الرئيسة   »   مؤلفات الشيخ   »   التحذير من الصوفية   »   التصوف والتوحيد الخالص

(أضيف بتاريخ: 2024/09/08)

بيانات الكتاب

التصوف والتوحيد الخالص
التصوف والتوحيد الخالص

التصوف والتوحيد الخالص

المؤلف:

فضيلة الشيخ محمد بن عبدالحميد حسونة $

الناشر:

لم يُطبع بعد!

حجم الكتاب:

وسط

تاريخ التأليف:

21/12/ 1424هـ - 12/2/2004

عدد مرات القراءة:
قراءة

تحميل

( 1 MB )

قراءة

( 11 صفحة )
التصوف والتوحيد الخالص
  • +  تكبـير الخط
  • -  تصغيـر الخط

التصوف والتوحيد الخالص

من: أبي عبد الله محمد بن عبد الحميد ……………. كان الله تعالى له.

إلى: أخيه …………………… وفقه الله.

سلام عليكم، أما بعد:

مما لا يخفى عليكم، وعلى غيركم من إخواننا الذين جالسونا -ولو مرة- دندنتنا الدائمة حول التوحيد، وتكرار الدعوة إلى ضرورة تعلمه ومن ثم تعليمه؛ وذلك لأمور معلومة لا تخفى.

ومن المسائل العقدية الملحة في هذه الآونة وعلى وجه الخصوص في مصرنا، والتي تتجسد فيها الحاجة الماسة إلى دراسة التوحيد: قضية التصوف، الذي وقع في شباكها ضحايا مساكين، وصرع على شباك عناكبها كثير من الطيبين، خدعهم منها دعواها إلى صفاء مزعوم، وغرهم ما بدا منها من لهج بذكر شركي مردود، ضلّلتهم دعواهم الوصول، فراموا أن يكونوا من أهل هاتيك السعادة والحبور، فتهافتوا عليها تهافت الزنبور، وما علموا أنها التردي إلى هاوية الردى السحيق.

الأمر الذي وجب معه البيان؛ لذا أسوق في رسالتي هذه -العجلة- النقولاتِ تلو الكلمات، مشوبة بالرفق، وناطقة بالشفقة والحرص؛ راجيًا الإصلاح للمخاطب بها، والفلاح، طامعًا في عموم النفع للخلق، وجزيل الأجر من الخلاق -سبحانه-.

شاركني في النصح: الشيخُ عبد الرحمن الوكيل رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَىٰ إذ انتقض ناصحًا، وانتصب محذرًا، كيف لا؟! وهو مَن سبَر أحوالهم العجيبة، وتتبَّع خلافاتِهم الشنيعة، واستقرأ ما رقمته أيديهم الآثمة، المتلطخة بدماء جرائم شتى اقترفوها، من ذبحٍ لعقائدهم بسيف الشرك البتار، وحبسٍ لأنفاس الحقائق والمسلَّمات؛ بدعوى الذوق، وخنقٍ لكل قول صادق بسبب حبل الكذب وسلسلة البهتان؛ بدعوى الحقيقة، وذلك كله بعد أن شوهوه بمخالب التأويل -الذي هو من قبيل اللعب- بدعوى الكشف! مما أدى بهم إلى انحرافٍ، وأودى بهم إلى هلاكٍ، ووأدٍ للفضيلة، وقبرٍ للأخلاق، وقتلٍ للحياء، وعدمِ احترامٍ لعقول الكبار الكرام، والتلاعب بحرمة السنة، وانتهاك لقدسية القرآن.

ويرجع هذا إلى: انحرافهم في مصدر التلقي، ونبذهم للوحي العاصم المعصوم، فآل أمرهم إلى تحطيمٍ لأحد مباني الإسلام الشامخ في نفوسهم، وانفجارٍ موجع في صرح تعظيمهم للأمر والنهي.

