الرئيسة   »   مؤلفات الشيخ   »   التحذير من القطبية   »   الجواب الهادي في زجر المتمادي وفيه إثلاج صدر الأخ نادي

(أضيف بتاريخ: 2024/09/08)

بيانات الكتاب

الجواب الهادي في زجر المتمادي وفيه إثلاج صدر الأخ نادي
الجواب الهادي في زجر المتمادي وفيه إثلاج صدر الأخ نادي

الجواب الهادي في زجر المتمادي وفيه إثلاج صدر الأخ نادي

وصف مختصر:

فيه: بيان أن خطر المخالف أشد -من جهة- من خطر اليهود والنصارى

المؤلف:

فضيلة الشيخ محمد بن عبدالحميد حسونة $

الناشر:

لم يُطبع بعد!

حجم الكتاب:

وسط

تاريخ التأليف:

11/5/1424هـ الموافق: 11/7/2003م

عدد مرات القراءة:
قراءة

تحميل

( 1 MB )

قراءة

( 11 صفحة )
الجواب الهادي في زجر المتمادي
  • +  تكبـير الخط
  • -  تصغيـر الخط

الجواب الهادي في زجر المتمادي
وفيه إثلاج صدر الأخ نادي

فيه:
بيان أن خطر المخالف أشد -من جهة- من خطر اليهود والنصارى

من: أبي عبد الله محمد بن عبد الحميد ……………. كان الله تعالى له.

إلى: أخيه …………………… وفقه الله.

سلام عليكم، أما بعد:

ساءني كما ساءك سوء فهم كثير من إخواننا لعبارة ذُكرت، فرح بها الخالفون المخالفون، وكعادتهم طاروا بها كل مطار، وأذاعوها وأشاعوها في كل نادٍ لهم وميدان، ظنًا منهم أنهم ظفروا بصيد، وهذا منهم تنفير عن الحق وتزهيد فيه، وعليه فهم ومنهم عظيم، أوما علموا أن هذا الأمر دين، وأن ما كان منا هو من باب النصح.

وهذا بيان حقيقة القصد؛ يثلج صدر السلفيين، ويدحض كيد القطبيين التكفيريين، والله تعالى الموفق وهو سبحانه الهادي إلى سواء السبيل، فأقول:

في قول الله تعالى: ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً ﴾ [النساء:145].

قال العلامة السعدي رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَىٰ : «يخبر تعالى عن مآل المنافقين أنهم في أسفل الدركات من العذاب، وأشر الحالات من العقاب، فهم تحت سائر الكفار؛ لأنهم شاركوهم بالكفر بالله، ومعاداة رسله، وزادوا عليهم: المكر والخديعة، والتمكن من كثير من أنواع العداوة للمؤمنين، على وجه لا يشعر به ولا يحس، ورتبوا على ذلك جريان أحكام الإسلام عليهم، واستحقاق ما لا يستحقونه؛ فبذلك ونحوه استحقوا أشد العذاب»1.

ووجه الاستدلال: أن المنافقين محسوبين على الإسلام والمسلمين، وتشابه -أي: القطبيون- معهم، في إظهار شيء، وإخفاء آخر.

وأما في الحكم: فلا؛ إذ القاعدة تنص على أن: المثلية لا تقتضى المشابهة من كل وجه.

ولا يعترض معترض -جاهل أو متجاهل- بقوله: كيف يستدل بهذه الآية على إخوانه؟

فأقول: لا ضير، فهذا منهج سلفي.

ففي «كتاب التوحيد»: «باب من الشرك لبس الحلقة والخيط» وفيه من الفوائد: «أن الصحابة يستدلون بالآيات التي في الشرك الأكبر على الأصغر».

وهو نفسه صنيع شيخ الإسلام $ في «الفتوى الحموية الكبرى».

وهو نفسه صنيع «اللجنة الدائمة» في مواطن.

وفي الصحيح من حديث ثوبان رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَىٰ عَنْهُ قال رسول الله صَلَّىٰ اللَّهُ تَعَالَىٰ عَلَيْهِ وَإِخْوَانِهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «إن الله تعالى زوى لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وأن ملك أمتي سيبلغ ما زوي لي منها، وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض، وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة بعامة، ولا يسلط عليهم عدوًا من سوى أنفسهم، فيستبيح بيضتهم، وإن ربي قال لي: يا محمد! إني قضيت قضاء فإنه لا يرد، ولا أهلكتهم بسنة بعامة، ولا أسلط عليهم عدوًا من سوى أنفسهم، فيستبيح بيضتهم، ولو اجتمع عليهم من بين أقطارها، حتى يكون بعضهم يهلك بعضًا، وحتى يكون بعضهم يسبي بعضًا، وإني أخاف على أمتي الأئمة المضلين…»2.

