الرئيسة » مؤلفات الشيخ » التحذير من الصوفية » اتبعوا النور
(أضيف بتاريخ: 2025/03/09)
بيانات الكتاب


اتبعوا النور
فضيلة الشيخ محمد بن عبدالحميد حسونة $
لم يُطبع بعد!
وسط
19/10/1430هـ - 8/10/2009 م
كتبٌ في نفس القسم
-
النقول الواضحات استدلالًا على عدم سماع الموتى استقلالًا
قسم: التحذير من الصوفية التحذير من العزمية التحذير من الرافضة الكتب المطبوعة
الحجم: وسط | قراءة -
فتوى علمية في مذهب الصوفية
قسم: التحذير من الصوفية نصح الموافق والمخالف
الحجم: صغير | قراءة -
ذيوع المودة وشيوع المحبة في بيان صلة التصوف بالمحبة
قسم: التحذير من الصوفية
الحجم: صغير | قراءة -
السعادة والسرور في التنفير من عبادة القبور
قسم: التحذير من الصوفية نصح الموافق والمخالف
الحجم: صغير | قراءة -
هل خلق نبيّنا محمد ﷺ من نور؟
قسم: التحذير من الصوفية
الحجم: صغير | قراءة -
التصوف والطهر
قسم: التحذير من الصوفية الكتب المطبوعة
الحجم: صغير | قراءة
- + تكبـير الخط
- - تصغيـر الخط
اتبعوا النور
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وإخوانه وآله ومن ولاه.
أما بعد:
في تعليق عن صلة النور بالتوحيد: الذي هو إفراد الله تعالى بربوبيته وإلهيته وأسمائه وصفاته، الذي هو حق الله المجيد وأول واجب على العبيد، وأنه مناط الهداية فرع النور، سبب المغفرة التي تنشرح لها الصدور وتفرح بها الدور:
جاء في صحيح الإمام البخاري «كتاب الحدود – باب حد الزنا وشرب الخمر»1: «قال ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَىٰ عَنْهُما: «ينزع منه نور الإيمان في الزنا».
وتحت هذا الأثر قال الحافظ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَىٰ : «… كان ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَىٰ عَنْهُمَا يدعو غلمانه غلاما غلاما فيقول: ألا أزوجك2؟ ما من عبد يزني إلا نزع الله منه نور الإيمان3».
إذا علمت هذا وعلمت ما قرره العلامة شمس الدين ابن القيم رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَىٰ بأثر الطاعة والمعصية على الصدر والوجه، وتوريث الطاعة انشراحًا للصدر ونورًا وبهاء في الوجه والمعصية خلاف ذلك، وقفت على أثر النور -الوحي- في أهله -أهل الاتباع- وعرفت سبب استجلابه -وهو تحقيق التوحيد وحسن الاتباع-.
فإذا سموت مع أنوار هداية ما سلف، انحدرت -رحمة اضطرارًا- لتقف في الظلمات على مستنقعات مناهج التصوف والتشيع لترى أشباحًا شوهاء أضناها العصيان، أهلكها الطغيان.
ترى مسوخًا مسختهم المعاصي والآثام، تراهم يتسافلون ويتسافدون، وعلى كل قذر يتساقطون، وهم والحالة هذه يسبحون شيطانهم ابن عربي4 عن الطهر، كيف لا وهم والغون في مستنقعه القذر، منكبون يرتشفون من شرابه -بل سرابه- الآسن، متقيئون -فيما بيننا مما يلوّث طهرنا- شركه وشرّه.
فإذا أخذوا من ذا مأخذهم، وأخذهم مأخذه؛ خرجوا علينا بكل قبح وقيح، جهارًا نهارًا، أقذارًا أرجاسًا، فيذهب بأبصارهم نور عافيتنا ويأخذ بألبابهم بهاء يقين صدورنا.
فما كان منهم -والحالة هذه- إلا أن يتكلموا بألسنتنا -جبرًا قهراً- غير أن أعجميتهم الموروثة ووسواس شيطانهم يغشاهم -ولا بد- فيتخبطون ويصرعون، وهم والحالة هذه لا يجرؤون أن يستغيثوا بالله تعالى -دونما سواه- من الشيطان فيغاثوا!!! فينساهم الله تعالى كما نسوه، ويتركهم في غيهم مع أزواجهم مع شياطينهم يتخبطون، فأورثهم هذا الحال جنونًا وجنوحًا!!.
