموم المسلمين، حكام ومحكومين، وفق ضوابط ومحاذير، مرقومة مزبورة، تألفها قلوب حيّة حيية، وتأنفها نفوس تعيسة أبية.

سبيلٌ آمن مأمون، موصل إلىٰ مرضاة رب العالمين؛ قال تعالىٰ: ‏‏﴿ الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴾ [الأنعام‏:82].

سبيلٌ دال علىٰ خيري الدنيا والآخرة، ومن ثم وجب سلوكه، وتعيين علىٰ المكلفين المسير عليه والمصير إليه؛ قال تعالىٰ: ‏‏﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَىٰ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِيناً‏ ﴾ [الأحزاب:36].

إنه: السبيل، سبيل السلف الصالح، أهل الحديث والأثر، أهل السنة والجماعة -بالمعنىٰ الخاص-.

إنه: الاستسلام للدليل، الاستمساك بالكتاب والسنة، الاستعصام بالحديث والأثر، الداعي إلىٰ وجوب تقديمها علىٰ رأي، أو هوىٰ، أو استحسان، أو أقوال مجاهيل المجاهيل، والتي فشت فحشاً، وأفحشت.

وتحقيقًا لذلك؛ قام جهد مشكور، وسعي مأجور، تحمله سواعد أمينة قوية، وفق ضوابط علىٰ الدوام فتية.

قامت الدعوة السلفية العلمية: تحقيقًا للتوحيد، وانتصارًا للحديث، وإعلاءً للأثر – رواية ودراية.

قامت: داعية إلىٰ التوحيد، بالتوحيد.

قامت: حاثة علىٰ الاجتماع علىٰ السنة، وفق فهم سلف الأمة.

قامت: قاضية بلزوم طريق العلم تعلمًا وتعليما.

قامت: مراعية أصول السلف في الاستدلال ومنهجهم في التلقي؛ سلامة للعقيدة، واستقامة للمنهج، وعصمة للذهن.

قامت: داعية إلىٰ نبذ الفرقة والشقاق، والتعاون علىٰ الخير، في ظل ولاية شرعية، لها مع التوقير السمع والطاعة في المعروف ووفق القدرة.

قامت: لتسهم في الإصلاح وتسهب.

ورجالاتها: هم والحالة هذه منصورون ولا بد -ما تمسكوا-؛ تحقيقًا للوعد الكريم من الكريم– سبحانه- ووعده حق لا يتخلف، خلافًا لوعيده؛ تفضلًا وتكرما.

وربنا العلي المتعال واسع الفضل واسع المغفرة، قضىٰ ‏‏﴿ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً ﴾ [الكهف‏:30].

كما قضىٰ: ‏‏﴿ إِنَّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ‏ ﴾ [يونس‏:81].

الله تعالىٰ المسؤول لهم توفيقًا، ولسعيهم تسديدًا، ولجهدهم قبولًا وتجويدًا، وصلِّ اللهم وسلم وبارك علىٰ نبينا محمد وعلىٰ إخوانه وآله وصحبه أجمعين.

والحمد لله رب العالمين.

كتبه
الراجي رحمة ربه
أبو عبد الله
محمد بن عبد الحميد حسونة
في: 1/11/1428هـ – 11/11/2007م