فهذا نص في أن النبي صَلَّىٰ اللَّهُ تَعَالَىٰ عَلَيْهِ وَإِخْوَانِهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ما تخوف على أمته من العدو الخارجي البائن الكفر: كاليهود والنصارى؛ لأن الله قد قضي قضاء وهو لا يرد، أنه لا يسلطهم علينا إلا إذا نحن فتحنا لهم الباب، ومهدنا لهم السبيل، وإنما الشرُّ والبلاء يأتي من الأئمة المضلين، دعاة البدع والشبهات، العدو الداخلي»3.

وكان ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَىٰ عَنْهُمَا يراهم (أي: الخوارج) شرار خلق الله، وقالوا: «إنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين»4.

أي: جعلوا حكمها حكمهم، دون مراعاة لضوابط أهل العلم في الباب، تلكم الضوابط العاصمة من الزيغ والزلل، كما هو- مع بالغ الأسف والأسى- ظاهرٌ اليوم في بعض الطوائف، هداهم الله.

والشاهد: -كما هو ظاهر- كون الخوارج -وهم مسلمون- شرار خلق الله، ولا يخفى أن من خلق الله: اليهود والنصارى، بل وعبدة النار والوثن، بل والشيطان.

وفي «الشريعة»5 للإمام الآجري رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَىٰ عن عبد الله بن أبي يزيد، قال: سمعت ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَىٰ عَنْهُما وذكرت الخوارج واجتهادهم وصلاتهم، قال رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَىٰ عَنْهُمَا: «ليس هم بأشد اجتهادًا من اليهود والنصارى، وهم على ضلالة».

ووجهه: إيراد التشبيه بهم -أي: اليهود والنصارى- من غير نكير من علماء عصره، ولا ممن جاء من بعده، لوضوح المعنى.

وفيه -أيضًا- عن الحسن، وذكر الخوارج، فقال: «حيارى سكارى، ليسوا بيهود ونصارى، ولا مجوس؛ فيعذرون» اهـ.

ووجهه: أنه قارن الخوارج وهم مسلمون بهم، بل والتمس العذر لليهود والنصارى بل والمجوس، ولم يعذر أولئك وهم يرجعون إلى إسلام.

وفيه -أيضًا-6 عن سعيد بن جبير رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَىٰ أنه قال: «مثل المرجئة مثل الصابئة».

ووجهه: أنه شبههم بالصابئة، والصابئة شر من اليهود والنصارى، كما هو معلوم مزبور في أسفار أهل العلم والمعرفة.

وقال شيخ الإسلام رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَىٰ بعد ما بين أن الصحابة -رضوان الله عليهم- لم يُكفِّروا الخوارج، وكانوا يصلون وراءهم: «وما زالت سيرة المسلمين على هذا، وما جعلوهم مرتدين، كالذين قاتلهم الصديق رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَىٰ عَنْهُ هذا مع أمر رسول الله صَلَّىٰ اللَّهُ تَعَالَىٰ عَلَيْهِ وَإِخْوَانِهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بقتالهم في الأحاديث الصحيحة.

وما روي من أنهم «شر قتلى تحت أديم السماء»7 في هذا الحديث -الذي رواه أبو أمامة رواه الترمذي وغيره-، أي أنهم شر على المسلمين من غيرهم؛ فإنهم لم يكن أحد أشر على المسلمين منهم، لا اليهود ولا النصارى، فإنهم كانوا مجتهدين في قتل كل مسلم لم يوافقهم، مستحلين لدماء المسلمين وأموالهم وقتل أولادهم، مكفرين لهم، وكانوا متدينين بذلك؛ لعظم جهلهم وبدعتهم المضلة»8.

وقال رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَىٰ : «من تدبّر في قول ملاحدة الصوفية9 علم أنه أعظم من كفر اليهود والنصارى….

ويقول شيخ الإسلام رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَىٰ : «وكثير من أهل الكلام، التصوف، لا يؤمن بحقيقة النبوة والرسالة، بل يقرّ بفضلهم في الجملة، مع كونه يقول: إن غيرهم أعلم منهم، أو إنهم لم يبينوا الحق، أو لبسوه، أو أن النبوة هي فيض يفيض على النفوس من العقل الفعال، فهؤلاء يقرّون ببعض صفات الأنبياء دون بعض وهؤلاء يكون أحدهم شرًا من اليهود والنصارى»10.