إنها ظلمات الشركيات وطباقاته.
وإنا إذ نذكر هذا نذكر معه قول الله تعالى: ﴿ مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ ﴾ [البقرة:17].
وحال الذين كفروا الشريعة -كابن عربي وشيعته- واحلولاك ظلماتهم بقوله تعالى: ﴿ أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ ﴾ [النور:40].
نبشرهم بظلمات الخزي وسواد وجه الصغار والذل: ﴿ يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾ [الصف:8].
وقوله تعالى: ﴿ قُلْ أَنَدْعُو مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُنَا وَلاَ يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَىَ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأنعام:71].
نذكرهم مطالبين بتحقيق الإيمان على الوجه الشرعي لا البدعي الخرافي، حتى تتحقق الولاية الحقة للرحمن لا الشيطان، فتكون النصرة وساعتئذ -ساعتئذ فقط- يبصرون النور، ويكون معه العون:
قال تعالى: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأعراف:27].
فبيّن أن المخالف ألعوبة الشيطان، وصاحبه في النيران، ﴿ وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاء قِرِيناً ﴾ [النساء:38] فكيف والتصوف يعبده؟!!!
وفي نظيرتها نفى الهداية -فرع النور- عن فريق الشيطان وحزبه -كابن عربي وشيعته- فقال تعالى: ﴿ فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ اللّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ﴾ [الأعراف:30].
ثم بيّن تعالى بيانا يقرع القلوب قلعًا، ويكاد من شدته يخلع القلوب خلعًا، ويهزّ النفوس فتضطرب فزعًا: ﴿ فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا ﴾ [مريم:68].
لذا أمر تعالى عباده بالاستعاذة به منهم؛ فقال تعالى: ﴿ وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ ﴾ [المؤمنون:97].
وفي الصحيح أن رسول الله صَلَّىٰ اللَّهُ تَعَالَىٰ عَلَيْهِ وَإِخْوَانِهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قال: «ألا إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا، كل مال نحلته عبدا حلال، وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحرمت عليهم ما أحللت لهم وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا، وإن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب.
وقال: إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك، وأنزلت عليك كتابا لا يغسله الماء، تقرؤه نائما ويقظانا، وإن الله أمرني أن أحرق قريشا، فقلت: يا رب إذن يثلغوا رأسي فيدعوه خبزة.
قال: استخرجهم كما استخرجوك، واغزهم نغزك، وأنفق فسننفق عليك، وابعث جيشا نبعث خمسة مثله، وقاتل بمن أطاعك من عصاك، وأهل الجنة ثلاثة: ذو سلطان مقسط متصدق موفق، ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم، وعفيف متعفف ذو عيال، وأهل النار خمسة: الضعيف الذي لا زبر له الذين هم فيكم تبع لا يبتغون أهلا ولا مالا، والخائن الذي لا يخفى له طمع وإن دق إلا خانه، ورجل لا يصبح ولا يمسي إلا وهو يخادعك عن أهلك ومالك، وذكر البخل والكذب والشنظير الفحاش»5.
قال العلامة الألباني رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَىٰ : «ساق شيخ الإسلام من الأدلة على مدعاه فقال مستدلا: «إن الله خلق عباده على الفطرة، وخلقهم حنفاء، فلو خلوا وفطرهم لما نشئوا إلا على التوحيد.
(قال): والأشقياء غيّروا الفطرة إلى ضدها واستمروا على ذلك التغيير ولم تغن عنهم الآيات والنذر في هذه الدار فأتاح الله لهم آيات أخر وأقضية وعقوبات فوق التي كانت في الدنيا يستخرج الخبث والنجاسة التي لا تزول بغير النار…» 6.
نذكّرهم بآيات الإيمان لاستجلاب أنواره، نخوفهم مما هم عليه من ظلمات الشركيات بعقاب قيّوم الأرض والسموات، وذلك قوله تعالى: ﴿ قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاء لاَ يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴾ [الرعد:16].