وبدوره أودى بصغار الأنام، ضعاف الأركان، سفهاء الأحلام، حيث جرّهم عبيدٌ أذلاء إلى حتفهم، بمصائدَ أقاموها على التزوير والخداع، وقادوهم في أغلال الهوى، وآصار الشهوات، ولبَّسوا عليهم تارة بالتأويل الباطل، وتارة بالإلحاد
-بنوعيه-، تحت دعوى الكشف والإلهام، أو لوثة دلالة الإشارات، وطلاسم الرموز، أو خبل وخطل دعوى الخطرات؛ ليحققوا بهم مآربهم الدنيئة، ويخدموا مخططاتهم الرهيبة، فكانوها.

الشاهد: هاكم الأدلة والبراهين على إدانة هؤلاء القوم، من أقوالهم هم، الحاكمة على انحرافهم، والقاضية بضرورة الأخذ على أيديهم، والمنادية بضرورة الحجر عليهم، والموصية بعظيم الحاجة إلى الحذر منهم، فالتحذير، والقاضية بعدم الاقتراب؛ تجنبا للعدوى، إلا لمن كان عالمًا ناصحًا.

في هذه الوريقة نلقي الضوء على مدى انحراف التصوف في أبواب الإيمان، فأقول:

يزعم التصوف أن القرآن العظيم -كتاب الهداية والنور، الداعي للتي هي أقوم- كله شرك! «هذا التلمساني -وهو من كهان الصوفية1– يقول: «القرآن كله شرك، وإنما التوحيد في كلامنا»2.

و«تزعم الصوفية أن شيوخها يقولون للشيء: كن، فيكون، فيتحدث أحدهم عن الولي الذي استخلفه الله فيقول: «إنه خليفة يُملكه الله كلمة التكوين متى قال للشيء: كن، كان في حينه»3.

ويقول أبو السعود: «إن الله أعطاني التصرف منذ خمس عشرة سنة، وتركناه تظرفا»!!!.

ويعلق ابن عربي على هذا بقوله: «وأما نحن، فما تركناه تظرفًا، وإنما تركناه لكمال المعرفة»4.

«هكذا يجعل الصوفية أولياءهم شركاء لله»5.

الصوفية أعطت لمجاذيبهم حق الله الخالص:

يقول الدباغ: «رأيت وليا بلغ مقامًا عظيماً، وهو أنه يشاهد المخلوقات الناطقة والصامتة، والوحوش والحشرات والسماوات ونجومها، والأرضين، وكرة العالم بأسرها تستمد منه، ويسمع أصواتها وكلامها في لحظة واحدة، ويمد كل واحد بما يحتاجه، ويعطيه ما يصلحه من غير أن يشغله هذا عن ذاك»6.

ويقول أحمد التيجاني عن نفسه: «روحه ﷺ تمد الرسل والأنبياء، وروحي تمد الأقطاب والعارفين من الأزل إلى الأبد»7.

«ويزعم عبد الرؤوف المناوي! أن للصوفية أنواعًا من الكرامات، «النوع الأول: إحياء الموتى8: وهو أعلاها، فمن ذلك:

أن أبا عبيد اليسري غزا، ومعه دابة، فماتت، فسأل الله أن يحييها، فقامت تنفض أذنيها.

وأن مفرجًا الدماميني أحضر له فراخ مشوية، فقال: طيري بإذن الله تعالى، فطارت.

ووضع الكيلاني يده على عظم دجاجة أكلها، وقال لها: قومي بإذن الله، فقامت.

ومات لتلميذ أبي يوسف الدهماني ولد فجزع عليه، فقال له الشيخ: قم بإذن الله، فقام، وعاش طويلًا.

وسقط من سطح الفارقي طفل، فمات، فدعا الله، فأحياه»9.

نفس المعجزات التي من الله بها على إبراهيم وعيسى عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، وعلى الذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها!!!.

ويتحدث الكوهني عن معجزات سلامة الراضي، فيقول: حملت إحدى زوجات الإخوان، وفي التاسع مات الجنين وبقي عشرة أيام ميتًا ببطن أمه، وعند الوضع ذاكر هذا الأخ شيخنا، فقال: كذلك يا فلان؟! وبتمامه تم الوضع طبيعيًّا.

