الرئيسة » مؤلفات الشيخ » التحذير من الصوفية » تعريف العربي والعجمي بسيئة كل زمان ابن عربي
(أضيف بتاريخ: 2023/11/03)
بيانات الكتاب
تعريف العربي والعجمي بسيئة كل زمان ابن عربي
فضيلة الشيخ محمد بن عبدالحميد حسونة $
لم يُطبع بعد!
وسط
8/7/1428هـ الموافق 22/7/2007م
كتبٌ في نفس القسم
-
لقط المنقاش لروائع الفتاوى ومنها فتوى ابن النقاش
قسم: التحذير من الصوفية
الحجم: صغير | قراءة -
هل خلق نبيّنا محمد ﷺ من نور؟
قسم: التحذير من الصوفية
الحجم: صغير | قراءة -
الأنوار الكواشف والحجج الكواسر في إبطال الإمام القرطبي لبعض مفردات منهج التصوف السافر
قسم: التحذير من الصوفية الكتب المطبوعة
الحجم: وسط | قراءة -
التصوف والطهر
قسم: التحذير من الصوفية الكتب المطبوعة
الحجم: صغير | قراءة -
ذيوع المودة وشيوع المحبة في بيان صلة التصوف بالمحبة
قسم: التحذير من الصوفية
الحجم: صغير | قراءة -
السعادة والسرور في التنفير من عبادة القبور
قسم: التحذير من الصوفية نصح الموافق والمخالف
الحجم: صغير | قراءة
محتويات الكتاب
- المقدمة، وفيها الباعث على الطرح.
- الموضوع: ترجمة شيطان التصوف الأكبر -ابن عربي- واختلاف الناس فيه.
- تتمة مهمة، فيها: بعض أقواله -أخمد الله تعالى ذكره- ورفض العلماء لها.
- فصل فيه: ذكر مفردات عقيدة ابن عربي على وجه التفصيل.
- أولاً: قوله في الإلهيات.
- ثانياً: قوله في النبوات.
- فصل: فيه ذكر الآثار المترتبة على عقيدة شيخ التصوف الأكبر ابن عربي.
- نصح : الله يدعو إلى دار السلام، وابن عربي يدعو إلى النار، يا له من حرمان! .
- الخاتمة.
- المقدمة، وفيها الباعث على الطرح.
- الموضوع: ترجمة شيطان التصوف الأكبر -ابن عربي- واختلاف الناس فيه.
- تتمة مهمة، فيها: بعض أقواله -أخمد الله تعالى ذكره- ورفض العلماء لها.
- فصل فيه: ذكر مفردات عقيدة ابن عربي على وجه التفصيل.
- أولاً: قوله في الإلهيات.
- ثانياً: قوله في النبوات.
- فصل: فيه ذكر الآثار المترتبة على عقيدة شيخ التصوف الأكبر ابن عربي.
- نصح : الله يدعو إلى دار السلام، وابن عربي يدعو إلى النار، يا له من حرمان! .
- الخاتمة.
محتويات الكتاب:
- + تكبـير الخط
- - تصغيـر الخط
تعريف العربي والعجمي
بسيئة كل زمان ابن عربي
المقدمة، وفيها الباعث على الطرح
إنَّ الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران:102].
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء:1].
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا 71 يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب:70-71].
أما بعد:
إن الدين الإسلامي -ذلكم الدين الرباني- دين كامل تام، شامل للخير عام، قد حوى كل صالح سالم.
دعا إلى الإصلاح -بمفهومه العام- للاستفلاح.
أمر بالعدل والإحسان في الأقوال والأفعال كذا المعتقدات. وحضّ على تعاونٍ في معروفٍ خيره شرعًا. وندب إلى شيوع وذيوع التناصح بين الخلق، والتواصي فيما بينهم بالحق والصبر عليه؛ تحقيقًا للحسنى. وحثّ على كل بِرٍّ، وسمى بكل بَـرٍّ إلى معالى العزّ مع الأطهار الأبرار.
الأمر الذي استغنى به أهله عن سواه، وزهدوا -تعبدًا- في كل شرع عداه، فعاشوا على مرّ الدهور ومختلف العصور به سادة، وغدوا بالاستمساك بتعاليمه قادة، عمرت به وبهم الصدور قبل الدور -حسًّا ومعنى-.
حمل رسالته عبر السنين: سادة. جدّوا في نشره، واجتهدوا في بثّه؛ احتسابًا.
غير أنهم في سِنيِّ عمرهم، ودولِ أيامهم، بل ومن سابق عهدهم اُبتلوا بمناهج هوجاء، أحبلت فتنًا دهماء، أُشعِلت نيران حقدها وحنقها على الإسلام وأهله على أيدى عصابة من غوغاء المعتقدات، ومرتزقة المبتدعات، رتعوا في غيابات وطباقات ليلِ جهلٍ مظلم، على متون بغي وظلم؛ ليرموا في صدورٍ ضعيفةٍ سهامَهم، وينفثوا فيها سمومَهم، في سقاءٍ ظاهرُه فيه نكهة، وباطنه نكبة.
ولئن اشتكت تلك المناهج المبتدَعة من شرّ الابتداع، فلن تجد بدعة ابتليت بها أمة من الأمم -المؤمنة بل والكافرة- كبدعة التصوف -وشبيهه التشيع- في القول بالحلول العام أو الاتحاد، أو ثالثة الأثافي الوحدة. وما خلّفه على أربابه وجيرانه من آثار ودمار وانهيار.
نعم.. ما تشرئبُّ أعناق أهله، فيرفعون به عقيرتهم، إلا وسرعان من تُقتلع من أبدانهم رؤوسُهم، وتختلع من أفواههم ألسنتهم، وتقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف، وينفوا من أرض الطهر، إلى الفيافي والقِفار الفساح مع الأشباح، إذا رأيتهم حسبتهم «أعجاز نخل خاوية»، حتى تقبر في ركام غابر الأيام.
غير أننا نفجأُ بأنها قبل هلاكها قد نزت على سائمةٍ من النسانيس فألقت بنطفتها القذرة -سفاحًا- في أحشاء باغية؛ لتولِّدَها لقيطًا، يلتقط من سُباطات البلدان وزوايا البنيان: عويرًا وكسيرًا ومن نتأت عُجره وبُجره، مرتديًا ثوبي زور، متعالمًا متعاليًا مدعيًا طُهرًا، بعد أن اتخذ شعاره ثعلبيَّـةً نهمة، ودثاره ملائكيَّـة زَيْفَة.
وكان من أولئك اللقطاء الغرباء، الذين تولوا كِـبَر هذا المعتقد الكريه الكُبَّار، والقول الذي يستحي من ذكره الفُجَّار، وتغار للدين منه غيرة الأغمار، ويتأذى –غاية الأذى- إبّان تصوّره قبل صدامه طهر الأطهار: الهالك ابن عربي العجمي1 الدعي، الذي تجاسر على جناب الإلهية، واقتحم علم حمى الغيبيات المغيّبات، واستعلى -وهو سافل- على رتبة النبوة، ونزا بوحشية على المكرمات الكريمات، فانتهب شرفها بعد لفظ رشفها2، وفضَّ بكارة الفضائل غدرًا، واغتصب حرمة المحرمات مكرًا.
أقول: إن الناظر في سير أعلام الإسلام، ليقف على نماذج فريدة، ومآثر عزيزة، ومكارم كريمة، دالة في جملتها على صدق إيمان، وخالص إخلاص، شاهدة على سعة علم، وحسن عمل، استحقوا -بعد الفضل الإلهي والتكرم الرباني- منصب الإمامة، ورتبة الريادة، إذ حازوا قصبات السبق في كل مكرمة. قدّس الله تعالى أرواحهم، وغفر لهم، وبارك لهم في ثواب أعمالهم، ورفع درجاتهم في عليين.. آمين.
الموضوع:
ترجمة شيطان التصوف الأكبر -ابن عربي-
واختلاف الناس فيه
قال العلامة الآلوسي -رحمه الله تعالى- في «محاكمة الأحمدين» في سياق ذبّه عن شيخ الإسلام أحمد بن عبدالحليم ابن تيمية -رحمه الله تعالى- وردّه على أحمد بن حجر الهيتمي الصوفي:
«قوله فيما مر آنفًا: «كما تتبع ابن عربي وابن الفارض وابن سبعين، تتبع أيضًا الحلاج الحسين بن منصور ولا زال يتتبع الأكابر…» إلى آخره؛ فتهور بارد، وتشنيع كاسد، وقول عاطل، ينبغي أن لا يصدر عن مثل هذا الفاضل؛ لأن الشيخ ابن تيمية -رحمه الله تعالى- ليس أول معترض عليهم وعلى أمثالهم من أرباب الوحدة.
فكم له سلف في ذلك، وكم له محذر عن تلك المهالك.
فليت شعري لم خصه دون الناس القادحين، وجعله سبابة التندم من بين العالمين السالفين، وستقف إن شاء الله تعالى على تفصيل الأقوال بالبيان المبين، مع أنى ممن يحسن الظن بالشيخ الأكبر محي الدين، ولا أعد نفسي من المنكرين، غير أنى مع من يحرم مطالعة كتبه، المخالف ظاهرها للشرع المبين، فأقول:
قالوا في ترجمة ابن عربي:
أما ابن عربي -بلا ألف ولام أو بهما- فهو أبو بكر محي الدين محمد بن علي بن محمد الحاتمي الطائي الأندلسي -نفعنا الله بعلومه الربانية3 وجعلنا من المتمسكين بالكتاب والسنة السنية-، ولد بمرسية سنة ستين وخمسمائة، ونشأ بها، وانتقل إلى أشبيلية سنة ثمان وسبعين.
ثم ارتحل وطاف البلدان4 فطرق بلاد الشام والروم والمشرق، ودخل بغداد، وحدث بها بشىء من مصنفاته، وله التآليف الكثيرة المشهورة، وتوفي -رحمه الله تعالى- في الثامن والعشرين من ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين وستمائة بدمشق في دار القاضي محي الدين بن الزكي، وحمل إلى قاسيون، فدفن في تربته المعلومة، كما قاله غير واحد من المؤرخين.
مبلغ علمه:
وللشيخ المشار إليه -لا زالت الرحمة منهلة عليه- اختيارات في المسائل الفقهية وغيرها؛ منها: جواز مسح الرجلين في الوضوء5.
ومنها: قوله: بجواز السجود في التلاوة إلى أي وجهة كانت.
ومنها: جواز إمامة المرأة للنساء والرجال.
ومنها: قوله: إن الماء الذي تخالطه النجاسة ولم يتغير أحد أو صافه مطهر غير طاهر في نفسه. قال: وما أعرف هذا القول لأحد…
ومنها: أنه لا يجوز أن يسمى الله تعالى مختارًا، كما نقله عنه «الجبلي».
ومنها: القول بإيمان فرعون…
ومنها: أن الطهارة للصلاة على الجنازة وسجود التلاوة ليست بشرط.
ومنها: عدم انتقاض الطهارة بأكل لحوم الإبل، لكن المصلى بالوضوء المقدم عاص. قال: وهذا القول ما قاله به أحد قبلنا. انتهى…
دعوته:
أما عن دعوته فستأتيك تفصيلًا، تخبرك مفرداتها برجسها ونجسها عن عظيم فجرها وبغيها وطغيانها وكفرها بالشريعة المحمدية الغراء، والملة الإسلامية السمحة البيضاء. وسيأتي.
ألقاب وأساتذة ابن عربي:
وابن عربي مع هذا، يلقبه الصوفية: بالعارف بالله، والقطب الأكبر6، والمسك الأذفر، والكبريت الأحمر» «حقيقة الصوفية في ضوء الكتاب والسنة» ص(18).
ووصف كذلك بـ «حضرة الأقداس، إمام العرفاء، محي الدين ابن عربي، والمعروف بالشيخ الأكبر.
كما أنه تأثر بفلسفة حكماء المغرب، مثل: اسنبوزا، لائبنز، فخته، هيجل، شوين هاور، باذنكويت، وبردليه، كما أن الشهوديين من المسلمين أخذوا فلسفة وحدة الشهود أيضا من العرفاء الهندوكيين». انظر «تَاِريخُ تصوف» ليوسف سليم جشتي ص(30) وما بعد ط. مجمع العلماء أوقاف لاهور (1976) نقلًا عن «التصوف المنشأ والمصادر» للشيخ ص(125).
الناس في ابن عربي أقسام ثلاثة:
القسم الأول: من نص على التكفير بناء على كلامه المخالف للشريعة المطهرة:
وألفوا في ذلك الرسائل العديدة المطولة والمختصرة:
فمنها: للعلامة السخاوي.
ومنها: للفهامة المدقق السعد التفتازاني.
ومنها: للمحقق الملا على القارى.
ومنهم من ذكره في تصنيفاته ولم يؤلف فيه كتابًا مستقلًا:
كالإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني، فإنه ذكره في «لسان الميزان» وحطّ عليه، ونسب إليه سوء الاعتقاد.
وأبي حيان المفسر في تفسيريه «البحر» و «النهر».
قال في الشذرات: ولقد بالغ ابن المقوى في روضه فحكم بكفر من شك في كفر طائفة ابن عربي7.
ونقل الشيخ على القارئ عن شيخ الإسلام «ابن دقيق العيد» القائل في آخر عمره: «لي أربعون سنة ما تكلمت كلمة إلا وأعددت لها جوابًا بين يدي الله تعالى»:
«وقد سألت شيخنا سلطان العلماء عبد العزيز ابن عبد السلام عن ابن عربي فقال: شيخ سوء كذاب. يقول بقدم العالم، ولا يحرم فرجًا».
وقال: وسئل عنه شيخنا العلامة المحقق الحافظ المغتى المصنف أبو زرعة أحمد ابن شيخنا الحافظ العراقي الشافعي، فقال: لا شك في اشتمال «الفصوص» المشهورة على الكفر الصريح الذي لا يشك فيه، وكذلك فتوحاته المكيّة، فإن صحّ صدور ذلك عنه2، واستمر عليه إلى وفاته، فهو كافر مخلد في النار بلا شك.
قال: وكذلك شيخ الإسلام «سراج الدين البلقيني» صرح بكفر ابن عربي. وكذا رضي أبو بكر محمد المعروف بابن الخياط. والقاضي شهاب الدين أحمد الناشري الشافعيان وجملة من العلماء8.
وقال العلامة أبو حيان عند تفسير قوله تعالى في المائدة: ﴿لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ﴾ [المائدة:73]، ما نصّه:
ذكر تعالى أن من النصارى من قال: إن المسيح هو الله، ومنهم من قال: هو ابن الله، ومنهم من قال: هو ثالث ثلاثة. وتقدم أنهم ثلاثة طوائف: ملكانية، ويعقوبية، ونسطورية، وكل منهم يكفر بعضهم بعضًا.
ومن بعض اعتقادات النصارى استنبط من تسربل بالإسلام ظاهرًا وانتمى إلى الصوفية حلولَ الله تعالى في الصور الجميلة، ومن ذهب من ملاحدتهم إلى القول بالاتحاد والوحدة كالحلاج، والشوزى، وابن أحلى، وابن عربي المقيم بدمشق9، وابن الفارض، وأتباع هؤلاء؛ كابن سبعين، والششترى تلميذه، وابن مطرف المقيم بمرسية، والصفار المقتول بغرناطة، وابن التاج، وابن الحسن المقيم كان بلودقة.
وممن رأينا يرمى بهذا المذهب الملعون: العفيف10 التلمساني، وله في ذلك أشعار كثيرة، وابن عياش المالقي الأسود الأقطيع المقيم كان بدمشق، وعبد الواحد المؤخر المقيم كان بصعيد مصر، والبلى العجمى الذي تولى المشيخة بخانقاه سعيد السعداء بالقاهرة من ديار مصر، وأبو يعقوب بن مبشر تلميذ الششترى المقيم كان بحارة زويلة في القاهرة، والشريف عبد العزيز المنوفى، وتلميذه عبد الغفار التومى.
وإنما سردت أسماء هؤلاء نصحًا لدين الله تعالى ذلك، وشفقة على ضعفاء المسلمين، وليحذروا منهم أشد من الفلاسفة الذين كذبوا الله ورسله ويقولون بقدم العالم وينكرون البعث.
وقد أولع جهلة من ينتمي للتصوف بتعظيم هؤلاء وادعائهم أنهم صفوة الله تعالى وأولياءه، والرد على النصارى والحلولية والقائلين بالوحدة هو من علم أصول الدين». انتهى.
وقال العلامة القارى -رحمه الله تعالى- أيضًا: «ثم اعلم أن من اعتقد حقيقة عقيدة ابن عربي فكافر بالإجماع من غير نزاع، وإنما الكلام فيما إذا أوّل كلامه بما يقتضي حسن مرامه، وقد عرفت من تأويلات من تصدى لتحقيق هذا المقام أنه ليس هناك ما يصحّ أو يصلح عنه دفع الملام. بقي من شك وتوهم أن هناك بعض التأويل إلا أنه عاجز عن ذلك القيل.
فقد نص العلامة ابن المقرى كما سبق أن من شك في كفر اليهود والنصارى وطائفة ابن عربي فهو كافر وهو أمر ظاهر وحكم باهر.
وأما من توقف فليس بمعذور في أمره، بل توقفه سبب كفره11» اهـ.
وقال في آخر الرسالة: فالواجب على الحكام في دار الإسلام: أن يحرقوا من كان على هذه المعتقدات الفاسدة والتأويلات الكاسدة، فإنهم أنجس ممن ادعى أن عليًا هو الله، وقد أحرقه علي -رضي الله عنه-.
ويجب إحراق كتبهم المؤلفة، ويتعين على كل أحد أن يبين فساد شقاقهم، فإن سكوت العلماء واختلاف الآراء صار سببًا لهذه الفتنة وسائر الفتنة وسائر أنواع البلاء، فنسأل الله تعالى حسن الخاتمة اللاحقة المطابقة للسعادة السابقة. آمين» اهـ.
وقد أطال في كتابه البحث بما له وعليه، فإن أردته فارجع إليه.
(القسم الثاني): من يجعله من أكابر الأولياء العارفين، وسند العلماء العاملين، بل يعدّه من جملة المجتهدين!
قال في «الشذرات»: قال الشيخ (عبد الرؤوف المناوي) في «طبقات الأولياء»: «كان عارفًا بالآثار والسنن، قوي المشاركة في العلوم أخذ الحديث عن جمع، وكان يكتب الإنشاء لبعض ملوك المغرب، ثم تزهد وساح، ودخل الحرمين والشام وله في كل بلد دخلها مآثر» اهـ.
وقال بعضهم: برز منفردًا مؤثرًا للتخلي والانعزال عن الناس ما أمكنه، حتى إنه لم يكن يجتمع به إلا الأفراد ثم آثر التأليف فبرزت عنه مؤلفات لا نهاية لها12 تدل على سعة باعه، وتبحره في العلوم الظاهرة والباطنة، وإنه بلغ مبلغ الاجتهاد في الاختراع والاستنباط وتأسيس القواعد والمقاصد التي لا يدري بها ولا يحيط بها إلا من طالعها بحقها، غير أنه وقع في بعض تصانيف تلك الكتب كلمات كثيرة أشكلت ظواهرها وكانت سببًا لاعتراض كثيرين لم يحسنوا الظن به، ولا يقولون كما قال غيرهم من الجهابذة المحققين.
إن ما أوهمته تلك الظواهر ليس هو المراد، وإنما المراد أمور اصطلح عليها متأخرو أهل الطريق؛ غيرة13 عليها، حتى لا يدعيها الكذابون، فاصطلحوا على الكناية عنها بتلك الألفاظ الموهمة خلاف المراد غير مبالين بذلك لأنه لا يمكن التعبير عنها بغيرها» اهـ.
ومن هذا القسم: المجد صاحب القاموس -الفيروزبادي- فقد أثنى عليه بعبارات رائقة كما حكاها في «الدر المختار»، والشيخ النابلسي -عبد الغني الصوفي- وابن كمال باشا، والشيخ عبد الوهاب الشعراني، والشيخ إبراهيم بن حسن الكوراني المدنى، وكثير من الفضلاء.
(القسم الثالث): من اعتقد ولايته، وحرم النظر في كتبه!
قال العلامة «ابن عابدين»14 في حاشية «الدر» و «ابن العماد الحنبلي» في تاريخه «الشذرات»: منهم الجلال السيوطي -عليه الرحمة- فإنه قال في كتابه «تنبيه الغبي بتبرئة ابن العربي15»:
«والقول الفيصل في ابن عربي: اعتقاد ولايته، وتحريم النظر في كتبه16، فقد نقل عنه هو أنه قال: نحن قوم يحرم النظر في كتبنا، قال: وذلك لأن الصوفية تواطأوا 17 على ألفاظ اصطلحوا عليها، وأرادوا بها معاني غير المعاني المتعارفة منها، فمن أجمل ألفاظهم على معانيها المتعارفة بين أهل العلم الظاهر كفرهم. نصّ على ذلك الغزالي في بعض كتبه.
وقال: إنه شبيه بالمتشابه من القرآن والسنة ومن حمله على ظاهره كفر» انتهى ملخصًا.
وقال العلامة الحصكفي في «الدر المختار» في (باب الردة) ما نصه: وفي معروضات شيخ الإسلام أبي السعود ما نصه: من قال عن «فصوص الحكم» للشيخ محي الدين إنه خارج عن الشريعة، وقد صنفه للإضلال ومن طالعه ملحدًا ماذا يلزمه؟
أجاب: نعم.. فيه كلمات تباين الشريعة، وتكلف بعض المتصلفين لإرجاعها إلى الشرع، لكنا تيقنا أن بعض اليهود افتراها على الشيخ قدس سرّه18، فيجب الاحتياط بترك مطالعة تلك الكلمات، وقد صدر أمر سلطاني بالنهي فيجب الاجتناب من كل وجه»اهـ فليحفظ»اهـ.
وقال الفهامة المدقق مولانا الوالد قدس سره في «رحلته» ( المفسر شهاب الدين الآلوسي في رحلته «نشوة الشمول في السفر إلى إسلامبول») ما نصّه: مما هو خاتم التحقيق فصه، فاستطرد السؤال عن السادة الصوفية -أفاض الله تعالى علينا من فيوضاتهم القدسية- فقلت: أما من كان منهم كأبي القاسم الجنيد، مولاى سيد الطائفة سعيد بن عبيد عليه الرحمة والرضوان فذاك الذي لا ينتطح في علو شأنه كبشان.