إن النهج القرآني -وصنوه النبوي- لا الشيطاني هو النهج النوراني الذي تستضاء به الصدور والدور، إنه اصطفاء لأوليائه الذين وحّدوه، وبالأعمال الصالحة اتقوه، وانقادوا إليه قلبًا وقالبًا وعظّموه: ﴿ يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾ [المائدة:16].
﴿ أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [الزمر:22].
﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾ [الشورى:52].
إنه الوحي مكمن النور وينبوع الهدى: قال تعالى ﴿ الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴾ [إبراهيم:1].
﴿ اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة:257].
وهذا النور تخصيصي لا كلي، مخصوص محصور -كما في الإيمان- في أهله: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاء عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ﴾ [الحديد:19].
ويأتي نور الوحي -الذي كفره التصوف فأعماه- هاديًا لهم في الآخرة -أحوج ما يكونون إليه- كما كان هاديًا لهم في الدنيا، ﴿ يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ ﴾ [الحديد:12-13].
أسباب استجلاب النور7:
هذا.. وفي الإتيان بالطاعات على وجهها -كمعلم من معالم تحقيق التوحيد، ومظهر من مظاهر التقوى- نور:
نور: هذا الرسول البشري العظيم، والنبي العابد المستعين ﷺ: «… كان إذا قام إلى الصلاة من جوف الليل يقول: اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض، ولك الحمد أنت قيام السماوات والأرض، ولك الحمد أنت رب السماوات والأرض ومن فيهن، أنت الحق، وقولك الحق، ووعدك الحق، ولقاؤك حق، والجنة حق، والنار حق، والساعة حق، اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وأخرت وأسررت وأعلنت، أنت إلهي لا إله إلا أنت»8.
نور: رسول الله صَلَّىٰ اللَّهُ تَعَالَىٰ عَلَيْهِ وَإِخْوَانِهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «… خرج إلى الصلاة ثم اتفقا وهو يقول: اللهم اجعل في قلبي نورا، واجعل في لساني نورا، واجعل في سمعي نورا، واجعل في بصري نورا، واجعل خلفي نورا وأمامي نورا، واجعل من فوقي نورا ومن تحتي نورا، اللهم وأعظم لي نورا»9.
نور: قال رسول الله صَلَّىٰ اللَّهُ تَعَالَىٰ عَلَيْهِ وَإِخْوَانِهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «من مشى في ظلمة الليل إلى المساجد آتاه الله نورًا يوم القيامة»10.
نور: قال رسول الله صَلَّىٰ اللَّهُ تَعَالَىٰ عَلَيْهِ وَإِخْوَانِهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «إسباغ الوضوء شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان والتسبيح والتكبير يملأ السموات والأرض والصلاة نور والزكاة برهان والصبر ضياء والقرآن حجة لك أو عليك كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها»11.
نور: عن أبي سعيد الخدري رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَىٰ عَنْهُ قال: قال رسول الله ﷺ: «من قرأ سورة الكهف كانت له نورا يوم القيامة من مقامه إلى مكة…» 12.
نور: عن عبادة بن الصامت رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَىٰ عَنْهُ قال: قال رسول الله ﷺ: «… فإن لك من الأجر إذا أممت البيت العتيق ألا ترفع قدمًا أو تضعها أنت ودابتك إلا كتبت لك حسنة ورفعت لك درجة.
وأما وقوفك بعرفة: فإن الله عَزَّ وَجَلَّ يقول لملائكته: يا ملائكتي ما جاء بعبادي؟ قالوا: جاؤوا يلتمسون رضوانك والجنة. فيقول الله عَزَّ وَجَلَّ: فإني أشهد نفسي وخلقي أني قد غفرت لهم، ولو كانت ذنوبهم عدد أيام الدهر وعدد رمل عالج.
وأما رميك الجمار: قال الله عَزَّ وَجَلَّ: ﴿ فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾.
وأما حلقك رأسك: فإنه ليس من شعرك شعرة تقع في الأرض، إلا كانت لك نورا يوم القيامة.
وأما طوافك بالبيت إذا ودعت: فإنك تخرج من ذنوبك كيوم ولدتك أمك»13.