وأحد الإخوان كف بصره، فذاكر حضرة الأستاذ، فقال له: إن كتمت الأمر أبصرت، فرضي بالشرط، فمسح على عينه، فأبصر.

وكان لبعض وجهاء بندر الجيزة ابنة واحدة أصابتها حمى، وبعد شفائها، خرست فلم تتكلم أبدًا، فعرضوها على الأطباء سنوات، فلم تشف، فأحضروها لشيخنا، ونظر إليها نظرة، فسألها عن اسمها، فنطقت به، وذهب خرسها في الحال»10.

نفس المعجزة التي من الله بها على عيسى عَلَيْهِ السَّلَامُ، وهكذا تدين الصوفية بأن من أوليائها من يبرئ الأكمه والأبرص، ويحيى الموتى، وكثير من هؤلاء الذين نسبت إليهم تلك القدر الإلهية، طائفة تمردت على الله، تمرد الشيطان 11»12.

و«أن الخواص كانت تنزل عليه الموائد من السماء، وأن الخضر كان يسقيه»13.

و«يعدد ابن عربي أنواع الكرامات، فيقول:

«ومنها: سماع -أي: الولي الكذاب- نطق الجمادات على مراتب نطقها في العوائد وخرقها»14.

والله يقول: ﴿ ولَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ﴾ [الإسراء:44]. فهل نصدق المفتري، لنُـكذب بالله سبحانه؟!

«ومنها: مكالمته للملأ العلى ومحادثته لهم»15.

وقد أخذها ابن عربي من أستاذه الغزالي، وزاد هذا، فقال: «إن الولي ينادى من سرادقات العز! كما نودي موسى!».

ترى أكلم الصديقُ وعمرُ الملأَ الأعلى؟ بل أكلمه الرسل قبل البعثة، لكن من الرسل عند الصوفي؟ إن أي زنديق صوفي أفضل عندهم من خاتم النبيين.

ألا ترى البسطامي يفتري16: «تا الله، إن لوائي أعظم من لواء محمد17».

التصوف والتنقص من الذات العلية المقدسة:

بما لم يتجاسر على مثله المغضوب عليهم أحفاد القردة والخنازير، ولا الضالين المثلثة عباد الصليب، ولا حتى المجوس عبدة الظلمة والنار.

فقد تقيؤوا: «مرّ (الفاجر) التلمساني على كلب أجرب ميت في الطريق، فقال له رفيق له -وكان التلمساني يحدثه عن وحدة الوجود-: أهذا أيضًا هو ذات الله؟ مشيرًا إلى جثة الكلب، فقال التلمساني: نعم، الجميع ذاته، فما من شيء خارج عنها»18.

قال الشيخ (الأزهري السلفي) عبد الرحمن الوكيل رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَىٰ معلقاً: «إن البشرية في الأغوار السحيقة من تاريخها المظلم، وفي تيهها الوثني، لم تؤله كلباً، بيد أن الصوفية أرادت التجديد في صور الشرك، وأن تبتدع أصنامًا جديدة، فألهت ما لم تؤله أحط الوثنيات في التاريخ.

فالتلمساني يعتقد أن رمة الكلب هي ذات الرب الصوفي!… ومحمد بهاء الدين ما نقله عن مشائخه من تأليه الكلاب والخنازير.

(و) اسمع إلى الشعراني يحدثنا عن كرامات سيده العجمي: «وقع بصره على كلب، فانقادت إليه جميع الكلاب، وصار الناس يهرعون إليه في قضاء حوائجهم، فلما مرض ذلك الكلب، اجتمع حوله الكلاب يبكون، فلما مات، أظهروا البكاء والعويل، وألهم الله تعالى بعض الناس، فدفنوه، فكانت الكلاب تزور قبره حتى ماتوا»19.