وقال أيضاً رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَىٰ ردًا على الاتحادية: «فهذه المقالات وأمثالها من أعظم الباطل، وقد نبهنا على بعض ما يعرف معناها، وأنه باطل، والوجوب إنكارها، فإن إنكار هذا المنكر الساري في كثير من المسلمين أولى من إنكار دين اليهود والنصارى الذي لا يضل به المسلمون، لا سيما وأقوال هؤلاء شر من قول اليهود والنصارى»11.

ويقول رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَىٰ في إبطال دعوى التصوف للمحبة: «فاتباع الشريعة والقيام بالجهاد من أعظم الفروق بين أهل محبة آله وأوليائه الذين يحبهم ويحبونه، وبين من يدعي محبة الله ناظرًا إلى عموم ربوبيته، أو متبعًا لبعض البدع المخالفة لشريعته، فإن دعوى هذه المحبة لله من جنس دعوى اليهود والنصارى المحبة لله، بل قد تكون دعوى هؤلاء شرًا من دعوى اليهود والنصارى…»12.

وسئل شيخ الإسلام رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَىٰ عن هؤلاء «القلندرية» الذين يحلقون ذقونهم13: ما هم؟ ومن أي الطوائف يحسبون؟ وما قولكم في اعتقادهم أن رسول الله r أطعم شيخهم قلندر عنباً، وكلمه بلسان العجم؟

فأجاب: أما هؤلاء «القلندرية» المحلقي اللحى، فمن أهل الضلالة والجهالة، وأكثرهم كافرون بالله ورسوله، لا يرون وجوب الصلاة والصيام ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله، ولا يدينون دين الحق، بل كثير منهم أكفر من اليهود والنصارى، وهم ليسوا من أهل الملة، ولا من أهل الذمة وقد يكون فيهم من هو مسلم، لكن مبتدع ضال، أو فاسق فاجر…

وأصل ذلك: أن المقالة التي هي كفر بالكتاب والسنة والإجماع يقال هي كفر قولا يطلق كما دل على ذلك الدلائل الشرعية، فإن «الإيمان» من الأحكام المتلقاة عن الله ورسوله، ليس ذلك مما يحكم فيه الناس بظنونهم وأهوائهم، ولا يجب أن يحكم في كل شخص قال ذلك بأنه كافر حتى يثبت في حقه شروط التكفير وتنتفي موانعه»14.

وكان عبد الله بن المبارك يقول: «إنا لنحكي كلام اليهود والنصارى، ولا نستطيع أن نحكي كلام «الجهمية» وهؤلاء شر من الجهمية»15.

وفي سياق ردِّ الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَىٰ على الرافضة، قال16 بعد أن ذكر قولهم بتكفير صحابة النبي صَلَّىٰ اللَّهُ تَعَالَىٰ عَلَيْهِ وَإِخْوَانِهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ خلا نذر يسير، وكيف اتخذ هذا القول من قبل بعض الملحدين ذريعة بإثبات تناقض لقوله تعالى: ﴿ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ﴾ [آل عمران:110] وقولهم: فكيف تتثبت خيرية لمن ارتدوا؟…

الحاصل: كان من جملة الرد على الطائفتين (الرافضة والملاحدة) أن قال الشيخ: «فهؤلاء أشد ضررًا على الدين من اليهود والنصارى…».

ولبيان علة أخرى تُجلي بجلاء خطر ما تقدم؛ نورد هنا ما قاله أبو نصر السجزي رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَىٰ في رسالته إلى أهل زبيد، بعدما كشف خفايا الكلابية والأشعرية وأنهم غير مثبتين للصفات: «والمعتزلة مع سوء مذهبهم أقل ضررًا على عوام أهل السنة من هؤلاء؛ لأن المعتزلة قد أظهرت مذهبها ولم تستخف ولم تموه بل قالت: إن الله بذاته في كل مكان، وإنه غير مرئي، وإنه لا سمع ولا بصر… والكلابية والأشعرية قد أظهروا الرد على المعتزلة، والذبّ عن السنة وأهلها… والضرر بهم أكثر منه بالمعتزلة لإظهار أولئك -يعني: المعتزلة- ومجانبتهم أهل السنة، وإخفائهم -يعني: الأشعرية- ومخالطتهم أهل الحق»17.

وقال ابن الجوزي رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَىٰ : «قال أبو الوفا علي بن عقيل الفقيه: قال شيخنا أبو الفضل الهمداني: مبتدعة الإسلام والواضعون للأحاديث أشد من الملحدين18؛ لأن الملحدين قصدوا إفساد الدين من خارج وهؤلاء قصدوا إفساده من داخل، فهم كأهل بلد سعوا في إفساد أحواله، والملحدون كالحاصرين من خارج، فالدخلاء يفتحون الحصن، فهم شر على الإسلام من غير الملابس له»19.