وأما من كان كالشيخ الأكبر قدس سره، فذاك الذي أشكل على الأكثر أمره، وقد كثر ما دحوه، كما قد كثر قادحوه، والذي أنا أميل إليه، وأعوّل في سرى وعلنى عليه.
أنه ظاهر كثير مما قاله هذا الصنف باطل، لا يقول به ناقص جاهل، فضلًا عن فاضل كامل، بل لا يكاد يخفى بطلانه على ابن يوم، فكيف يخفى طول العمر على أولئك القوم.
فهم أجلّ من أن يقولوا بذاك، ويعتقدوا عقد عقائدهم على ما هناك، فلابد أن يكون له معنى صحيح هم به قائلون، وله نفس الأمر معتقدون، وفي كهفه قائلون أن ذلك المعنى صعب المنال، لا يرقى إليه بسلالم المقال، وإنما يرحل إليه على رواحل الرياضات والسهر، ويهتدي للوقوف عليه بمصابيح الأذكار والفكر.
وكثيرًا ما يتوقف ذلك على السلوك على يد عارف خريت (الخريت كسكيت: الدليل الحاذق) يزيل بأنفاسه وأنوار نبراسه عن عين سختيت (السخيت: الغبار الشديد).
فالحزم الكف عن الوقيعة فيهم، وشد الحزام للارتواء من وقيعة صافيهم.
نعم.. التكلم بمثل ذلك الكلام مما لا يخلوا عن كدر.
نعم.. إلا أن تصح دعواهم: أن الانتفاع بذاك أكثر من الضرر، وقد دلّ المعقول والمنقول على صحة ما قيل: لا ينبغي أن يترك الخير الكثير للشر القليل.
لكن قيل: إن إثبات صحة تلك الدعوى أصعب عند كل أحد من رفع أحد ورضوى، وسمعت من بعض من ينسب للعرفان: أن كلام القوم المشتمل على ذلك مثل بعض- آى: القرآن19 فهو وإن لم يحظ بجلالة قدره وصف الواصفين يضل الله به كثيرًا وما يضل به إلا الفاسقين.
فقيل: ليس للقوم أن يضلوا أحدًا، فهم في ربقة التكليف لن يخرجوا منها أبدًا.
فقال: هم مظاهر لجميع الأسماء الإلهية فما عليهم أن ضل بكلامهم بعض البرية ؟
فقيل له: هذا كعك من ذلك العجين ولا يكاد يلوكه ذو درد (الدرد –محركة-ذهاب الأسنان) من ضعفاء المؤمنين وأبدى بعض غير ما ذكر لما أبدوه عذرًا.
فقال: إنما قالوا ما قالوه سكرًا ؟
ولعمري: إنه أبرد من هواء المحراب في كانون، ولا يكاد يروج على إطلاقه إلا على صبي أو مجنون.
ويرده أنهم أملوا منه للطلاب، وكم.. وكم ملأوا منه إهاب كتاب.
وأدهى من ذلك وأمر: ما قيل في الاعتذار عن حضرة الشيخ الأكبر:
إن نحو ما في «الفصوص» مما يخالف الظواهر والنصوص مما دسّه بعض اليهود ليحل به من ضعفاء المؤمنين العقود، ولا يكاد يقبل هذا إلا فتًى النقصانُ أبوه وأمه، والبلاهة -عافانا الله تعالى وإياكم- خاله وعمه.
نعم.. قد دسّ مَن بغضَ على بعض العلماء، وأدخل مَن دخل في الدين شيئًا من الافتراء، ثم ظهر الأمر للمنصف بالرجوع إلى نسخة المصنف، أو بنحو ذلك مما تتضح به المسالك، إلا أن ذاك عن هذا بمعزل، وبعيد عنه بألف ألف منزل.
وبالجملة: إن أمر التكلم والتدوين لا ينكشف غباره إلا عن أعين أرباب التمكين. ثم ما قلناه هو من بعض الأمور لا في جميع ما هو في كتب القوم مسطور، إذ:
منه: ما هو حرى بالقبول يشهد له المعقول والمنقول ولم يتعرض له برد ولم يتعرض عليه أحد.
ومنه: ما هو من الأمور الكشفية ولا تعلق له أصلًا بالأمور الدينية، كالذي يذكر في شأن أرض السمسمة مما أكثر فيه الهياط والمياط (الضجيج والشر) ولا يكاد يلج في خريطة ذهن جغرافي حتى يلج الجمل في سم الخياط فاعتقاد مثل هذا وإنكاره بحسب الظاهر في الديانة سيان، والأولى جعله من عالم المثال، وتسليمه لأهل ذلك الشأن: [خفيف]
ومنه: ما قيل عن اجتهاد ورأى، لكنه خالف ظواهر الأخبار والآى. فلا يبعد من قائله الغلط، فمن ذا الذي لم يغلط من المجتهدين قط؟
من ذلك: القول بنجاة فرعون: فقد قال الشيخ الأكبر اجتهادًا، وعزّ ناصر له، فرعون، وقد تناقض كلامه بذلك في كتابين، فختم في «الفصوص» وختم على القول بنجاته، وفتح في «الفتوحات» عليه باب الحين، بل تناقض في «الفتوحات» نفسها، كما لا يخفى على من أحاط خبرًا بدرسها.
وقد غلّطه بذلك معظم المتقدمين والمنتقدين.
ولكن قال المنصف20 منهم: غلطه فيه عفو، كغلط سائر المجتهدين21.
ومن الشافعية من أكفر القائل بنجاة ذلك اللعين؛ لمخالفته ما ثبت بإجماع أهل الصدر الأول من صدور المسلمين، مع مخالفته لما نطقت به ظواهر الآى والأخبار النبوية؛ كالحديث الذي ذكره العلامة ابن حجر الهيتمي22 في «فتاواه الحديثية»، فقد تضمن أن فرعون وغلام الخضر -صلى الله عليه وآله وسلم- طُبعا على الكفر، ولم يولدا كغيرهما على فطرة الإسلام، والحق عندي عدم الإكفار في هذا الباب.
وللجلال الدواني وهو شافعي رسالة في إيمانه (وهي رسالة «إيمان فرعون»)، لكن أنكر نسبتها إليه الشهاب.
والعجب أن التشنيع على الشيخ الأكبر في هذه المسألة شائع بين كل غاد ورائح، مع أنه اضطرب فيما هو أعظم منها من نجاة المهلكين غير قومي لوط وصالح، والآيات الدالة على عدم نجاة أولئك المهلكين أظهر في المراد من الآيات الدالة على كفر ذلك اللعين.
وما أحسن قول «مالك» الإمام الحبر: كل يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر وأشار ذلك الإمام إلى قبر المصطفى -عليه الصلاة والسلام-.
فاقنع بذلك، وإياك والتكفير؛ فإنه لعمري أمرٌ مرٌّ خطير. ولا تظن أن الخطأ في بعض المسائل ينقص شيئًا أو يورث شيئًا في حق الكامل.
ثم إني على العلات أقول غير مكترث باعتراض مكثار جهول: لا ينبغي لمن تلوث بالقاذورات الدنيوية وتلبس بأثقال الشهوات النفسانية عن العروج إلى الحظائر القدسية أن يدخل في مضايق القوم فيوجب على نفسه مزيد التعب واللوم.
وقد اشتهر عن بعضهم وتحقق أنه قال: «من طالع كتبنا وليس منا: تزندق».
وقال الشيخ عبد الوهاب الشعراني: إن بعض الخواص قال لشيخنا على الخواص: ما لي لا أفهم كلام أخي فلان؟ فقال: كيف تفهم كلامه وله ثوب واحد ولك ثوبان!
وكم أنا من ترك الصلاة والصيام بل اخرج عنقه عن ربقة جميع شعائر الإسلام لما أنكر قرأ له قول الشيخ الأكبر:
وجعل يواري بالقطن المندوف، لهب الاعتراض الوهاج وينسج لعورته سترة من حلج قول الحسين بن منصور الحلاج:
إلى غير ذلك مما هو مبني على القول بوحدة الوجود، التي أبى القول بها كثير من أرباب وحدة الشهود، وهي على تقدير صحتها في نفس الأمر، ليس فيها صريح نقل، وإنها لطور ما وراء طور العقل، فلا تصطاد بعنكبوت الفكر وإن دق، وإنما تفيض على طاهرى السر من جانب حضرة الفياض المطلق.
وقول الشيخ عبد الغني النابلسي عن ابن كمال: «يجب على السلطان جبر الناس على القول بها».
على كل حال مما لا أرى له صحة أصلًا، وإن كان قد قاله، فلا مرحبًا به ولا أهلًا، فهذا رسول الله ﷺ لم يجبر على ذلك أحدًا…
وبالجملة:
فخطر القول بالوحدة كثير، ولا يخفى ما هو الأسلم على الصغير والكبير، وما كان الله تعالى بمقتضي فضله وعدله ليكلف العبد بما وراء طور عقله، ثم يرسل إليه رسولًا لا يفصح له بسلوك ذلك المنهاج، بل بكل أمره إلى أن يفصح له بعد برهة من الزمان الحلاج!
ونهاية الكلام تفويض أمر القائلين بذلك إلى الملك العلّام، مع اعتقاد أن منهم الأجلة الكبار، والسابقين23 لا يشق لهم غبار» انتهى «محاكمة الأحمدين» للعلامة نعمان بن محمود الآلوسي «صاحب التفسير» ص(63-70) بتصرف يسير.
تتمة مهمة، فيها:
بعض أقواله -أخمد الله تعالى ذكره-
ورفض العلماء لها وإنكارها
ابن عربي «هو الصوفي الجلد، بل هو من غلاة الصوفية: محمد بن علي بن محمد الطائي الأندلسي ويعرفنا العلماء بحاله إجابة عن سؤال طرح عليهم، وهذا نصه:
ما يقول السادة أئمة الدين وهداة المسلمين في كتاب أُظهر للناس، زعم مصنفه أنه وضعه وأخرجه للناس، بإذن النبي -ﷺ- في منامٍ زعم أنه رآه، وأكثر كتابه ضدّ لما أنزل الله من كتبه المنزّلة، وعكس وضدّ لما قاله أنبياؤه.
فمما قال فيه: إن آدم إنّما سمّي إنسانًا؛ لأنه من الحق بمنزلة إنسان العين من العين، الذي يكون به النظر.
وقال في موضع آخر: إن الحقّ المنزّه، هو الخلق المشبّه.
وقال في قوم نوح: إنهم لو تركوا عبادتهم لودٍّ وسواعٍ ويغوث ويعوق، لجهلوا من الحق أكثر مما تركوا.
ثم قال: إن للحقّ في كلّ معبود وجهًا يعرفه من يعرفه، ويجهله من يجهله، فالعالم يعلم من عبد، وفي أي صورة ظهر حين عُبد، وإن التفريق والكثرة، كالأعضاء في الصورة المحسوسة.
ثم قال في قوم هود: إنهم حصلوا في عين القرب، فزال البعد، فزال به حر جهنم في حقهم، ففازوا بنعيم القرب من جهة الاستحقاق، فما أعطاهم هذا الذوقي اللذيذ من جهة المنّة وإنما استحقته حقائقهم من أعمالهم التي كانوا عليها، وكانوا على صراط مستقيم.
ثم أنكر فيه حكم الوعيد في حقّ من حقّت عليه كلمة العذاب من سائر العبيد. فهل يكفر من يصدّقه في ذلك، أو يرضى به منه، أم لا ؟
وهل يأثم سامعه إذا كان بالغًا عاقلًا، ولم ينكره بلسانه أو بقلبه، أم لا ؟ أفتونا بالوضوح والبيان، كما أخذ الله على العلماء الميثاق بذلك، فقد أضر الإهمال بالجهال. «عقيدة ابن عربي وحياته» لتقي الدين الفاسي ص(15،16).
ونذكر أجوبة بعض العلماء:
قال القاضي بدر الدين بن جماعة -رحمه الله تعالى-: هذه الفصول المذكورة، وما أشبهها من هذا الباب: بدعة وضلالة، ومنكر وجهالة، لا يصغي إليها ولا يعرّج عليها ذو دِين.
ثم قال: وحاشا رسول الله -صلى الله تعالى عليه وآله وسلم- يأذن في المنام بما يخالف ويعاند الإسلام، بل ذلك من وسواس الشيطان ومحنته وتلاعبه برأيه وفتنته.
وقوله في آدم: أنه إنسان العين، تشبيه لله تعالى بخلقه.
وكذلك قوله: الحق المنزه، هو الخلق المشبّه إن أراد بالحق رب العالمين، فقد صرّح بالتشبيه وتغالى فيه.
وأما إنكاره ما ورد في الكتاب والسنة من الوعيد: فهو كافر به عند علماء أهل التوحيد.
وكذلك قوله في قوم نوح وهود: قول لغوٍ باطل مردود، وإعدام ذلك وما شابه هذه الأبواب من نسخ هذا الكتاب، من أوضح طرق الصواب، فإنها ألفاظ مزوّقة، وعبارات عن معان غير محققة، وإحداث في الدين ما ليس منه، فحُكمه: رده، والإعراض عنه» «عقيدة ابن عربي وحياته» لتقي الدين الفاسي ص(29،30.(
وقال خطيب القلعة الشيخ شمس الدين محمد بن يوسف الجزري الشافعي: «الحمد لله، قوله: فإن آدم -صلى الله عليه وآله وسلم- إنما سمّي إنسانًا: تشبيه وكذب باطل.
وحكمه بصحة عبادة قوم نوح للأصنام كفر، لا يقر قائله عليه.
وقوله: إن الحق المنزّه هو الخلق المشبّه، كلام باطل متناقض وهو كفر.
وقوله في قوم هود: إنهم حصلوا في عين القرب، افتراء على الله وردّ لقوله فيهم.
وقوله: زال البعد، وصيرورية جهنم في حقهم نعيمًا: كذب وتكذيب للشرائع، بل الحقّ ما أخبر الله به من بقائهم في العذاب.
وأمّا من يصدقه فيما قاله، لعلمه بما قال: فحكمه كحكمه من التضليل والتكفير إن كان عالمًا، فإن كان ممن لا علم له: فإن قال ذلك جهلًا: عُرِّف بحقيقة ذلك، ويجب تعليمه وردعه مهما أمكن…» «عقيدة ابن عربي وحياته» لتقي الدين الفاسي ص(31،32).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-: «وقد علم المسلمون واليهود والنصارى بالاضطرار من دين المسلمين، أن من قال عن أحد من البشر: إنه جزء من الله، فإنه كافر في جميع الملل، إذ النصارى لم تقل هذا، وإن كان قولهم من أعظم الكفر، لم يقل أحد: إن عين المخلوقات هي أجزاء الخالق، ولا إن الخالق هو المخلوق، ولا إن الحق المنزه هو الخلق المشبّه.
وكذلك قوله: إن المشركين لو تركوا عبادة الأصنام، لجهلوا من الحق بقدر ما تركوا منها، هو من الكفر المعلوم بالاضطرار بين جميع الملل.
فإن أهل الملل متفقون على أن الرسل جميعهم نهوا عن عبادة الأصنام، وكفّروا من يفعل ذلك، وأن المؤمن لا يكون مؤمنًا حتى يتبرأ من عبادة الأصنام، وكل معبود سوى الله، كما قال الله تعالى: ﴿ قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ﴾ [الممتحنة:4]…
فمن قال إن عبّاد الأصنام، لو تركوهم لجهلوا من الحق بقدر ما تركوا منها: أكفر من اليهود والنصارى، ومن لم يكفّرهم: فهو أكفر من اليهود والنصارى.
فإن اليهود والنصارى يكفّرون عبّاد الأصنام، فكيف من يجعل تارك عبادة الأصنام جاهلًا من الحق بقدر ما ترك منها ؟!
مع قوله: فإن العالم يعلم من عبد، وفي أي صورة ظهر حين عبد، فإن التفريق والكثرة كالأعضاء في الصورة المحسوسة، وكالقوة المعنوية في الصورة الروحانية، فما عبد غير الله في كل معبود، بل هو أعظم كفرًا من عبّاد الأصنام، فإن أولئك اتخذوهم شفعاء ووسائط، كما قالوا: ﴿ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ﴾ [ الزمر:40 ].
وقال تعالى: ﴿أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ شُفَعَاء قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لاَ يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلاَ يَعْقِلُون﴾ [ الزمر:43].
وكانوا مقرين بأن الله خالق السماوات والأرض، وخالق الأصنام، كما قال تعالى: ﴿وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ﴾ [الزمر:38]» «عقيدة ابن عربي وحياته» لتقي الدين الفاسي ص(21-23).
وقال شيخ الإسلام -رحمه الله تعالى- أيضًا: «وقال الفقيه أبو محمد بن عبد السلام، لمّا قدم القاهرة، وسألوه عن ابن عربي، قال: هو شيخ سوء مقبوح، يقول بقدم العالم، ولا يحرم فرجًا» اهـ …
هذا قوله، وهو كفر معروف، فكفّره الفقيه أبو محمد بذلك، ولم يكن -بعد- ظهر من قوله: أن العالم هو الله، وأن العالم صورة الله وهوية الله، فإن هذا أعظم من كفر القائلين بقدم العالم الذي يثبتون واجبًا لوجوده ويقولون أنه صدر عنه الوجود الممكن.
وقال عنه من عاينه من الشيوخ: أنه كان كذابًا مفتريًا، وفي كتبه مثل «الفتوحات المكية» وأمثالها من الأكاذيب ما لا يخفى على لبيب.
ثم قال: ولم أصف عُشر ما يذكرونه من الكفر، ولكن هؤلاء التبس أمرهم على (من لا) يعرف حالهم، كما التبس أمر القرامطة الباطنية، لما ادعوا أنهم فاطميون، وانتسبوا إلى التشيع، فصار المتشيعون مائلين إليهم، غير عالمين بباطن كفرهم.
ولهذا كان من مال إليهم أحد رجلين: إما زنديقًا منافقًا، أو جاهلًا ضالًا.
هؤلاء الاتحادية، فرؤوسهم هم أئمة كفر يجب قتلهم، ولا تقبل توبة أحد منهم إذا أخذ قبل التوبة، فإنه من أعظم الزنادقة، الذين يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر، وهم الذين يبهمون قولهم ومخالفتهم لدين الإسلام.
ويجب عقوبة كل من انتسب إليهم، أو ذب عنهم، أو أثنى عليهم، أو عظّم كتبهم، أو عرف بمساعدتهم ومعاونتهم، أو كره الكلام فيهم، وأخذ يعتذر عنهم أو لهم بأن هذا الكلام لا يدرى ما هو، ومن قال إنه صنف هذا الكتاب! وأمثال هذه المعاذير التي لا يقولها إلا جاهل أو منافق.
بل تجب عقوبة كل من عرف حالهم، ولم يعاون على القيام عليهم، فإن القيام على هؤلاء من أعظم الواجبات؛ لأنهم أفسدوا العقول والأديان، على خلق من المشايخ والعلماء والملوك والأمراء، وهم يسعون في الأرض فسادًا ويصدون عن سبيل الله.
فضررهم في الدين أعظم من ضرر من يفسد على المسلمين دنياهم ويترك دينهم، كقطاع الطريق، وكالتتار الذي يأخذون منهم الأموال، ويبقون لهم دينهم، ولا يستهين بهم من لم يعرفهم، فضلالهم وإضلالهم أطمّ وأعظم من أن يوصف.
ثم قال: ومن كان محسنا للظن بهم وادعى أنه لم يعرف حالهم: عُرِّف حالهم، فإن لم يباينهم وتظهر لهم الإنكار، وإلا ألحق بهم وجعل منهم.
وأما من قال: لكلامهم تأويل يوافق الشريعة، فإنه من رؤوسهم وأئمتهم، فإنه إن كان ذكيًا: فإنه يعرف كتاب لهم فيما قال، وإن كان معتقدًا لهذا باطنًا وظاهرًا: فهو أكفر من النصارى» باختصار من «عقيدة ابن عربي وحياته» لتقي الدين الفاسي ص(25-28).
وقال الحافظ ابن حجر -رحمه الله تعالى-: «أنه ذكر لمولانا شيخ الإسلام سراج الدين البلقيني، شيئًا من كلام ابن عربي المشكل، وسأله عن ابن عربي، فقال له شيخنا البلقيني: هو كافر» «عقيدة ابن عربي وحياته » لتقي الدين الفاسي ص(39).
وقال ابن خلدون -رحمه الله تعالى-: «ومن هؤلاء المتصوفة: ابن عربي، وابن سبعين، وابن برّجان، وأتباعهم، ممن سلك سبيلهم ودان بنحلتهم ولهم تواليف كثيرة يتداولونها، مشحونة من صريح الكفر، ومستهجن البدع، وتأويل الظواهر لذلك على أبعد الوجوه وأقبحها، مما يستغرب الناظر فيها من نسبتها إلى الملّة أو عدّها في الشريعة» «عقيدة ابن عربي وحياته » لتقي الدين الفاسي ص(41).
وقال السبكي -رحمه الله تعالى-: «ومن كان من هؤلاء الصوفية المتأخرين، كابن العربي وأتباعه، فهم ضُلّال جهال، خارجون عن طريقة الإسلام، فضلًا عن العلماء» «عقيدة ابن عربي وحياته» لتقي الدين الفاسي ص(55).
وقال أبو زرعة ابن الحافظ العراقي: «لا شك في اشتمال «الفصوص» المشهورة على الكفر الصريح الذي لا شك فيه، وكذلك «فتوحاته المكية» فإن صحّ صدور ذلك عنه، واستمر عليه إلى وفاته24 فهو كافر مخلد في النار بلا شك» «عقيدة ابن عربي وحياته» لتقي الدين الفاسي ص(60).
وبعد.. فهل يستطيع عاقل أن يسمي هؤلاء الجهابذة من العلماء بأنهم لم يفهموا ابن عربي فإذا لم يفهمه هؤلاء فمن يفهمه إذًا» «عقيدة ابن عربي وحياته» لتقي الدين الفاسيص(75) .
