الرئيسة » مؤلفات الشيخ » التحذير من القطبية » حفظ مكانة الكبار بإلجام الصغار
(أضيف بتاريخ: 2025/03/09)
بيانات الكتاب


حفظ مكانة الكبار بإلجام الصغار
بيان موقف علماء الأمة من سيد قطب وكتبه
فضيلة الشيخ محمد بن عبدالحميد حسونة $
لم يُطبع بعد!
وسط
25/6/1424هـ 23/8/2003
كتبٌ في نفس القسم
-
أعلن براءتي
قسم: التحذير من القطبية
الحجم: صغير | قراءة -
تنبيه الوسنان وإيقاظ النومان على بعض أخطاء قادة فرقة الإخوان للحذر والبيان
قسم: التحذير من الإخوان التحذير من القطبية
الحجم: صغير | قراءة -
الجواب الهادي في زجر المتمادي وفيه إثلاج صدر الأخ نادي
قسم: التحذير من القطبية
الحجم: وسط | قراءة -
موقف سيد قطب عند موته
قسم: التحذير من القطبية
الحجم: صغير | قراءة -
قبسات من كتاب «فتاوىٰ العلماء الأكابر فيما أهدر من دماء في الجزائر» للاعتبار
قسم: التحذير من القطبية
الحجم: صغير | قراءة
- + تكبـير الخط
- - تصغيـر الخط
حفظ مكانة الكبار بإلجام الصغار
من أبي عبد الله محمد بن عبد الحميد -كان الله تعالى له-.
إلى أخيه الصغير: … الصغير -عفا الله تعالى عنه-.
سلام عليكم، أما بعد:
ساءني تكرارُك تحرشَك بالسادة السلفيين، وإقذاعَك العبارة لهم أنى وجدتهم، ومع تكرار الشكوى يتكرر عجبي، ثم يُسكنه ما أحفظه لك من ودّ.
ولما فحش جرمك، وطفح خطلك، رأيت تذكيرك بلقائنا -مع طوله- ووعدك -بعد إقرارك بصحة منهجنا، وهو صحيح، ووقوفك على انحراف المخالف وعظيم خطره- لنا بضرورة الدعوة إليه، والرد على المخالف على أعواد المنابر.
وأيضًا قبلنا منك محاولتك إثبات سلفية مزعومة للأخ… ثم عايشنا تنكرك لذا كله، وتعجبنا من مبارزتك بأسنة لسانك السليط بعض إخوانك السلفيين، ورميك لهم بما أنت وأضرابك به أهل، وغصت في مستنقع حزبيتك، مستعذبًا عفنها، ومتضلعًا من كدرها، ومتلطخًا بقذرها، متبعًا في ذلك شياطينك.
فاعلم يا صغير أننا نصحنا، وما أردنا إلا الخير لك ولإخوانك، أما أن يتجاسر مثلك أو من هو فوقك ويتطاول.. فلا.
وبعد.. إليك بيان في ردّ ما تطنطن به، وبشناعة تشيعه، تدليسًا وتلبيساً، تتمةً في النصح واستمرارا، لعل وعسى، والله تعالى الهادي، فأقول والله تعالى المستعان وعليه دونما سواه التكلان، وهو حسبنا ونعم الوكيل:
((( بيان موقف علماء الأمة من سيد قطب وكتبه )))
أولًا: كلام الشيخ الإمام محمد ناصر الدين الألباني $ في سيد قطب:
تقدم معنا مرارًا وتكرارًا أن السلف الصالح -تبعًا للأدلة- يفرقون في الحكم بين إطلاق القول بالتبديع أو التفسيق أو التكفير وإنزاله على قائله، وبينوا أنه قد يكون القول أو الفعل كفراً، ولا يستلزم ذلك تكفير المتلبس به إلا بعد إقامة الحجة الرسالية عليه وإزالة الشبه عنه.