وإن تعجب بعد ذلك فاعجب من زعمهم هذا:

يقول الشيخ عبد الرحمن الوكيل رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَىٰ: «يفتري الصوفية -فما لهم من سجية غير ذلك- أنهم الذين يعرفون الله معرفة لا يمس يقينها ريب، ولا يشوب جلال الحق فيها شبهة، ويصمون المسلمين بعمى البصيرة، وعمه العقل، وخطل الفكر، وجمود العاطفة، وفساد الذوق»20.

وبعدُ -أخي-: هذا غيض من فيض، من هذيان الخرافيين.

فهل تقبل هذا الهراء؟ وهل ترضى هذا الافتراء؟

هل ترضى أن يهان الرب -سبحانه- من حثالة حقراء؟

وهل تتقرب إلى العظيم بمثل هذا الشرك؟!

وهل تسكت عن هذا الباطل أم تنكره -حسب استطاعتك، ووفق قدرتك-؟

عليك أخي بالعلم، وخصوصًا التوحيد، ثم علمه لإخوانك الطيبين الذين خدعهم بريقٌ من التصوف كاذب، وهالهم منه رونق زائف، وضللهم منه حرف زائغ، نصحاً، خذ بأيديهم وعلى أيديهم -أي: ترغيبًا وترهيبًا- حتى يقلعوا وينقلعوا.

قد نصحتك وسعي، وما أردت لك إلا الخيرَ -كلَّ الخيرِ-.

بورك فيك، ونفعك الله تعالى، ونفع بك.

والله تعالى الهادي، وهو سبحانه الموفق إلى سواء السبيل.

وصلِّ اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
والحمد لله رب العالمين.

كتبه
الفقير إلى عون مولاه
أبو عبد الله
محمد بن عبد الحميد بن محمد حسونة
في:21/12/ 1424هـ – 12/2/2004م