وقال الحميدي -شيخُ الإمام البخاري، رحمهما الله تعالى-: «والله لأن أغزو هؤلاء الذين يردون حديث رسول الله صَلَّىٰ اللَّهُ تَعَالَىٰ عَلَيْهِ وَإِخْوَانِهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أحبّ إليّ من أن أغزو عدتهم من الترك»20.

والترك كانوا يومئذ كفار، فظهر المراد، وهو المرام.

وقال الإمام الشاطبي رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَىٰ : «حين تكون فرقة تدعو إلى ضلالة وتزينها في قلوب العامة، ومن لا علم عنده، فإن ضرر هؤلاء على المسلمين كضرر إبليس، وهم شياطين الإنس21، فلا بد من التصريح بأنهم من أهل البدع والضلالة، ونسبتهم إلى الفرق، إذا قامت له الشهود على أنهم منهم، فمثل هؤلاء لا بدّ من ذكرهم، والتشريد بهم»22.

ولما كان ذلك كذلك: لم نستنكر هذا الذي طار به القوم، وفرحوا به، حينما جاءنا من عندهم!!! وهو وصف شيخهم عبد الرحمن عبد الخالق لنا في كتابه «البرهان» بنفس ما أنكروه هم علينا، ولكن الذي ننكره هو وصف أهل الحق بذلك، ورميهم بهذا الباطل، كان الله لهم.

تنبيه:

قال مؤرخ الإسلام الحافظ شمس الدين «الذهبي» ابن الذهبي رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَىٰ : «ومن كفر ببدعة وإن جلت، ليس هو مثل الكافر الأصلي، ولا اليهودي والمجوسي، أبى الله أن يجعل من آمن بالله ورسوله واليوم الآخر، وصام وصلى وحج وزكى، وإن ارتكب العظائم، وضلً وابتدع، كمن عاند الرسول صَلَّىٰ اللَّهُ تَعَالَىٰ عَلَيْهِ وَإِخْوَانِهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وعبد الوثن، ونبذ الشرائع، وكفر. ولكن نبرأ إلى الله تعالى من البدع وأهلها»23.

قلت: لله دره.

وبعد.. أخي: إني لأرجو لك مزيدًا من التوفيق والسداد، وأدعوك وإخواننا بضرورة الصبر على الإيذاء، والدعاء لنا ولإخواننا بالثبات على الصراط -المعنوي في الدنيا، والحسي في الآخرة-.

والله تعالى الموفق وهو سبحانه الهادي إلى سواء السبيل.

وصلِّ اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

والحمد لله رب العالمين.

كتبه

راجي عفو مولاه

أبو عبد الله

محمد بن عبد الحميد بن محمد حسونة

في: 11/5/1424هـ الموافق: 11/7/2003م.

  1. «تيسير الكريم الرحمن» للعلامة السعدي (1/431) ط دار الذخائر.
  2. أخرجه أبو داود مطولا برقم (4252) وابن ماجة برقم (3952) ومسلم بنحوه مختصرا كتاب الفتن، باب هلاك هذه الأمة بعضهم ببعض.
  3. «وقفات منهجية» للشيخ عبد الحميد بن العربي الجزائرى ص(167).
  4. «فتح الباري» (12/282).
  5. ص(32).
  6. ص(141).
  7. ودخول اليهود والنصارى -بل ومن هم أشد منهم كفرًا- ظاهر تحت هذا الإطلاق النبوي.
  8. «منهاج السنة» (5/247-248) والنقل عن «وقفات منهجية» ص(170-172).
  9. القائلون بـ: الحلول، أو الاتحاد، أو الوحدة: إذ أحفاد القردة والخنازير –يهود- زعموا أن الله تعالى حلّ في شخص مقدس عندهم، وكذا اعتقدت المثلثة عباد الصليب -النصارى- وفي الطائفتين قال الله تعالى: ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾ [التوبة:30]. أما أولئك- الصوفية وأذيالهم الجهمية ومن وافقهم- فافتروا أن الله -تعالى وتقدس- حالٌّ في كل مكان، ولا يخفى أن من تلكم الأمكنة والتي يصح فيها اللفظ، وتشملها الإشارة: الأحشاء وما خرج منها، والسباطات والكلاب والخنازير، تعالى الله العظيم عما يقول الظالمون علوًّا كبيرًا.
    وفي عجالة التدليل للوقوف على صحة التعليل: يقول كبريتهم الأحمر وشيخهم الأحقر- لا الأكبر- ابن عربي، في «الفتوحات»: «إن الذين عبدوا العجل ما عبدوا غير الله» عزاه شيخ الإسلام في «مجموع فتاويه» ج11، إلى «الفتوحات المكية» وانظر «تنبيه الغبي» للعلامة برهان الدين البقاعي ص(124،127) والنقل عن «حقيقة الصوفية في ضوء الكتاب والسنة» للدكتور: محمد بن ربيع بن هادي المدخلي ص(18) حاشية.
    وقال بعضهم:

    وما الكلب والخنزير إلا إلهنا
    وما الرب إلا عابد في كنيسة

    «النفحات الأقدسية» انظر«هذه هي الصوفية» ص(64) بتصرف.
    و«مرّ (الفاجر) التلمساني على كلب أجرب ميت في الطريق، فقال له رفيق له -وكان التلمساني يحدثه عن وحدة الوجود-: أهذا أيضًا هو ذات الله؟ -مشيرًا إلى جثة الكلب-. فقال التلمساني: نعم. الجميع ذاته، فما من شيء خارج عنها» «مجموع الرسائل والمسائل» لشيخ الإسلام (145) و «هذه هي الصوفية» ص(24).
    ويقول الجيلي: «إن الحق تعالى من حيث ذاته، يقتضي ألا يظهر في شيء، إلا ويعبد ذلك الشيء، وقد ظهر في ذرات الوجود» «الإنسان الكامل » (2/83).
    ويقول في «الإنسان الكامل» للجيلي ص(22):

    فأني ذاك الكل، والكل مشهدي
    وإني رب للأنـــــــــام وســــــيد
    أنا المتجلي في حقيقته، لا هو
    جميع الورى إسم، وذاتي مسماه

    «هذه هي الصوفية» ص(44-45) مختصرًا.
    وقال البسطامي: «أنا الحق». وقال: «سبحاني ما أعظم شأني».
    وقال الحلاج: «ما في الجبة إلا الله… » إلخ.
    لذا قال الإمام الآجري رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَىٰ المتوفى سنة 360هـ محذرًا ومؤكداً: «إني أحذر إخواني المؤمنين مذهب الحلولية الذي لعب بهم الشيطان، فخرجوا بسوء مذهبهم عن طريق أهل العلم إلى مذاهب قبيحة، لا تكون إلا في كل مفتون هالك، زعموا أن الله عَزَّ وَجَلَّ حال في كل شيء، حتى أخرجهم سوء مذهبهم أن تكلموا في الله عَزَّ وَجَلَّ بما تنكره العلماء العقلاء، لا يوافق قولهم كتاب ولا سنة ولا قول الصحابة -رضي الله عنهم- ولا قول أئمة المسلمين، وإني لأستوحش أن أذكر قبيح أفعالهم تنزيهًا مني لجلال الله الكريم وعظمته، كما قال ابن المبارك رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَىٰ : «إنا لنستطيع أن نحكي كلام اليهود والنصارى، ولا نستطيع أن نحكي كلام الجهمية» كتاب «الشريعة» للإمام الآجري ص(291).

  10. «مجموعة الرسائل الكبرى» (1/203-وما بعدها» والنقل عن «الشيخ عبد الرحمن الوكيل وقضايا التصوف» للشيخ فتحي بن أمين عثمان ص (243-246) بتصرف يسير.
  11. «الرسائل والمسائل» لشيخ الإسلام ابن تيمية (1/130).
  12. «الفتاوى الكبرى» لشيخ الإسلام ابن تيمية (5/200).
  13. والمقصود: لحاهم، أطلق الشيء على محله، كالغائط.
  14. «مجموع الفتاوى» (35/165-166).
  15. «الشهادة الزكية» ص(95) نقلًا عن شيخ الإسلام في جواب عن الفصوص.
  16. في ص(10).
  17. «وقفات منهجية» ص(12).
  18. ولا شك أن الملحد أشد كفرًا من اليهود والنصارى، وإن كان الإطلاق يشملهما.
  19. «مجموع فتاوى شيخ الإسلام» (28/53-54).
  20. انظر «ذم الكلام» للهروي رقم (288).
  21. ولا شك أن إبليس هو أقنوم الكفر، وينبوع كل شر، وأن اليهود والنصارى دونه، ولا ريب.
  22. انظر «الاعتصام» (2/228-229).
  23. «سير أعلام النبلاء» لمؤرخ الإسلام الحافظ شمس الدين الذهبي (10/202).