وبيان ذلك عمليًا وبرهانه في واقعنا، هو ما نحن بصدده، وهو بيان حكم الأئمة الأعلام السادة مفتيي الأنام في هذه الأيام في أقوال مستشنعات عظام، سطرها سيد قطب في كتاباته فكانت إجاباتهم على النحو الآتي:
قال الشيخ الإمام محدث الزمان وعلم الأنام في هذه الأيام الألباني رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَىٰ حينما أقام الأخوان المسلمون زوبعة: بأن الشيخ الألباني يكفر سيد قطب، ومن عجيب صنيعهم أنهم طبّقوا مع الشيخ منهج أهل السنة من أهل الأهواء والبدع فهجروه، وحذروا أتباعهم -المساكين المغرر بهم- منه ومنعوا الجلوس للشيخ، وقد كان منهم من يتردد على الشيخ، كعبد الله عزام الذي كان واحدًا ممن ينهلون من علم الشيخ ويستفيدون من فقهه، ومع ذلك -ولعبودية التحزب- امتنع من حضور مجالس الشيخ، ثم بعد حين، ذهب إلى الشيخ.
فقال له الشيخ الألباني: «… أنت من أعرف الناس بذلك؛ لأنك تتابع جلساتي، لا نكفر إنسانًا ولو وقع في الكفر إلا بعد إقامة الحجة».
ثم قال الشيخ الألباني: «ورغم هذه الجلسة، فيما بعد راح -أي: عبد الله عزام- نشر مقالتين أو ثلاثة بصورة متتابعة في مجلة «المجتمع» الكويتية بعنوان ضخم: «الشيخ الألباني يكفر سيد قطب» والقصة طويلة جداً.
فالذي يأخذ أن سيد قطب كفره الألباني، مثل الذي يأخذ أنه والله الشيخ الألباني أثنى على سيد قطب في مكان معين، هؤلاء أهل أهواء.
يا أخي هؤلاء لا سبيل لنا أن نقف في طريقهم إلا أن ندعو الله لهم فقط ﴿ أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ﴾» اهـ بتصرف.
وقال رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَىٰ معلقًا على خاتمة كتاب «العواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم» للشيخ ربيع: «كل ما رددته على سيد قطب حق وصواب، ومنه يتبين لكل قارئ مسلم على شيء من الثقافة الإسلامية أن سيد قطب لم يكن على معرفة بالإسلام بأصوله وفروعه، فجزاك الله خيرًا أيها الأخ «الربيع» على قيامك بواجب البيان والكشف عن جهله وانحرافه عن الإسلام»1.
ثانيًا: كلام الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز $ في سيد قطب:
ويقول شيخ الإسلام في هذا الزمان، العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَىٰ لما قرئ عليه كلام لسيد قطب وسبه لبعض الصحابة ووصفهم بالكذب والغش والخديعة والنفاق والرشوة وشراء الذمم … إلخ.
قال: «كلام قبيح!! هذا كلام قبيح، سبّ لمعاوية، وسبّ لعمرو بن العاص!! كل هذا كلام قبيح وكلام منكر».
وأوصى بتمزيق كتبه.
ولمّا قُرئ على الشيخ كلام سيد قطب في نبي الله موسى عَلَيْهِ السَّلَامُ قال الشيخ: «الاستهزاء بالأنبياء ردة مستقلة».
وعن كلامه -أي: سيد قطب- في تأويل الاستواء قال الشيخ ابن باز: «هذا كله كلام فاسد … وهذا باطل يدل على أنه مسكين ضايع في التفسير».
ونهى عن قراءة كتبه.
ثالثًا: كلام الشيخ العلامة محمد صالح بن عثيمين $ في سيد قطب:
ويقول فقيه الزمان الشيخ العلامة محمد صالح العثيمين رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَىٰ : «… تفسير سيد قطب فيه طوام -لكن نرجو أن يعفوا الله عنه- فيه طوام كتفسير الاستواء وتفسير سورة الإخلاص2.
ووصفه لبعض الرسل بما لا ينبغي أن يصفه به»3اهـ.
رابعًا: كلام العلامة مقبل بن هادي الوادعي محدث الديار اليمنية وعالمها $:
قال الشيخ العلامة مقبل بن هادي الوادعي رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَىٰ : «وإنني أحمد الله، فقد أقبل طلبة العلم على العلم النافع، وأسأل الله العظيم أن يحفظ أخانا ربيع بن هادي إذ بين عقائد سيد قطب وما فيها من انحراف»4.