  1. هو سليمان بن علي بن عبد الله بن لي عفيف الزمان التلمساني الأديب الشاعر، من قبيلة «كوم» بالمغرب تنقل في بلاد الروم، قال الحافظ ابن كثير رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَىٰ: «وقد نسب هذا الرجل إلى عظائم في الأقوال والاعتقاد والحلول والاتحاد والزندقة والكفر المحض».
    وقال الحافظ الذهبي رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَىٰ: «أحد زنادقة الصوفية».
    وقال بعضهم: «هو لحم خنزير في صحن صيني أورموه بعظائم من الأقوال والأفعال، وزعموا أنه -كان على قدم شيخه القونوي في أنه- كان لا يحرم فرجًا! وأن ما عنده ثم غير ولا سوى بوجه من الوجوه! كان يقول: نكاح الأم والبنت والأجنبية واحد»!.
    ولعل هذا وراء تسمية شيخ الإسلام ابن تيمية رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَىٰ له بـ «الفاجر التلمساني» لا العفيف التلمساني!! كما زعموا» بتصرف من «إبطال وحدة الوجود» لشيخ الإسلام ص(30–31).
  2. نقلا عن «مجموعة الرسائل والمسائل» لشيخ الإسلام (1/145) و«هذه هي الصوفية» للوكيل ص (19).
  3. انظر «جواهر المعاني» لعلي بن حرازم (2/8).
  4. «الفصوص » (1/129).
  5. «هذه هي الصوفية» ص (117–118).
  6. «الإبريز» للدباغ (2/73).
  7. «هذه هي الصوفية» للوكيل ص (111–112).
  8. وهذا كثير في خرافاتهم، ذكر المناوي عَفَا اللَّهُ عَنَهُ طرفًا من تلك الأساطير، وذكر الشعراني كذلك منها الكثير، فانظر على سبيل المثال «الطبقات» (2/85).
    هذا.. وقد اتفقت عقائد المسلمين على أن الإحياء والإماتة من خصائص الرب القادر العظيم، وما كان من نبي الله عيسى عَلَيْهِ السَّلَامُ إنما كان حقيقة عن أمر الله جل جلاله، وعلا عما اعتقده فيه هؤلاء المعتوهون المتهوكون.
  9. «الكواكب الدرية» لعبد الرؤوف المناوي ص(11).
  10. «طبقات الشاذلية الكبرى» للكوهني الفاسى ص(258).
  11. قال الشيخ عبد الرحمن الوكيل رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَىٰ: «أما رسل الله، فلم تكن معجزاتهم طوع أيديهم، كما تزعم الصوفية لشيوخها، ولا بأمرهم، وإنما كانت بيد الله وحده، وبأمره، يكرم بها نبيه متى شاء سبحانه، لا متى شاء الرسول، ما ضرب موسى بعصاه الحجر، أو البحر بأمره، وما انفلق البحر بقدرته، وإلا ففيمَ كان خوف موسى من أن يدركه فرعون وجنوده، لو أنه كان حتى على ظن من قدرة عصاه على فلق البحر؟! بل لماذا مسته رعدة الخوف حين ألقى السحرة حبالهم وعصيهم، حتى ثبته الله بقوله: ﴿ لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَى ﴾ [طه:68]، وما نزل جبريل عَلَيْهِ السَّلَامُ بالقرآن على محمد صَلَّىٰ اللَّهُ تَعَالَىٰ عَلَيْهِ وَإِخْوَانِهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بأمره، أو بإرادته، بل بأمر الله وحده وإرادته ﴿ وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ﴾ [مريم:64]، وتدبر ﴿ قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ ﴾ [الأنبياء:69]؛ ما قالها إبراهيم، وإنما القائل لها رب إبراهيم، فأين -من هذا- زعم الصوفية، تعالى الله عما يأفك الخراصون علوًّا كبيرًا…
    ما دمتم يا كهنة الصوفية قد حكمتم بأن لأوليائكم حياة كحياة الله، وقدرة قهارة شاملة كقدرته، فالله سبحانه يقول: ﴿ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيم * قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ ﴾ [يس:77-78]، ولقد زعمتم أن إحياء العظام، وهي رميم من قدرة أوليائكم! ولا ريب في أن من يقدر على أن يهب لغيره الحياة قادر على أن يهب الديمومة لنفسه، والخلود الأبدي لحياته!!!
    أرأيت إلى الصوفية، كيف يصفون الحمقى الشاردين في تيه الضلالة بما يوصف به الخلاق العلي الكبير وحده؟!» «هذه هي الصوفية» ص(118 – 119) بتصرف.
  12. قلت: بل -والله- هم أفحش -من وجه-، فالشيطان الرجيم عظّم الله العظيم ﴿ فَبِعِزَّتِكَ ﴾، أما هؤلاء النوكى، فبين يديك فحشهم، شاهد على عظيم ضلالهم، وبالغ انحرافهم.
  13. انظر «الكواكب الدرية» للمناوي، في ترجمة الخواص، والنقل عن «هذه هي الصوفية» ص (116-117 و123).
  14. «مواقع النجوم» لابن عربي ص(75).
  15. «مواقع النجوم» لابن عربي ص(81).
  16. «لطائف المنن» ص(125) و «شطحات الصوفية» للدكتور بدوي، والنقل عن «هذه هي الصوفية» للوكيل ص(120).
  17. هذا هو دين الصوفية! فابن عربي يقول:

    مـقـام الـنـبـوة فـي بـرزخ
    فويق الرسول ودون الولي

    وقال -وهو يتحدث عن وحدة الوجود-: «وليس هذا العلم إلا لخاتم الرسل وخاتم الأولياء… حتى أن الرسل لا يرونه -متى رأوه- إلا من مشكاة خاتم الأولياء، فإن الرسالة والنبوة -أعني: نبوة التشريع- تنقطعان، والولاية لا تنقطع أبداً، فالمرسلون مع كونهم أولياء، لا يرون ما ذكرناه إلا من مشكاة خاتم الأولياء» «الفصوص» (1/62)، والنقل عن «هذه هي الصوفية» ص(128).