نور: معاذ بن جبل رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَىٰ عَنْهُ «كان لا يجلس مجلسًا للذكر حين يجلس إلا قال: الله حكم قسط هلك المرتابون.
فقال معاذ بن جبل يومًا: إن من ورائكم فتنًا يكثر فيها المال، ويفتح فيها القرآن حتى يأخذه المؤمن والمنافق والرجل والمرأة والصغير والكبير والعبد والحر، فيوشك قائل أن يقول: ما للناس لا يتبعوني وقد قرأت القرآن ما هم بمتبعي حتى أبتدع لهم غيره.
فإياكم وما ابتُدع؛ فإن ما ابتُدع ضلالة.
وأحذركم زيغة الحكيم؛ فإن الشيطان قد يقول كلمة الضلالة على لسان الحكيم وقد يقول المنافق كلمة الحق.
قال: قلت لمعاذ: ما يدريني -رحمك الله- أن الحكيم قد يقول كلمة الضلالة وأن المنافق قد يقول كلمة الحق.
قال: بلى اجتنب من كلام الحكيم المشتهرات التي يقال لها ما هذه ولا يثنينك ذلك عنه فإنه لعله أن يراجع وتلق الحق إذا سمعته، فإن على الحق نورًا»14.
نور: قال رسول الله صَلَّىٰ اللَّهُ تَعَالَىٰ عَلَيْهِ وَإِخْوَانِهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «إن المقسطين عند الله يوم القيامة على منابر من نور عن يمين الرحمن، وكلتا يديه يمين الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا»15.
نور: قال رسول الله صَلَّىٰ اللَّهُ تَعَالَىٰ عَلَيْهِ وَإِخْوَانِهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «قال الله تعالى: المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء»16 في أحاديث.
نور: قال رسول الله صَلَّىٰ اللَّهُ تَعَالَىٰ عَلَيْهِ وَإِخْوَانِهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «لا تنتفوا الشيب، ما من مسلم يشيب شيبة في الإسلام –قال عن سفيان- إلا كانت له نورًا يوم القيامة -وقال في حديث يحيى- إلا كتب الله له بها حسنة وحط عنه بها خطيئة»17.
نور: عن طلحة رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَىٰ عَنْهُ قال: قال رسول الله صَلَّىٰ اللَّهُ تَعَالَىٰ عَلَيْهِ وَإِخْوَانِهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «إني لأعلم كلمة لا يقولها عبد عند موته إلا كانت نورًا لصحيفته، وإن جسده وروحه ليجدان لها روحًا عند الموت»18.
وفي الجملة: الوحي كله نور ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِيناً ﴾ [النساء:174] فالتمسوه، تنفسوه؛ تسلموا.
ومن ثم.. ندعوكم -أيا متصوفة ومتشيعة- إلى أنوار الاتباع ونبذ ظلْم وظُلَمِ الابتداع، وهو قوله عَزَّ وَجَلَّ ﴿ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [الأعراف:157].
وقوله تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ﴾ [الحديد:9].
وقوله تعالى: ﴿ رَّسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا ﴾ [الطلاق:11].
وعليه.. نحن نخاطب أهل القبلة19 بضرورة تحقيق الإيمان بتحقيق الاتباع ونبذ الابتداع؛ استجلابًا لأنوار الهداية وموجبات السعادة ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ [الحديد:28].
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [التحريم:8].
نسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياكم نورًا تامًّا؛ نُبصر به الحق حقًّا، ويرزقنا اتباعه صدقًا. نورًا نرى به البرَّ برًّا، ويوفقنا إلى اغتنامه دومًا. نورًا نراه به هناك رؤية حق ننعم بها إنعامًا.
وصلِّ اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد النورِ الهادي بإذنك إلى صراط مستقيم، وعلى إخوانه وآله وصحبه أجمعين.
والحمد لله رب العالمين.
كتبه:
الفقير إلى عفو مولاه
أبو عبد الله
محمد بن عبد الحميد بن محمد حسونة
في: 19/10/1430هـ – 8/10/2009 م
- «فتح الباري بشرح صحيح الإمام البخاري» (12/60) ط. الريان.