وقال رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَىٰ : «سيد قطب فقد روج كتبه الإخوان المسلمون، لكن بعد كتابة أخينا ربيع بن هادي بحمد الله زهد فيها، ونحن نخبرك بأن كتب سيد قطب موضوعة في دولاب كتب الضلال، فجزى الله أخانا ربيعًا خيرًا على ما نبه طلبة العلم»5.
وقال رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَىٰ 6: «… وقد انتفع المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها بكتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَىٰ ، وأما كتب سيد قطب فحماسات فارغة لا يستفيد منها طالب العلم المبتدي، بل ربما لا تشعر بعد أيام إلا وقد أصبح من جماعة التكفير7».
وقال رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَىٰ : «عن حسن البنا وسيد القطب وكونهما إمامان، فقال: نعم إمامان ولكن من أئمة أهل البدع، والدليل على هذه ما حدث من سيد قطب في كتبه من التهاون بشأن الصحابة، وكذا القول بوحدة الوجود، وهناك أشياء بيّنها الأخ الفاضل ربيع بن هادي -حفظه الله- وأما حسن البنا والذي كنت أظن أنه على خير وهدى، وقد علقت على كتاب «المخرج من الفتنة» أنني قلت فيه ما قلت قبل أن أعرف عقيدته وحقيقته، أما الآن: فزائغ ضال»8.
وعليه.. فها هي بعض حجج السادة السلفيين -شرفهم الله تعالى ورفع أقدارهم- فيما تكلموا فيه، فما حجتك «المقبولة» فيما تطنطن فيه وبه؟
وأعتقد أن من حقهم عليك أن تمسك لسانك عنهم لا سيما وأنه ليس لك عليهم سلطان -حتى أدبي-.
ومما أخصك به: أنه وحتى هذه الساعة نحن ننصح إخواننا ونرجو لهم الخير كل الخير، ولكن هذا منا ليس على سبيل التأبيد بل هو على التوقيت، وآمل أن لا أضطر للتصريح وإعلان ما قد يسوء كل منحرف مبطل، باسمه ورسمه.
هذا البيان لا زلت مع إيراده أرجو لك ومنك خيراً، والله الموفق وهو سبحانه الهادي.
وصلِّ اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
والحمد لله رب العالمين.
كتبه
أبو عبد الله
محمد بن عبد الحميد بن محمد حسونة
في 25/6/1424هـ 23/8/2003
- «المحجة البيضاء على حماية السنة الغراء من زلات أهل الأخطاء وزيغ أهل الأهواء» للشيخ العلامة ربيع المدخلي ص (3).
- قال الشيخ سعد الحصين حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَىٰ: «يبرئ الشيخ بكر الأستاذ سيد قطب من الاعتقاد بوحدة الوجود، بدليل قوله في تفسير سورة البقرة «ومن هنا تنتفي من التفكير الإسلامي الصحيح فكرة وحدة الوجود، وأن في كتابه (مقومات التصور الإسلامي) ردًا شافيًا على القائلين بوحدة الوجود، فنحن نقول غفر الله لسيد لكلامه المتشابه الذي جنح فيه بأسلوب وسع فيه العبارة، والمتشابه لا يقاوم النص الصريح القاطع من كلامه».
وقد رد الأستاذ محمد قطب على متهمي شقيقه سيد بفكرة وحدة الوجود بمثل هذا الرد مستدلًا يقول سيد قطب في (مقومات التصور الإسلامي): «أن التصور الإسلامي يفصل فصلًا تامًا بين طبيعة الألوهية وطبيعة العبودية، وبين مقام الألوهية ومقام العبودية، وخصائص الألوهية وخصائص العبودية فهما لا تتماثلان ولا تتداخلان» وبتقريره «شمول العبودية لكل شيء وكل حي وتجريدها من خصائص الألوهية جميعاً.