    وقال ابن عربي: «علماء الرسوم -يعني: أهل الشريعة ورثة الأنبياء- يأخذون خلفًا عن سلفً إلى يوم القيامة، فيبعد النسب. والأولياء يأخذون عن الله، ألقاه في صورهم…» «الكواكب الدرية» للمناوي ص(246).

    وها هو البسطامي يقول لأهل الشريعة: «أخذتم علمكم ميتًا عن ميت، وأخذنا علمنا عن الحي الذي لا يموت».

    ويقول: «خضنا بحرًا وقف الأنبياء بساحله» و «بهذا كفروا بشريعة محمد صَلَّىٰ اللَّهُ تَعَالَىٰ عَلَيْهِ وَإِخْوَانِهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ومهدوا لأتباعهم الكفر بشريعة محمد صَلَّىٰ اللَّهُ تَعَالَىٰ عَلَيْهِ وَإِخْوَانِهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ» «هذه هي الصوفية» للوكيل ص(130) بتصرف.

    وهذا الحكيم الترمذي -غير الإمام الكبير الترمذي صاحب السنن وتلميذ الإمام البخاري- قال السلمي عنه: «نفوه من ترمذ، وشهدوا عليه بالكفر، بسبب تصنيفه كتاب «ختم الولاية»، وأنه قال: إن للأولياء خاتمًا كما أن للأنبياء خاتماً، وأنه يفضل الولاية على النبوة» «مفتاح السعادة» لطاش كبرى (2/170) والنقل عن «هذه هي الصوفية» ص(128).

    ثم يقول شيخ الإسلام رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَىٰ: «ثم أن خاتم الأولياء صار مرتبة موهومة، لا حقيقة لها، وصار يدعيها لنفسه أو لشيخه طوائف، وقد ادعاها غير واحد، ولم يدعها إلا من في كلامه من الباطل ما لم تقله اليهود ولا النصارى، كما ادعاها صاحب الفصوص» رسالة «حقيقة مذهب الاتحاديين» ص(63).

    وحقٌّ ما يقول شيخ الإسلام رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَىٰ، وعهدنا به الصدق والأمانة البالغة في النقل، فابن عربي في «الفتوحات المكية» يخبر أنه رأى رؤيا، ثم يقول: «ثم عبرت الرؤيا باختتام الولاية بي». وادعتها التيجانية لشيخها أحمد؛ قال أحد أتباعه: «الفصل السادس والثلاثون: في ذكر فضل شيخنا، وبيان أنه خاتم الأولياء وإمام الصدقيين، ممد الأقطاب والأغواث…» والنقل عن «هذه هي الصوفية» ص(130).

    ويعلل شيخ الإسلام رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَىٰ هذا التقديم، ويبين وجهه، بقوله: «ثم صاحب الفصوص وأمثاله، بنو الأمر على أن الولي يأخذ عن الله بلا واسطة، والنبي صَلَّىٰ اللَّهُ تَعَالَىٰ عَلَيْهِ وَإِخْوَانِهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بواسطة الملك، فلهذا صار خاتم الأولياء أفضل عندهم من هذه الجهة» «حقيقة مذهب الاتحاديين» ص(64).

    وبقي هنا أن نسطر ما ذكره الحافظ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَىٰ في «الفتح» في أثناء الكلام على قصة كليم الله موسى عَلَيْهِ السَّلَامُ مع الخضر، حيث ذكر تكفير القرطبي رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَىٰ لمن زعم أنه يستغني عن الوحيين بقلبه، ويقول: «حدثني قلبي عن ربي» بتصرف من «فضائح ونصائح» لعلامة الديار اليمنية الشيخ مقبل الوادعي رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَىٰ ص(226).

  18. «مجموع الرسائل والمسائل» لشيخ الإسلام (145) و«هذه هي الصوفية» ص(24).
  19. «الطبقات» (2/61) «هذه هي الصوفية» للوكيل ص(112-113) بتصرف.
  20. «الصوفية في الإسلام» ص (117).