قلت: وكذلك القاضي زيد الدين الكتاني قال: «قوله (ابن عربي): «الحق هو الخلق» فهو قول معتقد الوحدة، وهو قول كأقوال المجانين…» «العقد الثمين» للفاسي(2/174) نقلًا عن «حقيقة ابن عربي» عبد اللطيف بدر العثمان -شبكة المعلومات «الإنترنت».
وقال القاضي سعد الدين الحارثي الحنبلي: «ما ذكر من كلام المنسوب إلى الكتاب المذكور -فصوص الحكم- يتضمن الكفر… وكل هذه التمويهات ضلالة وزندقة» «العقد الثمين» للفاسي(2/172) نقلًا عن «حقيقة ابن عربي».
فصل فيه:
ذكر مفردات عقيدة ابن عربي على وجه التفصيل
(عقيدة ابن عربي يجلّيها ابن عربي، رفعًا لجهل كل جهول، ودفعًا لتكذيب كل كذوب)
أولًا: قوله في الإلهيات:
يشرح ابن عربي -أخمد الله تعالى ذكره- عقيدته، مستدلًا عليها بالحديث الموضوع «من عرف نفسه عرف ربه» قائلًا: «قال -صلى الله عليه وآله وسلم-: «من عرف نفسه عرف ربه»25، وهو أعلم الخلق بالله، فإن بعض الحكماء وأبا حامد: ادعوا أنه يُعرف الإله من غير نظر في العالم، وهذا غلط.
نعم.. تُعرف ذات قديمة أزلية، لا تُعرف أنها إله حتى يُعرف المألوه، فهو الدليل عليه، ثم بعد هذا في ثاني حال يعطيك الكشف أن الحق نفسه كان عين الدليل على نفسه وعلى ألوهيته.
وأن العالم ليس سوى تجليه في صور أعيانهم الثابتة التي يستحيل وجودها بدونه، وأنه يتنوع ويتصور بحسب حقائق هذه الأعيان وأحوالها، وهذا بعد العلم به منا أنه إله لنا، ثم يأتي الكشف الآخر، فيظهر لك صورنا فيه، فيظهر بعضنا لبعض في الحق، فيعرف بعضنا بعضًا» اهـ «الفصوص» ص(81،82).
ولا غرو، فالجمع بين المتناقضات أصل صوفي مباين للضرورة العقلية، بل والجنون آية زلفى وولاية، ومن اعترض انطرد، ومن انطرد حرم.
وهكذا دوليك تنظم حبات سلسلة شيطانية بالية، وتنتظم حبات حلقات إبليسية في منتهى السوء، لتكشف عن سوءة تشمئز منها نفوس طهر، وتزكم أنوف صفاء، ويكفهر منها وجه الإسلام السامي، والله تعالى الهادي.
أ- إنكاره لأسماء الله تعالى الحسنى، وصفاته العليا، وتنقصه للذات العليّة المقدسة؛ كلازم من لوازم عقيدته الرديّة الرذيّة:
قال البغيض الذميم في «الفصوص»: «ومن أسمائه الحسنى ( العلي) على من! وما ثم إلا هو؟ فهو العلي لذاته. أو عن ماذا! وما هو إلا هو؟ فعلوه لنفسه، وهو من حيث الوجود عين الموجودات، فالمسمى المحدثات هي العلّية لذاتها، وليست إلا هو …
لذلك نقول في هو لا هو، أنت لا أنت، قال الخراز -رحمه الله تعالى- وهو وجه من وجوه الحق، ولسان من ألسنته ينطق عن نفسه بأن الله تعالى لا يعرف إلا بجمعه بين الأضداد في الحكم عليه بها، فهو الأول والآخر، والظاهر والباطن، فهو عين ما ظهر، وهو عين ما بطن في حال ظهوره، وما ثم من يراه غيره، وما ثم من يبطن عنه، فهو ظاهر لنفسه باطن عنه، وهو المسمى أبا سعيد الخراز وغير ذلك من أسماء المحدثات» «الفصوص» ص(76-77).
ولا يتورع الشتيم الشريد ابن عربي -أخمد الله تعالى ذكره- مع ذلك أن ينسب ما في الوجود من شر وقبائح وظلم وسفك دم إلى الله، بل يجعل كل ذلك هو الله، فيقول:
«فالعلي لنفسه هو الذي يكون له الكمال الذي يستغرق به جميع الأمور الوجودية، حيث لا يمكن أن يفوته نعت منها، وسواء كانت محمودة عرفًا وعقلًا وشرعًا، أو مذمومة عرفًا وعقلًا وشرعًا، وليس ذلك إلا لمسمى الله خاصة» «الفصوص» ص(79).
وفي وقاحة يقول الدجال: «ألا ترى الحق يظهر بصفات المحدثات، وأخبر بذلك عن نفسه وبصفات النقص وبصفات الذم؟» «الفصوص» ص(80).
سبحانك.. سبحانك.. تعاليت وتقدست يا ذا الجلال والإكرام. اللهم إنا نبرأ إليك مما يعتقد بل يذكر هؤلاء السفلة السقطة.
■ ابن عربي الحائر الجائر ينتقص إلهه ويصفه بـ العدم!
إنه سكر الجهل! وانحدار وانحطاط الهوى!
يقول ابن عربي -أخمد الله تعالى ذكره-: «فالعلي لنفسه، هو الذي يكون له الكمال الذي يستغرق به جميع الأمور الوجودية، والنسب العدمية، بحيث لا يمكن أن يفوته نعت منها، وسواء كانت محمودة عرفًا وعقلًا وشرعًا، أو مذمومة عرفًا وعقلًا وشرعًا، وليس ذلك إلا لمسمى الله تعالى خاصة» «الفصوص» ص(79).
فأي رب هذا الذي يبعثه وجود ويفنيه عدم؟ أي رب هذا الذي يكون مناط الذم من الشرع والعقل والعرف؟ لقد نعت ابن عربي ربه بكل مذمة، فلماذا لا يذمه الشرع والعقل والعرف؟!» «هذه هي الصوفية» (37-38).
ويقول ابن عربي: «سبحان من أظهر الأشياء وهو عينها» «الفتوحات» (2/604).
وقال: «إن العارف من يرى الحق -الله- في كل شيء، بل يراه عين كل شيء» «الفتوحات» بشرح بالي ص(374)، والنقل عن «هذه هي الصوفية» ص(35).
وقال الهالك ابن عربي -أخمد الله تعالى ذكره- معرفًا ربه: «هو عين ما ظهر، وهو عين ما بطن في حال ظهوره وما ثم من يراه غيره» «الفصوص» (1/77) ط. الحلبي.
■ الحق المنزّة هو عينه الخلق المخيّر المسيّر عند ابن عربي!
قال العبد الآبق ابن عربي: «فقل في الكون ما شئت، إن شئت قلت: هو الخلق، وإن شئت قلت: هو الحق، وإن شئت قلت: هو الحق الخلق، وإن شئت قلت: لا حق من كل وجه، ولا خلق من كل وجه، وإن شئت قلت بالحيرة26 في ذلك» «مصرع التصوف» للبقاعي ص(98-99) بتصرف.
■ الباطل إله ابن عربي الباطل!
قال ابن عربي -أخمد الله تعالى ذكره-: «لا تنكر الباطل في طوره؛ فإنه بعض ظهوره» فقد أفاد هذا أنهم يعتقدون: أن الباطل هو الله» «مصرع التصوف» ص(245).
■ رب ابن عربي فقير محتاج إلى آلهته!
«الصوفية تؤمن بإله هو الفقير إلى الخلق، فقير إليهم في وجوده، فقير إليه في علمه، فقير إليه في بقائه، فقير إليه في طعامه وشرابه، فقير إليهم في كل شيء يهب له الظهور بعد الخفاء والوجود بعد العدم.
يقول ابن عربي: «فوجودنا وجوده ونحن مفتقرون إليه من حيث وجودنا وهو مفتقر إلينا من حيث ظهوره لنفسه».
ويقول: «فأنت غذاؤه بالأحكام، وهو غذاؤك بالوجود…».
■ رب ابن عربي عاجز، ولولا الصوفية ما كان:
قال ذاك الشيعي الصوفي الهالك -أخمد الله تعالى ذكره-:
«الفتوحات المكية» لابن عربي(2/59) والنقل عن «مظاهر الانحرافات العقدية عند الصوفية وأثرها السيئ على الأمة الإسلامية» (1/56).
وقال:
«فصوص الحكم» لابن عربي «الفص العيسوي» ص(143) والنقل عن «مظاهر الانحرافات العقدية عند الصوفية…» (1/242).
■ رب ابن عربي خاضع له ذليل!
يقول الدجال الهالك ابن عربي -أخمد الله تعالى ذكره-:
«الفصوص» (1/83).
■ العباد أرباب، والأرباب عباد، في دين ابن عربي الرجس المنتكس!
قال الموكوس المنكوس ابن عربي في «الفصوص» قولًا تكذبه النصوص: «فوقتًا يكون العبد ربًا بلا شك، ووقتًا يكون العبد عبدًا بلا إفك، فإن كان عبدًا كان بالحق واسعًا، وإن كان ربًا كان في عيشة ضنك» «الفصوص» ص(90(.
ويقول:
«محاكمة الأحمدين» للعلامة نعمان بن محمود الآلوسي «صاحب التفسير» ص(63-70).
■ الهوى هو إله ابن عربي المقدس، والهوى أعمى أصم، ويعمي ويصم!
قال الهالك ابن عربي -أخمد الله تعالى ذكره-: «أعظم مجلى عبد فيه وأعلاه: الهوى، كما قال: ﴿ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ ﴾27 [الجاثية:23]، وهو أعظم معبود، فإنه لا يعبد شيء إلا به، ولا يعبد هو إلا بذاته، وفيه أقول:
«فصوص الحكم» لابن عربي ص(194-195)، «مظاهر الانحرافات العقدية عند الصوفية» (1/272)
■ كل محبوب هو إله ابن عربي!
ومن جملة الدلائل الدالة على جنون وجنوح التصوف، المتعلقة بأصوله: دعوى المحبة بل العشق الإلهي، وقد آل بهم حبهم الكاذب هذا إلى جملة من الموبقات أحبلت المنهج الصوفي كل كسير وعوير وحويمق.
فهذا أبوه غير الشرعي ابن عربي -أخمد الله تعالى ذكره-، ذاك الغبي الدعي، ألقاه هواه على أم رأسه، فأورثه خبلا، فلم يفرق بين الغث والسمين، والقبيح والمليح، والكفر والإيمان، فزعم أن كل محبوب هو الله!؛ تتمة منه في الضلال والإضلال، وحبًا لللانحراف والإلحاد؛ فهذى وافترى:
وقال الهالك -أخمد الله تعالى ذكره- نفسه في شرحها: «أن المحبين مختلفون لكونهم تعشقوا بكون وإنا تعشقنا بعين… فإن الله تعالى ما هيم هؤلاء وابتلاهم بحب أمثالهم إلا ليقيم الحجج على من ادعى محبته ولم يهم في حبه هيمان هؤلاء، حين ذهب الحب بعقولهم، وأفناهم عنهم» «ذخائر الإعلان» لابن عربي(39)، والنقل عن «مظاهر الانحرافات العقدية عند الصوفية…» (1/313).
وعليه.. فلا بد لكل صوفي مدعٍ محبة الله تعالى أن يكون مجنونًا أسوة بمجنون ليلى وأشباهه، تدليلًا منه صادق على صوفيته! فاعتبروا يا أولي الألباب28.
■ تشبيه ابن عربي إلهه بالناقصات من خلقه (النساء)، وتحريفه المنحرف للحديث!
ابن عربي سيد الصوفية وشيخها يفسر حديث الرسول ﷺ: «حبب إلي من دنياكم الطيب والنساء، وجعلت قرة عيني في الصلاة» فيقول: «اشتق الله من الإنسان شخصًا على صورته سماه امرأة، فظهرت بصورته، فحن إليها حنين الشيء إلى نفسه، وحنت إليه حنين الشيء إلى وطنه، فحببت إليه النساء…» «الفصوص» ص(216).
ثم يستطرد ابن عربي شارحًا ومفلسفًا عقيدته قائلًا: «فإنها زوج (أي: صورة الإنسان آدم) أي شفعت وجود الحق كما كانت المرأة، شفعت بوجودها الرجل، فصيرته زوجًا، فظهرت الثلاثة: حق ورجل وامرأة!!! فحن الرجل إلى ربه الذي هو أصله حنين المرأة إليه، فحبب إليه ربه النساء، كما أحب الله من هو على صورته، فما وقع الحب إلا لمن تكوّن عنه، وقد كان حبه لمن تكوّن منه، وهو الحق، فلهذا قال (حبب) ولم يقل (أحببت) من نفسه، لتعلق حبه بربه الذي هو على صورته حتى في محبته لامرأته، فإنه أحبها بحب الله إياه تخلقًا إلهيا» اهـ.
ثم يستطرد ابن عربي في عباراته الوقحة الكافرة القبيحة قائلًا: «ولما أحب الرجل المرأة طلب الوصلة أي غاية الوصل التي تكون في المحبة، فلم يكن في صورة النشأة العنصرية أعظم وصلة من النكاح، ولهذا تعم الشهوة أجزاءه كلها، ولذلك أمر بالاغتسال منه، فعمت الطهارة كما عم الفناء فيها عند حصول الشهوة.
فإن الحق غيور على عبده أن يعتقد أن يلتذ بغيره!! فطهره بالغسل، ليرجع بالنظر إليه فيمن فني فيه، إذ لا يكون إلا ذلك.
فإذا شاهد الرجل الحق في المرأة كان شهودًا في منفعل، وإذا شاهد في نفسه -من حيث ظهور المرأة عنه- شاهده في فاعل، وإذا شاهده في نفسه من غير استحضار صورة ما تكوّن عنه كان شهوده في منفعل عن الحق بلا وساطة، فشهوده للحق في المرأة أتم وأكمل..
ولأنه يشاهد الحق من حيث هو فاعل منفعل.. ومن نفسه من حيث هو منفعل خاصة، فلهذا أحب الرسول ﷺ النساء، لكمال شهود الحق فيهن.. إذ لا يشهد الحق مجردًا عن المواد أبدًا..» «الفصوص» ص(217).
ويستطرد ابن عربي مقررًا هذا المعنى شارحًا له، قائلًا: «فمن أحب النساء على هذا الحد فهو حب إلهي» «الفصوص» ص(218(.
وتحريف الأحاديث خصوصًا والنصوص عمومًا مطية أهل البدع في القديم والحديث، والتصوف كالتشيع في الباب، ومنهم ابن عربي، كما ذكر الإمام برهان الدين البقاعي في كتاب «تنبيه الغبي» ص(20): «أنه كان أصنع الناس في التلبيس فإنه يذكر أحاديث صحاحًا ويحرفها على أوجه غريبة ومناح عجيبة فإذا تدرج معه من أراد الله -والعياذ بالله- ضلال، وصل ولابد إلى مراده من الانحلال عن كل شريعة والمباعدة لكل ملة» انتهى «موازين الصوفية في ضوء الكتاب والسنة» ص(53).
■ الأحجار والأشجار، بل والحيوان والإنسان وكل متحرك وساكن، آلهة العارفين الذين شيخهم ابن عربي:
يقول ابن عربي-أخمد الله تعالى ذكره-: «العارف المكمل: من رأى كل معبود مجلى للحق، يعبد فيه؛ ولذلك سموه كلهم إلهًا مع اسمه الخاص بحجر أو شجر أو حيوان أو إنسان أو كوكب أو ملك» «فصوص الحكم» لابن عربي ص(194-195)، «مظاهر الانحرافات العقدية عند الصوفية» (1/272).
فهذا كبريتهم الأحمر وشيخهم الأحقر: «يؤمن ابن عربي بقدسية عبدة الأصنام ويمجد صدق إيمانهم، وإخلاص توحيدهم، يؤمن بالصابئة عبادًا يوحدون الله، ويخلصون له الدين…» اقرأ «الفص العيسوي» و«المحمدي» من «فصوص الحكم» لابن عربي. انظر «هذه هي الصوفية» للشيخ عبد الرحمن الوكيل ص(97).
■ لما كان ابن عربي يعتقد بإلهية الأحجار، صحّح -كنتيجة لذلك- عبادة المشركين للأصنام.
جعل ابن عربي بعد ذلك كفار قريش الذين تمسكوا بآلهتهم الباطلة قائلين ﴿ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ﴾ [الزمر:3] غير منكرين لله، بل متعجبين لأنهم وقفوا مع كثرة الصور، ونسبوا الألوهية إليها، ثم يزعم أن الرسول محمد ﷺ قد جاء داعيًا لهم إلى إله يعرف، ولا يشهد..
ثم يصف ابن عربي هذا الإله قائلًا: «فدعا (أي: الرسول محمد ﷺ) إلى إله يصمد إليه ويعلم من حيث الجملة.. ولا يشهد ولا تدركه الأبصار، للطفه وسريانه في أعيانه الأشياء، فلا تدركه الأبصار كما أنها لا تدرك أرواحها المدبرة أشباحها وصورها الظاهرة ( وهو اللطيف الخبير) والخبرة ذوق، والذوق تجل، والتجلي في صور فلا بد منها، ولا بد منه، فلا بد أن يعبده من رآه بهواه إن فهمت..» اهـ .
■ العجل كذلك إله شيطان المتصوفة الأكبر ابن عربي!
صحّح الغبي ابن عربي -أخمد الله تعالى ذكره- موقف السامري، وصناعته للعجل وعبادته، وخطأ نبي الله هارون -عليه وعلى أخيه وعلى نبينا الصلاة والسلام- حال إنكاره هذا الشرك الشنيع، إذ زعم: «بأن عبادة العجل الذي جعله السامري ليس فيه أي خطأ؛ لأنه مظهر من مظاهر الله» بتصرف من «مظاهر الانحرافات العقدية عند الصوفية…» (2/563).
وقال أيضًا في «الفتوحات»: «إن الذين عبدوا العجل ما عبدوا غير الله» عزاه شيخ الإسلام في «مجموع فتاويه» ج11، إلى «الفتوحات المكية»، وانظر «تنبيه الغبي» العلامة البقاعي ص(124،127) والنقل عن «حقيقة الصوفية في ضوء الكتاب والسنة» د. محمد بن ربيع بن هادي المدخلي ص(18) حاشية.
فانظر كيف زعم أن قول موسى -صلى الله عليه وآله وسلم- للسامري ﴿ وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ…﴾ [طه: 97] أن هذا اعتراف من موسى-عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام- بإلوهية العجل؛ لأنه بعض الأشياء التي يتجلى فيها الرب حسب زعم ابن عربي، سبحانك هذا بهتان عظيم» «مظاهر الانحرافات العقدية عند المتصوفة وأثرها السيئ على الأمة الإسلامية”(1/271).
ثم انظر البهتان الواضح الذي افتراه كبريتهم الأحمر -أخمد الله تعالى ذكره- وزعمه أن موسى -صلى الله عليه وآله وسلم- أنكر تخصيص الإلهية في العجل فقط، فنسفه دفعًا للاختصاص، فقال مؤولا لقوله تعالى: ﴿ وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ…﴾: «فسماه إلهًا بطريق التنبيه للتعليم أنه بعض لمجال الإلهية» «الفصوص» ص(192).
بل «يؤمن ابن عربي بأن اليهود عباد العجل ناجون، بل يؤمن بأنهم كانوا على علم بحقيقة الألوهية -لم ينعم موسى ولا هارون بلمحة من تجلياته، ولا ببارقة من انكشاف الأسرار الإلهية المغيبة له!!-؛ لأنهم ما قصروا العبادة على فكرة مجردة خاوية، كموسى، وإنما عبدوا الرب متجليًا في صورة عجل، فأدركوا من حقيقة الأمر ما لم يدركه هارون، وهو أن الذات الإلهية لا تعبد إلا حين تتجلى في صورة خَلْقية» «هذه هي الصوفية» للشيخ عبد الرحمن الوكيل ص(96).
■ كبش إسماعيل -صلى الله عليه وآله وسلم- إله ابن عربي النطاح!
لما كانت الصلة وثيقة بين منهج التصوف والجنون، قام شيخه الأحقر وشيطانه الأكبر ابنُ عربي فتقيَّأ وافترى أن الكبش الذي أنزله الله فداءً لنبي الله إسماعيل -عليه وعلى نبينا وإخوانه الصلاة والسلام- من الذبح هو الله، تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا.
قال ابن عربي: «فيا ليت شعري كيف ناب بذاته شخيص كبيش عن خليفة رحمان» «الفصوص» ص(84).
ب- ابن عربي والزعم الباغي الطاغي بالاطلاع على اللوح المحفوظ:
«إن في كتب الصوفية ما هو مبني على أصول الفلاسفة المخالفين لدين المسلمين، فتلقى ذلك بالقبول من يطلع فيها من غير أن يعرف حقيقتها، كدعوى أحدهم أنه مطلع على اللوح المحفوظ؛ فإنه عند الفلاسفة كابن سينا وأتباعه «النفس الفلكية»، ويزعم أن نفوس البشر تتصل بالنفس الفلكية، أو بالعقل الفعال يقظة أو منامًا، وهم يدعون أن ما يحصل من المكاشفة يقظة أو منامًا هو بسبب اتصالها بالنفس الفلكية عندهم، وهي سبب حدوث الحوادث في العالم، فإذا اتصلت بها النفس البشرية انتقش فيها ما كان في النفس الفلكية، وهذه الأمور لم يذكرها قدماء الفلاسفة، وإنما ذكرها ابن سينا ومن يتلقى عنه.
ويؤخذ ذلك من بعض كلام أبي حامد الغزالي، وكلام ابن عربي، وابن سبعين، وأمثال هؤلاء الذي تكلموا في التصوف والحقيقة على قاعدة الفلاسفة لا على أصول المسلمين، ولقد خرجوا بذلك إلى الإلحاد، كإلحاد الشيعة والإسماعيلية والقرامطة الباطنية» «محاكمة الأحمدين» للآلوسي ص(53).