- وقد عُلم أن التصوف لا يعرف فضلًا عن أن يؤمن بتوحيد الله تعالى، وكذا تقرر فاستقر اعوجاجه في باب الزواج، وإيثاره السفاح على النكاح، بل فجره الفاجر على نكاح المحرمات، الأمر الذي استحق به الرجم فالقبر، والموعد الحشر.
- ويأتي التصوف الفاجر الغادر، بفجره وفحشه زاعما أنه النور يسري، والحق إنه سمّ في دورنا يسري بل يجري، فمتى تعقر بهيميته، متى تجتث أوثانه وتدك طرقه؛ ليصفوا السبيل ويسلم سائره.
«كان الصوفي ابن أبى الغراقيد -أخمد الله تعالى ذكره- يعتقد أنه إله الآلهة. وقال: إن الله تعالى حلَّ فى آدم وإبليس. وألًّف كتابه الحاسة السادسة: صرَّح فيه برفض الشريعة وإباحة اللواط. وزعم أنه إيلاج نور الفاضل في المفضول. ولذا أباح أتباعُه نساءهم له، طمعًا فى إيلاج نوره فيهن. وكان -قاتله الله– يسمىِّ محمدًا وموسى صَلَّىٰ اللَّهُ تَعَالَىٰ عَلَيْهِ وَإِخْوَانِهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بالخائنيْن… وحكم الفقهاء بقتله، فصلب في خلافه الراضي سنة 322 هجرية » من شبكة «صيد الفوائد» شبكة المعلومات «الإنترنت». - وإنما خصصت في موطن التعميم، لوجود فئام لئام بعضهم من ذوي الوجاهة يلهجون به تمجيدا، وما ينبغي لهم ذلك.
وقد أفردت سيرة ذاك الهالك برسالة وسمت بـ «تعريف العربي والعجمي بسيئة كل زمان ابن عربي» أرجو أن تكون كافية شافية، نافعة باقية. - «صحيح الجامع…» برقم (2637).
- «رفع الأستار…» ص(122).
- ومن رام الوقوف على أدلة كفر التصوف بالأحكام الشرعية وجرأتهم بإعلان ذلك، فلينظر كتابنا «التصوف المدحور بين الكفر بالمأمور والتعبد بالمحذور».
- «صحيح سنن أبي داود» برقم (771).
- «صحيح سنن أبي داود» (2/44) برقم (1353).
- صححه العلامة الألباني في «الثمر المستطاب» (1/503).
- «صحيح الجامع…» برقم (925).
- انظر «صحيح الترغيب والترهيب» برقم (225).
- «صحيح الترغيب والترهيب» برقم (1113).
- «صحيح سنن أبي داود» (4/202) برقم (4611).
- «صحيح الجامع…» برقم (1953).
- «صحيح الجامع…» برقم (4312).
- «صحيح سنن أبي داود» (4/85) برقم (4202).
- «صحيح الجامع…» رقم (2492).
- بل، وأمة الدعوة ندعوهم مشفقين ناصحين للنظر في الآيات -الشرعية والكونية- فالإيمان برب الأرض والسموات: ﴿ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [التغابن:8].
-
البيان المبرور في تجلية صلة التصوف بالغرور
حجم الكتاب: وسط
( قراءة ) -
النقول الواضحات استدلالًا على عدم سماع الموتى استقلالًا
حجم الكتاب: وسط
( قراءة ) -
التصوف والتوحيد الخالص
حجم الكتاب: وسط
( قراءة ) -
الأنوار الكواشف والحجج الكواسر في إبطال الإمام القرطبي لبعض مفردات منهج التصوف السافر
حجم الكتاب: وسط
( قراءة )
-
فتوى في حكم لبس المسلم للصليب شعار الكفار
ضوابط التكفير والتحذير من التسرع فيه
( قراءة ) -
ذيوع المودة وشيوع المحبة في بيان صلة التصوف بالمحبة
التحذير من الصوفية
( قراءة ) -
تذكير العالمين بأخلاق المسلمين عمومًا وأرباب العلم الربانيين خصوصًا
نصح الموافق والمخالف
( قراءة ) -
سمات السبيل وسالكيه
نصح الموافق والمخالف
( قراءة )