ومع أني أبرأ إلى الله مع الشيخ بكر والشيخ ربيع من تكفير سيد بمجرد أقوال متناقضة عن وحدة الوجود وغيرها، فإن (من الأوبة إلى العدل والإنصاف) التنبيه إلى ما يلي:
1- لم يتوقف الأستاذ سيد -تجاوز الله عنا وعنه- في الكلام عن وحدة الوجود والكينونة عند توسيع العبارة والتمدد بالأسلوب والجنوح بقول (متشابه) كما قال الشيخ بكر، أو (موهم) كما أشار الأستاذ محمد قطب؛ فقد صرّح في تفسير سورة الحديد بقوله «ولقد أخذ المتصوفة بهذه الحقيقة الأساسية الكبرى (أحدية الوجود والكينونة) وهاموا بها وفيها، وسلكوا إليها مسالك شتى، بعضهم قال: إنه رأى الله في كل شيء في الوجود، وبعضهم قال: إنه رأى الله فلم ير شيئًا في الوجود، وكلها أقوال تشير إلى الحقيقة إذا تجاوزنا عن ظاهر الأقوال القاصرة في هذا المجال، إلا أن ما يؤخذ عليهم على وجه الإجمال هو أنهم أهملوا الحياة بهذا التصور، والإسلام في توازنه المطلق يريد من القلب البشري أن يدرك هذه الحقيقة ويعيش بها ولها» «الظلال» (6/3480)… فأحدية الوجود عن سيد هي: وحدة الوجود عند المتصوفة، التي «يريد الإسلام من القلب البشري أن يدركها، ومن الجوارح أن تعيش بها ولها» ولا يخالف الأستاذ سيد المتصوفة إلا في «إهمالهم الحياة بهذا التصور».
2- محي الدين ابن عربي … صرّح بأنه لا يجيز القول بوحدة الوجود في «الفتوحات المكية» مع أن أكثر علماء أهل السنة وطلاب علم الشريعة لا يذكرون وحدة الوجود إلا مقرونة باسمه، وحكم العلماء على ما يظهر من أقواله عن وحدة الوجود …
وتكفير القول لا يلزم منه بالضرورة تكفير القائل إلا إذا تحققت شروطه الشرعية، والله يعلم ما مات عليه سيد وابن العربي وغيرهما.
3- إذا كان هذا الكلام «المتشابه» أو «الموهم» من كلام سيد قطب -عفا الله عنا وعنه- فهم بعض كبار العلماء مثل الشيخ محمد بن عثيمين والشيخ محمد ناصر الدين الألباني، ومعهم أو قبلهم الشيخ عبد الله الدويش، وليس الشيخ ربيع وحده، فهموا منه جميعًا القول بوحدة الوجود، فكيف بعامة الناس -ومنهم الشباب- الذين يجرهم الحماس والعاطفة إلى الأخذ بأقوال سيد $ دون تمحيص.
واجب الدعاة إلى الله على بصيرة، الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر: بيان مثل هذه الأخطاء من القول مهما تكن منازل قائليها -كما سبق النقل عن سيد $ » انظر «سيد قطب بين رأيين» ص(41). - قلت: ولا شكّ أن آحاد هذه الأقوال كفر، فكيف باجتماعها -مع غيرها وهو كثير- ومع ذلك فقد عُذر، ونحن نعذره، بل ونسأل الله له الرحمة والمغفرة، وكذلك لكل مسلم، ونرجو الخير كل الخير للمخالف مع ردنا عليه، بل ولو قسونا عليه -أحياناً- فالمقصد سلامة المعتقد وصفاء المنهج.
يقول الشيخ العلامة الفوزان -حفظه الله- عند إيراد قول كفري لسيد قطب من ظلاله «هذا كلام باطل وإلحاد -والعياذ بالله- هذا إلحاد واتهام للإسلام، ولولا العذر بالجهل لأن هؤلاء نعذرهم بجهلهم، لا نقول أنهم كفار؛ لأنهم جهال مقلدون».