ج- عقيدة الهالك ابن عربي في كلام الله تعالى، القرآن المجيد:
تقدم معنا انحراف ذاك المنحرف -أخمد الله تعالى ذكره- وحيرته في معرفة ربه حيرة يحتار منها أهل الجنون، ويستنكرونها، وهنا نجلي جانبًا آخر من جوانب انجرافهم مع شيطانهم الذي هو إلههم وسيدهم29:
■ تكذيب ابن عربي لصريح القرآن المتكرر:
يقول -أخمد الله تعالى ذكره- عن فرعون: «نجاه الله من عذاب الآخرة في نفسه، ونجى بدنه، فقد عمته النجاة حسًا ومعنى» «فصوص الحكم» ص(212)، «مظاهر الانحرافات العقدية عند الصوفية، وأثرها السيئ على الأمة الإسلامية» لأبي عبد العزيز إدريس بن محمود إدريس (1/281).
■ تصحيح السقيم ابن عربي لإيمان من كفره الله تعالى ورسوله والملائكة والمؤمنون:
يقول -أخمد الله تعالى ذكره-: «ولما كان فرعون في منصب التحكم صاحب الوقت، وأنه الخليفة بالسيف، وإن جار في العرف الناموسي، لذلك قال: ﴿ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى ﴾ أي: وإن كان الكل أربابًا بنسبة ما؛ فأنا ربكم الأعلى منهم، بما أعطيته في الظاهر من التحكم فيكم، ولما علمت السحرة صدقه في مقاله لم ينكروه، بل أقروا له بذلك، فقالوا: ﴿ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ﴾ ﴿ فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ ﴾ فالدولة لك، فصح قوله: ﴿ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى ﴾».
■ عبث ابن عربي وتلاعبه بعقول أتباعه، وتحريفه لآيات الله العلي المتعال:
ثم يقول الغبي الدّعي، أعني الدجال ابن عربي -أخمد الله تعالى ذكره-: « ﴿مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ﴾ فهي التي خطت بهم، فغرقوا في بحار العلم بالله. ﴿ فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَارًا ﴾ فكان الله عين أنصارهم، فهلكوا فيه إلى الأبد».
ثم يحرّف قول الله تعالى: ﴿ إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ ﴾ قائلًا: «أي: يحيروهم، فيخرجوهم من العبودية30 إلى ما هم فيه من أسرار الربوبية، فينظرون أنفسهم أربابًا بعدما كانوا عند أنفسهم عبيدًا، فهم العبيد الأرباب».
■ ابن عربي الفتان يزعم أنه هو القرآن!
هذا، وإن ابن عربي -أخمد الله ذكره- قال بصراحة ووضوح بدون إبهام ولا إيهام:
«الفتوحات المكية» لابن عربي (1/70) بتحقيق وتقديم دكتور عثمان يحيى ط. الهيئة المصرية العامة للكتاب 1985م، نقلًا عن «التصوف المنشأ والمصادر» ص(240).
بل يتوسع الهالك في الضلال فيزعم -أخمد الله تعالى ذكره- في «الفصوص»:
وقال:
«الشيخ عبد الرحمن الوكيل وقضايا التصوف» ص(127-128) حاشية.
ثانيًا: قوله في النبوات:
■ استغناء ابن عربي بالإلهام الهدّام، عن وحي الرحمن لسيد الأنام المشتمل على كل إنعام!
يقول ذاك الهالك -أخمد الله ذكره- في «فص حكمة علوية في كلمة موسوية»: «وأنا إن شاء الله أسرد منها في هذا الباب على قدر ما يقع به الأمر الإلهي في خاطري، فكان هذا أول ما شوفهت به من هذا الباب» «فصوص الحكم» ص(58) ط. بيروت. تحقيق: أبو العلاء عفيفي.
■ تنقص ابن عربي الناقص بل سبه الفاحش للأنبياء تصريحًا لا تلويحًا!
وهذا خطير خطير! حيث يزعم ابن عربي الكذاب المكذب الماكر -أخمد الله تعالى ذكره-، أن قوم نوح أجابوا رسولهم إجابة حقيقية، وأن نوحًا مكر بهم فمكروا به، وأن تمسكهم بآلهتهم إنما هو تمسك بحق أراد نوح أن يزيلهم عنه.
وهاك نص عباراته في ذلك: «ثم يقول: ﴿ وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا ﴾؛ لأن الدعوة إلى الله مكر بالمدعو، أدعو إلى الله فهذا عين المكر، فأجابوه مكرًا كما دعاهم».
■ تنقص ابن عربي لسادته الرسل، سادة البشر!
رمى المنكوسُ موسَى -صلى الله عليه وآله وسلم- بالجهل، وفرعون بالعلم والمعرفة، فقال -أخمد الله تعالى ذكره-: «كان فرعون أعلم بالله من موسى؛ لأنه عرف حقيقة الحق، وأما موسى فما عرف إلا وجهًا واحدًا، ولم يعرف أن الكل أرباب وأنهم مخلوقون في نفس الوقت، فالإنسان عندهم هو الحق والخلق».
ولذلك قال ابن عربي معللًا كلمة فرعون: ﴿ أنا ربكم الأعلى ﴾ أن: «الكل أرباب بنسبة ما؛ وفرعون أعلى من هؤلاء الأرباب، لأنه الملك المطاع في ذلك الوقت. نجّاه الله من العذاب الأخروي، وعمته النجاة حسًا ومعنى».
وأنكر على من يقول إنه من المعذبين قائلًا: «ليس لديهم نص في هذا المعنى».
مع العلم أن الله تعالى يقول عنه: ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِين * إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُواْ أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيد * يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُود * وَأُتْبِعُواْ فِي هَـذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ ﴾ [هود:96-99].
إنه الكذب والمكر، مع الإلحاد في آيات الله تعالى ومخالفة سبيل المؤمنين الناجين.
■ ابن عربي الكذابُ يُكذِّب نبي الله هارونَ -صلى الله عليه وآله وسلم- !
خَطَّأ ابنُ عربي هارونَ -عليه وعلى نبينا وسائر الأنبياء الصلاة والسلام-؛ لأنه ما عرف الحق، وأنكر على بني إسرائيل، وزعم ابن عربي أن موسى عرف الحق وأنكر على السامري أن يحصر الإله في شيء واحد فقط؛ لأن عين كل شيء هي عين الإله، وهي عين الحق، تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا.
يقول ابن عربي -أخمد الله تعالى ذكره- في ذلك: «ثم قال هارون لموسى -صلى الله عليه وآله وسلم-: ﴿إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ ﴾ فتجعلني سببًا في تفريقهم، فإن عبادة العجل فرقت بينهم، فكان منهم من عبده اتباعًا للسامري وتقليدًا له، ومنهم من توقف عن عبادته حتى يرجع إليهم موسى فيسألونه عن ذلك.
فخشي هارون أن ينسب ذلك الفرقان بينهم إليه، فكان موسى أعلم بالأمر من هارون، لأنه علم ما عبده أصحاب العجل، لعلمه أن الله قضى ألا يعبد إلا إياه.. وما حكم الله بشيء إلا وقع.. فكان عتب موسى أخاه هارون لما وقع الأمر في إنكاره وعدم اتساعه، فإن العارف من يرى الحق في كل شيء، بل يراه عين كل شيء» اهـ «الفصوص» ص(192).
■ ابن عربي كآحاد الدجاجلة الكذابين عبر السنين ينقض عقيدة ختم النبوة!
يقول ابن عربي -أخمد الله تعالى ذكره- مقررًا استمرار النبوة وعدم انقطاعها: «ويجمع النبوة كلها: أم الكتاب، ومفتاحها: بسم الله الرحمن الرحيم.
فالنبوة سارية إلى يوم القيامة في الخلق… فإنه يستحيل أن ينقطع خبر الله تعالى وأخباره من العالم إذ لو انقطع لم يبق للعالم غذاءٌ يتغذى به في بقاء وجوده» «الفتوحات المكية» لابن عربي (2/90).
ويقول أيضًا -أخمد الله تعالى ذكره-: «ولما مثل النبي ﷺ النبوة بالحائط من اللبن، وقد كمل سوى موضع لبنة، فكان ﷺ تلك اللبنة، غير أنه ﷺ لا يراها إلا كما قال: لبنة واحدة.
وأما خاتم الأولياء، فلا بد له من هذه الرؤيا، فيرى ما مثله به رسوله الله، ويرى في الحائط موضع لبنتين. فلا بد أن يرى نفسه تنطبع في موضع تينيك اللبنتين؛ فيكمل الحائط…».
وهكذا يزعم ابن عربي أن الدين كان ناقصًا لبنتين، فأتى محمد ﷺ بواحدة، وأتى خاتم الأولياء بلبنة أخرى، فلم يكمل الدين على يد خاتم الأولياء!
أين هذا الإفك من قول الحق : ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا ﴾ [المائدة:3] ؟!. «الشيخ عبد الرحمن الوكيل وقضايا التصوف» للشيخ فتحي بن أمين عثمان ص(176).
ويقول أيضًا في مكانٍ آخر: «ويتضمن هذا الباب المسائل التي لا يعلمها إلا الأكابر من عباد الله، الذين هم في زمانهم بمنزلة الأنبياء في زمان النبوة، وهي النبوة العامة فإن النبوة التي انقطعت بوجود رسول الله ﷺ إنما هي نبوة التشريع لا مقامها، فلا شرع يكون ناسخا لشرعه ص32، ولا يزيد في حكمه شرعا آخر. وهذا معنى قوله ﷺ إن الرسالة والنبوة انقطعت فلا رسول بعدي ولا نبي، أي: لا نبي بعدي لكون شرعه يكون مخالفا لشرعي، بل إذا كان يكون تحت حكم شريعتي فهذا هو الذي انقطع وسد بابه لا مقام النبوة» «الفتوحات المكية» لابن عربي (2/3).
وفي الباب قسّم ابن عربي العلم إلى ثلاثة أقسام: وهي علم العقل، وعلم الأحوال، وعلوم الأسرار. فقال:
«العلم ينقسم إلا ثلاثة أقسام:
علم العقل: وقال قي تعريف هذا العلم: هو كل علم يحصل لك ضرورة أو عقيب نظر في دليل.
والعلم الثاني: علم الأحوال: ولا سبيل إليها إلا بالذوق، فلا يقدر عاقل على أن يحدها ولا يقيم على معرفتها دليل ألبته، كالعلم بحلاوة العسل ومرارة الصبر ولذة الجماع والعشق والوجد والشوق وما شاكل هذا النوع من العلوم، فهذه علوم من المحال أن يعلمها أحد إلا بأن يتصف بها ويذوقها وشبهها من جنسها في أهل الذوق…
والعلم الثالث: علوم الأسرار: وهو العلم الذي فوق طور العقل، وهو علم نفث روح القدس في الروع، يختص به النبي والولي33…» «الفتوحات المكية» لابن عربي (1/139).
■ الشياطين والإيحاء إلى شياطين التصوف، فرع عن انحرافهم في باب النبوات:
قال شيطانهم الأكبر ابن عربي -أخمد الله تعالى ذكره- في «الفتوحات المكية» مبينًا كيفية تصنيف العارفين لكتبهم وأنهم كيف يضعون مواضع تحت باب لا يشملها عنوان الباب2، بل وعلل ذلك بأن العارفين قلوبهم عاكفة على الخضرة الإلهية تتلقى منه العلوم! وإليك نص هرائه:
قال -أخمد الله تعالى ذكره-: «اعلم أن العارفين لا يتقيدون في تصانيفهم بالكلام فيما بوبوًا عليه فقط؛ ذلك لأن قلوبهم عاكفة على الخضرة الإلهية، مراقبة لما يبرز منها، فمهما برز لهم كلام بادروا لإلقائه على حسب ما حد لهم، فقد يلقون الشيء ما ليس في جنسه امتثالًا لأمر ربهم، وهو تعالى يعلم حكمة ذلك» انتهى.
«فهذه النقول تدل على أن كلام الكمل لا يقبل الخطأ من حيث هو، والله تعالى أعلا وأعلم» «اليواقيت والجواهر في عقيدة الأكابر» للشعراني (2/24-25) والنقل عن «مظاهر الانحرافات العقدية عند الصوفية وآثرها السيء على الأمة الإسلامية (2/553).
وزعم ابن عربي أن وحي شياطينهم قد ينزل عليهم مكتوبًا! غير أنه يتميز بعلامة -لا بل بسخافة- أنه يُقرأ من جهتين!! قائلًا: «إنها تقرأ من كل ناحية على السواء، لا تتغير كلما قلبت الورقة انقلبت الكتابة لانقلابها».
ثم قال ذاك الدجال ابن عربي: «وقد رأيت ورقة نزلت على فقير في المطاف بعتقه من النار على هذه الصفة، فلما رآها الناس علموا أنها ليست من كتابة المخلوقين، فإن وجدت تلك العلامة، فتلك الورقة من الله …» ثم قال: «… وكذلك وقع للفقيرة من تلامذتنا…» «اليواقيت والجواهر» للشعراني (2/83-84).
فصل :
فيه ذكر الآثار المترتبة على عقيدة ودعوة
شيخ التصوف الأكبر ابن عربي
أفرزت هذه العقيدة -التي قدمناها أو شيء منها، حسب ما وقع بين أيدينا منها- جملة من الموبقات المهلكة، والأخطار المحدقة، على الشريعة وأهلها، وكانت جنايتها على أصولها؛ فاجتثتها من سويداء قلوب مؤمنيها، وهاكموها؛ لتحذروها:
■ فمن إفرازات منهج التصوف: القول بوحدة الأديان، تبعًا للقول بوحدة الوجود أو الشهود:
تلك الدعوة الغبيّة الغويّة، ولما كانت كذلك قال بها غويُّهم، بل طغى عليها فبغى:
برهان ذلك: قوله -أخمد الله تعالى ذكره-:
ويقول أيضًا -ابن عربي، أخمد الله تعالى ذكره-: «ديني دين الحب» مثل ما قلنا أن «الثيوصوفية» محبة الله، فدينهم دين الحب فقط، فمَن أحب الله على أي ملة وعلى أي نحلة -يهوديَّة أو نصرانيَّة أو إسلام- فهو حبيب الله عندهم، ولا ينكَر عليه على الإطلاق» «الرد على الخرافي محمد المالكي» بتصرف.
ويقول أيضًا -أخمد الله تعالى ذكره-:
انظر «شرح الفصوص» لعبد الرحمن جامي، «الفص الهودي» والنقل عن «هذه هي الصوفية» ص(93).
وفي ذلك يقول شيخ الإسلام -رحمه الله تعالى- بعد أن تكلم عن أصول الفلاسفة، وأن ذاك القول الفاحش لم يكن قول الحلاج المصلوب على الزندقة فحسب، بل هو عقيدة نتنة، جيفة رمّة، تمالأَ عليها أساطين الخرافة، وأجمعت عليها أساطير التصوف:
«وكثير من ملاحدة المتصوفة: كابن عربي وابن سبعين والقنوي والتلمساني وغيرهم، يوافقونهم في أصولهم، لكن يغيرون العبارات الإسلامية عما هو قولهم…
وهؤلاء المتفلسفة ومتصوفوهم -كابن سبعين وأتباعه-: يجوزون أن يكون الرجل يهوديًا أو نصرانيًا أو مشركًا يعبد الأوثان، فليس الإسلام عندهم واجبًا، ولا التهود والتنصر والشرك محرمًا.
لكن قد يرجحون شريعة الإسلام على غيرها، وإذا جاء المريد إلى شيخ من شيوخهم، وقال: أريد أن أسلك على يديك.
يقول له: على دين المسلمين أو اليهود أو النصارى؟
فإذا قال له المريد: اليهود والنصارى! أما هم كفار؟!!
يقول: لا، ولكن المسلمون خير منهم.
وهذا من جنس جدل التتر أول ما أسلموا، فإن الإسلام عندهم خير من غيره، وإن كان غيره جائزًا، لا يوالون عليه ويعادون عليه» «الرد على المنطقيين» لشيخ الإسلام (281-282) والنقل عن «مظاهر الانحرافات العقدية عند الصوفية…» (1/297).
■ ابن عربي وأهل البدع، فرق الضلال، المتوعدة بالنيران!
يقول الشيخ عبد الرحمن الوكيل -رحمه الله تعالى-: «وآتت هذه الدعوة ثمرها، أو حنظلها، فحال المؤمنون بها إلى:
زُمَرٍ شاردة في التيه، لا تعرف لها مستقرًا ولا مآبًا.
زمر معذبة أضناها السرى، وأنهكها الظمأ والسغب، فأمست تصيخ إلى كل يأمة أو همسة، تزعم أنها تهديهم إلى قرار أو نبع يروي الغليل!!
زمر يسهل قيادها والسيطرة على إرادتها؛ إذ لم تعد لها هي سيطرة على إرادتها، ولا دين قوي يصمد بها أمام المغير، أو يهديها سناه، إذا ادلهمت الظلمات، ورانت الشبهات!!
فأسرع هؤلاء الدعاة الذين سلكوا بهؤلاء هذا التيه، يقدمون لهم ما كانوا يهابون في أول الأمر حتى الغمغمة به !
قدموا لهم أفكارًا وآراءً في الوجود ومراتبه وتعيناته، أو الذات الإلهية وتجليات أسمائها وصفاتها.
زاعمين لهم مرة أخرى أن ما يقدمونه لهم هذه المرة إنما هي الحقيقة الكبرى التي أشار إليها النبيون في رموزهم وتلويحاتهم!!
فكان ما سطره أمثال ابن عربي في «فتوحاته» و «فصوصه» وابن الفارض في «تائيته الكبرى» والجيلي في «الإنسان الكامل» «الشيخ عبد الرحمن الوكيل وقضايا التصوف» للشيخ فتحي بن أمين عثمان ص(79).
يمكننا على ما قدمنا أن نقول قولًا مجملًا بموافقة ذاك الهالك لكل ضلالة، ومباركته لكل ضال، إذ ما عنده -بحسب مذاهبه العليلة وآرائه الكليلة- ثمة ضلال، الكل مباح حلال، وهاكم بعضها تدليلًا وتأكيدًا:
■ ابن عربى -أخمد الله تعالى ذكره- وتشيعه للتشَيُّع، بل هو أحد أربابه:
إن الصوفية أخذوا فرية العصمة لأوليائهم بكاملها من التشيع بدون أيّ تغيير وتبديل، غير أنهم جعلوا الحجة وليّا من أوليائهم، أو صوفيًّا من جماعتهم بدل الإمام لدى الشيعة.
فيقول أبو طالب المكي في «قوته» مستعملًا حتى الألفاظ الشيعية ومصطلحاتهم نقلا عن عليّ أنه قال: «لا تخلو الأرض من قائم لله تعالى بحجة، إمّا ظاهر مكشوف، وإمّا خائف مقهور لئلا تبطل حجج الله تعالى وبيّناته» «قوت القلوب في معاملة المحبوب» لأبي طالب المكي (1/134) نقلًا عن «التصوف المنشأ والمصادر»ص(168-169).
ومثل ذلك أورد الطوسي السراج أبو نصر عنه: «لا تخلو الأرض من قائم لله بحجة لئلا تبطل آياته، وتدحض حججه» كتاب «اللمع» للطوسي أبي نصر السراج بتحقيق عبد الحليم محمود وطه عبد الباقي سرور ص(458) ط. دار الكتب الحدِيثة بمصر، 1960م، أيضا «جمهرة الأولياء» للمنوفي الحسيني (2/32) نقلًا عن «التصوف المنشأ والمصادر»ص(168-169).
وبمثل ذلك قال الحكيم الترمذي، وأحمد بن زرّوق: «لا تخلو الدنيا في هذه الأمة من قائم بالحجة» كتاب «ختم الأولياء» للترمذي الحكيم ص(360) و«قواعد التّصَوّفُ» لابن زروقص(48) ط. القاهرة، 1676م، نقلًا عن «التصوف المنشأ والمصادر» ص(168-169).
وقال السلمي في مقدمة طبقاته: «وأتبع «الله» الأنَّبِيّاء ۏ بالأولياء، يخلفونهم في سننهم، ويحملون أمتهم عَلَى طريقتهم وسمتهم، فلم يخل وقتا من الأوقات من داع إليه بحق أو دال عليه ببيان وبرهان.
وجعلهم طبقات في كل زمان، فالوليّ يخلف الوَليّ… فعلم ﷺ أن آخر أمته لا يخلو من أولياء وبدلاء، يبيّنون لأمته ظواهر شرائعه وبواطن حقائقه» كتاب «طبقات الصوفية» المقدمة للسلمي ص(7) نقلًا عن «التصوف المنشأ والمصادر» ص(168-169).
وقال ابن عربي -أخمد الله تعالى ذكره-: «لا يخلو زمان عن كامل» «عقلة المستوفز» لابن عربي ص(97) ط. ليدن، نقلًا عن «التصوف المنشأ والمصادر» ص(168-169).
وقال أحد أتباعه البارين علاء الدولة السمناني: «ولا بدّ في كل حين من مرشد يرشد الخلق إلى الحق، خلافة عن النَّبِيّ المحق، ولابدّ للمرشد من التأييد الإلهي ليمكن له تسخير المسترشدين، وإفادة المستفيدين، وتعليم المتعلمين… وهو العالم، الوَليّ، الشيخ، وإلى هذا أشار النَّبِيّ -صلى الله عليه وآله وسلم- حيث قال: الشيخ في قومه كالنَّبِيِّ في أمته…
ولا يكون قطب الإرشاد في كل زمان من الأزمان إلا واحد يكون قلبه عَلَى قلب المصطفى صاحب الوراثة الكاملة» «كتاب العروة» للسمناني مخطوط ورقة رقم (88) ب المنقول من كتاب «ختم الأولياء»ص(489) ط. «بيروت» نقلًا عن «التصوف المنشأ والمصادر» ص(168-169).
■ الأئمة عند الشيعة يقولون كن: فيكون! وابن عربي يشاطرهم هذا الهذيان، يا له من امتهان!
زعم الرافضة أن الله يقول في بعض (!) كتبه: «يا ابن آدم أنا أقول للشيء كن فيكون، أطعني فيما أمرتك أجعلك تقول للشيء كن فيكون» «بحار الأنوار» (90/376) و«مستدرك الوسائل» (11/258) نقله عن «إرشاد القلوب» للديلمي، «عدة الداعي» لأحمد بن فهد الحلي ص(291) ط. مكتبة الوجداني. «قم ميزان الحكمة» لمحمد الريشهري (3/1798) «الفوائد الرجالية» للسيد بحر العلوم (1/71).