وقال العلامة المحدث حماد الأنصاري رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَىٰ في كلام لسيد قطب عن أن الإسلام مزيج من المسيحية والشيوعية «إن كان قائل هذا الكلام حيًا فيجب أن يستتاب، فإن تاب وإلا قتل مرتداً، وإن كان قد مات فيجب أن يبين أن هذا الكلام باطل ولا نكفره؛ لأننا لم نقم عليه الحجة» .
وقال شيخنا العلامة عبيد بن عبد الله الجابري حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَىٰ في تعليقه على كلام سيد قطب في تفسير سورة «الإخلاص» وغيره: «إن سيد قطب مخطئ في هذا، ولو كان حيًا نقول له يجب أن يرجع، وتقام عليه الحجة، وإلا يكفر صراحة؛ لأنها كفريات، هذه كلمات كفر».
وقال الشيخ الدكتور صالح السحيمي حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَىٰ بعد ذكر بعض ضلالات وانحرافات سيد قطب رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَىٰ وهل يعذر أم لا، لا سيما مع ما نقله في بعض كتبه من أقوال دلت على معرفته بمذهب السلف في تلكم المسائل: «الأمر لا يحتاج إلى تفصيل قيام الحجة والعلم بالدليل والمعرفة ولا شد لا بد منها في حق من عاش في الإسلام وشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ثم وقع في شيء من هذه الأمور الخطيرة التي أشار إليها السائل …
ولولا جهله لحكم عليه بما فوق البدعة لكن يبدو أنه جاهل، تعلمون كلام السلف في الجهال الذين ما عرفوا الشريعة مثل هذا الرجل، ومثل هؤلاء الكتاب الذين هم -مساكين- قد يكونوا أرادوا الخير ولكنهم ما وفقوا له» انظر في ذلك وزيادة ما نقله السناني -وفقه الله- في كتابه الماتع «براءة علماء الأمة من تزكية أهل البدع والمذمة».
وأقول: لقد كان مما رد به الشيخ الربيع على بكر أبو زيد: «هل رأيتني صرحت بتكفيره في موضع واحد من كتابي اللذين ناقشت فيهما سيد قطب؟؟ حتى تجزع هذا الجزع وتهول هذا التهويل!! أتظنني من جنس سيد قطب والقطبيين في إطلاق التكفير جزافًا على الأفراد والجماعات دون مراعاة لمنهج السلف الذي يشترط للتكفير شروطًا صعبة» «الحد الفاصل بين الحق والباطل» ص(52).
هذا وقد قال العلامة الشيخ مقبل بن هادي الوادعي محدث الديار اليمنية في مؤلفات بكر أبي زيد الأخيرة: «وأما التآليف مثل «تقويم الجماعات» ومثل «تصنيف الناس بين الظن واليقين» فتآليف تخالف ما كان عليه سلفنا، وقد أجمع من يعتد به على وجوب الجرح والتعديل. وكتاب «تصنيف الناس» يعتبر من أردى كتب أخينا بكر بن عبد الله» «نصائح وفضائح» ص(41).
هذا.. وقد كتب الشيخ الفاضل سعد الحصين حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَىٰ رسالة لطيفة موسومة بـ «فكر سيد قطب بين رأيين» وفي المقدمة وبعد خطبة الحاجة منها قال: «فإن رسالة خاصة من العالم المحقق الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد إلى أخيه العالم المحقق الشيخ ربيع بن هادي المدخلي-حفظهما الله- حول فكر الأستاذ سيد قطب $ تنشر بطريقة ملحة وغير مشروعة منذ بضع سنين، ولا أكاد أشك فيما يلي:
أن من يقف وراء نشرها بهذا الإلحاح والإسراف حركة من الحركات الموصوفة بالإسلامية -أو أحد مؤيديها- لا ينقصها التنظيم، ولا يعوزها التمويل؛ انتصارًا لأحد كبار مفكريها– وإن خالفت كاتبها في منهاجه، وحاربت كتابه «حكم الانتماء إلى الفرق والأحزاب والجماعات الإسلامية» وكتابه «براءة أهل السنة من الوقيعة في علماء الأمة» انتصارًا لمنهاجها، ولأحد قادتها …
إن نشر الرسالة بدأ يعود بعد مرور ما يقرب من ثمانية أشهر على تاريخ كتابتها، وأن كاتبها الشيخ بكر يؤكد جهله بالطريقة التي أوصلتها للنشر، وعدم رضاه بها، وعدم وجود توقيعه عليها».
إلى أن قال الشيخ سعد حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَىٰ: «وكنت كتبت خطابًا موجزًا للشيخ بكر في بداية عاصفة اغتصاب رسالته ونشرها، لم يكن قصدي منها -يعلم الله- الرد عليه، بقدر ما كنت أحاول ردع الحركيين الذين سرقوا رسالته ونشرها دون علمه ولا موافقته …
وما قصدت من خطابي له أكثر مما قصدته من خطاباتي للوالد العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز، ومحدث العصر العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني -رحمهما الله- الوقوف في وجه استغلال مبتدعة التحزب والتعصب أدنى أقوال العلماء، وردّ أحسنها» انظر «سيد قطب بين رأيين» للشيخ سعد الحصين ص(3-5). - «نصائح وفضائح» ص(65).
- «نصائح وفضائح» ص(161).
- «نصائح وفضائح» ص(162).
- وهنا أنقل كلامًا لسيد قطب في تكفيره للمجتمعات -وعباراته فيه واضحة لا كما يصورها البعض بأنها موهمة-:
قال سيد قطب: «إنه ليس على وجه الأرض اليوم دولة مسلمة ولا مجتمع مسلم قاعدة التعامل فيه هي شريعة الله والفقه الإسلامي» «الظلال» (4/2122) ط. دار الشروق.
وقال أيضاً: «إن المسلمين الآن لا يجاهدون؛ ذلك أن المسلمين اليوم لا يوجدون! … إن قضية وجود الإسلام ووجود المسلمين هي القضية التي تحتاج اليوم إلى علاج» «الظلال» (3/1643).
وقال أيضاً: «لقد استدار الزمان كهيئته يوم جاء هذا الدين إلى البشرية بلا إله إلا الله، فقد ارتدت البشرية إلى عبادة العباد وإلى جور الأديان، ونكصت عن لا إله إلا الله، وإن ظل فريق منها يردد على المآذن لا إله إلا الله…» «الظلال» أيضًا (2/1057).
وقال أيضاً: «إن هذا المجتمع الجاهلي الذي نعيش فيه ليس هو المجتمع المسلم» «الظلال» (2/1057).
وقال أيضًا عند تفسير قوله تعالى: ﴿ وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً ﴾ بعد أن قرر فيما سبق دخول مسلمي العصر في إطار المجتمع الجاهلي: «وهنا يرشدنا إلى اعتزال معابد الجاهلية -مساجدها- واتخاذ بيوت العصبة المسلمة مساجد تحس فيها بالانعزال عن المجتمع الجاهلي» «الظلال» (3/1816).
وقال أيضاً: «إنه لا نجاة للعصبة المسلمة في كل أرض من أن يقع عليها العذاب إلا بأن تنفصل عقيديًا وشعوريًا ومنهج حياة عن أهل الجاهلية من قومها، حتى يأذن الله لها بقيام دار إسلام تعتصم بها، وإلا أن تشعر شعورًا كاملًا بأنها هي الأمة المسلمة، وأن ما حولها ومن حولها ممن لم يدخلوا فيما دخلت فيه جاهلية، وأهل جاهلية» «الظلال» (4/2122).
وقال أيضًا في «معالم في الطريق»: «يدخل في إطار المجتمع الجاهلي تلك المجتمعات التي تزعم لنفسها أنها مسلمة… لا لأنها تعتقد بألوهية أحد غير الله، ولا لأنها تقدم الشعائر التعبدية لغير الله، ولكنها تدخل في هذا الإطار؛ لأنها لا تدين بالعبودية لله وحده في نظام حياتها … فهي -وإن لم تعتقد بألوهية إلا الله- تعطي أخص خصائص الألوهية لغير الله، فتدين بحاكمية غير الله فتتلقى من هذه الحاكمية نظامها وشرائعها وقيمها وموازينها وعاداتها وتقاليدها …موقف الإسلام من هذه المجتمعات الجاهلية كلها يتحدد في عبارة واحدة: أن يرفض الاعتراف بإسلامية هذه المجتمعات كلها».