زاد بعضهم لفظ: «عبدي أطعني أجعلك مثلي» «الجواهر السنية» ص(361 و363) «شجرة طوبى» (1/330) محمد مهدي الحائري «هامش بحار الأنوار”(102/165) أبو طالب حامي الرسول ص(185) لنجم الدين العسكري الفوائد الرجالية(1/38).
وفي رواية: «تكن مثلي» «مستند الشيعة» للنراقي (1/6) و«الفوائد الرجالية» للسيد بحر العلوم (1/39).
وروى الحر العاملي الحديث القدسي بلفظ آخر وهو: « عبدي أطعني أجعلك مثلي: أنا حي لا أموت أجعلك حيا لا تموت. أنا غني لا أفتقر أجعلك غنيا لا تفتقر. أنا مهما أشاء يكون، أجعلك مهما تشاء يكون» «الجواهر السنية» للحر العاملي ص(361).
وأورده الحائري بهذا اللفظ: «أجعلك مثلي: أقول للشيء كن فيكون: تقول للشيء كن فيكون» «شجرة طوبى» (1/33) وكذلك «أبو طالب حامي الرسول» لنجم الدين العسكري (185).
وقد تسربت هذه الانحرافات الشيعية الشنيعة إلى شقيقتها الشقية: الصوفية، و«التصوف فرع التشيع»34؛ لينضاف إلى الإفك ألوان مكر، ينخدع به كل عمي، وينطلي على كل غبي.
ففي كتاب «البرهان المؤيد»: أن الله «صرف الأولياء في الأكوان وجعلهم يقولون للشيء كن فيكون» «البرهان المؤيد» للرفاعي بتحقيق عبد الله الحبشي ص(94).
وزعم النبهاني أن أحد «الأولياء» قال: «تركت قولي للشيء كن فيكون تأدّبًا مع الله» «جامع كرامات الأولياء» (2/158).
وزعم أن علي بن أبي طالب قال لعمر النبتيني: «أعط طاقيتي هذه للشيخ عبد الوهاب الشعراني وقل له يتصرف في الكون» «جامع كرامات الأولياء» (2/135) وانظر(1/32).
وذكر الصيادي أن أحمد الرفاعي قال: «وإذا صرف الله تعالى الولى فى الكون المطلق صار أمره بأمر الله إذا قال للشيء كن فيكون» «قلادة الجواهر» (73 و145) «المعارف المحمدية» (47) «البرهان المؤيد» (94) وذكرها النبهاني عن ابن عربي (1/32).
وزعم هو والشعراني أنه جاء في بعض الكتب الإلهية أن الله قال: «يا بني آدم أطيعوني أطعكم، وراقبوني أراقبكم وأجعلكم تقولون للشيء كن فيكون» «قلادة الجواهر» (147) «طبقات الشعراني» (1/142).
وذكر البنهاني أن ابن عربي الملحد كان يقول: «أن الأولياء ينتقلون إلى مقام كريم يقولون للشئ كن فيكون» «جامع كرامات الأولياء» (1/32).
وروى الصوفية عن أحمد الرفاعي: «أن الولي يحيي الموتى، وأنه إذا قال للشيء كن فيكون». «قلادة الجواهر» (73 و 145) «المعارف المحمدية» (47 -348).
إلى آخر هذا الهذيان الهابط، الصادر عن كذَبة الأنام، عُمي البصائر والأبصار، وفي إيراده -وإيراده فقط- ما يغني عن سقوطه، ولا يخفى أثره على العقائد، وما يولّده من فواقر آوابد.
برهان ثان:
يقول الهالك ابن عربي -أخمد الله تعالى ذكره- في تفسير قوله تعالى: ﴿ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ﴾ [النور:35]: «فشبه نوره بالمصباح، فلم يكن أقرب إليه تعالى قبولًا من ذلك الهباء إلا حقيقة محمد ﷺ المسماه بالعقل، فكان سيد العالم بأسره، وأول ظاهر في الوجود، فكان وجوده من ذلك النور الإلهي، ومن الهباء، ومن الحقيقة35 الكلية، وفي الهباء وجد عينه، وعين العالم من تجليه، وأقرب الناس إليه علي بن أبي طالب، وأسرار الأنبياء36» «الفتوحات المكية» لابن عربي (2/227) والنقل عن «مظاهر الانحرافات العقدية عند الصوفية» (1/132).
وهذا النفس الرافضي الخبيث ينبيك على سراديب الصلة بين الشرّين: التصوف والرفض.
■ حكم بعض أهل العلم بكفر من يقول بذلك:
وقد نصّ القرافي -رحمه الله تعالى- أن هذا كفرٌ صريح، كما نقل عنه ابن حجر الهيتمي «وقد وقع هذا لجماعة من الصوفية يقولون: فلان أعطي كلمة (كن): وهذا كفر».
وذكر الدهلوي -رحمه الله تعالى- من أنواع الشرك: «إثبات صفة من صفات الله إلى غير الله، وأنه متصرف في الكون، ويقول للشيء كن فيكون. وهي من أعظم البلايا المنتشرة عند الصوفية يثبتونها لأوليائهم» «الفوز الكبير في أصول التفسير» (12-13).
قال العلامة الآلوسي -رحمه الله تعالى-: «وهؤلاء الأصناف قد بسط الكلام عليهم شيخ الإسلام في غير موضع.
فإن هؤلاء يكثرون في الدول الجاهلة، وعامتهم تميل إلى التشيع37-كما عليه ابن عربي وابن سبعين وأمثالهما-، فاحتاج الناس إلى كشف حقائق هؤلاء، وبيان أمورهم على الوجه الذي يعرف به الحق من الباطل، فإن هؤلاء يدعون في أنفسهم أنهم أفضل أهل الأرض38، وأن الناس لا يفهمون حقيقة إشاراتهم» «غاية الأماني»(1/482-483).
■ كذب ابن عربي ربيب التشيع شيخ السوء المقبوح!
قال في مطلع كتابه «فصوص الحكم» وهو الكتاب الذي جعله خاتمة لأعماله جامعًا لعقيدته: «… إني رأيت رسول الله ﷺ في مبشرة أريتها في العشر الآخر من المحرم سنة سبع وعشرين وستمائة بمحروسة دمشق، وبيده ﷺ كتاب، فقال لي: هذا «كتاب فصوص الحكم» خذه واخرج به إلى الناس ينتفعون به، فقلت: السمع والطاعة لله ولرسوله39 وأولي الأمر منا كما أمرنا».
ثم يقول: «فحققت الأمنية، وأخلصت النية، وجردت القصد والهمة إلى إبراز هذا الكتاب كما حده لي الرسول ﷺ من غير زيادة ولا نقصان» «الفصوص» ص(47)، ط. بيروت. تحقيق: أبو العلاء عفيفي.
ويقول: «اقتصرت على ما ذكرته من هذه الحكم في هذا الكتاب على حد ما ثبت في أم الكتاب، فامتثلت ما رسم لي، ووقفت عند ما حد لي، ولو رمت زيادة على ذلك ما استطعت40 فإن الحضرة تمنع من ذلك» «فصوص الحكم» ص(58).
■ تخلق ابن عربي بخلق التشيع -الكذب- وخلق التصوف -المكر- فاجتمع فيه الشّرين!
برهان ذلك: «قد أصّل لهم غويّهم هذا -يعني: ابن عربي- كما صرّح في الفص النوحي: إن الدعوة إلى الله مكر!! ونسب ذلك إلى الأنبياء ۏ فقال: «الدعوة إلى الله مكر بالمدعو، أدعو إلى الله فهذا عين المكر…» «مصرع التصوف» ص(20).
صورة أخرى: قال العلامة برهان الدين البقاعي -رحمه الله تعالى- بعد أن ذكر طرفًا من ضلالات بل طامات ابن عربي الهالك وأشكاله منبهًا ومحذرًا: «إن هؤلاء جميع ما يبدونه من الكلام الحسن في مصنفاتهم إنما هو ربط واستجلاب، فإن الدعاة إلى البدعة إن لم يكونوا ذوي بصيرة يستدرجون الخلق في دعوتهم حتى يخلوهم عن أديانهم لا يستجاب لهم» «مصرع التصوف» ص(153-154).
وعليه يزول العجب حينما تسمع أن «محي الدين ابن عربي… صرّح بأنه لا يجيز القول بوحدة الوجود في «الفتوحات المكية» مع أن أكثر علماء أهل السنة وطلاب علم الشريعة لا يذكرون وحدة الوجود إلا مقرونة باسمه، وحكم العلماء على ما يظهر من أقواله عن وحدة الوجود… وتكفير القول لا يلزم منه بالضرورة تكفير القائل إلا إذا تحققت شروطه الشرعية» «سيد قطب بين رأيين» للشيخ سعد الحصين ص(41).
■ مشابهة منهج ابن عربي لمنهج الخوارج -من جهة- بل هو الأشد:
«ومع ما تقدم يقوم ابن عربي إمامهم يمجد المجرمين (كإبليس وفرعون) ويزعم أنهم على السبيل،… بل قصد إلى جميع كفار الأرض فجعلهم مؤمنين موحدين عارفين واصلين، وعمد إلى المسلمين فجعلهم مؤمنين بجزء من الحق فقط كافرين بأجزاء أخرى» «مصرع التصوف» بتصرف ص(93).
■ ابن عربي شيخ التصوف وأحد كهنة التشيع «شيخ سوء كذاب» فكيف المنهج والأتباع؟!
يذكر ابن عربي -أخمد الله تعالى ذكره- في «الفتوحات المكية» إحدى خرافاتهم: «وهم اثنا عشر نقيبًا في كل زمان لا يزيدون ولا ينقصون، عَلَى عدد بروج الفلك الاثني عشر، كل نقيب عالم بخاصية كل برج، وبما أودع الله تعالى في مقامه من الأسرار والتأثيرات…
واعلم أن الله تعالى قد جعل بأيدي هؤلاء النقباء علوم الشرائع المنزلة، ولهم استخراج خبايا النفوس وغوائلها، ومعرفة مكرهات وخداعها، وإبليس مكشوف عندهم، يعرفون منه ما لا يعرفه من نفسه، وهم من العلم بحيث إذا رأى أحدهم وطأة شخص في الأرض علم أنها وطأة سعيد أو شقيّ مثل العلماء بالآثار والقيافة» «ضحى الإسلام» لأحمد أمينص(245) ط. القاهرة 1952م.
وفي الباب يقول الإمام السكوتي -رحمه الله تعالى- بعد أن حذر من ابن عربي: «وليحذر في مواضع كثيرة من كلام ابن عربي الطائي في «فصوصه» و«فتوحاته المكية»، وغيرها.
وليحذر أيضًا من مواضع كثيرة من كلام ابن الفارض الشاعر وأمثاله؛ مما يشيرون بظاهره إلى القول بالحلول والاتحاد؛ لأنه باطل بالبراهين القطعية…».
ثم قال: «وكل كلام وإطلاق يوهم الباطل، فهو باطل بالإجماع، فأحرى وأولى ببطلانه إذا كان صريحًا في الباطل…
فإن قالوا: لم نقصد بكلامنا ورموزنا وإشاراتنا الاتحاد والحلول، وإنما قصدنا أمرًا آخر يفهم عنا.
قلنا لهم: الله أعلم بما في الضمائر وما يخفى في السرائر، وإنما اعتراضنا على الألفاظ والإطلاقات التي تظهر فيها الإشارات إلى الإلحاد والحلول والاتحاد» اهـ.
فهذا ابن عربي يفسر قوله تعالى حكاية عن فرعون: ﴿ قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ ﴾ [الشعراء:29]. يفسرها بقوله «لأجعلنك من المستورين» ويبرر ذلك بقوله: أن السين من الخروف الزائدة، فإذا حذفت من كلمة «سجن» بقي «جن» ومعناه الوقاية والستر. ولقد عمدت الصوفية إلى هذا التحايل عندما وجدت أن اللغة لا تسعفها.
ولقد أدت فكرة الظاهر والباطن بالصوفية إلى القول بوجود ما يسمى بالملكة الباطنية، وهي القطب وأعوانه، والديوان الباطني ومكانه» «الشيخ عبد الرحمن الوكيل وقضايا التصوف» للشيخ فتحي أمين عثمان ص(13-14).
وقال أيضًا ذاك الكذاب: «صحً عند الناس أني عاشق غير أنهم لم يعرفوا عشقي لمن» «الفصوص» ص(218) «مظاهر الانحرافات العقدية عند الصوفية وأثرها السيئ على الأمة الإسلامية» (1/246).
■ أما الأتباع: فابن عربي يدعو إلى تأليه مشايخ التصوف (بليّة المريد بالشيخ)!
يقول دجالهم الأكبر ابن عربي -أخمد الله تعالى ذكره-:
«الفتوحات المكية» الباب الواحد والثمانين والمائة.
ويقول -أخمد الله تعالى ذكره- متكبرًا متبجحًا: «نحن بحمد الله لا نعتمد في جميع ما نقوله إلا على ما يلقيه الله تعالى في قلوبنا، لا على ما تحتمله الألفاظ» «اليواقيت والجواهر في عقيدة الأكابر» للشعراني (2/24-25) والنقل عن «مظاهر الانحرافات العقدية عند الصوفية» (1/92).
ويقول كبريتهم الأحرق أيضًا -أخمد الله تعالى ذكره-: «ومن شرط المريد أن يعتقد في شيخة أنه على شريعة من ربه وبينة منه، ولا يزن أحواله بميزان!!! فقد تصدر من الشيخ صورة مذمومة في الظاهر، وهي محمودة في الباطن والحقيقة.
فيجب التسليم، وكم من رجل كأس خمر بيده، ورفعه الله تعالى إلى فيه، وقلبه الله تعالى فيه عسلًا، والناظر يراه شراب خمر، وهو ما شرب إلا عسلًا» «مدارج السلوك» ص(86) «مظاهر الانحرافات العقدية عند الصوفية…» (3/1093).
■ قوله في الحرمات والمحرمات:
ترتب على كفر التصوف بالوحدانية، واستعلائهم السافل على مقام النبوة، واعتقادهم بأن القرآن الشرك، الانحطاطُ إلى دركة البهيمية41، وفشت فيهم جملة من الموبقات المحرقة، أردتهم في أودية القاذورات، قذارة دونها كل قذارة، فلا نستغرب -والحالة هذا- نفورهم وتنكرهم لكل طاهر وشريف، من ذلك:
■ قول ابن عربي في الكعبة المشرفة من الله تعالى ورسوله ﷺ قبلة المؤمنين:
قال الشعراني -نقلًا عن «الفتوحات المكيَّة»- باب الحج: ذكر أنَّ الكعبة42 كلَّمتْه، وكذلك الحجر الأسْود، وأنَّها طافت به، ثمَّ تتلمذت له، وطلبت منه ترقيتها إلى مقامات في طريق القوم43 فرقَّاها، وناشدها أشعارًا وناشدتْه» في «الرد على المالكي».
قلت: إذًا.. الطائفون الوافدون عليها من كل فج عميق ببركة هاتيك الترقية تؤوب، نعوذ بالله تعالى من البهتان.
■ ومن ذلك: بغض ابن عربي للعلم، وعداوته أهله: أعلام الهدى ومصابيح الدجى.
قلت: ولعله السبب وراء انحدارهم وانحرافهم وانجرافهم إلى الباطل عداوتهم العنيدة العتيدة للعلم، إذ الاستمساك بالوحي وفق فهم السلف الصالح، والرجوع لمن صار على دربهم من أهل العلم، أمنة، وصيانة وحفظ، لو كانوا يعقلون.
الحاصل: يقول ابن عربي -أخمد الله تعالى ذكره-: «لست ممن يقول قال ابن حزم ولا أحمد ولا النعمان».
وقال: «لقد عرضت أحاديث النبي ﷺ جميعها عليه44، فكان يقول عن أحاديث صحت من جهة الصناعة: ما قلتها. وعن أحاديث ضعفت من جهتها: قلته» انظر «الشذرات» (5/200).
■ كفر ابن عربي بعلوم الشريعة إيمانا منه بعلم آخر لا تدركه العقول!! فكيف تفهمه القلوب! وتنقاد له الجوارح!!
قال الهالك ابن عربي -أخمد الله تعالى ذكره-: «ولما رأت عقول أهل الإيمان بالله تعالى أن الله قد طلب منها أن تعرفه بعد أن عرفته بأدلتها النظرية، علمت أن ثم علمًا آخر بالله تعالى لا تصل إليه من طريق الفكر، فاستعملت الرياضات والخلوات والمجاهدات» «الفتوحات المكية» (4/121) نقلًا عن «مظاهر الانحرافات العقدية عند الصوفية، وأثرها السيئ على الأمة الإسلامية”(1/90) مكتبة الرشد ط. الأولى 1421هـ.
وقال أيضًا -أخمد الله تعالى ذكره- وهو يتكلم عن معارف وهمية لغول التصوف: «واعلم أن هؤلاء يحوون على علوم جمة كثيرة، فالذي لا بدّ لهم من العلم به، وبه يكونون أوتادا، فما زاد من العلوم: فمنهم: من له خمسة عشر علمًا. ومنهم: من له ثمانية عشر علمًا. ومنهم: من له واحد وعشرون علمًا. ومنهم: من له أربعة وعشرون علمًا» والنقل عن «مظاهر الانحرافات العقدية عند الصوفية…»(2/625).
وقال أيضًا -أخمد الله تعالى ذكره-: «إن الولي يعلم علمين بخلاف النبي فإنه لا يعلم إلا علمًا واحدًا فقط، إن الولي يعلم علمين علم الشريعة وعلم الحقيقة، أي: الظاهر والباطن، والتنزيل والتأويل، حيث إن الرسول من حيث هو رسول ليس له علم إلا الظاهر والتنزيل والشريعة، فإذا رأيت النبي يتكلم بكلام خارج عن التشريع فمن حيث هو ولي عارف، ولهذا مقامه من حيث هو عارف أتم وأكمل17 من حيث هو رسول أو ذو تشريع وشرع» «فصوص الحكم» (1/135).
■ ابن عربي يخبر: التصوف طريق الشدة، فاحذروا بل اعجبوا!
قال ابن عربي -أخمد الله تعالى ذكره: «إن التصوف طريق الشدة45 ليس للرخاء فيه مدخل46» «الأمر المحكم المربوط» لابن عربي الملحق بـ «ذخائر اعلاق» له أيضا ص(268) بتحقيق محمد عبد الرحمن الكروي ط. القاهرة نقلًا عن «التصوف المنشأ والمصادر»ص(122).
قلت: والسؤال شدة من على من؟ وما أصوله القاضية بذلك؟ وما صور تلك الشدة؟ أوليس الكل عنده حلال مرضي؟ والكل مباح فساح مراح؟ فلا تكليف يكبح، ولا عقل يعقل، ولا زاجر يمنع؟
اللهم إلا أغلال شهوات الشيوخ في أعناق وأعماق مريديهم؛ لاستعبادهم وإذلالهم لهم من دون الله تعالى.
■ إنكاره الشريعة الإلهيّة، وكفره بأحكامها الربانيّة الصادرة عن علم وحكمة.
قال الكبريت الأحقر ابن عربي-أخمد الله تعالى ذكره-: «ومن شرط المريد أن يعتقد في شيخة أنه على شريعة من ربه وبينة منه، ولا يزن أحواله بميزان47!! فقد تصدُر من الشيخ صورة مذمومة في الظاهر48، وهي محمودة في الباطن والحقيقة، فيجب التسليم» «مدارج السلوك» ص(86) عن «مظاهر الانحرافات العقدية عند الصوفية…» (3/1093).
غريبة: بعد أن أنكر النكرة المُنَّكر ابن عربي -أخمد الله تعالى ذكره- وشيعته
-أخزاهم الله ما حلوا وارتحلوا- الشريعة الحنيفية، مستعيضين عنها بالخرافة الصوفية! قام ليخبرنا بأن دينه التصوف كله شرك!!
إنه انتكاس الفطر، وانطماس النظر!! ﴿ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ…﴾ [البقرة:61].
فكيف حال من استبدل الكفر بالإيمان؟!!! الحاصل:
■ التصوف كله شرك -كما قرر دجاجلة التصوف49– وابن عربي أحد أقطابه:
قد تحدث ابن عربي عن أسماء القطب وأوصافه50 فقال: «إن اسم القطب في كل زمان عبد الله51 وعبد الجامع...» «اليواقيت والجواهر في عقيدة الأكابر» (2/79) والنقل عن «مظاهر الانحرافات العقدية عند الصوفية…» (2/618).
هذا، وقد تقدم التدليل على شرك التصوف الذميم المهين، تدليلًا متكاثرًا متواليًا؛ مفيدًا للتصديق، موجبًا للحذر ومن ثم التحذير.
بقي أن نقول:
إذا علمت ذلك، وعجبت مما هنالك «فاعجب من قول شيخ الأزهر الأسبق الصوفي المحترق عبد الحليم محمود2 عن ابن عربي هذا أنه: «الذي طوع مختلف العلوم، وامتلك ناصية المعرفة على مختلف فروعها، ووصل فيها إلى القمة، لم يجاره في ذلك فيلسوف من فلاسفة الشرق، ولم يجاره في ذلك فيلسوف من فلاسفة الغرب، فإنه الشيخ الأكبر سيدنا محي الدين… لقد كان في «فتوحاته» مفسرًا خيرًا من كثير من المفسرين وفقيهًا خيرًا من كثير من الفقهاء، وشارحًا للحديث خيرًا من كثير من شراحه، وفتوحاته كنز» «صوفيات شيخ الأزهر» ص(11).
والتعليق:
هو ما قاله مؤرخ الإسلام الحافظ شمس الدين الذهبي -رحمه الله تعالى- عن هذا الهالك ومسوده: «وعلق شيئًا كثيرًا في تصوف أهل الوحدة ومن أردأ تواليفه كتاب «الفصوص» فإن كان لا كفر فيه فما في الدنيا كفر! نسأل الله العفو والنجاة، فواغوثاه بالله!…
وقد حكى العلامة ابن دقيق العيد شيخنا أنه سمع الشيخ عز الدين ابن عبد السلام يقول عن ابن عربي: شيخ سوء كذاب يقول بقدم العالم، ولا يحرم فرجًا».
وفي «لسان الميزان»: «شيخ سوء شيعي كذاب»، ونحوها في «الميزان».
إلى أن قال: «أن المؤمنين يعدون أن هذه النحلة من أكفر الكفر، نسأل الله العفو، وأن يكتب الإيمان في قلوبنا وأن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة.
فوالله لأن يعيش المسلم جاهلًا خلف البقر، لا يعرف من العلم شيئًا سوى سور من القرآن يصلي بها الصلوات، ويؤمن بالله واليوم الآخر، خير له بكثير من هذا العرفان وهذه الحقائق».
وقال عنه وكتابه الحافظ ابن كثير -رحمه الله تعالى-: «… وأقام بمكة، وصنف فيها كتابه المسمى بـ «الفتوحات المكية» في نحو عشرين مجلدًا، فيه ما يعقل وما لا يعقل وما ينكر وما لا ينكر وما يعرف وما لا يعرف، وله كتابه المسمى بـ «فصوص الحكم» فيه أشياء كثيرة ظاهرها كفر صريح» «إبطال وحدة الوجود» (17-18).
هذا.. وعلى ما تقدم أقول: كلامًا نظمه نبض قلبي، وساقه سابق فكري، لا أزعم أنه شعرًا؛ فلست من فرسانه، ولا أدري شيئًا عن أركانه، غير أنها خلجات صدر صادق ثائر، نثرتها تدليلا، وبثثتها تنكيلا، فقلت:
نصح :
الله العظيم يدعو إلى دار السلام،
والدجال ابن عربي يدعو إلى النار، يا له من حرمان !!!
نعم.. السلام -سبحانه- يدعو أولياءه للسلامة والسلام في دار السلام، بقوله تعالى ﴿ وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾ [يونس:25].
وأخبر –وخبره صدق، وحكمه عدل، ووعده حق- أنَّ ﴿ لَهُمْ دَارُ السَّلاَمِ عِندَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴾ [الأنعام:127].
وفي المقابل: النار التي وصفها الله بأوصاف عظام، وأخطار جسام، ووصف أهلها بما وصف من الشدائد والآلام والذلّ والهوان، ما أُرهب منه صالحوا الإنس وأزواجهم من الجان!!
هذه النار: دارُ سعادة عند الشقي ابن عربي وشيعته52 لا دار شقاوة وعذاب، بل دار عذوبة وهناء.
فهو -أخمد الله تعالى ذكره- لا يرى -لكونه أعمى البصيرة- فرقًا بين الجنة والنار، وهاك نص عبارته في ذلك:
«الفصوص» ص(94).
ويقول ذاك المنكوس المنتكس أيضًا: «فمن عباد الله من تدركه تلك الآلام في الحياة الأخرى في دار تسمى جهنم، ومع هذا لا يقطع أحد من أهل العلم الذين كشفوا الأمر على ما هو عليه إنه لا يكون لهم في تلك الدار نعيم خاص بهم، إما بفقد ألم كانوا يجدونه، فارتفع عنهم، فيكون نعيمهم راحتهم عن وجدان ذلك الألم.. أو أن يكون النعيم مستقلًا زائدًا كنعيم أهل الجنان والله أعلم». انتهى «الفصوص» ص(114).
ويزعم ذاك الكاهن الهالك، المعرض المعترض أن الإيلام حال الإبصار، أما عند دخولها فالبرد والسلام!!! فيقول -أخمد الله تعالى ذكره-:
«وأما أهل النار فمآلهم إلى النعيم ولكن في النار.. إذ لا بد53 لصورة النار بعد انتهاء مدة العقاب أن تكون بردًا وسلامًا على من فيها، وهذا نعيمهم، فينعم أهل النار بعد استيفاء الحقوق نعيم خليل الله حين ألقي في النار، فإنه -صلى الله عليه وآله وسلم- تعذب برؤيتها. وبما تعود في علمه، وتقرر من أنها صورة تؤلم من جاورها من الحيوان» اهـ «الفصوص» ص(169).
قال شيخ الإسلام -رحمه الله تعالى-: «قال بعض أصحابنا لبعض هؤلاء … : الله يذيقكم هذه العذوبة» «الصفدية» لشيخ الإسلام (1/246).
وقال العلامة شمس الدين ابن القيم -رحمه الله تعالى- في وصف منهجهم وجنتهم:
«إغاثة اللهفان» (1/283) ط. دار الكتب العلمية.
أقول:
وهكذا يقوم حمقى التصوف بالاستهزاء بعيون عقائد المسلمين، ويسخرون من أصولها54 ويزدرون وعد الله تعالى ووعيده، والأول: كريم. والثاني: أليم. وكل هذا حق واقع. بل ازدادوا قبحًا؛ فأردفوا ما تقدم -وهو شنيع فظيع- بسبّ وتجهيل أولياء الله تعالى المتقين، وهكذا الهوى يتلاعب بأربابه، والله تعالى العاصم.
الخاتمة
أقول: «مع كل ضلالات ابن عربي وتكفير (بعض55) العلماء له، فهو لا يزال مقدسًا لدى الصوفية وغيرهم من الناس الذين لا يميزون بين الحق والباطل، والمعرضين عن قبول الحق مع وضوحه كالشمس، ولا تزال كتبه المليئة بالزندقة: كالفتوحات المكية، وفصوص الحكم، متداولة، وله تفسير للقرآن سماه (التفسير الباطن)؛ لأن لكل آية عنده ظاهرًا وباطنًا، فظاهرها لأهل التفسير وباطنها لأهل التأويل» انظر مقدمته للتفسير المذكور، والنقل عن «حقيقة الصوفية في ضوء الكتاب والسنة» للدكتور: محمد بن ربيع بن هادي المدخلي-الطبعة الخامسة-ص(19).
فالقضية لا تحتاج معقولية -إذ أنهم أكفر الناس بها- لردّها، وإنما تحتاج قليلًا من الحياء والخجل، أو كثيرًا من الحملات الحربية المدمرة لهالاتهم الكاذبة، ومن ثم ردعهم فقبرهم.
لقد لبّس هؤلاء الشياطين على الناس زاعمين أن كلامهم لا يفقهه إلا من ذاق ذوقهم، ووجد وجدهم، وعرف معرفتهم، فأضلوهم الطريق، وصدوهم عن السبيل.
فها أنا ذا قد أوقفتك على حقيقته وحقيقتهم، وأهديتك نصحي لتقف على مهيّة «معارفهم» الباطنة بل الباطلة، ونفّرتك لتنفر فرارًا من «أذواقهم» المرة -بل المريرة- المردية، ذات الآثار المدمرة لما في الصدور والدور، ولعلك تنكر.
وأيضًا أوقفتك معي على قولهم بأقوالهم؛ لتجد بِجَلاء وجه «وجدهم» الأجدب الأجرد الأجرب، فتحمد الله تعالى على العافية مما ابتلوا به.
وليعلم بطلان دعواهم أن ذاك الكلام الهدام المنقول عن أئمتهم في الضلال والإضلال، إنما هو نوع شرر «شطح» كذبا، أو غلبة خبال «حال» دجلا.
فتوقن ساعتئذ أن زعمه باطل، وقوله عاطل، وكيده خاسر، وكذبه ظاهر؛ لأن الأمر ليس شطحًا كما زعم، وإنما هو عقيدة كلامية فلسفية مقررة مشروحة في عشرات كتبهم، وتناقلتها ببجاحة وقحة56 حلقات ذكر شياطينهم «الحضرة».
فضلًا عن جنايتهم في القديم والحديث على الشريعة تحريفًا آل إلى تشويهٍ؛ فغيروا -في نفوسهم- عقيدة المسلمين السامية السامقة.
ووالله لولا الله ثم وجوب بيان بطلان هذا الباطل -قدر الإمكان- وتحذير الأمة منه، ما كان بيان، وما خطّ هذا الانحدار -بل الانحطاط- بنان، بل ما خطر ابتداءً ببال، غير أن الحاجة دعت وألحّت، فكان النظر فالظفر على هذا الوباء الوبال، ظفرٌ لا يفرح له، ولا يسعد به.
إن ترقيم هذا الفجور، وتدوين ذا الزور المزبور، ضرورة؛ مما توجب معها رفع المؤاخذة، والعذر عند كرام الناس مقبول.
ولكن ما حيلتنا وبين أظهرنا من يدافع عن هذا الباطل وأهله، بل ويعتقده ربا قربى، وفيض زلفى، ويعتقد الولاية في قائليه ومتقلديه ومعتنقيه. ومن شقوته: اشتد على منكريه، ورماهم بمنكر من القول كريه، فأكربهم. بل وبكفر بالضوابط الشرعية والأصول العلمية العاصمة، كفّرهم.
وأحسنهم حالًا: وضيع اعتلى سحابة دخان عال، فرماه جهلًا بالتجهيل والتضليل في قول ضال غال.
كما كان وراء كتابة هذا المكتوب أن ابتلينا -بسبب ثعلبية مكر، ونباح كلب كذب هؤلاء الضالين- أن تقلدوا مناصب ليس في المؤسسات السياسية فحسب، بل والأخرى -ويا آسفا- الدينية!! مما عظمت به الفتنة، واشتد به البلاء.
هذا، وقد دلَّلت -على ما ذكرت- عليه من كلامه؛ قناعة لمستقنع، وإرشادًا لمسترشد رشيد، ودفعًا لباطل كل بطال، وردًا لسحر كل كاهن دجال منهم؛ ليسفر وجه الحق المشرق، وتنقشع غمامة التدليس والتلبيس عن المغيبين.
وإني لأرجو أن أكون بما سجلته من حقائق قد نصحت، وأرجو أن يكون في نصحي قبول، فحبورٌ مشفوعٌ بنصرة، والله غالب على أمره، معزّ لجنده، ناصر لحزبه، ولا بد.
ولا نقول إلا ما يرضي الرب سبحانه، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
والحمد لله رب العالمين.
وكتب
راجي رحمة مولاه
أبو عبد الله
محمد بن عبد الحميد بن محمد حسونة
في: 8/7/1428هـ الموافق 22/7/2007م
- الفرق بين الأعجمي والعجمي: الأعجمي: الذي يمتنع لسانه من العربية، ولا يفصح، وإن كان نازلًا بالبادية. والعجمي: منسوب إلى العجم، وإن كان فصيحًا. قاله صاحب «أدب الكاتب».
قلت: ويدل عليه قوله تعالى: ﴿ وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الأَعْجَمِين ﴾ [الشعراء:198] أي: من لا يفصح القراءة.
وأما الفرق بين الأعرابي والعربي: الأعرابي: البدوي، وإن كان بالحضر، والعربي: منسوب إلى العرب، وإن لم يكن بدويًا، فبينهما عموم من وجه. «معجم الفروق اللغوية الحاوي لكتاب أبي هلال العسكري وجزءاً من كتاب السيد نورالدين الجزائري».
- نعم، في بادئ أمره طلبَ العلم، غير أنه لرداءةِ فَهمه وحرمانه؛ قطعه عنه شيطان، فردَّه عن السبيل، وما كان من المهتدين، وسيأتي.
- وهذا احترازٌ من الشيخِ حسنٌ. نعم، النفع في العلوم الربانية -الكتاب والسنة، وقد ذكرهما بعد ذكرها- أما الوساوس الشيطانية والخطرات الإبليسية فلا نفع فيها البتة، ولا خير عند ولا في أربابها، فاجتنبوها واجتنبوهم ترشدوا، وعليكم بالأمر العتيق.
- طلباً للعلم في بدئ أمره، غير أنه من عدم التوفيق، أبتلي بوباء التصوف، فجذبه إلى الخلوة والانقطاع عن الحلوة «الدنيا حلوة خضرة فمن أخذها بحقه بورك له فيها…» الحديث. «صحيح الجامع» للعلامة الألباني برقم (3410)، فخرج علينا بكل مرة.
وفي هذا يذكر كاهنهم الشعراني عن شيخهم الهالك ابن عربي –أخمد الله تعالى ذكره- أنه: «كان رضي الله عنه أولا من الموقعين عند بعض ملوك المغرب، ثم إنه طرقه طارق من الله عز وجل، فخرج في البراري على وجهه إلى أن نزل في قبر، فمكث فيه مدة ثم خرج من القبر يتكلّم بهذه العلوم التي نقلت عنه، ولم يزل سائحا في الأرض يقيم في كل بلد بحسب الإذن، ثم يرحل منها» «اليواقيت والجواهر» للشعراني (1/6-7) ط. مصطفى البابي الحلبي القاهرة، عن «التَّصَوُّفُ المنْشَأ وَالمَصَادِر» ص(122).
- قلت: وهذا دليل من الأدلة الناطقة على تشيعه، كذلك.
- والقطب عند هؤلاء النوكى في الحقيقة هو إلههم، وعليه فيعدّون هذا الهالك إله آلهتهم.
وفي هذا يقول كبريتهم الأحرق –لا الأحمر- وكاهنهم الأحقر -لا شيخهم الأكبر- ابن عربي -أخمد الله تعالى ذكره- يقول عن القطب أنه: «مرآة الحق تعالى» «الشيخ عبد الرحمن الوكيل وقضايا التصوف».
ويطلقها صريحة صاخبة بل يصرّح بما أومأنا إليه أحد آلهتهم، فقد افترى كاهنهم الجيلي -أخمد الله تعالى ذكره- أن: «الله هو الولي، يعني الإنسان الكامل» انظر «الشيخ عبد الرحمن الوكيل وقضايا التصوف» للشيخ فتحي بن أمين عثمان ص(224).
- لا شك أن هذا غلو لا يقبله البحث العلمي، ولا ترضاه الضوابط العلمية، ويعتذر له بأنه سيق مساق الزجر والتقريع؛ تنفيرا.
- ومنهم: العلامة برهان الدين البقاعي –-رحمه الله تعالى-– حيث قال: «وقد صرّح بكفر هذا الرجل ومن نحا نحوه في مثل هذه الأقوال الظاهرة من الضلال، جماعة من العلماء والأعلام ومشايخ الإسلام.
ويقول في ابن الفارض: فقد رماه بالزندقة بشهادة الكتب الموثوق بها نحو من أربعين عالماً هم دعائم الدين من عصره إلى عصرنا…إلخ.
وقد ذكر البقاعي أسماء عشرات منهم، ومن هؤلاء: عزّ الدين ابن عبد السلام، وتقي الدين ابن الصلاح، والقسطلاني، وابن دقيق العيد، وابن جماعة، والسبكي، والذهبي، وابن حجر، والعيني، وولي الدين العراقي، وعلاء الدين البخاري، وغيرهم» حاشية كتاب «محمد بن عبد الوهاب، مصلح مظلوم ومفترى عليه» لمسعود الندوي، تعليق: عبد العليم البستوي ص(198) – طبع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد.
قلت: وأما ابن الفارض، فقد نقل شيخ الإسلام--رحمه الله تعالى-– في «المجموع» (11/247) ندمه عند موته وإقراره بتضييع أيامه لهثاً وراء سراب معتقده، ووصفه له بأنه أضغاث أحلام.
وفي هذا عبرة لفريقين:
الأول: المتصوفة الذين من جهلهم وعنادهم يلهثون نابحين وراء ذاك السراب الذي تبرأ منه أسلافهم مبتدعوه.
والثاني: المتسرعون في إنزال أحكام التكفير على أعيانهم قبل سبر أحوالهم وبيان المحجة لهم، والله تعالى أعلم بمآلات خلقه.
- اهتم المستشرقون بابن عربي كثيرًا، ليس لأجل الإسلام، وإنما لأجل الطعن فيه، والمساعدة في هدمه. يذكر أنور الجندي $، في كتابه «المؤامرة على الاسلام» عن المستشرق بلاسيوس أنه سمى كتابه عن ابن عربي: «مفكر الاسلام الذي تنصر» «المؤامرة على الاسلام» ص(47). وقال أيضا: «وقد أشار آسين بلاسيوس، في كتابه عن محي الدين بن عربي إلى تأثير النصرانية في مفاهيمه، وقال: إن ذلك الأصل المسيحي كانت تشوبه أحيانا بعض أفكار أجنبية، أثرت فيه بطريق المجاورة والعدوى، فتناولها ابن عربي بدون تمحيص ولا انتباه لأصلها، وهكذا اتصفت صوفيته فوق اتصافها، بروحانية النصارى ببعض مظاهرها، يستند فيها إلى الأفلاطونية المحدثة الإسكندرة، وإلى نظريات الغنوص وما فيها من مزيج مضطرب، وإلى المزدكية الفارسية، بل إلى البوذية الهندية» «المؤامرة على الإسلام» ص(53).
- بل الفاجر (لا العفيف) التلمساني، كما لقبّه الطاهر العفيف شيخ الإسلام –-رحمه الله تعالى-– ولم لا، أليس هو القائل وقد «قيل له: إذا كان الوجود واحد؛ فلم كانت الزوجة حلالاً، والأخت حراماً؟ قال: الكلّ عندنا حلال، ولكن هؤلاء المحجوبون قالوا: حرام، فقلنا حرام عليكم» «غاية الأماني» (1/400-401).
- وقد تقدم أن هذا غلو ظاهر، وحكم جائر، ليس باهر، واعتذرت له هناك.
وفي المقام أزيد اعتذارًا، مبرهناً له هنا بنظير؛ ليكون للبعض نذير، وهو: حكم إمام أهل السنة على الواقفة بأنهم كفار، ومع ذلك لم يكفّر أعيان من تولى كبره من سلاطين وقته، فعلمنا واعتذرنا وسلِمنا وسلَّمنا؛ فسلَمنا.
وإني أكرر ليتقرر: إني إذ أذكر اعتذارا، لا يعني أن مفردات منهجهم ليست كفرًا كُبارا، بل هي كذلك، والواجب محاربته سراً وجهارا، ومتابعة فلوله ليلا ونهارا، حتى أفوله.
أجل.. يجب على أهل العلم وأرباب البيان، مع ذوي الجاه والسلطان، قهره حتى قبره، قربة وديانة. وما قام هذا البيان، وقبله من بيانات كُثار، إلا تحقيقاً لذلك المطلب ذي الأخطار.
- هذا غلو من قائله، وما بعده كذلك، ولكن لا ضير فقد جاء عن مجهول الحال والعين، فلا يلتفت إليه. غير أنه صدق في قوله “بلغ مبلغ الاجتهاد في الاختراع” نعم اجتمعت في الرجل –نظراً لاجتهاده في البدع- شر شرور أهل الابتداع، والابتداع في النار كما صحّت بذا الأخبار، وقينا وكفينا وهدينا.
- لا شك أن هذا اعتذار عاجز، وتأويل باطل؛ إن الإسلام والمسلمين كانوا ولا يزالون وسيظلون في غنى عن ابتداع كل مبتدع واختراع – في الدين – كل مخترع، إذ فيه الكفاية كل الكفاية، وقد حوى الهداية كل الهداية، وما بقي بعده إلا الغواية كل الغواية.
ولو كان التصوف أو التشيع أو.. أو.. خيرا، لسبقنا إليه الرسول-صلى الله تعالى عليه وإخوانه وآله وسلم- وأصحابه الكرام العظام، الأتقياء الأنقياء، الأبرار الأطهار – رضي الله تعالى عنهم- فماذا بعد الحق إلا الضلال ؟!
وأراني هنا في غنى عن ذكر التدليل؛ لكثرة ايرادي له واستشهادي به في غيرما موطن مشابه، مما زهدني هنا في تكراره، وفيما ذكر كفاية كافية، ودراية وافية؛ لصاحب الديانة، ومبتغي الهداية.
- ابن عابدين: محمد أمين بن عمر بن عبد العزيز عابدين الدمشقي (1784-1836). فقيه الدّيار الشّاميةِ وإمام الحنفيةِ في عصرهِ. مولده ووفاته في دمشق.
له: ردّ المحتار على درّ المختار، خمس مجلّدات، يُعرَف بحاشية ابن عابدين. ورفع الأنظار عما أورده الحلبيّ على الدر المختار، والعقود الدّرية في تنقيح الفتاوي الحامدية، جزْآن؛ ونسمات الأسحار على شرح المنار، أصول؛ وحاشية على المطوّل، في البلاغة؛ والرّحيق المختوم في الفرائض؛ وحواشي على تفسير البيضاوي، التزم فيها أن لا يذكر شيئًا ذكره المفسّرون؛ ومجموع رسائل، مجلّدان؛ وهي 32 رسالة، وعقود الّلآلي. “الأعلام” لخير الدين الزركلي.
عصر ابن عابدين، وأثره عليه، وتنكره له:
لقد كان عصرُ ابن عابدين مرحلةً خطيرةً انتشرتْ فيها الفتنُ وعمَّ فيها الفسادُ، وساد الاضطراب على الحياة الاجتماعية في جميع أرجاء المعمورة، خاصّةً العالم الإسلامي شهد انهيارًا بالغًا في الأخلاق والسلوك، فأدّي ذلك إلى ضياع الرُّشْدِ وغياب القِيَمِ الساميةِ والفضائل، حتّى احتلّتْ مكانها بِدَعُ الصوفيةِ وخرافاتُ السحرةِ والمشعوذين.