وقال: «إن من أطاع بشرًا في شريعة من عند نفسه، ولو في جزئية صغيرة، فإنما هو مشرك، وإن كان في الأصل مسلمًا ثم فعلها، فإنما خرج بها من الإسلام إلى الشرك أيضًا … مهما بقي بعد ذلك يقول (أشهد أن لا إله إلا الله) بلسانه، بينما هو يتلقى من غير الله، ويطيع غير الله» في «الظلال» (3/1198).
ويقول مثله أخوه محمد قطب في كتابه «واقعنا المعاصر» ص(29): «إن الأمر يحتاج إلى دعوة الناس من جديد إلى الإسلام، لا لأنهم -في هذه المرة- يرفضون أن ينطقوا بأفواههم: لا إله إلا الله محمد رسول الله، كما كان الناس يرفضون نطقها في الغربة الأولى، ولكن لأنهم -في هذه المرة- يرفضون المقتضى الرئيسي لـ (لا إله إلا الله) وهو: تحكيم شريعة الله» وانظر «الصحوة الإسلامية» ص(148) له، والنقل عن «مسائل علمية في الدعوة والسياسة الشرعية» لعلي الحلبي ص(136) حاشية.
أما شهادة علماء العصر: فلا أعلم أحدًا أنكر تكفيره للمجتمعات بل حتى أتباعه ومحبيه، وما ينبغي لهم غير ذلك.
ننقل هنا كلامًا للقرضاوي وغيره من باب «وشهد شاهد من أهلها» حيث قال في كتابه «أولويات الحركة الإسلامية» ص(110): «في هذه المرحلة ظهرت كتب الشهيد سيد قطب التي تمثل المرحلة الأخيرة من تفكيره، والتي تنضح بتكفير المجتمع… وإعلان الجهاد الهجومي على الناس كافة».
وقال فريد عبد الخالق أحد قادة الإخوان: «إن نشأة فكرة التكفير بدأت بين بعض شباب الإخوان في سجن القناطر في أواخر الخمسينات وبداية الستينات وأنهم تأثروا بفكر سيد قطب وكتاباته، وأخذوا منها أن المجتمع في جاهلية، وأنه قد كفر حكامه الذين تنكروا لحاكمية الله بعدم الحكم بما أنزل الله ومحكوميهم إذا رضوا بذلك» انظر «الإخوان المسلمين في ميزان الحق» ص(115).
وقال علي عشماوي: «وجاءني أحد الإخوان وقال لي أنه سوف يرفض أكل ذبيحة المسلمين الموجودة حالياً، فذهبت إلى سيد قطب وسألته عن ذلك فقال: دعهم يأكلونها فيعتبرونها ذبيحة أهل الكتاب فعلى الأقل المسلمون الآن هم أهل كتاب» انظر «التاريخ السري للإخوان المسلمين» ص(80) نقلًا عن مطوية لمكتبة الفرقان الإماراتية. - انظر «فضائح ونصائح» ص(151).
-
الجواب الهادي في زجر المتمادي وفيه إثلاج صدر الأخ نادي
حجم الكتاب: وسط
( قراءة ) -
أعلن براءتي
حجم الكتاب: صغير
( قراءة ) -
قبسات من كتاب «فتاوىٰ العلماء الأكابر فيما أهدر من دماء في الجزائر» للاعتبار
حجم الكتاب: صغير
( قراءة ) -
موقف سيد قطب عند موته
حجم الكتاب: صغير
( قراءة )
-
برهان صدقي علىٰ صحة ما عليه الأخ محمد صدقي
لزوم جماعة المسلمين
( قراءة ) -
النفس الفأرية
دعوة أهل الكتاب واللادينيين
( قراءة ) -
ذيوع المودة وشيوع المحبة في بيان صلة التصوف بالمحبة
التحذير من الصوفية
( قراءة ) -
زيارة القبور .. بين السنة والبدعة بين القبول والرد بين الثواب والعقاب
نصح الموافق والمخالف
( قراءة )