نشاهد موقفَ ابن عابدين الغافلَ عن أحداثِ وتطوّرات عصرِهِ في كلّ كلمة من عباراته. ونجده في سُباَتِهِ العميق كَجَهَلَةِ زمانه لا يفطَنُ إلى شيءٍ بدتْ أماراتُهُ، بل استخدم عِلْمَهُ ومعرفته واستهلك وقته في الرّدّ على شخصٍ هاجم شيخًا من شيوخ الصوفية وهو في غنىً عن ذلك، بينما كان عليه أن يستخدم علمه في إيقاظ المسلمين وإثارة مشاعرهم للوقوف أمام التيارات الهدّامة والفلسفات الماكرة من التصوّف والفرمسونية وأشكال غريبة من الزندقة والكفريات التي أماتت الحميّةَ والغيرةَ الإيمانيةَ في قلب الرجل المسلم وجعلتْ العالمَ الإسلاميَّ فريسةً للأمم الكافرةِ بمدّةٍ قليلةٍ بعد موت ابن عابدين، فانهارت دولة المسلمين، فسقطوا بأيدي أعداءهم، وزحف الغربُ على الوطن الإسلاميّ بكامله فاستعمره، وترك فيها من خبائثه يوم غادره. ثمّ بنوا على أنقاض هذه الدولة العظيمة دويلاتٍ قَزَمَةً وفرّقوا بذلك صفوف المسلمين وشتّتوا شملهم وجعلوهم شيعًا وأحزابًا، كلّ حزبٍ بما لديهم فرحون…
ولكن لم يستطع شيوخ الصوفية المدرّعون بدفاع ابن عابدين وأمثالِهِ أن يُنْقِذوا المسلمين من هذه البلايا على الرغم من تعظيم ابن عابدين لهم وما يعتقد فيهم من البركة والكرامة والتصرّفات المعنوّية…
فإنّ ابن عابدين العلاّمة الفقيه(!) أيضًا كان يعتقد بهذه الخزعبلات. ولعل هذا هو من الأسباب التي دفع ابنَ عابدين إلى هذا الميدان حتّى أصبح جنديًّا يدافع عن قلعة الصوفية… متعصّبٌ لأهل الطُّرُقِ الصُّوفيّةِ ومخالفٌ لموقف علماء الإسلامِ من الباطنيةِ وأباطيلهم…
فقد انثنى ابنُ عابدين عن منهج العلماء المحقّقين عندما تدخّل في دعوى علم الغيب. فعلى الرغم من وجود النصوص القاطعةِ في كتاب الله بأنّه وحده تعالى منفرد بعلم الغيبِ ﴿ وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَآ إِلاَّ هُو﴾ (الأنعام59). ﴿ قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُون﴾ .(الأنعام:50). ﴿قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً إِلاَّ مَا شَآءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُون﴾ . (الأعراف:188).
فقد أغضى ابنُ عابدين عن كلّ هذه البراهين القاطعةِ وتكلّف في تأويل الآية الكريمة: ﴿ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً * إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ﴾ . (الجن:26-27)، وتمسّك بالقيل والقال بُغْيَةَ أن يُشْمِلَ هذه الآيةَ على غير الرّسلِ من البشر من أولئك الّذين يحظون الشهرةَ بِالْتِفَافِ الرَّعَاعِ حولهم، وبإطلاقِ بعض الناسِ صفةَ الولايةِ عليهم وإن لم يدعوها لأنفسهم.
ثم أنهى ابن عابدين رسالته هذه »بخاتمة مشتملة على نبذة يسيرة« وليست بيسيرة في الحقيقةِ وذلك »عن بعض العلماء الأعلامِ من معاصري هذا الإمام (يقصد: الخرافي التائب خالد البغدادي النقشبندي) الذين شهدوا له بالفضل التامّ وبأنّه من العلماءِ العاملين والأولياء الكرام« على حدّ قوله وطبقا لذوقه السقيم وعقله المتخلّف القديم، فلا يستحق أن نهتمّ به لبساطة إطلاقه وخلطه ومراوغته ومجازفته…» انتهى المقصود بتصرف من بحث «موقف ابن عابدين الفقيه من الصّـوفية والتصـوّف» للشيخ فريد الدين بن صلاح بن عبد الله بن محمد الهاشمي- ردّ لدفاع ابن عابدين عن خرافي نقشبندي –رجع وندم قبل موته- موسوم بـ »سلِّ الحُسام الهندي في نُصرة مولانا خالد النقشبندي«.
فلا غرو إذاً أن نجد التصوف يحتفي بابن عابدين وأمثاله من أتباع المذاهب، ولا نستغرب –والحالة هذه- عداءه للتوحيد والموحدين.
وهذا يحدونا أن نكرر الدعوة بضرورة أخذ العلم عامة والتنديد بدعوى التخصص إذ العلم حلقة واحدة متصلة، والله تعالى الهادي.
- «يستغرب العاقل كيف يكون هذا –أي: ابن عربي- عالم! خاصة وأنه قد تكلم الأئمة الإسلامية على ابن عربي وبينوا كفر كلامه، ومنهم العز عبد السلام وشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم والذهبي -رحمهم الله تعالى-.
وحتى خصّ بعض العلماء مؤلفات في بيان كفر هذا الرجل. ومنهم: الإمام برهان الدين البقاعي، حيث ألف مؤلفه بعنوان (تنبيه الغبي إلى تكفير ابن عربي)، وصنف العلامة ابن نور الدين مجلدا كاملا في الرد على ابن عربي سماه (كشف الظلمة عن هذه الأمة)، وكذلك كفره الإمام شهاب الدين أحمد بن يحي التلمساني الحنفي، والإمام سيف الدين عبد اللطيف بن بلبان السعودي، وابن الجزري، والإمام بركة الإسلام قطب الدين ابن العسقلاني، وغيرهم كثير» «حقيقة ابن عربي» عبد اللطيف بدر العثمان – شبكة المعلومات (الإنترنت) بتصرف. وسيأتي معنا قريباً ما تيسر إيراده من أقوال العلماء فيه وأشكاله وأذياله مفصلة، إن شاء الله تعالى.
- سبحان الله العظيم، هذا والله عجيب، فإن صحّ عن العلامة السيوطي –-رحمه الله تعالى-– فهو مردود عليه؛ بدلالة النصوص والإجماع، وكلامه هنا شبيه بما نسب إليه في مسألة إيمان والدي النبي -صلى الله تعالى عليه وإخوانه وآله وسلم- وكذا أبي طالب وغيرها مما لا يقبل منه، ولا ممن فوقه؛ وإن علا كعبه، إذ الحجة في الأخبار، لا مجرد أخبار الرجال، هذا أمر.
الأمر الثاني: هذا فيه تناقض واضح فاضح، مما يدلل على عدم صحة النسبة، لا سيما وقد ذكر أن العلامة جلال الدين السيوطي ابتلي في آخر عمله بسلطان رافضي كان له أثر.
الحاصل: كيف نسبت ولاية، والولاية فرع التقوى لمن نمنع النظر في أثره؟! نحن يا سادة نحمد الله تعالى على السلامة، ونرجو لأخواننا وأبنائنا من بعدنا الصيانة ودومومة الهداية، فكان الرد تلو الردّ، والبيان يعقبه بيان، وربنا تعالى المستعان وعليه التكلان، وبيده تعالى توفيق الأنام.
- في الإقرار بهذا التواطؤ ردّ على من اعتذر عنهم، بأن هذيانهم بالأقوال والأفعال الشركية والكفرية، وولوغهم في الأعراض -الحسية والمعنوية- منشأه أقوال وأفعال لا تصدر عن عقل أو اعتقاد!!
هذا.. ولا يخفى أنه ثمة فرق بين التواطئ والاتفاق، فالأول يكون بعد مشاورة، خلافاً الثاني.
- هذا اعتذار لا ينفق في سوق التحقيق ولا يقبله الصيارفة، ولا يلتفت إليه النقاد، وإلا فأين التوثيق والإصلاح والبيان مع البرهان، تأويلاً لقوله تعالى: ﴿ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِين﴾ [النمل:64].
- لا شك أن هذا من الهذيان، وهذا وسابقه ولاحقه، كسابقه مبني على ظنون وأوهام، وبرهان الوحي يطرحه، ويقال لهم: إن كان في ذا الكلام إيهام، فغيره كثير شاهد كالأعلام، قاض بأشنع وأبشع وأفحش الضلال، وشاهد صدق وعدل وضبط بأشد انحراف وانجراف في الإلحاد، فلم هذا التعتيم؟! وأقول ” إياكم وما يسبق على القلوب إنكاره”
ثانيا: هل هذا الهالك – ابن عربي- وهمجه، عظّموا المشبه به- القرآن- وهو عندناعظيم..عظيم، أما كفروا به؟! بل وعدّوه شركاً بل وشراً ؟ ألا يستحي من هذا حاله؟!! وكيف يرمي بالفسق غيره من هذا عاره؟!! كيف لو كان المرمي بالفسق، سادة أطهار؟!!!
- قلت: والحق -والحقَّ أقول- أن المعتذر عنه بذا الاعتذار غير منصف، وقوله هذا ليس عفوا، بل ثمرة أصله، مترتبٌ عليه ولا بدّ، نتيجة له حتمية بلا ضير.
- وهنا أعجب! وحق لي العجب، إذ من أصول التصوف الكفر بالعلم ومعاداة أهله، وهذا ما صرّحوا به وأكثروا، فكيف ينسب للاجتهاد من هذا حاله؟! بل كيف يقبل هذا القول ممن الخطل والخبل شعاره ودثاره؟! بل والجنون أسمى أمانيه ومنتهى آماله؟! ألا يحق لي العجب؟ وإلا فلا عجب.
- قلت: وهذا العلامة! ( الهيتمي المصري) صوفي هالك، فلا يُغترَّ به عبدَ الله؛ لذا جرى التنبيه.
- أي جلال وأي سبق يوصف به من فارق الوحي وتنكر له واستعلى عليه، وقدح في الشريعة وأهلها، وخالف المؤمنين في أبواب الإلهية والنبوة والقدر، وغيرها. وأعرض واعترض، و..و.. ولمَ لمْ يسمّ لنا واحدا حتى نعلم كلامه، ومن ثم نقف حاله.
- وسبق التعليق على هذا الأثر، مع اشتراط شرط ثالث، وهو البيان.
- «من عرف نفسه فقد عرف ربه»: لا أصل له، قاله العلامة الألباني $ في «السلسلة الضعيفة والموضوعة» (1/165) برقم (66).
- قال شيخ الإسلام -رحمه الله تعالى- رادًّا على المتصوفة الذين مدحوا الحيرة: «ولم يمدح الحيرة أحد من أهل العلم والإيمان، ولكن مدحها طائفة من الملاحدة كصاحب الفصوص ابن عربي، وأمثاله من الملاحدة الذين هم حيارى، فمدحوا الحيرة، وجعلوها أفضل من الاستقامة، وادعوا أنهم أكمل الخلق، وأن خاتم الأولياء منهم يكون أفضل في العلم بالله من خاتم الأنبياء، وأن الأنبياء يستفيدون العلم بالله منهم، وكانوا في ذلك كما يقال فيهم فيمن قال: «فخر عليهم السقف من تحتهم» لا عقل ولا قرآن.
فإن الأنبياء أقدم، فكيف يستفيد المتقدم من المتأخر، وهم (أي: الأنبياء) عند المسلمين واليهود والنصارى أفضل من الأولياء! فخرج هؤلاء عن العقل والدين ودين المسلمين واليهود والنصارى» «الفتاوى الكبرى» لشيخ الإسلام ابن تيمية (5/59) والنقل عن «مظاهر الانحرافات العقدية عند الصوفية، وأثرها السيئ على الأمة الإسلامية» (1/222-242).
- وتتمة الآية فاضحة لكذبه، ناسفة لقوله، شاهدة على عظيم جهله، مسفرة عن حاله مومئة إلى مآله، قال تعالى: ﴿ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [الجاثية:23].
- قال الشيخ عبد الرحمن الوكيل -رحمه الله تعالى- معلقاً: «… وهنا يبدو خطر التصوف الجامح على الخلق والعرض والأمة، ماذا يفعل الصوفي وهو يؤمن أن المرأة هي أتم وأكمل مجالي الإله؟ ماذا يحدث منه وهو يوقن أن ربه امرأة يوقعها رجل؟! اعفني من الجواب؛ لأنك ستدرك أن التصوف دعوة ملحة إلى الإباحية الماجنة!!» حاشية «مصرع التصوف» ص(144).
«إنه يعتقد أن رب الصوفية يتجلى أعظم تجل في صورة أنثى يهصر جسدها المستسلم، حيوان ثائر الجسد، يعتقد أن العاشقين ينتهبا خطايا الليل، هما رب الصوفية!!» «هذه هي الصوفية» للوكيل ص(40).
- «يمتدح كاهنهم الهالك، المقتول على الزندقة الحلاج إبليس فيقول: «وما كان في أهل السماء موحد، مثل إبليس» ثم يقول: «فصاحبي وأستاذي إبليس وفرعون، وإبليس هدد بالنار وما رجع عن دعواه، وفرعون أغرق في اليمّ وما رجع عن دعواه، ولم يقر بالواسطة البتة» «الطواسين» للحلاج (42)، (51-52). وهو أكبر داعية للحلول وامتزاج الخالق بمخلوقه». «النقشبندية» ص(70-71).
- هكذا هو!! لقد جاء الإسلام العظيم ليخرج الناس من ظلمات الشرك والكفر، إلى نور الهداية والوحي، من طاعة الشيطان والهوى، إلى طاعة الرحمن والنذير العريان، غير أن التصوف الكافر جاء ليخرج الناس من العبودية الحقة بعد أن تشرفوا وسموا بها إلى عبادة النفس والهوى؛ طاعة لشياطينه وقربة! لا إله إلا الله.
أوليس هذا الهالك –ابن عربي- القائل بوجوب الكفر بدين الله تعالى؟ وتبعه بعده شبهه ومن على شاكلته؟ ثم هل الرسول ﷺ جاء لترسيخ الإيمان وتقويته بعد استقراره في النفوس، أما جاء بالحيرة الصوفية الهادية إلى الجنون؟!
- يشاطره في هذا الفجر الفاجر التلمساني: «القرآن كله شرك، وإنما التوحيد في كلامنا» «مجموعة الرسائل والمسائل» لشيخ الإسلام.
- وقد تقدم أنه وأنهم نسخوا الشريعة، بما ابتدعوه ووسموه بـ «الحقيقة»، ولا حقيقة له، بل كفروا بالشريعة وعادوها وأهلها لأجلها، فكن من ذا على ذكر، ثم ارجع إلى كلامه عاليه تقف.
- يقول الصوفي الكبير عبد القادر الحلبي المعروف بابن قضيب البان: «كل ما خصّت به الأنَّبِيّاء، خصّت به الأولياء» «المواقف الإلهية» لابن قضيب البان (ت1040هـ) ص(160) ملحق بكتاب «الإنسان الكامل» لعبد الرحمن البدوي، ط. وكالة المطبوعات بالكويت (1976م)، نقلاً عن «التَّصَوُّفُ المنْشَأ وَالمَصَادِر» للشيخ إحسان إلهي ظهيرص(178).
وقال أحدهم: «لقيني الخضر، فطلب مني الصحبة، فخشيت أن يفسد علي توكلي» اهـ «الشيخ عبد الرحمن الوكيل وقضايا التصوف» للشيخ فتحي بن أمين عثمان ص(84).
قلت: يا لها من وقاحة، استهزاء بمقام النبوة وسمو قدر أهلها، نعوذ بالله!!!
قال مؤرخ الإسلام الحافظ شمس الدين الذهبي -رحمه الله تعالى-: «أشهد عن ابن سبعين أنه قال: «لقد تحجر ابن آمنة واسعاً بقوله: «لا نبي بعدي»، وكان يعتقد في الله -عز وجل- أنه حقيقة الموجودات، وقصد في مكة، فنزل يجري حتى مات نزفاً» انظر حاشية «مظاهر الانحرافات العقدية عند الصوفية…» (1/247).
وبعد.. فلقد وردت الأدلة في القرآن الكريم والسنة المقدسة، وتواترت الإجماعات وانعقدت عقائد المسلمين على عقيدة ختم النبوة، ونسوق هنا غيض من فيض في التدليل على ما أسلفنا، منها ما يلي:
•
أولاً: التصريح بختم النبوة في كلام رب البرية:
قال تعالى: ﴿ مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ﴾ [الأحزاب:40].
يقول الحسين بن مسعود الفراء البغوي -رحمه الله تعالى- في قوله تعالى ﴿ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ﴾ : «ختم الله تعالى به النبوة ويروى عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه قال: يريد -أي الله تعالى- لو لم أختم به النبيين لجعلت له ابنا يكون بعده نبيا» «معالم التنزيل» (4/523).
ويقول أبو عبد الله محمد بن أحمد القرطبي -رحمه الله تعالى-: «﴿ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ﴾ قال ابن عطية: هذه الألفاظ عند جماعة علماء الأمة خلفاً وسلفاً متلقاة على العموم التام، مقتضية نصاً: أنه لا نبي بعده ﷺ» «الجامع لأحكام القرآن» للقرطبي (14/196).
ويقول أبو الفداء إسماعيل ابن كثير -رحمه الله تعالى-: «فهذه الآية نص في أنه لا نبي بعده، وإذا لا نبي بعده فلا رسول بالطريقة الأولى والأحرى؛ لأن مقام الرسالة أخص من مقام النبوة. فإن كل رسول نبي ولا ينعكس. وبذلك وردت الأحاديث المتواترة عن رسول الله ﷺ من حديث جماعة من الصحابة -رضي الله عنهم-» «تفسير القرآن العظيم» لابن كثير (3/493).
دليل ثاني: قال تعالى: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا ﴾ [المائدة:3].
يقول الإمام ابن كثير -رحمه الله تعالى- تحت هذه الآية: «هذه أكبر نعم الله تعالى على هذه الأمة، حيث أكمل تعالى لهم دينهم، فلا يحتاجون إلى دين غيره، ولا إلا نبي غير نبيهم -صلوات الله تعالى وسلامه عليه-؛ ولهذا جعله الله تعالى خاتم الأنبياء، وبعثه إلى الإنس والجن، فلا حلال إلا ما أحله، ولا حرام إلا ما حرمه، ولا دين إلا ما شرعه، وكل شيء أخبر به فهو حق وصدق» «تفسير ابن كثير» (2/12).
وقد أخرج الطبري -رحمه الله تعالى- عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه قال: «﴿ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ﴾ وهو الإسلام، قال: أخبر الله تعالى نبيه ﷺ والمؤمنين أنه قد أكمل لهم الإيمان، فلا يحتاجون إلى زيادة أبدًا، وقد أتمه الله تعالى فلا ينقصه أبدًا، وقد رضيه الله فلا ينقصه أبداً» «تفسير الإمام الطبري» (6/51).
دليل ثالث: يقول الله -عز وجل-:﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِـي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [الأعراف:158].
يقول الحافظ ابن كثير -رحمه الله تعالى- في تفسير هذه الآية: «ويقول تعالى لنبيه ورسوله محمد ﷺ ﴿ قُلْ ﴾ يا محمد ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ ﴾ وهذا الخطاب للأحمر والأسود، والعربي والعجمي ﴿ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً ﴾ أي: جميعكم، وهذا من شرفه، وعظمه ﷺ أنه خاتم النبيين ومبعوث إلى الناس كافة».
ثم ساق الآيات والأحاديث الدالة على ذلك وقال بعدها: «والآيات في هذا كثيرة كما أن الأحاديث في هذا أكثر من أن تحصى وهو معلوم من دين الإسلام ضرورة أنه صلوات الله وسلامه عليه رسول الله إلى الناس كافة» «تفسير ابن كثير» (2/452).
أما الأحاديث الشريفة:
فقد قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: «كشف رسول الله ﷺ الستار والناس صفوف خلف أبي بكر -رضي الله عنه- فقال: «أيها الناس إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له» «سنن النسائي» (2/189).
وعن أبي الطفيل -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله ﷺ: «لا نبوة بعدي إلا المبشرات» قال: «قيل: وما المبشرات يا رسول الله؟ قال: الرؤيا الحسنة أو قال: الرؤيا الصالحة» رواه الطبراني في «مجمع الزوائد» (7/173) وقال: رجاله ثقات.
دليل ثان: ومن الأدلة لختم النبوة الحديث الذي رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- قال: «إن رسول الله ﷺ قال: «إن مثلي ومثل الأنبياء قبلي كمثل رجلٍ بنى بيتاً فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنه من زاوية فجعل الناس يطوفون به ويتعجبون له ويقولون هلا وضعت اللبنة؟ قال: فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين» رواه الإمام البخاري «صحيح البخاري مع الفتح» (6/559).
وعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: قال النبي ﷺ: «مثلي ومثل الأنبياء كرجلٍ بنى داراً فأتممها وأكملها إلا موضع اللبنة» ثم قال رسول الله ﷺ: «فأنا موضع اللبنة جئت فختمت الأنبياء» رواه الإمام مسلم في «صحيحه» انظره مع النووي (15/52).
دليل ثالث: ومن الأحاديث الدالة على عموم رسالته ﷺ القاضية بانقضاء الوحي وانقطاعه، ومن ثم تبطل دعوى كل دعي، وتسقط وتردّ:
أن النبي ﷺ قال: «أعطيت خمساً لم يعطهن أحد قبلي؛ نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي الغنائم، ولم تحل لأحد قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس عامة» رواه الإمام البخاري (1/436) مع الفتح.
تواتر الأخبار على عقيدة ختم النبوة وانقطاع الوحي، وفيه إبطال دعوى أهل الابتداع:
العلماءُ الذين قالوا بتواتر الأخبار عن رسول الله ﷺ بأنه خاتم الأنبياء:
منهم: الإمام ابن كثير -رحمه الله تعالى- فقد قال في تفسيره: «وقد أخبر الله تعالى في كتابه، ورسوله ﷺ في السنة المتواترة عنه أنه لا نبي بعده؛ ليعلموا أن كل من ادعى هذا المقام بعده فهو كاذب أفاك دجال ضال مضل» «تفسير ابن كثير» (3/494).
ومنهم: الإمام أبو محمد ابن حزم -رحمه الله تعالى- فقد قال: «وقد صحّ عن رسول الله ﷺ بنقل الكواف التي نقلت نبوته وكتابه أنه أخبر أنه لا نبي بعده” “الفصل في الملل والهواء والنحل” لابن حزم(1/77)
ومنهم: عبد القاهرة بن طاهر البغدادي -رحمه الله تعالى- فقد قال: «وقد تواترت الأخبار عنه ﷺ بقول: «لا نبي بعدي»» «أصول الدين» للبغدادي (ص163).
ومنهم: السيوطي -رحمه الله تعالى- فقد قال: «إن حديث «أعطيت خمساً لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي» متواتر، وكذلك حديث: «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي» أنه متواتر» «الأزهار المتناثرة في الأحاديث المتواترة» للسيوطي(ص36).
وأما عن نقل الإجماع:
من العلماء الذين أكدوا ختم النبوة وانقطاع الوحي بعد رسول الله ﷺ:
– شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- فقد قال: «ولما كان محمد ﷺ رسولاً إلى جميع الثقلين: جنهم وإنسهم، عربهم وعجمهم، وهو خاتم الأنبياء لا نبي بعده، كان من نعم الله تعالى على عباده، ومن تمام حجته على خلقه» «الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح» لشيخ الإسلام ابن تيمية (4/63).
– القاضي عياض -رحمه الله تعالى- فقد قال: «أخبر ﷺ أنه خاتم النبيين، لا نبي بعده، وأخبر عن الله تعالى أنه خاتم النبيين، وأنه أرسل كافة للناس، وأجمعت الأمة على حمل هذا الكلام على ظاهره، وأن مفهومه المراد منه دون تأويل ولا تخصيص» «الشفا» (2/270).
– ويقول ابن خلدون -رحمه الله تعالى- وهو يتحدث عن معاني الختم: «ويطلق على النهاية والتمام، ومنه الأمر إذا بلغت آخره، وختمت القرآن، ومنه خاتم النبيين وخاتم الأمر» «المقدمة» لابن خلدون ص(264).
وعليه:
«وبما أن الله -عز وجل- أخبرنا بأنه لا يكلم البشر إلا وحياً أو من وراء حجاب، أو يرسل رسولاً فيوحي بإذنه ما يشاء، وأبو اليزيد البسطامي وأمثاله من المتصوفة الذين يزعمون بأنهم يتلقون علومهم من الله ليسوا بأنبياء ولا رسل، فدعواهم التلقي المباشر عن الله تعالى تصبح دعوى لا أساس لها من الصحة.
بل هي كذب وافتراء على الله -عز وجل-، ومع ذلك فنحن لا ننكر بأن القوم ربما يوحي إليهم من قبل الشياطين؛ لأن الله -عز وجل- قد أثبت في كتابه الكريم بأن الشياطين يوحون إلى أوليائهم، حيث قال تعالى: ﴿ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ ﴾ [الأنعام:121].
وقوله تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ﴾ [الأنعام:112].
وعلى هذا، فنحن لا نصدق المتصوفة بأنهم يتلقون علوماً عن الله تعالى مباشرة» «مظاهر الانحرافات العقدية عند الصوفية، وأثرها السيئ على الأمة الإسلامية» (1/102).
- قال المؤرخ ابن خلدون -رحمه الله تعالى- في مقدمته: «لولا التشيع لما عرف التصوف».
- ملخص أقوالهم في بيان ما أسموه كذباً وزورا الحقيقة المحمدية: «أن الله -سبحانه وتعالى عما يصفون- عندما أراد أن يجعل قسماً من ذاته متعيناً بشكل مخلوقات كان أول شيء فعله، هو أنه قبض قبضة من نور وجهه، وقال لها كوني محمدًا، فكان محمد هو أول التعينات، وهذه القبضة من النور هي التي يطلقون عليها اسم «الذات المحمدية». ومن هذه الذات المحمدية انبثقت السماوات والأرض، والدنيا والآخرة التي يسمونها فيما يسمونها «تعينات» فهي كلها تصدر عن الذات المحمدية، ثم تعود إليها، وهذا هو ما يسمونه: الحقيقة المحمدية.
ولننتبه على الشبه التام بينهم وبين الهنادكة: الذين يقولون أن الخلائق صدروا من وجه براهمان ومن يديه ومن فخذيه ثم من قدميه (حسب الطبقات الهندوكية)» «حقيقة الصوفية لأول مرة في التاريخ» للدكتور محمود عبد الرؤوف ص(280).
«إن الحقيقة المحمدية ترجع في أصولها إلى العقائد النصرانية، وعلى ذلك تكون نظرية الحقيقة المحمدية عند غلاة الصوفية مأخوذة من أصول نصرانية… والواقع أن الحقيقة المحمدية أسطورة من الأساطير. وهي في رأينا مأخوذة من النظرية النصرانية كما أن النظرية النصرانية مأخوذة من الفلسفة اليونانية إلى تقسيم القوى إلى عقول.
وهذا في رأينا أيضاً صحيح خصوصاً إذا علمنا أن ابن عربي -وهو من القائلين لهذه النظرية- يقول أنه هضم ما درس من الفلسفة اليونانية، ومن أصول الديانة اليهودية والديانة النصرانية والديانة الإسلامية، ثم أحال ذلك كله إلى مزاج من الفكر الفلسفي الدقيق يعزّ على من رامه ويطول» «التصوف الإسلامي في الأدب والأخلاق» د. زكي مبارك، انظر «مظاهر الانحرافات العقدية عند الصوفية…» (1/393-394).
- وانظر إلى هؤلاء النوكى كيف يقدمون أبا تراب -رضي الله تعالى عنه وسائر الصحابة الكرام العظام- في الذكر على سادته الأنبياء، وهذا كما لا يخفى ينسجم مع أصول كل من التشيع والتصوف على حدّ سواء:
فالتشيع الكاذب: يزعم أن أمير المؤمنين علياً -رضي الله عنه- إله.
والتصوف الماكر من وجهين:
الوجه الأول: عقيدتهم في الوحدة، فالكل عندهم إله.
والوجه الثاني: مردّه إلى عقيدتهم في تقديم وتفضيل مقام الولاية على مقام النبوة.
ومن هنا تبرز الصلة -وهي جلية- الدالّة على أنهما ربيبا باطل واحد، وسيأتي.
- ولا يخفى على أعشى فضلاً عن بصير، أن الأركان التي قام عليها دين الشيعة أو الرافضة: الكذب والدجل والافتراء والزور.
- وهنا يكمن الداء، فغرور هؤلاء وأشباههم كان حجاباً مانعاً، حجبهم عن رؤية الحق بنضارته، فضلاً عن قبوله، وإنا إذ نذكر هذا نذكر معه حديث «الصحيح»: «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر…» الحديث نذكره حامدين قائلين، ونحن في ذا أيضاً متبعين: «الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم به وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلاً».
- هنا سمع وطاعة لله تعالى ورسوله ﷺ تدليلاً قولياً على إذعان وامتثال واستسلام للأمر والنهي! وهناك لا سمع ولا طاعة، وتبجح بالكفران! بل واستعلاء على مقام النبوة!! وتجرؤٌ على مقام الإلهية!!! ويل يومئذ للمكذبين.
- وأصل هذا مردّه إلى عقيدتهم في الجبر! ثم تأمل دعواه الوحي بعد انقطاعه، وكذلك تكذيبه العملي لمفهوم قوله تعالى: ﴿ أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً ﴾ [النساء:82]. إذ في كتبه مناقضة ناقضة، بل وكفر بالشريعة كافر، مع ما تقرر من كون «المنامات لا تثبت حكماً شرعياً» فكيف تأتي بشريعة وتردّ شريعة؟!! ويل يومئذ للمكذبين، يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين.
- «الصوفية قد اقترفت هذه الجريمة (اللواط) في صورة نكراء منكرة مسفة في الخزي والضعة والحقارة، اقترفتها مع الذكران ومع العجماوات من الدواب… وينازعني الحياء؛ لكيلا لا أسطر لك جرائم الصوفية بأسلوب الشعراني، فخذ بكتابه، وطالع فيه أية ترجمة لصوفي، وثمت تطالعك الجريمة بوجهها الدميم الصفيق الغليظ المنكر» «هذه هي الصوفية» للشيخ عبد الرحمن الوكيل ص(107).
- ويروون عن الكعبة المشرّفة -زادها الله تعالى تكريماً وتشريفاً- أيضاً أن: «أبو الحسن محمد بن محمد جلال الدين البكري مِن أقطابهم والذي يضع لهم الصلوات ومنها صلاة الفاتح، يقول النبهانى: له كرامات، ويدلُّ على ذلك ما أخبرنا به الشيخ الكشكاوي، قال: رأيتُ الشيخ أبا الحسن البكري وقد تطور فكان كعبة مكان الكعبة، ولبس سترها كما يلبس الإنسان القميص…
أحمد الفاروقي السرهندي مِن أركان الطريقة النقشبنديَّة، يقول… كما يقول النبهاني: رأيتُ الكعبة المطهرة تطوف بي !…
المدعو أبو بكر العبدوك: تحدث معه شخص مِن أصحابه في أحوال الرجال وما أعطاهم الله تعالى إلى أن وصلَ إلى أن مِن الرجال مَن يطوف بالكعبة شرفها الله تعالى وهو جالس في مكانه، ومنهم مَن تطوف به الكعبة تشريفاً وتكريماً !.
قال التلميذ: فخرجتُ فوجدتُ الكعبة بهيئتها وصفتها التي أعرفها وهي طائفة حول دار الشيخ وفي أرجائها رجالٌ يترنَّمون بأصواتٍ طيَّبةٍ بأشياء، مِن جملتها: سبحانه وتعالى قد اصطفى رجالاً، دلَّلهم دلالاً…
ومما نقله الشعراني في تعظيم أئمَّتهم قوله عن أحدهم: كان يقول: لو كان الحق سبحانه وتعالى يُرضيه خلاف السنَّة لكان التوجه في الصلاة إلى القطب الغوث أولى مِن التوجُّه إلى الكعبة – يعني: هي تعبُّديَّة محضة، وإلا هذا أولى مِن الكعبة» «الرد على الخرافيين».
قلت: يلحظ اللبيب أنهم يعمدون إلى كل معظم عند الموحدين، فينسجون حوله الأكاذيب ثم ينزون على حرمته لبناء الأساطير ذات التهاويل لشياطينهم، وفي هذا هدم مبين لحقائق هذا الدين، العظيم المتين، المكين في قلب قلوب تقاة المتقين، وهنا يكمن البلاء، ومنشأ مجتمع الداء، فكن منه على وجاء، كان لله لن ولك لسائر المسلمين.. آمين.
- ومن صور سريان دائه إلى أتباعه: صدر الدين القونوي الرومي، تلميذ ابن عربي، قال المناوي: حكى عن نفسه أنَّه قال: «اجتهد شيخي العارف ابن عريى أن يشرِّفني ويوصلني إلى المرتبة التي يتجلى فيها الحق تعالى للطالب بالتجليات البرقيِّة في حياته فما أمكنه –يعني: في حياة ابن عربي- فزرتُ قبره بعد موته، ورجعتُ، فبينا أنا أمشي في الفضاء عند «طرسوس» في يوم صائف، والزهور يحركها نسيم الصبا فنظرت إليها، وتفكرت في قدرة الله تعالى وكبريائه وجلاله، فشرفني حبُّ الرحمن حتى كدت أغيب عن الأكوان. فتمثَّل لي روح الشيخ ابن عربى في أحسن صورة كأنَّه نورٌ صَرف، فقال: يا محتار! انظر إليَّ، وإذا الحقُّ -عز وجل- تجلَّى لي بالتجلِّي البرقي مِن الشرف الذاتي؛ فغبتُ عنِّي به فيه على قدر لمح البصر، ثمَّ أفقتُ حالاً، وإذا بالشيخ الأكبر بين يدي، فسلم سلام المواصلة بعد الفرقة، وعانقني معانقة شديدة، وقال: الحمد لله الذي رفع الحجاب وواصل الأحباب» «الرد على الخرافي محمد علوي المالكي».
- وابن عربي كما ذكر الإمام برهان الدين البقاعي -رحمه الله تعالى- «كان أصنع الناس في التلبيس؛ فإنه يذكر أحاديث صحاحاً ويحرفها على أوجه غريبة، ومناح عجيبة، فإذا تدرج معه من أراد الله -والعياذ بالله- ضلاله؛ وصل ولابد إلى مراده من الانحلال عن كل شريعة والمباعدة لكل ملة» انتهى. «تنبيه الغبي» ص(20) وانظر «موازين الصوفية في ضوء الكتاب والسنة» ص(53).
- ومن غرابة هذا المنهج- وكله غريب لمن تأمله- قول بعضهم -وله تعلق بباب الشدة الذي نحن بصدده: ” ذكر العطار عن أبي الحسن الخرقاني أنه قال: ” أن التَصَوّف عبارة عن الجسم الميت، والقلب المعدوم، والروح المحرقة “.
وأنه قال: ” إن الخلق كله مخلوق، والصوفي غير مخلوق، لأنه معدوم. أو أن الصوفي من عالم الأمر، لا من عالم الخلق” “تذكرة الأولياء” لفريد الدين العطار ﷺ 288 وما بعد ط باكستان، أيضا أحوال وأقوال شيخ أبي الحسن الخرقاني ( فارسي) الطبعة الثالثة 1363 هجري قمري إيران. نقلاً عن “التصوف المنشأ والمصدر” لإحسان إلهي ظهير -رحمه الله تعالى- (ص46)..
وأقول: نعم.. أي شدة على النفوس المؤمنة، والأبدان العابدة من زعم التصوف هذا. نعوذ بالله.. نعوذ بالله.. نعوذ بالله.
- ويؤكد هذا الأصل الباطل: الهروي عبد الله الأنصاري المتوفي 481 هـ: ” الزهد أصله تعذيب الظاهر بترك الدنيا” “منازل السائرين مع العلل والمقامات ﷺ 296 ط إيران 1361. نقلاً عن ” التصوف المنشأ والمصادر” للشيخ إحسان إلهي ظهير -رحمه الله تعالى- (ص86)
- هنا أضمر وما أظهر، غير أنه وأذياله وأشكاله باحوا بها تصريحاً لا تلويحاً بل وناحوا، فـ «قال كاهنهم الهالك نقشبند -أخمد الله تعالى ذكره-: «كفرت بدين الله، والكفر واجب» «المواهب السرمدية» ص(162) والنقل عن «النقشبندية» ص(72).
وقال الحلاج الخاسر المصلوب على الزندقة في «ديوان الحلاج» ص(34):
اقتلوني يا تقاه إن في قتلي حياتيومماتي في حياتي وحياتي في مماتيكفرت بدين الله والكفر واجبلدي وعـنـد المسلمــين قـبيـــحللناس حج ولي حج إلى مسكنيتهدى الأضاحي وأهدي مهجتي ودميإذا بلغ الصب الكمال من الهوىوغاب عن المذكور في سطـوة الذكـرفيشهد صدقاً حيث أشهده الهوىبأن صـلاة العاشقـين من الكفــرفصرّح كما هو واضح أمامنا بأنه قد كفر بدين الله تعالى بل لم يكتف بالتصريح بهذا الكفر، حيث قال بأن الكفر واجب عليه!!!. وقال أيضاً:
ألا أبلـغ أحبـائـي بأنــيعلى دين الصليب يكون موتيركبت البحر وانكسر السفينةولا البطحا أريد ولا المدينة«ديوان الحلاج» ص(85) انظر «مظاهر الانحرافات العقدية عند الصوفية»(1/330)
- وهذه كسابقتها في الثعلبية، شاهدة على عظيم المكر، وشدة الكيد بالشريعة وأهلها، إذ السياق عن الشريعة، وهي المعروفة في اصطلاحهم بـ «الظاهر» في مقابلة شريعتهم التي يعبرون عنها بـ «الباطن» ويصطلحون أيضاً على تسميتها بـ «الحقيقة».
وهنا قال: «أنه على شريعة من ربه وبينة منه، ولا يزن أحواله بميزان!! فقد تصدر من الشيخ صورة مذمومة في الظاهر» اهـ، وكان السياق موجب أن يقول «في الشريعة» غير أنه أتى بلفظ آخر، مجمل عند أهل الشريعة. محكم عند أرباب خرافة الحقيقة. وهكذا بذا التزييف والتدليس -كشأن كل مبتدع- يمررون باطلهم في نفوس أتباعهم، والله من ورائهم محيط.
هذا.. ولا يفوتنا التعليق على زعمهم أن «شيخه على شريعة من ربه»! وهذه فرية بلا مرية، ﴿ أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ﴾ [الأعراف:28 و يونس:68]. ﴿ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـذَا حَلاَلٌ وَهَـذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ ﴾ [النحل:116] فإذا انتفى الفلاح فيمن يتجاسر فيحلل حكما حراماً، أو العكس! فكيف من كفر بالشريعة جملة، بل قام من شقوته وحرمانه فحرّم الأخذ بها، استغناءً ببدعته ؟!!!
- نعم.. هذا قولهم بأفواههم، قال كاهنهم الشبلي –أخمد الله تعالى ذكره-: «التَصَوّف شرك؛ لأنه صيانة القلب عن الغير، ولا غير» انظر «كشف المحجوب» للهجويري ص(231) وما بعد. نقلاً عن «التصوف المنشأ والمصادر» ص(45).
- افترى كاهنهم الأحقر -أخمد الله تعالى ذكره- في تعريف القطب «الإله الصوفي» وعلاماته: «هي التحقق بمعاني جميع الأسماء الإلهية بحكم الخلافة، هو مرآة الحق تعالى، ومجلى النعوت المقدسة، ومحل المظاهر الإلهية، وصاحب الوقت، وعين الزمان، وصاحب علم سرّ القدر، وله علم دهر الدهور، كثير النكاح راغب فيه، محب للنساء» «الشيخ عبد الرحمن الوكيل وقضايا التصوف» للشيخ فتحي بن أمين عثمان ص(228). هذا بقي أن نذكر أنه ادّعى القطبية، وعليه فإنما هو يصف نفسه الجامحة الجانحة الجارحة للفضائل.
- وقد تقدم بالنقل عنه وأذياله أن القطب في حقيقته هو الله، فكيف يقول عنه أنه عبد الله؟ فهل القطب عبد أم رب؟! وهل معنى العبد هو معنى الرب؟ والسؤال للمعافين العقلاء.
- لقد كثر وفحش اسنهزاء هؤلاء بوعد الله تعالى ووعيده، وسخريتهم بالجنة والنار!!!
ومن ذلك قول كاهنهم الهالك أبي يزيد البسطامي -أخمد الله تعالى ذكره-: «ما النار! لأستندن إليها غداً، وأقول: اجعلني فداء لأهلها، وإلا بلعتها. ما الجنة! لعبة صبيان، ومراد أهل الدنيا» «ميزان الاعتدال» للحافظ الذهبي (2/246).
ولم يكتف هذا الهالك بذكر هاتيك المهالك، فازداد قبحاً، وقال فجرا، فاستهزأ بعظائم خلق الله تعالى، حيث زعم وهو كذوب: «أدخلني الله في الفلك الأسفل، فدورني في الملكوت السفلي وأراني الأرضين وما تحتها إلى الثرى، ثم أدخلني في الفلك العلوي، فطوف بي في السموات وأراني ما فيها من الجنان إلى العرش، أوقفني بين يديه فقال: سلني أي شيء رأيته حتى أهبه لك؟ فقلت: يا سيدي ما رأيت شيئاً أستحسنه، فأسألك إليه» «الإحياء» ص(375).
وهذا الكذاب الماكر المدعو الحلاج -أخمد الله تعالى ذكره- قبل سيئته ابن عربي، ينتظم قوله في تلكم السلسلة الشيطانية والعقيدة الإبليسية، فيفتري: «أريدك لا أريدك للثواب، ولكني أريدك للعقاب» «تاريخ بغداد» (8/116).
فاستجاب الله دعاءه، ومات ممجوجاً مصلوباً، عبرة لملاحدة التصوف على مر الدهور والعصور» والنقل بتصرف عن «مظاهر الإنحرافات العقدية عند الصوفية…» (3/998-1003) بتصرف.
- هذه البُديّة لا أعلم دليلاً عليها. أما فناء النار، فالصواب خلاف ما ذكر. ولكني أعجب من قوله «صورة النار» وهي حقيقة رهيبة مهيبة.
- في الوقت الذي يمجدون فيه دين المثلثة عبّاد الصليب، وغيرها، ويتخذونها إماماً لديانتهم، وخذ أي أصل يتبجح به التصوف، ثم ارجع إلى أصله تجده دين رهبان، أمتهوكون فيها يا أبناء الخرافة، وعشقة الهوى، ومحترفوا الابتداع، فالله تعالى الهادي.
- أقول فيما اعتقده في ابن عربي هذا وأشكاله ممن ابتدعوا في ديننا بدعاً كبارا، وكان لهم عبر الدهور آثار سوء عظام، وإن فحشت معتقداتهم وفشت، غير أنهم في الجملة يرجعون إلى إسلام، أوقعهم فيما وقعوا فيه جهل جاثم، أو تأويل تائه، من قبيل اللعب، وأمرهم إلى ربهم.
نعم.. مفردات بدعهم كفر، أيما كفر! غير أن هذا شيء والحكم على الأعيان شيء آخر؛ لما تقدم.
أما من أقيمت عليه الحجة منهم، وعاند وكابر، وعارض واعترض، بل آثر السيف، كالذين حرقهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أتباع ابن السوداء، ابن سبأ اليهودي -متقدم منهج الرفض- والحلاج الصوفي، والجعد الجهمي المتكلم، ونظرائهم فكفار، ولا كرامة؛ لقيام الحجة عليهم، وبيان المحجة لهم، من أهلها، بل وتكرارها.
والواجب الذي لا محيص عنه، الردّ على بدعهم بل ونسفها، ومحاربة أهلها المعاندين من مستطيع، صيانة للدين، وسلامة لعقائد المسلمين.
- «استمع إلى أولئك «المخمرين» بعد حلقات الذكر، تجدهم يتسابقون إلى القول بأنهم «يهود نصارى مجوس» والدراويش يصيحون من الفرحة الطروب «اكفر..اكفر يا مربي» «هذه هي الصوفية» للشيخ عبد الرحمن الوكيل ص(175-176).
- المقدمة، وفيها الباعث على الطرح.
- الموضوع: ترجمة شيطان التصوف الأكبر -ابن عربي- واختلاف الناس فيه.
- تتمة مهمة، فيها: بعض أقواله -أخمد الله تعالى ذكره- ورفض العلماء لها.
- فصل فيه: ذكر مفردات عقيدة ابن عربي على وجه التفصيل.
- أولاً: قوله في الإلهيات.
- ثانياً: قوله في النبوات.
- فصل: فيه ذكر الآثار المترتبة على عقيدة شيخ التصوف الأكبر ابن عربي.
- نصح : الله يدعو إلى دار السلام، وابن عربي يدعو إلى النار، يا له من حرمان! .
- الخاتمة.
محتويات الكتاب:
-
التصوف والتوحيد الخالص
حجم الكتاب: وسط
( قراءة ) -
الأنوار الكواشف والحجج الكواسر في إبطال الإمام القرطبي لبعض مفردات منهج التصوف السافر
حجم الكتاب: وسط
( قراءة ) -
هل خلق نبيّنا محمد ﷺ من نور؟
حجم الكتاب: صغير
( قراءة ) -
ذيوع المودة وشيوع المحبة في بيان صلة التصوف بالمحبة
حجم الكتاب: صغير
( قراءة )